السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تتردد على مسامعنا كلمات وجمل قد لا تثير غضبنا .. لكثرة ماسمعناها .. فقد اعتادت عليها مسامعنا ..
مثل هذه الكلمات .. كلمات أمّ تمدح ابنتها .. أو كلمات أم تشجع ابنتها .. كيف ..؟!
تمدح أناقتها وترتيبها واهتمامها بملابسها فتقول لها :
( سبحان الخالق الذي صوّركِ ، مثل الباربي ) !!!!!!
- عجبـــــــاً !
ومن هي تلك الباربي حتى يضرَب بها المثل ؟؟
مجرد لعبة ! لا حراك لها -
نأتي لأم ثانية .. تشجع ابنتها على الدراسة بجد واجتهاد .. فتقول لها :
( إن درستِ بشكل جيد وحصلتِ على نتيجة مشرّفة فستكون هديتك قضاء اجازة في فرنســـا .. في باريس .. وعند برج إيفل ) !!!
- اللهم لا حول ولا قوة إلا بك .. ونعم التشجيع ..!! .. أي هديةٍ تلك ! ..
سفر إلى بلاد الكفار التي وردت الكثير من الفتاوى بحرمة الذهاب إليها للسياحة ..
كونها بلاد كفار لا يجوز السفر إليها إلا للضرورة .. نشجع أبناءنا للذهاب إليها ..
لا بل ونربط لهم ذهابهم إليها بالنجاح والتفوق والسرور !!! -
كان من الأجدر بتلك الأم أن تشجعها ابنتها على حفظ القرآن الكريم .. وقراءة السيرة النبوية
وقصص الصحابة رضي الله عنهم .. كان من الأجدر بها أن تقول :
( أريدكِ أن تكوني مثل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها .. فقيهة .. ذكية .. واعية .. مؤمنة بحق )
كان من الأجدر بتلك الأم أن تريد ابنتها مثل السيدة
مريــــم .. مثل
فاطمة الزهراء .. مثل
أسماء بنت أبي بكر .. مثل
زينب .. مثل
سمية ( أم عمار ) .. مثل
أم عمارة المازنية ..
أسماء تهتز لها الدنيـــا .. أسماءٌ صداها باقٍ إلى يوم القيامة ..
كان من الأجدر بتلك الأم أن تغرس في ابنتها حب بلاد المسلمين .. حب البقع الطاهرة المقدسة ..
فتعدها بالذهاب إلى مكة أحب بلاد الله إلى الله .. لتأدية عمرة مثلاً كمكافأة لها إن درست بجد ..
بعد كل هذا ... مازال السؤال قائماً نخجل من الإجابة عليــه ونحتج بأننــا لا نعرف له إجابـــة :
متــــى سينتصر الإسلام ..؟
متــــى سيعود العز للمسلمين ..؟
وبعد كل هذا مازال هناك من يقول إذا سمع عن مواقف عزة الإسلام في عهد الرسول
صلى الله عليه وسلم والصحابة والخلفاء الراشدين وعمر بن عبد العزيز ... تسمعهم يقولون :
( هدا كلام حدث في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وواضح أنه لن يحدث في عصرنا أبداً ،
فلماذا تسمعونا أمجاداً راحلة ؟؟ )
أقول لكل من يتلفظ بمثل هذه الأسئلة ..
عندما نطبق أوامر الله عز وجل وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ..
عندما نعود لمرجعيتنا التي وهبنا الله إياها .. وهي الإسلام وكل ما يتعلق بالإسلام ..
عندما نحب ديننا ونسعى لتطبيق سنة الإسلام بدل من تطبيق سنة الغرب !..
عندما تهفو نفوسنا لأنوار مكة المكرمة بدل أن تبقى أذهاننا معلقة بالجمال والروعة الزائفة التي
رسمناها في أذهاننا لبلاد المجهول .. أمريكـــا .. فرنســـا .. وغيرها ..
عندما نفهم ونطبق قول الله عز وجل :
( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ..
عندها سنكون أهلاً للنصر ..
وعندها ستنقلب حال المسلمين من حالٍ إلى حال ..
لن أبالغ إن قلت أن العربي المسلم في سفره لتلك البلاد أنه يوصم بالعار لأنه عربي مسلم ..!
وجميعنــا يوقن ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله .. يحزننا ذلك .. أملنا بالله كبير .. سيحق الحق ولو كره الكافرون ..
لكن مادامت الحال هكذا فإلى أي شيء نركض ، وعلى ماذا نشجع أبناءنا ؟؟؟؟؟؟؟؟
قد تكون لتلك الأم وجهة نظر خاصة لم تخطر ببالي بعد
لله في خلقه شؤون !
وفي النهاية ..
سؤال أطرحه على الجميـــــع ..
أين نحن من :
== مرجعيتنا للإسلام ==
متى سنستشعر روعة قول الله عز وجل في سورة المائدة :
( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي
ورضيت لكم الإسلام دينـــا ) ؟
متى سنستشعر قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال :
( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله ) ؟
متى ستسعد قلوبنـــا سعادة لا مثيل لها عندما نقرأ أو نسمع عن مواقف العزة .. عن اكتشافات المسلمين ..
عن أخلاق الإسلام الرفيعة في كل شيء .. عن ذوقيات الإسلام التي أتى بها لم ولن يأت بمثلها أحد ..؟
متى سنحمد الله حمداً كثيراً طيباً مباركاً على نعمة الإسلام .. ؟
الروابط المفضلة