عمل الرجل هو التعامل مع جميع ا أجناس الحياة، فهو يمكن أن يكون زراعاً يتعامل مع الأرض، وبناءاً وما إلى ذلك من أشياء أخرى تناسبه ، و هذه الأشياء كلها لخدمة الإنسان، و الإنسان أرفع هذه الأجناس كلها.
و مهمة المرأة هي التعامل مع ذلك الجنس الراقي و هو الإنسان كزوج، و كجنين، كجنين في بطنها، و كوليد تحمله تعطي له المثل و التربية.
إذاً فالرجل يتعامل مع الأشياء التي دون الإنسان، و المرأة تعاملها الأساسي هو مع أرقى كائن ألا وهو الإنسان
و حين ننظر إلى طفولات الحيوانات نجدها كلها قليلة، و أطول طفولة هي الإنسان، الطفولة هذه هي ميدان عمل المرأة، و ما دامت الطفولة زادت فهي تزيد بقدر المهمة. و الحيوانات الأخرى مهمتها دون مهمة الإنسان، و طفولة الإنسان تتناسب مع مهمته، لأن مهمته عالية، فهو أرفع الأجناس على الأرض ليستطيع أن يمد بكل المبادىء و القيم و الأشياء على هذه المهمة.
من الذي يتعامل مع الطفل؟
الرجل يخرج إلى عمله، و الطفل مع أمه إلى أن يذهب إلى المدرسة في سن السادسة مثلاً، ففي سن السادسة يكون العقل فارغاً، و المثل تبدأ تملؤه. الأم إذا كانت مشغولة بأي عمل من الأعمال، يعني ذلك أنها ستتركه إلى راع، إلى خادمة مثلاً، و الخادمة قد تكون أمينة، و لكن لا يمكن أن يكون لها قلب الأم.
و قد قرأت في كتاب (أطفال بلا أسر) ، فقد وجدوا أن نمو الطفل متخلف لأنه يتعامل مع مربية، أما إذا كان الطفل في مجتمع مع أبيه، و مع أمه و إخوته المتفاوتين في الأعمار، و مع جدته وجده، فالطفل الصغير سيلتقط من كل جيل، و هذا سر القرآن في أنه قال: (( بنين وحفدة)) الطفل في هذا السن يتقبل من كل قطاعات الإنسان، القطاع الكبير، و المتوسط، و الصغير.
و المرأة مهمتها هي تعاملها مع أرفع الأجناس على الأرض، فمهمة المرأة، سكن للزوج، و بعد ذلك حضانة للأطفال، و هذا يعطيها أشرف مهنة في هذا الوجود، ويجب أن تأخذها المرأة بشيء من الفخر، و بشيء من الإعتزاز .
من كتاب المرأة في الإسلام للشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله
الروابط المفضلة