( يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) .
.
.
يحبهم هذا عجيب ، لأنه غني عنهم ، وهم فقراء إليه ولا يعتمد عليهم ويعتمدون عليه
ولا يطلب شيئا ً منهم وهم يطلبونه في كل شيء.
وعجيب أن يحبهم وهم مخلوقون ، وهو الذي خلق ، ومرزوقون وهو الذي رزق .
ويحبونه ليس بعجيب ، فقد صورهم وهم أجنة ، ثم أخرجهم من بطون أمهاتهم وله المنة
ثم هداهم بالكتاب والسنة .
ويحبونه ، لأنه أعطاهم القلوب والأسماع ، والأبصار ، وسخر لهم الشمس والقمر والليل والنهار
وحماهم من الأخطار في القفار والبحار .
ولو قال : يحبهم ، وسكت لتوهم منهم الجفاء
ولو قال : يحبونه ، وسكت لقيل ليس لهم عنده احتفاء
فلما قال ..
( يحبهم ويحبونه )
تم الوداد والصفاء ، وظهر الوفاق والوفاء .
د. عائض القرني
الروابط المفضلة