بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع هام بالفعل وحيوي .. بارك الله فيكِ ..
أقول :
ليس بالضرورة أن يكون ما يعتري أبناء الدعاة والداعيات من إفراط أو تفريط في أمور الدين .. هو نتاج إهمال من أولياء أمورهم .. وإن كان ذلك حال بعضهم .. بيد أنه ليس حال الجميع ..
بل قد يكون مردٌّ ذلك إبتلاءٌ من الله لهم وأمتحان لمدى صبرهم وإحتسابهم ..
أيتها الفاضلة :
نوح عليه السلام .. نبي من أنبياء الله .. بل هو أحد أولي العزم من الرسل .. وله منزلته وشأوه عند الله عز وجل .. وعلى الرغم من كل ذلك .. كان ابنه كافراً حتى آخر لحظة من حياته .. ناداه أبوه أن أركب معنا .. لكنه أبى .. فهلك على كفره .. وهذا يا رعاكِ الله من أشد الإبتلاء .. أن يُبتلى العبد في فلذة كبده وحِبِّه .. وعلى قدر الإيمان يكون الإبتلاء .. وعلى قدر الإبتلاء يكون الأجر والمثوبة من الله ..
إذاً .. فليس الأمر متعلق بتهاون الدعاة بنصح أبنائهم إطلاقاً .. بل قد يكون الأمر ابتلاء من الله كما سبق وذكرنا أعلاه ..
هناك أمر آخر ..
يُقال : (زامر الحيِّ لا يُطرب) .. ويقال : (أزهد الناس في العالِم أهله) .. لذا .. قد تجدين بعض الدعاة له من التأثير ما له على الناس .. غير أنه لا يملك ذلك التأثير على أقاربه وخصوصاً الأكثر قرباً منه كالأهل والولد .. وهذا لا يطعن إطلاقاً في إخلاصه وصدق نيته وعلمه ..
لذا .. نجد أحياناً كثيرة وهو أمر مُعاش على أرض الواقع .. أننا نحتاج إلى الاستعانة ببعض من نعرف لكي يتدخل في أمرٍ ما يخص أبناءنا .. فيحصل بذلك التدخل الإقناع لهم .. كما يحصل أحياناً أن نتدخل نحن بين أب وأبنه فيكون بذلك التدخل حلٌ لم يكن ليتأتَّى لولا لم يحصل ذلك التدخل ..
ومن أجل ذلك .. يكون تأثير الصديق في العادة أقوى من تأثير الوالدين .. فنجد أن ما بناه الوالدان في سنوات .. يهدمه ذلك الصديق في ساعات أو أيام .. لما له من تأثير أقوى وأشد من تأثير الوالدين أحياناً ..
وأخيراً ..
تفضلتي بالقول :
هناك موقف إستفزني في أحد مدن الترفيه الكبرى في مدينتي
إحدى الداعيات تجلس في خيمة وتحدث الناس ... كنا متحمسات .. وقلوبنا متفطره ..
بعدها إكتشفنا أن بناتها يلبسن جينز ضيق ..!!
فجأه نسينا كل ماقالته
وأقول :
لا أختي الفاضلة .. لا تجعلي من تلك الفتاة أو غيرها قدوة لكِ وأنموذجاً يُحتذى .. فأنتِ لديكِ عقل راجح ولا شك تُميَّزين به الحق من الباطل .. وأنت بدون أدنى شك تعلمين أن ما بدر من تلك الفتاة هو خطأ .. ولا يعني أن تلك الفتاة أخطأت أن نرد ما أتت به أمها من حق .. وأن نُحمل الأم جريرة أبنتها .. فالله وحده العالم بما قد تكون بذلته وتبذله تلك الأم من جهد في سبيل تغيير حال ابنتها مما هي عليه .. ولم تستجب تلك البنت لأمها .. والله تعالى يقول : (ولا تزر وازرة وزر أخرى) ..
وجزاكِ الله خيراً على هذا الموضوع ..
تحياتي ،،،
الروابط المفضلة