بسم الله
موضوع الفشل أو النجاح ليس بموضوع السهول أو انه طريق معبد لا يحتاج إلا إلى إنارة فقط بل انه موضوع أهم من المهم حيث أننا جميعاً نتعرض لهذه الحالات شبه يومياً أو كل وهلة وحين، ولماذا لا نعترف بأننا في بعض المواقف أو الأحيان نشعر بالفشل إن لم نكن قد فشلنا فعلياً وليس يعني أننا نتشاءم أو أننا ندعو إلى الإيمان الجازم بإمكانية الفشل بل إننا نعترف بأننا لن نقوم على أساس النجاح الكامل أو الغير خالي من عوارض الفشل أو بمعنى اخف النقص أو التأخر، إن الفشل أمر اعتيادي ومألوف لدينا وقد نتهرب من هذه الكلمة اعني كلمة الفشل لأننا لا نريد أن تقترن بإنجازاتنا أو ممارساتنا الواقعية أو الغير ملموسة ولكن لن نستطيع إخفاء معناها الذي يعّرفه الفعل في نتاجه فنحن نقر بالنقص أو التأخر أو العيب أو الخطأ وهو في معناه فشل في طريقة ما أو قضية ما أو رواية ما أو أي شيء ما وحينما نعترف بأننا فشلنا ويكون اعترافنا (منطقياً مملوء بالوعي التام ) فأننا بذلك نسعى إلى النجاح الذي نحلم به دوماً فاعترافك بالخطأ هو الصواب ولعل الفشل منطلق للنجاح كما هو الحاصل عند الكثير من المشاهير فهم لم ينجحوا ولم يتقدموا إلا بعد فشلهم اوخطأهم ،
لكني أعود للتأكيد على كيفية إدارة مفهوم الفشل وان التسليم بالفشل بدون معرفة أو وعي أو مخزون فهمي هو وسيلة ناجعة للتردي والهلاك ، فالإنسان حينما يبدأ في التفكير بالفشل وانه فاشل أو انه قد يفشل قد يتعرض لمخاطر -إن لم يتلافاها- مهلكة
قمت بعمل كذا
لكني فشلت أو كدت
إذا لن أقوم بعمله مرة أخرى
إذا لن أقوم بأي عمل آخر
إذا أنا فاشل ولا أصلح لشيء
إذا أنا لا داعي لبقائي بين أصحاب النجاح
ثم يتطور الوضع إلى الاعتقاد بأن الآخرين ينظرون إلى جوانب الضعف والسلب عندي
ثم يؤدي ذلك إلى القلق من عدم نجاحي في أي أمر قد اتخذه أو افعله
ثم يؤدي إلى إحساس الخجل من نفسي وباني لم اعد شيء بالنسبة لغيري
مما يؤدي إلى انعدام الثقة بالنفس ثم إلى الانطواء الكامل ثم إلى المرض النفسي وقد يؤدي إلى الموت ........... والسبب هو عدم تفكيري الجاد والسليم وعدم إجادتي لكيفية إدارة مفهوم الفشل وتصحيحه.........
لابد أن نجعل الفشل أمر ممكن وواقع في بعض الأحيان فإذا أكدنا ذلك أو توقعناه عملنا على الطريقة التي قد تخلصنا أو تجنبنا الوقوع فيه أو على الأقل تخفف من وقعته، وإن وقع فيكون لدينا التهيئة النفسية لتقبل ذلك والعمل على التصحيح والتدقيق للمرات الثانية وكما يقول الأول :
• عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه000ومن لا يعرف الشر جدير أن يقع فيه
• والمفهوم أن الفشل عادة سلبية غير مرغوب فيها ولكن لابد أن تكون نسبة النجاح في أذهاننا اكبر بكثير من نسبة الفشل لان ذلك يعطي العقل القدرة الكافية والكم الهائل لمساعدتنا على النجاح فإذا كانت الرسائل التي يستقبلها المخ ايجابية أو الغالبية منها ايجابية كان الرد عليها ايجابيا وعلى حسب ما يرسل، ولذلك فأن المتفائل عادةً يكون أكثر نجاحاً وأكثر وصولاً وأكثر سعادة وهو اقل من يتعرض للفشل وكما قال دبليو سمرست هوم ( من الأمور الطريفة في الحياة أنك إذا لم ترضى سوى بالأفضل فسوف تحصل عليه ) أي انك إن تفاءلت وأصررت فسوف تصل الى ما تريد في الغالب وقبل هذا قول نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم فيما معناه ( تفاءلوا بالخير تجدوه ) إذا التفاؤل عامل طارد لكثير من عوامل الفشل والتي من المتوجب أن تكون محسوسة في أي عمل قد يكون ، ، ومن هنا أود التنبيه على التعامل السليم مع الفشل والذي قد يؤدي إلى الهلاك المؤكد بل إننا حينما نتعمد إشباع نفسياتنا بكامل الثقة الواعية ونكثف من الرسائل الايجابية للمخ فإننا نصل إلى تسجيل أفضل النتائج والى الخروج من بوتقة الأحزان والإحباط والانطواء والتي لم نعي تماماً ماهو السبب الرئيس في تواجدها أو حتى تبنيها ، ولذلك يجب أن نتعلم كيف نبني الثقة في أنفسنا حتى نعرف جيداً كيف نتعايش مع الآخرين ونصل إلى ما نريد دون الحاجة إلى معين أو مرشد .............................
الموضوع كبير ومتشعب وحسبي أني شاركت بقطرات لا تبلل ريق القارئ لكن لعلها أن تعلله بالبلل .....................
شكراً
الروابط المفضلة