استلقت على مقعدها الخشبي المتهالك وقدبدت عليها تقاسيم التعب والأرق ..!!
رفعت رأسهاصوب السقف وكأنهاترمق الألوان الباهتة التي تزينه .. تنهدت ثم مدت يدها نحو الطاولة رفعت المرآة
وتأملت ملامحها.. فالتجاعيدكست وجهها والشحوب ملأوجنتيهاوالبياض غطى بعضاً من شعرها.. استلقت مرة أخرى وهي ترمق أباأحمديرتشف القهوة .. وأسيل وهناء يلعبن ببقايا لعبٍ ملقاة على الأرض ، وأثير وسماء يتجاذبن قطعة الحلوى .. ومعاذ في حضن ياسر يداعبه بلطف ، وحاتم وباسل يتقاذفان الكرة ...

التحفت الصمت والوجوم وهي تتأمل في الصبية والصغار ..وابتسامة أباأحمد وهو يداعبهم ..بدأت أكاليل الأفكار والخواطر تدور في خلدها .. كم أمضيت من العمر .. أربعين لابل خمسين .. كانت دنياي حافلة بالفرح والسرور .. كنت أزهوببنياتي وأبنائي .. أحبهم وأفخربهم .. ياله من مشوار طويل كنت رائدةً بحق أحنوعليهم وأشاركهم أفراحهم وأتراحهم بل أصبحت مستشارة لهم أشاركهم في حل مشاكلهم ومشاكل أبنائهم ..يااه .. إنهامهمة صعبة جداً ..!!

لامفر منهم أبداً .. حضنتهم صغاراً .. ومازلت أحضن أبنائهم .. فقد أصبحت حاضنة نعم حاضنة ..!!!
فقد خرجوا جميعاً يقضون أوقاتهم هانئين مع أزواجهم وأصدقائهم .. أماأنافقد بدوت أكثر ضجراً .. إذ أن أبنائهم عندي مزعجين.. مصيبتي أنا ..!
لقد أذعنت لهم واستقبلت أطفالهم وصبيانهم .. أحضنهم وأراعيهم ريثمايعودون لهم ..!!!

فمتى تنتهي مهتي ..؟؟ متى تنتهي ..؟!!


كانت في دوامة التفكير والتأمل لكن الصغار أبوا إلا أن يقطعواحبل خواطرها فتشبث أيمن الصغير بردائهاوحنان تحاول بكل قوة أن تبدل ملابسه ..لكنه أبى إلاأن يتشبث بأم أحمد ويتوسل لهابأن تدافع عنه ..!!

فانتفضت أم أحمد ثم قامت متثاقلة ..والتفتت الى أبي أحمد وهو متعمقَ في ضحكه .. ** أناذاهبة إلى بيت أختي أم سالم ..

أشار برأسه وكأنه قدقرأ خواطرهافقدبدى عليهاآثار الجهد والملل ..!
ارتدت حجابها وأسدلت غطائها ثم حاولت أن تنسحب بهدوء من بين الصغار .. استقلت سيارة سائقها وتوجهت صوب أختها..
شعرت بالهدوء ينساب في جوانحها فطاب مزاجها.!
بادرتها أم سالم .. ** مابالكِ ياأخيتي فقد قرأت في وجهكِ أرقاً ووجعاً ..؟؟

تنهدت .. ام أحمد وكأنها تتنفس الهدوء .. ثم قالت ..: لاشيئ سوى بعض الازعاج في بيتي فصبيتناوصغارنا بدوا أكثر ضجيجاً هذا اليوم فجئتِ إليكِ ألتمس الراحة والسكينة بعيداً عن الصخب ..!!

حينها.. بادرتها أم سالم ..((امنحيني بعضاً من صخبكِ أي أخية ..)) ثم انهالت دموعهاعلى وجنتيها ..:
وهي تحكي بتحسر .. كم كنت أتوق إلى بنيتي وأشتاق لمرآها .. إنني في غربة لاتعدلهاأي غربة .. وحيدةٌ ألتمس الأنس .. صامتة نسيت الكلام .. عابسة لاأعرف طريقاً للابتسام ..!!

أي أخية .. أمنحيني بعضاً من صخبك .. فقدسأمت الوجوم..!

أسعدبعودة أمل وابنائهاإلى أرض الوطن وأبدو في نشوة وأعيدأيام الصبوة فألعب مع رائد وونجوى .. وأداعبهم كصغيرة لاتعرف طعم الشقوة ..!!!

تألمت أم أحمد لحال أختها .. فاحمروجههاودمعت مآقيها.. ساد الصمت أرجاء المنزل بهدوءٍ ساخن ..!!

وبعد برهة .. دوى صوت هاتف النقال في يدي أم أحمد .. ردت بصوتٍ مخنوقٍ .. مبحوح ..
فتهادى إلى سمعها صوت البراءة ... ماما(سارة) هياتعالي .. نحن بانتظارك..!

استأذنت أختهاثم عادت .. دخلت .. فإذا بموكبِ أشم قداستدارحولهامثل نجومٍ بارقة .. لامعة .. يعانقها الكبارقبل الصغار ..!!

عادت إلى كرسيها التالف .. واسترخت .. فإذا ببنياتهايتجاذبن حجابها وكل واحدة تريدالظفر والحظوة بفسخ عبائتها..!!

ثم قدمن لها هديةٍ مغلفة وقدكتبوا عليها .. "أطال الله عمركِ ياأماه ..!!"

خنقتهاالعبرات فبادرتهن بالدموع إلا أن عمار أبى إلا أن يمسح دمعهاحينماتسلق إليهازاحفاً .. فاحتضنته وهي تردد



.


.


.

**(لاأريدأن تنتهي مهمتي..لآأريد)****


************

هذه الصورة قد تتكرر في كل بيت .. فماذا فعلنالأمهاتنا.. وماذا فعل الأحفادأيضاً لهن ..؟؟!!
أمهاتنا..(أسطورة حب ) (وينابيع ود لاتنقطع) .. وهبن راحتهن من أجل أبنائهن وأحفادهن .. !!

فمتى سنغدق نحن العطف والحنان عليهن ..؟؟!

بل متى سنقوم بدور الحضانة لهن ..؟؟؟!!!!!!<<< سؤال أتمنى أن جد له إجابة منكم أيها الأحبة ..!

كماأتمنى أن أقرأ آرائكم ومشاعركم ..في هذا الصدد..!!


دمتم ببر..!

.

.

.

.

** أم مراد**

















ـــــــــــــــــ

ما اروع قلمك اخيتى وما اجمل حروفك

ليتنى كنت أم أحمد

حبيبتي سارة .. أسأل الله تعالى أن يجعلكِ كأم أحمد أو أحسن حالا وأن يقرعينيكِ بأولادكِ وأحفادكِ .. آمين ..

الله يخليك يا رب

بوركتي اخيتي .. وما اروع ما سطرت يداك وما اروعــك !

أمهاتنا..(أسطورة حب ) (وينابيع ود لاتنقطع) .. وهبن راحتهن من أجل أبنائهن وأحفادهن .. !!

صدقتي .. وااه على أمهاتنا اللاتي لا ولن نستطيع ان نفي بحقهن مهما فعلنا !!

امي حبيبتي .. احتضنت صغيري منذ ولادته وحتى سفري الي هناا .. لانني كنت عاجزة عن الحركة بسبب الحادث الذي أصابني .. !
لم تتضجر ولم تعبس بوجهي ولم تبد أي ضيق ..

وكيف لي أن أرد جميلها .. هدية ! حسن أهديتها .. ولكن لا يكفي !

أسأل الله العظيم .. أن يجزيهن عنـا خير الجزاء .. وأن يزرقنا برهن ورضاهن ..

الف شكر لك اخيتي ..

محبتك : ميمو

خنقتني العبرة أخيتي..
نعم..ماأعظم هذه المهمة وإن كانت شاقة وفيها من التعب مافيه..
ولكن لها طعم ونكهة لايحس بقيمتها إلا من فقدها..

ماأروع مدادك أخيه..
جزاك الله كل خير..

الحقيقة أننا مقصرون ومقصرات إلا من رحم ربي..!!
رغم كل الحقوق والواجبات المتعارف عليها..نجد الكثير من أجدادنا وجداتنا يعانون قسوة الوحدة وألم المرض وحتى سكرات الموت..لوحدهم..ولوحدهن!!
أقل ما يجب أن نفعله هو زيارتهم وصلتهم ولكن.. هل ساعتان أو ثلاث تكفيهم وهم الذين ضحوا بأيام حياتهم من أجلنا؟؟!!
يحزنني هذا الموضوع كثيرا لأنه يشعرني كم نحن مذنبون..متنكرون..نستكثر القليل ونراه كثيرا في حقهم بل يكفيهم وزيادة!
في حين أنهم يحتاجون في هذه المرحلة الحساسة إلى تفهم وتعاطف كبيرين..يحتاجون منا اهتماما خاصاَ وحبا لا ينضب
نحتاج إلى أن نشعرهم ونردد على أسماعهم : كم هم مهمين وضروريين في حياتنا وأنه لا غنى لنا عنهم لا العكس!!
يحتاجون منا مكالمة مستمرة..صلة دائمة..سؤال متكرر عن أحوالهم وصحتهم وحاجاتهم ماذا ينقصهم وأنه ليس عليهم إلا أن يأمروا ويتدللوا!!
يحتاجون منا أن نشركهم في الصغيرة قبل الكبيرة..في الفرح قبل الحزن..في التافه قبل المهم..في كل شيء..كل شيء
حتى لا يشعرون بأن ثمة شيء يتغير من حولهم يوما بعد يوم.
حتى لا يشعرون أن الجحود من ذويهم وفلذات أكبادهم بات أمرا عاديا بالنسبة لهم!!
تكفيهم قسوة الأيام..وتصاريف الحياة..
فلنحاول أن نشعرهم بقيمتهم الحقيقية وأنهم فعلا كذلك وليس مجرد ادعاء
لنجرب أن نرد لهم القليل من أفضالهم وجمائلهم علينا وأنها أقل مانقدمه
بل هو حقهم رغماً عنا وأننا لا نمن عليهم في ذلك بشيئ!!
لا حرمنا الله من نور وجهكِ..قماش رخيص لا يتجاوز سعره الخمسين..زيارة مفاجئة
كل هذه الأشياء البسيطة تعني في نظرهم الكثير الكثير..فهلا تنازلنا قليلا..؟!
وقفة أخيرة:
الجدة في الإسلام أم مكرمة وضيفة غالية تأمر وتنهي وتوجه وترشد وتربي من جديد وتفيدنا من خبراتها في الحياة
وتمتعنا بقصصها وحكاياتها الأصيلة في حين لا تجد لها في الغرب أنيسا سوى..قطة..أو..كلب يبرها أكثر من أولادها!!

شكر الله لكِ هذا الموضوع الحيوي غاليتي أم مراد وجعله في موازين حسناتكِ

غاليتي موضوع يستحق النقاش ... شكرا لك

أمهاتنا لا يحتاجون سوى الى العطف والمحبة والمودة ..لا يطلبون كثيرا
الشيء القليل في نظرهم كثيرا ...
انظري إلى حال تلك الأم أليس لها حق في الزعل من أبنائها
تعيش هي زوجها في منزل والأبناء كل في بيته ... في هذا الشتاء
تستحم بماء بارد .. ولا توجد كهرباء في الحمام( أكرمكم الله ).. تحمل الماء في أناء ثم إذا أرادت الاستحمام أشعلت السراج أو المصباح .. أليس بمقدورهم إصلاح الكهرباء لها .. يغدقون أموالهم في شراء الذهب لزوجاتهم .. وأمهم أين أمهم ...أيعلمون بأن الجنة تحت أقدام الأمهات؟
أم يتجاهلون ... يتجاهلون في الدنيا ولكن في الآخرة أين يهربون من رب العزة .. أين يفرون ؟
أم تلك الأم التي ترمى في دار العجزة .. يريدون أن ينعمون بحياة هنيئة ..هم وزوجاتهم .. ولكن هيهات ... باختصار كما تدين تدان

لا أريد أن تنتهي مهمتي الآن ..
.
.
لقد كتبتِ كلمات تلامس القلوب .. فلله درها من أم ..
دورها الهام في حياة أبناءها لايمكن جحوده أوتناسيه
هي بحاجةلللرعاية والاهتمام في كل وقت ..
أنها العالم بأسره فكيف لا نهتم بها .
أسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكِ البر بوالدينا .

دمتِ بتوهج أيتها الغاليه ..

أم أنا أختى أم مراد فلا أريد أن تنتهى مهمتى أبدا...

اللهم أسألك أن تعنى على العطاء والبذل لأجل صغارى فهم مهما كبروا سيبقوا صغارى.

كم هى جميلة تلك الكلمات وكم هو جميل ذلك الإسلوب إستمتعت به غاليتى والله,,,, وعندما قرأت العنوان توقعت أن تكون المهمة هى الأمومة....

بارك الله فيك أختى أم مراد