السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه عودة اخواتي لإكمال مابدأناه :
سليمة هذه الفتاة الصغيرة التي اختارت الأسلام طريقا لها وفضلته على مغريات الحياة المفتوحة امامها بكل فنونها وشهواتها ، فهي ليس ممنوع عنها كل شيء لكن نفسها الطاهرة أبت الا الإسلام والإيمان ، اختارت الطهر والفضيلة والعفة والشرف ، اختارت طريق الله ، الله اكبر ... الله اكبر ... الله اكبر .
في احدى الايام وحيث كنا جالسين في المسجد وكنت احدثها عن قصة الصحابي عبدالله ذو البجادين وكم هو وجه الشبه بين القصتين .
فرأيتها قد سمت روحها وكأنها تطير حرة في الفضاء ثم قالت لي سوف ادعو امي وابي للأسلام . حاولت معها بأن لا تتسرع لكنها ابت واصرت .
وفعلا صدقت لقد اخبرت والديها بإسلامها واخذت تحدثهم عن الأسلام وكأنها تعرفه من سنين ... وهنا حدث ماليس في محسوبها !!!
حيث اندهش اهلها ولم يكن احد منهم ان يتوقع اسلامها ، وبدأ اعلان الحرب عليها ، فهامت على وجهها .
لم يكن من عادات الألمان او الغربيون بصورة عامة مراقبة بناتهم وسؤالهم اين يخرجو حتى لو يبقون خارج البيت حتى الصباح .. اما سليمة فبعد اسلامها وعلم والديها بذلك اصبحت تراقب وبشدة عند خروجها واحيانا تمنع من الخروج .. ليس هذا فحسب بل اعلنوا الحرب على حجابها ايضا فكانت تضعه في الحقيبة وتخرج من البيت وعندما تبتعد عنه ترتديه .
وقد سألت أحد الشيوخ الذين استضفناهم في مسجدنا عن مسألة هروبها الى بلد اسلامي كي تمارس اسلامها بحرية ، فلم يوافقها الشيخ على هذا وقال لها انت صغيرة وفتاة ولا يجوز لك السفر والإقامة في بلد من غير محرم فاصبري واحتسبي .
وفعلا قررت الصبر واختارت الجهاد في الحفاظ على اسلامها طريقا لها ولم تكن حزينة بل كانت في غاية السعادة ، سبحان الله كم هو عظيم ديننا فإن الجهاد في سبيله له لذة وحلاوة لا يعرفها الا من ذاقها .
بقيت الحبيبة سليمة على هذا الحال ، تحتمل اذى والديها وحربهم لها ومراقبتهم لها واحيانا كثير يستهزئون بها وبكلامها فتبكي من شدة الألم .
تعيش غربتها وهي في بلدها وبين اهلها ، انها غربة العقيدة والدين .
لم تترك الدعاء ، ولجأت الى الله في كل ماتتألم صارت تشكي المها لربها فقط .
كم انت رحيم ياربنا ... وحكيم
لقد تعرفت سليمة على عائلة مسلمة ماليزية وسافرت معهم الى ماليزيا ،
هذه العائلة لم يكن لهم ابناء فاتخذوا سليمة لهم بنتا والتحقت سليمة هناك بمدرسة لدراسة اللغة العربية
والدين الإسلامي .
وهي مازالت هناك الآن ... لقد بعثت لها رسائل كثيرة اسئلها عن حالها
فتقول لي انا سعيدة جدا بوالديي الجديدين ، وانا الآن امارس ديني بكل حرية
متحجبة اصلي واصوم والحمد لله ...
وصلنا اخواتي الى النهاية ... فحتى لقاء آخر مع ملتزمة اخرى اتمنى لكم اطيب وامتع الأوقات
وتقبلوا مني اطيب تحية
الروابط المفضلة