<DIV align=center><FONT size=6>تحت راية القرآن<BR></FONT></DIV>
<DIV align=center>( 1 ) </DIV>
<DIV align=center> </DIV>
<DIV align=center>بسم الذي أنزلت من عنده السور </DIV>
<DIV align=center> </DIV>
<DIV align=center> ما نكون في شأن من شؤون الدعوة .. ولا نكتب في أمر من أمورها </DIV>
<DIV align=center> </DIV>
<DIV align=center> إلا كان القرآن رائدنا .. ذلك بأن القرآن هو دستور الدعوة ومصدر هدايتها </DIV>
<DIV align=center> </DIV>
<DIV align=center>ومائدة الله لعباده المؤمنين .. ونوره المنزل من عنده على رسوله الأمين .. وما تكلم متكلم </DIV>
<DIV align=center> </DIV>
<DIV align=center> ولا دعا داعي إلى الربانية ؛ بأحسن من الدعوة إلى مصدر هذه الربانية التي ننشد ،وأساسها </DIV>
<DIV align=center> </DIV>
<DIV align=center>الذي تبنى عليه ؛ كلام ربنا عز وجل ؛ القرآن العظيم ، الذي منه أخذنا نسب ربانيين </DIV>
<DIV align=center> </DIV>
<DIV align=center>وعلينا أن نعيش حول مائدة الرحمن ، إن أردنا تناوش الربانية من مكان قريب </DIV>
<DIV align=center> </DIV>
<DIV align=center>فالقرآن دستورنا وهو برحمة الله شفيعنا </DIV>
<DIV align=center>
<HR style="WIDTH: 530px; HEIGHT: 2px">
<BR></DIV>
فالحياة مع القرآن هي الحياة مع الله ؛ فالقرآن الحبيب كتاب الله المنزل ، وكلامه الموجه للإنسان إلى نفسه وقلبه وفكره وروحه ، وهو حديث متصل من الله تعالى ؛ يصفه بأسمائه وصفاته وأفعاله ... يصفه بقدرته المعجزة ، ورحمته الواسعة ، وعلمه الشامل ، يصفه بكبريائه وجبروته يصفه بمغفرته وحلمه ومعيته ورقابته ... يصفه بكل ما تستطيع النفس البشرية أن تدركه من صفات الكمال والجلال .
وحين يعيش المسلم مع القرآن فهو يعيش مع الله تعالى ؛ سواء حين يحس برحمته الواسعة وفضله الغامر الذي يتناوله بالرعاية ؛ فيرسل إليه رسوله الحبيب ـ عليه الصلاة والسلام ـ ويقرئه كتابه المنزل يهدي به نفسه ويلمس مِنَـة الرب عليه : ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) ( 1 ) أو حين يتتبع الحديث المتصل في القرآن الكريم عن الله سبحانه وتعالى ، وما أسبغه عليه من النعم الظاهرة والباطنة ، يلمس ذلك بحسه ؛ إذ يسمع قول ربنا عز وجل : ( الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خلق الإنسان * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) ( 2 ) .
{ بهذا الرنين الذي تتجاوب أصداؤه الطليقة المديدة المدوية في أرجاء هذا الكون وفي جانب هذا الوجود . الرحمن : بهذا الإيقاع الصاعد الذاهب إلى بعيد يجلجل في طبقات الوجود ويخاطب كل موجود وتلفت على رنينها كل كائن ، وهو يملأ فضاء السماوات والأرض ، ويبلغ إلى كل سمع وإلى كل قلب ، ويسكت . وتنتهي الآية . ويصمت الوجود كله ، وينصت في ارتقاب الخبر العظيم ، بعد المطلع العظيم ، ثم يجيء الخبر المرتقب ؛ الذي يخفق له ضمير الوجود ... علّم القرآن ... هذه النعمة الكبرى التي تتجلى فيها رحمة الرحمن بالإنسان .. القرآن .. الترجمة الكاملة لنواميس هذا الوجود ومنهج السماء للأرض ؛ الذي يصل أهلها بناموس الوجود ، ويقيم عقيدتهم وتصوراتهم ، وموازينهم ، وقيمهم ، ونظمهم ، وأحوالهم : على الأساس الثابت الذي يقوم عليه الوجود فيمنحهم اليسر والطمأنينة والتفاهم والتجاوب مع الناموس .
القرآن الذي يفتح حواسهم ومشاعرهم مع هذا الكون الجميل ؛ كأنما يطالعهم أول مرة ، فيجدد إحساسهم بوجودهم الذاتي ، كما يجدد إحساسهم بالكون من حولهم ، ويزيد فيمنح كل شيء من حوله حياة نابضة تتجاوب وتتعاطف مع البشر ؛ فإذا هم أصدقاء ، ورفاق أحبة ، حيثما صاروا ، أو أقاموا طوال رحلتهم على هذا الكوكب ! . القرآن : الذي يقر في أخلادهم أنهم خلفاء في الأرض ، أنهم كرام على الله ، أنهم حملة الأمانة ... فيشعرهم بقيمتهم التي يستمدونها من تحقيق إنسانيتهم العليا } ..( 3 )
__________________________
( 1 ) (آل عمران:164)
( 2 ) ( الرحمن : 1/4 )
( 3 ) الظلال : 6/3446
يتبع إن شاء الله
الروابط المفضلة