تبدأ المأساة عندما ذهبت سعاد التي تبلغ من العمر أحد عشر عاماً لتعيش مع والدها بعد وفاة والدتها حيث كان والدها متزوجا قبل والدتها، ولديه من زوجته الأولى خمسة من الأولاد وبنت واحدة، وكانوا جميعاً يكبرونها في العمر لسنوات كثيرة، ولقد اعتبرها جميع إخوانها واحدة من أفراد الأسرة واحتضنوها حتى شعرت أنها اختاً لهم بعد وفاة والدتها، حتى أن زوجة أبيها كانت أكثر حناناً وعطفاً عليها من ابنتها وأخواتها.
ولكن سعاد المسكينة لم تسلم من أذى شقيقها من أبيها، وهو الوحيد من بين أشقائها الذي كان يبدو عليه الاستهتار بعد أن فشل في دراسته الثانوية، وفصل من المدرسة لتكرار هروبه، ورسوبه، وقد سبق أن قضى ثلاث سنوات في السجن نتيجة سرقة وضرب ابن الجيران، وخرج من السجن وهو أكثر سوءاً وإجراماً، وفصل من عمله، وأصبح من أرباب السوابق.وبدأ الابن بعد خروجه من السجن في تعاطي وإدمان المخدرات الذي تعلمه واكتسبه من وجوده هذه الفترة الطويلة في السجن، وأصبح أكثر ضرراً وعداوة لجميع أفراد الأسرة، ولقد حاول الأب علاج ابنه ولكن فشلت كل محاولات علاجه بمركز الإدمان بمستشفى الطب النفسي، فكان يهرب في كل مرة بعد اسبوع فقط من العلاج، وكان الابن يسرق كل ما يجده أمامه الذهب والمجوهرات الخاصة بأمه وأخوته، والنقود من إخوته، وفي كل مرة يحاول والده إصلاحه يثور الابن بشدة، ويقوم بتحطيم كل شيء حوله، وأخيراً قرر الأب السفر مع ابنه إلى القاهرة لعلاج ابنه بعد أن سمع عن وجود مستشفى من أحسن المستشفيات لعلاج متعاطي ومدمني المخدرات يسمى مستشفى أبو العزايم لعلاج الإدمان، وكان الأب في حقيقة الأمر يريد إبعاد ابنه عن الديرة نظراً للسمعة السيئة التي سببها إدمانه للمخدرات وبخاصة لدى أبناء ديرته، وبعد أن وصل الأب إلى القاهرة اتجه مباشرة مع ابنه إلى المستشفى وقام بتسديد كافة رسوم العلاج الباهظة، ولكنه فوجىء بعد اسبوع واحد بالمستشفى تبلغه برفض ابنه العلاج بالرغم من محاولات الفريق الطبي إبقائه للعلاج. إلا أن الابن مصر على العودة للكويت، ولم يجد الأب مفراً من العودة بابنه حزيناً إلى الكويت بعد فشل علاج ابنه من الادمان.ويقول الأب: ما أدري إيش أعمل!! ما فيش أمامي إلا هذا الطريق، هل أقتل ابني من أجل إنه ليست لديه إرادة للشفاء، وكان الأب في وادي، والابن في وادي آخر، ولقد بلغ به إدمانه واعتماده على المخدرات بكافة أشكالها إلى درجة لا يمكن تصديقها إلى الدرجة التي فكر فيها الأب فعلاً بالتخلص من ابنه لكي يقضي على كل المشكلات التي سببها لكل من حوله سواء للأسرة وبخاصة لإخوته البنات، والأولاد، ولأبناء ديرته، والأقارب حتى وصلت الأمور إلى الحد الذي وصل الإيذاء لوالده ووالدته، وبخاصة عندما يأتي طالباً المال الكثير حتى يوفر ثمن المخدرات التي يتعاطاها، والتي تزداد يوماً بعد يوم.

ولم يصدق صالح أذنيه عندما أبلغته شقيقته من والدة سعاد أن أخاها المدمن قد اعتدى عليها عدة مرات، وهددها بأن يقتلها إن فتحت فمها، أو أبلغت أحداً ما يفعله معها. فسعاد لم تسلم من أذاه حيث أن المخدرات تفقد المدمن القدرة على التمييز والتركيز، وتجعله ينساق وراء نزواته وشهواته الجائعة حيث يحضر إلى البيت في وقت متأخر من الليل، وسعاد نائمة فيطبق عليها، ويكتم أنفاسها، ويمزق ملابسها، وينال منها مبتغاه، ولا يستجيب أبداً لبكائها، بل إنه في حالته هذه لم يستطع التمييز بين الحرام والحلال، والصح والخطأ. يعتدي على أخته ويهددها بالقتل إن أبلغت أحداً، ولم تتحمل سعاد المسكينة هذه الآلام، والاعتداءات المتكررة من أخيها إلى أن أبلغت أخيها صالح بما حدث، وعلى الفور أبلغ صالح والده بما حدث، الذي صعق من هول هذه الكارثة لدرجة أنه جلس يبكي بحرقة، ويحتضن ابنته سعاد. وصمم أن يضع حداً لمشكلات هذا الابن العاق، وإنقاذ ابنته المسكينة التي راحت ضحية شقيقها المدمن فأبلغ الشرطة وقدم بلاغاً يفيد باعتداء وهتك عرض ابنته.

وتم القبض على الابن وكان في حالة شديدة من الادمان، وتم تحويله إلى المستشفى هو وسعاد، وأكدت فحوصات المستشفى وجود مخدر الأفيون في دمه بنسبة مرتفعة، كما أكدت هذه الفحوص على هتك عرض الابنة المسكينة سعاد من شقيقها، وتم تحويل الابن إلى النيابة التي أحالته بعد التحقيق معه إلى المحكمة التي أصدرت حكمها بسجنه عشر سنوات، وإحالته إلى مركز الإدمان بمستشفى الطب النفسي لتلقى العلاج، وأن يرسل المركز للنيابة تقريراً دورياً بحالته كل ست شهور.

تلك هي مأساة أسرة كويتية فقدت الابن بإدمانه للمخدرات، وسجنه 10 سنوات، وفقدت الابنة شرفها ومستقبلها في حياة آمنة، وأسرة سعيدة.

هذه هي المخدرات، وهذه اللعنة التي تصيب مدمنيها، والتساؤلات التي لا نجد إجابة عنها... لماذا تتغاضى الأسرة عن ابن مدمن كل هذه الفترة؟ أين التماسك والتواصل الأسري؟ أين دور الأب، والأم في عملية التنشئة الاجتماعية للأبناء؟ أين دور المدرسة؟ أين دور الإعلام؟ أين دور مؤسسات المجتمع المدني (جمعيات النفع العام)؟ أين دور المسجد؟

إن القضية شديدة التعقيد... إن القضية... وأعني بذلك قضية ضحايا المخدرات في حاجة شديدة إلى تكاتف وتعاون كل مؤسسات المجتمع سواء الحكومية أو غير الحكومية من أجل حماية شباب المجتمع ثم لماذا لا يعدم المدمن؟ لماذا تأخذنا الرحمة والشفقة بهؤلاء المجرمين تجار المخدرات الذين خلت قلوبهم من ذرة الرحمة نحو أولادنا فعمدوا إلى قتلهم بالسموم المخدرة؟

إن تدمير زهرة الشباب الكويتي عن طريق المخدرات لهو من أفدح الكوارث التي تهدد كيان المجتمع، ويمتص رحيق شبابه، وكل ما ينشر عن وسائل العلاج من إدمان المخدرات مجرد احتمال واحد من مائة احتمال، ولا يبقى للحفاظ على شبابنا سوى محاصرة الوباء، والقضاء على عرض المخدرات قبل أن يستفحل.

لقد سنت الشريعة الإسلامية حد الحرابة ليطبق على المفسدين في الأرض حرصاً على سلامة المجتمع من الدمار، وبدلاً من تطبيق عقوبة الإعدام على تجار وجالبي المخدرات، ومحاكمنا تنزل بالعقوبة إلى الأشغال الشاقة أو السجن، وهي عقوبة فقدت جدواها بعد أن صارت السجون نفسها سوقاً رائجة للمخدرات.

ومن هنا يجب أن نقتدي بتجربة الصين في القضاء على عرض المخدرات المتسبب فيه تجار المخدرات، فقد كانت الصين على وشك الانهيار بسبب انتشار مخدر الأفيون، ونجت الصين من الدمار، ولم تجد حكومة الصين حلاً سوى الإعدام لمن يتعاطى الأفيون، ونجت الصين من الدمار وسارت بعد ذلك في طريق التقدم. وهذا يقتضي منا قطع رؤوس الفساد، وسد منافذ الخطر لحماية شبابنا من خوض تجربة تعاطي وإدمان المخدرات.

لا حول ولا قوة إلا بالله .. حسبنا الله ونعم الوكيل .. والله إنها لعبره لكل إنسان واعي محافظ على سمعته وشرفه .. اشعر باشمئزاز لما حصل للفتاة البريئه .. ماذنبها ؟؟ يهتك عرضها ويجب أن تسكت عن هذا المجرم قهراًً .. بارك الله فيك أخانا سلمان وجزاك الله خيراً

لا حول ولاقوة الا بالله

جزاك الله خيرا

لا حول ولا قوة الا بالله