كان الالم يئن بين جنبات روحها الكسولة
أقفلت قلبها من كل ما من شأنه ان يزحزح عنها ذكرى لهوها وحلقات
يومها الممتلئة بجنون الهوى الزاخر بالاحلام
هي والصديقة الجديدة .
.
لم تعد تذكر كل تفاصيل صديقتها الوفية ، التى كانت تحنّ الى لقائها
اليوم سوف تأتى من تنتظر جديدها ، أرتجف قلبها على رنين الهاتف
المحمول ، الحزن يسكب العبرات على خبر المفأجاة التى كانت تحملها المكالمة
هى: لم أعد أطق هاتفى ، ولا غرفتى، ولا كتبى، ولا حتى رسائل صديقتى ،
أرغب بالهروب من مفأجاة القدر لا أستطيع ان أصدق كل مايدور حولى ،
أين الجديد ؟
أين الشوق والحلم بالحب ؟
أين المواقف الجميلة ؟
والحياة المؤرقة ؟
والصبا وكل مايروق لنا ؟
الجديدة توفيت
.
والدتها : يجب أن نسارع الآن الى قضاء ما فات عليها من صيام ، ونكثر لها الصدقة .
هي : صيام ، صدقة ؟
لم تكترث لقول والدتها كثيرا ؟ هى تعلم أن أمرهما لم يكن يقتصر على صيام قد مضى وصدقة
لا تلقى لها بالا ..
فالامر يوم ان خلى من الصلاة ، كان نذارة مادون ذلك
(ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )
.
كان يومها يسير كسائر أيام حزينة تمرّ في حياة من يعيش يرقب الهوى ، ويستنئس
بالغد الطويل ، لا يرقب يوما كيوم صديقتها ، يفتعل الحزن كذبا ووهما.
لم تعد تذكر بعد يومين فقط ماكان قبل مؤلما ومثيرا ،وتعود لتنسج الوهم الذى يسعد حياة
مكلفة ومرهقة .
.
تضج أرجاء الغرفة برنين هاتفها المحمول ، الصديقة الوفية كانت تطلب الرقم باصرار،
والهاتف لايجيب ، الصديقة : لابد أنها تعتب عليّ لكثرة مشاغلي ، لماذا لا تردّ ؟ لم تكن
هى من يؤجل رنين هاتفها لهذة المدة لم يكن هذه المرة الا مفأجاة القدر الذى لم تكن تحلم بلقاءه
الفتاة توفيت .
هل يوم ان لقيت هى من يفي عنها بصدقة وصيام ستجدين ياحبيبتى من يفئ عنك يوم أن يفأجاك القدر ؟
هل يوم ان وفت لها هذه الصديقة بصيام وصدقة ، هل ستجد من يفي عنها صلاتها ؟
ثم يوم أن الصلاة كانت أول ماستحاسبين عنه ، هل كانت الصديقة الناصحة الوفية التى تدلّك على الخير هى أول من ستقبلين بها ؟
وهل ستؤثرينها عن ماسواءها حتى يوم أن يفأجاك القدر تجدين من يعرف حقيقة الوفاء ؟
ملف هميّ دعودتى
الروابط المفضلة