هل تعتقدين أن زوجك لا يقبل النصيحة عناداً منه وإباءً ؟
لا أعتقد ذلك......
فالزوج ، حين يرفض نصيحة زوجته ؛ لا يرفضها لذاتها ، في الأغلب ، إنما يرفضها للأسلوب الذي قيلت فيه .
ولأضرب لك مثلاً :
الجو خارج البيت شديد البرودة ، غزير المطر ، وزوجك يريد الخروج للسهر عند أحد أصدقائه المقيمين في مكان بعيد عن بيتكما...وتريدين أن تنصحيه بالبقاء في البيت . فهل تقولين له :
- مجنون من يخرج في هذا الجو !
أو :
- إذا أردت أن ترجع مريضاً فاخرج الآن .
أو :
- لو كنت أنا التي طلبت منك أن نخرج الآن لما خرجت .
إن مضمون النصيحة صحيح والغاية منها مقبولة ومعقولة ، ولكن الأسلوب الذي عرضت فيه يدفع زوجك إلى الرفض ..عناداً أو مكابرة أو غير ذلك .
ففي العبارة الأولى اتهام للزوج بالجنون ، وفي الثانية تهديد له بنتيجة ضاره به ، وفي الثالثة محاولة للإحراج والإدانة وتسجيل موقف .
وكان يمكن للزوجة أن توصل نصيحتها لزوجها في أسلوب آخر يجعله متقبلاً لها واكثر قناعة بها .
ولأضرب لك أمثلة :
-لو خرجت في هذا الجو فسيبقى بالي مشغولاً عليك حتى تعود .
-أخشى عليك المرض إن خرجت في هذا الجو البارد .
-أجل الزيارة إلى وقت آخر يكون فيه الجو أفضل .
-الأولاد مشتاقون إليك ويريدونك أن تجلس معهم اليوم .
ففي العبارة الأولى أظهرت خشيتك عليه وجعلت سبب رغبتك في عدم خروجه منطلقاً من حرصك على سلامته وهذا يجعله مستمعاً للنصيحة ومتقبلاً لها حتى وإن لم يعمل بها .
كذلك العبارة الثانية أظهرت فيها حرصك على صحته .. وخشيتك من أن يسبب له المرض خروجه في هذا الجو البارد .
وفي العبارة الثالثة أكدت له أنك لا ترفضين زيارته صديقه من حيث المبدأ.. ولكنك تطلبين منه تأجيلها إلى وقت يكون الجو فيها أفضل من جو اليوم .
أما العبارة الرابعة ففيها إثارة لعاطفة الأبوة في نفسه وتحريك لمشاعر الحنان تجاه أولاده الذين يفتقدونه ويريدون الجلوس معه .
إن كثيراً من الطلبات المتبادلة بين الزوجين .. لا تلقى قبولاً منهما لا لمضمونها إنما للأسلوب الذي صيغت فيه .
بل إن هذا الأمر ليس قاصراً على مابين الزوجين فحسب ؛ بل هو يشمل كل مافي الحياة من قضايا ودعوات .
ولهذا قال اللّه تعالى مخاطباً نبيه الكريم صلّى اللّه عليه وسلّم ولو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك )
فكري قبل أن تطلبي من زوجك شيئاً وراجعي صيغة الطلب في نفسك قبل أن تعلنيها على لسانك .
واللّه يوفقك ويرعاك ويديم المودة بينك وبين زوجك .
قالت لي جدتي ( محمد رشيد العويد )
الروابط المفضلة