مالفرق بيننا وبين الغرب ؟؟
كانت جارتنا عجوزاً يزيد عمرها علىالسبعين عاماً .. وكانت تستثير الشفقة حين تُشاهَد وهي تدخل وتخرج و ليس معها من يساعدهامن أهلها وذويها .. كانت تبتاع طعامها ولباسها بنفسها .. كان منزلها هادئاً ليس فيه أحد غيرها، و لا يقرع بابَها أحد .. وذات يوم قمت نحوها بواجب من الواجبات التي أوجبها الإسلام علينا نحو جيراننا ، فدهشت أشد الدهشة لما رأت، مع أنني لم أصنع شيئاً ذا بال ، ولكنها تعيش في مجتمع ليس عملُ خير، و لايعرف الرحمة والشفقة ، وعلاقة الجار بجاره لا تعدو في أحسن الحالات تحية الصباح و المساء .
جاءت في اليوم الثاني إلى منزلنا بشيء من الحلوى للأطفال، و أحضرت معها بطاقةمن البطاقات التي يقدمونها في المناسبات ؛وكتبت على البطاقة عبارات الشكر والتقدير لماقدمناه نحوها ، وشجعتُها على زيارة زوجتي ،فكانت تزورها بين الحين و الآخر ، وخلال تردادها على بيتنا عَلِمَتْ أن الرجل في بلادنا مسؤول عن بيته و أهله، يعمل من أجلهم،ويبتاع لهم الطعام و اللباس ، كما علمت مدىاحترام المسلمين للمرأة سواء كانت بنتاً أوزوجة أو أمّاً ، و بشكل أخص عندما يتقدم سنها ،حيث يتسابق و يتنافس أولادها و أبناء أولادها في خدمتها و تقديرها .. و مَنْ أعرض عن خدمة والديه وتقديم العون لهما كان منبوذاً عندالناس.
كانت المرأة المسنة تلاحظ عن كثب تماسك العائلة المسلمة : كيف يعامل الوالدأبناءه , وكيف يلتفون حوله إذا دخل البيت ,وكيف تتفانى المرأة في خدمة زوجها .. وكانت المسكينة تقارن ما هي عليه وما نحن عليه ..كانت تذكر أن لها أولاداً وأحفاداً لا تعرف أين هم , ولا يزورها منهم أحد , قد تموت وتدفن أوتحرق وهم لا يعلمون , ولا قيمة لهذا الأمرعندهم , أما منزلها فهو حصيلة عملها وكدهاطوال عمرها .. وكانت تذكر لزوجتي الصعوبات التي تواجه المرأة الغربية في العمل , وابتياع حاجيات المنزل , ثم أنهت حديثها قائلة :
إن المرأة في بلادكم (ملكة ) ولولا أن الوقت متأخرٌ جداً لتزوجت رجلاً مثل زوجك ,ولعشت كما تعيشون .
ومثل هذه الظاهرة يدركها كل من يدرس أو يعمل في ديار الغرب , ومع ذلك فلا يزال في بلادنا من لايخجل من تقليد الغربيين في كل أمر من أمور حياته , ولا تزال في بلدان العالم الإسلامي صحف ومجلات تتحدث بإعجاب عن لباس المرأة الغربية , وعمل المرأة الغربية ,والأزياء الغربية , والحرية التي تعيش في ظلهاالمرأة الغربية!
اللهم لك الحمد أن أنعمت علينابنعمة الإسلام.
الروابط المفضلة