فى البدايه أود هنا أن أبارك للجميع عيد الفطر المجيد سائلا الله أن يعيده على وطننا وأوطان المسلمين بكل خير وغز ورفعه وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل الطامعين والحاقدين إنه سميع مجيب..
عيدى أنا لم يكن كعيد الناس ..لقد كان اسود حالك مظلم إختفت فيه كل مشاعر الفرح..لإن العيد بدون وجود النحله العظيمه ليس له طعم ولالون ولارائحه..
لقد كانت نحلتنا هى كل شيىء فى حياتنا ..كنا نتنفس من أجلها وكنا نصحو لنرضيها وكنا نكبر لنراعيها ..
كانت النحله أيضا تعيش من أجلنا تأتمر بأمر ربها الذى أوحى إليها ماأوحى كما أوحى لغيرها من عباده وخلقه..
كانت النحله تعلم بما لانعلم فهى من عباده الصالحين ..وبدأت القصه كلها عندما ذهبت وكعادتها إلى مكه المكرمه لتقضى الشهر كله وفى اليوم العشرين ليله الواحد والعشرون من الشهر وبعد أن صلت التراويح والقيام أصابتها كدمه بسيطه فى كتفها ألأيسر مما دعانا إلى نقلها إلى الدمام وهى غير راضيه عن فعلتنا تلك..وكأنها كانت ترغب أن تلقى الله فى مكه وعلى صحن البيت وبجوار الكعبه ..ولكن الله سبحانه قد قدر لها أمرا لم تكن تعرفه هى..وبعد مكوثها فى المستشفى مده يومين إلتقت فيه بكل أجبابها وكل من عرفها ذهبت إلى بيتها وليله السابع والعشرون من رمضان قامت بأمر غريب فقد جمعت فى النهار كل العاملين فى البيت وصرفت لهم مرتب شهرين مقدما وقدمت لهم العيديه وفى المساء قدمت العيادى لبناتها وللأيتام الذين ترعاهم ومساء ألأربعاء كانت تحدثنى فى أمور كثيره وطلبت منى الحضور يوم الخميس لمناقشه أمور ألأسره والترتيب للعيد..وكنت أشعر بأن صوتها لم يكن طبيعيا وهى تطمئننى بأنها بخير وقبل الفجر تم نقلها إلى المستشفى ووصلنى الخبر قبل أذان الفجر ..كانت تقول وهى فى كامل قواها ووعيها (لقد دنت المنيه) وتردد (أشهد أن الموت حق)(واشهد أن الله حى لايموت) واشهد ألا إلاه إلا الله وأن محمدا رسول الله)..ثم أغمضت عيناها وهى تقول (إننى أرى مالاترونه ياأولادى) أوصيكم بالتكاتف ورعايه بعضكم لبعض وفاضت روحها الطاهره بعد أربع ساعات فقط ..
وسبحان الله فقد نزلت على قلوبنا طمأنينه وإيمان بالقدر مالم نكن نتحمله لولا رحمه الله بنا..
قد يستغرب البعض لماذا أسميتها (نحله) والحقيقه أن والدتنا يرحمها الله ويرحم أمواتنا جميعا كانت فعلا مثل النحله ..لم تأكل سوى طيب ولم تطعم أحدا سوى طيب وعندما هوت لم تخدش أو تكسر شيئا..والنحله تأكل الطيب ونأكل منها الطيب ..
نعم والدتى التى كنت أناديها دائما (ياعسل) كانت نحله فى شكل إنسانه ..
أعذرونى فلربما أشقيتكم فى مقالى هذا ولكن مابداخلى وبداخلل أشقائى وشقيقاتى كبير فقد تيمتنا فعلا بعد أن غابت النحله..
الروابط المفضلة