السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحوار هو ناتج تفاعل رأيين مختلفين أو أكثر ،، و حتى حوار النفس مع النفس لا يتم لو لم يوجد تضارب أو ربما صراع بين الأفكار و الهواجس ،، إذن فاختلاف الآراء هو الدافع الرئيسي للحوار ،، و لكن نرى أنه في كثير من الأحيان يكون اختلاف الآراء دافعاً للجدال و العراك لدرجة نصل فيها لمرحلة اللاحوار ،،، فلماذا و رغم تطابق الدافع تتأرجح نقاشات بني البشر بين النقيضين ،، بين الحوار و اللاحوار ؟؟
الخلل إذن ليس في الدافع ،، الخلل هو في ردة الفعل الصادرة عنا عندما نواجه ذلك الدافع ألا و هو اختلاف آراء الآخرين عن آرائنا ،،، فنجد البعض يرفض الرأي الآخر لمجرد كونه رأياً آخراً ،،، بل و يرمي أصحاب أصحاب الآراء المخافة بالجهل و الغباوة و يورد آراءه و كأنها حقائق مثبتة لا تحتمل الخطأ و هنا نصل إلى مرحلة اللاحوار ،، فمن يُرمى بالجهل و الغباوة بالتأكيد سينفعل – و هذا حقه- و سيتشبث هو الآخر برأيه ،،، و سيصم الطرفان آذانهما عن عن سماع الآراء المخالفة ،،، و يتحول الحوار إلى مهاترة بين الطرفين ،، و كما أن الحوار يحتاج إلى أكثر من طرف كذلك هي المهاترة أو اللاحوار ،، رغم اتساع الفارق بينهما
و رغم كل ما سبق ذكره تلك الفئة تدعي إجادة الحوار ،، ربما الحوار في نظرهم هو عبارة عن رأي واحد مطابق لآرائهم يهلل له الجميع و يصفقون ،،، و لكني أصنف هذا أيضاً تحت خانة اللاحوار ،، فكما أسلفت الحوار هو تفاعل بين الآراء و ليس ترديداً لنفس الرأي كالببغاوات
إذن الحوار هو رأي و رأي آخر ،، و يجب على من يريد الحوار أن يقنع نفسه بحق الآخرين في مخالفة رأيه ،، و أن يحترم تلك الآراء حتى و إن تناقضت مع رأيه ،، بل يجب أن يناقشها بموضوعية و حياد و أن يحاول إقناع الطرف الآخر بما يراه صواباً ،، و أن يسمع لآراء الآخرين فربما يكون رأيهم هو الصواب الذي غاب عنه
الحوار يتطلب الوضوح والموضوعية والحياد كما يتطلب احترام الرأى الاخر واصحابه
منقول
تحياتى
اختكم فى الله ام دنو
الروابط المفضلة