بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
--------------------------------------------------------------------------------
قالت: إن التي تطالب بقيادة السيارة تكف نعمتها بيدها, فالمرأة في الغرب تتمنى أن تـكفى كثيرا من المسؤوليات فالمرأة لدينا معززة مكرمة أما وأختا وزوجة وابنة, والمرأة لدينا مكانتها عظيمة في القلوب لها من الاحترام والتوقير طالما احترمت نفسها وقدرت أمانتها.
لله درك
كلمة سمو ولي العهد
القول الفصل في النظرة الحقيقية لمهمة المرأة
اطلعت على مقالات وزوايا حول خطاب سمو ولي العهد حول "المرأة" وقد طارت كلماته في الأفق حيث كانت كما قال الشاعر:
فوافق قلبا خاليا فتمكنا
ولكن الذي يظهر من هذه المقالات أنها ليست من قلوب خالية تفهم بتجرد, وانما تريد أن تجير الخطاب لخدمة ما تراه من توجهات وأفكار.
والذي يقرأ خطاب سمو ولي العهد ويعرف نظرته لمهمة المرأة يتعجب من مذاهب المفسرين والمعلقين, ولكن لعل ثم أناس يبحثون لهم عن مدخل يهجمون من خلاله على المرأة السعودية.. والسعودية بالذات لأنهم لا يزالون يغصون بحشمتها والتزامها ومحافظتها وتقديرها لحجابها, ويغيظهم بعدها عن مظان الاختلاط والريبة, ويحاولون تحت دعاوى اقتصادية لا سند علميا لها لإخراجها من مملكتها لتصبح مشاعا لهم, وهؤلاء إن احسنا الظن بهم يجهلون مصلحة المرأة بل ويعرضون المجتمع للدمار.
إنني حينما أقرأ كلمات سمو ولي العهد مثل قوله "إن قيادة هذا الوطن لن تسمح لكائن من كان أن يقلل من شأنها أو يهمش دورها الفاعل في خدمة دينها وبلادها.." أفهم من ذلك أن اولئك الذين يعتبرون تربية المرأة للجيل والقيام بشؤون الأسرة حنانا وعاطفة وعطاء لا قيمة له, إنما يقللون من شأنها ويهمشون دورها الفاعل, وكذلك تعليمها لبنات جنسها أو السهر على راحة النساء تطبيبا وتمريضا ورعاية ويعدونها أمورا لا تليق في القرن العشرين انما يستهينون بعطاء بنت هذه البلاد وهذا أمر مرفوض عنده.
إن العمل في المصنع يمكن أن تقوم به آلة أو عامل آدمي يتعرض للارهاق ويكابد الاجهاد والعمل المتواصل المتعب, أما المرأة فمن لنا بآلة تفيض حنانا وصدقا ورحمة ومودة؟
اتذكر حينما قرأت هذه الكلمات لسمو ولي العهد تلك الزيارة واللقاء الأخوي بسمو الأميرة حصة الشعلان حرم سموه وقد تجاذبنا أطراف الحديث حول بعض القضايا ومنها قيادة السيارة فقالت: إن التي تطالب بقيادة السيارة تكف نعمتها بيدها, فالمرأة في الغرب تتمنى أن تـكفى كثيرا من المسؤوليات فالمرأة لدينا معززة مكرمة أما وأختا وزوجة وابنة, والمرأة لدينا مكانتها عظيمة في القلوب لها من الاحترام والتوقير طالما احترمت نفسها وقدرت أمانتها.
وأدرك سمو ولي العهد أن المرأة في هذه البلاد مستهدفة لأنها تطبق شرع الله فأصبحت منظمات حقوق الإنسان الغربية تطالب المرأة السعودية باللحاق بالمرأة في الغرب وتغافلت عن الجحيم الأسري والفقر العاطفي والأنوثة المسروقة التي تعاني منها النساء في العالم إلا من استمسكت من الله بحبل متين, ولذا قال: "لن نسمح أن يقال إننا في المملكة العربية السعودية نقلل من شأن امهاتنا واخواتنا وبناتنا ولن نقبل أن يلغى عطاء نحن أحوج الناس اليه" إنه عطاء الحنان والسكن والدفء والسعادة الذي تمتلك منه المرأة الكنوز العظيمة.. وإن اولئك الذين يقللون من عمل المرأة في بيتها ليخرجوها عاملة في سنترال أو موظفة في مكتب اشتراكات أو جرسونة في مطعم أو مضيفة تخدم المسافرين بدل أن تخدم أولادها وزوجها وطاهية في مطعم بدل أن تطعم زوجها بيدها وأولادها وتكون هي آخر من يأكل انهم يجنون على مجتمعنا وهم أخطر عليه من ريح عاصفة تذهب بدنيا زائلة.
إنني أعرف ويعرف غيري عن سمو ولي العهد إبعاده للمرأة عن المواطن التي تمتهن فيها كرامتها, كما نجزم أنه يدرك المهمة السامية لعمل المرأة الأساس في منزلها ومملكتها.
وأما فتح المجال للمرأة فهو مفتوح فيما لا يتعارض وطبيعتها من تدريس وتعليم وطب, فالمطلوب التوسع في افتتاح المستشفيات النسائية الخاصة وكذلك الأسواق النسائية المغلقة والمشاغل التي امتلأت بالوافدات الكافرات فالرياض على سبيل المثال يوجد بها اكثر من 4000 مشغل وهذا معناه ما لا يقل عن 12000 وظيفة للمرأة.. والرئاسة تحتاج متخصصات في الحاسب الآلي فالمطلوب تدعيمها بالوظائف حتى تقوم المدارس بأداء مهمتها بالشكل المتطور الذي يتناسب والتقدم التقني. ولكن هل من الدين والأخلاق أن تفتح أبواب للمرأة في وقت بلغت فيه نسبة العاطلين عن العمل رقما يحتاج الى ايجاد الحلول السريعة له, وهل من المعقول أن نعرض الشباب للفتن في ظل منابر اثارة الغرائز.
وهل من الفطرة أن نخرج المرأة من وظيفتها الأساسية ونقول لها ان المجتمع لا يمكن أن يسير على ساق واحدة, وأي ظلم وبخس لحقوقها وتجن على جهودها وتقليل من شأنها أعظم من هذا.
ومن هنا كانت المرأة شقيقة الرجل تحمل شقا ويحمل شقا , أما إذا استوت في العمل والوظيفة والخروج في كل حال فما تسمى بشقيقة وانما تسمى "رجلا "!!
إن عطاء المرأة في بيتها ليس له حدود وهو سبب رئىس من أسباب تدني مستوى الجريمة لدينا بالاضافة للفصل التام ومنع الاختلاط والحفاظ على التستر الكامل فكلها دعائم قوية للأمن العام, وتكثر الاشكالات عندما تحصل التجاوزات ويسمح بالاختلاط, فهنا ينتشر الفساد وينقص الأمن الاجتماعي, ولدينا أقل نسبة في العالم في جرائم الاغتصاب والزنا واقل حوادث قتل وسرقة.. فرفقا بنا أيها الناس واياكم ومتابعة أهل الأهواء, والشرع المطهر أعظم من أن يمتهن المرأة, ولا تستهينوا بعطائنا العاطفي فأنتم أحوج الناس اليه في أوقات صحتكم ومرضكم وهنائكم وكدركم وانظروا الى الدعوات المتزايدة في الغرب لعودة المرأة الى بيتها.
حفظ الله لهذه البلاد أمنها واستقرارها ووفق قادتها للعمل بشرع الله القويم فهو الشفاعة لهم يوم لا يملك أحد لأحد شيئا والأمر يومئذ لله.
د. رقية بنت محمد المحارب
كلية التربية للبنات بالرياض
منقول للفائدة
محبتكم سمى
الروابط المفضلة