[عندما يدقق المرء النظر في صورة المرأة السعودية كما تعرضها الصحافة السعودية يجد اختلافاً كبيرا بين ما تتبناه هذه الصحافة وما تطمح إليه المرأة، بل يجد تسطيحاً لصورتها ودورها ومشكلاتها، والكثير من المغالطات في حقها التي تصل إلى حد غمط دورها في بناء مجتمعها ومساهمتها فيه بشكل فاعل ومؤثر، والاكتفاء بالدندنة حول قضية واحدة تصر الصحافة على عدم تجاوزها، كحريتها المزعومة وحقها في التعبير عن نفسها، ورفع الوصاية عنها والكثير من الشعارات السمجة الجوفاء التي صارت باهتة وفقدت معانيها من كثرة الإلحاح عليها دون تفكير أو إرادة حقيقية في التفكير!
ولا تمل هذه الصحافة من لوك هذه الشعارات التي بات المجتمع ينفر منها ـ فضلاً عن المرأة ـ ولا يعيرها اهتمامه، غير أنها ـ الصحافة ـ تصر على فرض منطقها ووصايتها على نساء المجتمع؛ بل وعلى المجتمع بأسرة من خلال المنظور الذي تُصَدّر منه صورة المرأة في هذا المجتمع إلى الدنيا، وتأبى إلا أن ينصاع المجتمع بما فيه المرأة لما يراه هؤلاء الكتاب العباقرة!
لكن واقع الحال يقول : إن هذه الصحافة في واد والمرأة وشؤونها وهموماً في واد آخر.. ونحن حين نقول هذا لا نقوله مزايدة على المشوشين على صورة المرأة الحقيقية، إنما ينبع قولنا من الواقع الذي نراه أمامنا، فهاهي المرأة في كل المجالات بدء من رسالتها في بيتها وانتهاء بدورها في مناشط ومجالات العمل في مختلف قطاعات المجتمع..تؤدي دوراً مهماً لا غنى للمجتمع عنه، فمتى تتصالح الصحافة مع المرأة السعودية وتعبر عن احتياجتها الحقيقية، لا عن حاجات الذين يرونها متخلفة متأخرة ما لم تختلط بالرجال وتزاحمهم، وتقدم التنازلات تلو التنازلات. بل متى يترك الواهمون أوهامهم وينحازون إلى أهاليهم، ويقفون أمام المرأة وقفة إعزاز وإكبار لدورها فهي أمهم وأختهم وابنتهم وزوجتهم، متى يدفعونها للعمل والإنتاج الذي لا يمكن لغيرها القيام به، ويصدون عنها الأيدي العابثة التي تمكر بها وبمجتمعها، ولا يريدون لها إلا البوار والخسار؟
فهل يا ترى أنصفت الصحافة السعودية نصف المجتمع ؟