أظن هذه القصّة المطلوبة..
أسأل الله أن يتقبّلهم تقبّلاً حسنا..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
:: :: :: :: :: :: :: :: ::
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ثم أما بعد.....
تحركوا من الدمام ثلاثة أشخاص قاصدين الباحة وأبها وفي الرياض سوف يلاقون الشخص الرابع وهو الأخ عبد الرحمن الداود "أبو عبيدة"
تحركوا من الرياض في الساعة العاشرة مساءً بعد أن كنت سأتي معهم ولكن الله سبحانه لم يرد ذلك وتركوني في الرياض وذهبوا إلى الباحة
وصلوا الباحة الساعة السابعة صباح اليوم التالي ومكثوا فيها يومين ثم انطلقوا إلى أبها
والآن أنقل الحديث للشخص الذي استقبلهم واستضافهم في أبها وأكمل معهم مشوار الرحلة ليكونوا خمسة أشخاص :
في البداية لفت انتباهي التغير الحاصل في أخي عبد الله العمار*رحمه الله* وقد وصلتني أخبار عن تغيره قبل خروجه لرحلة العمرة مع نشاطه قبل أسبوعين من وصوله إلى أبها ولكنني تأكدت من ذلك بعيني.............
ويخبرني عبدالله*رحمه الله* أن أمه رتبت أغراضه لهذه الرحلة بسرعة هائلة على غير العادة لأن الموافقة كانت متأخرة جدا... وكانت الابتسامة لا تغادر شفاهه طيلة أيام الرحلة
والآن سأخبركم ببعض المواقف التي لاحظناها جميعا منه في هذه الرحلة:
كان عبدالله*رحمه الله* يزاحم الشباب والمأمومين في المسجد للصلاة خلف الإمام دائما.
وكان*رحمه الله* قد اعتمر ثلاث مرات خلال عشرة أشهر أولها في رمضان، وكان الوحيد من طلبة نشاطه الذي قبّل الحجر الأسود في آخر عمرة له.
كان شعلة من النشاط في هذه الرحلة وخاصة رحلة نشاطه حيث كان صاحب فكرة توزيع بعض الأذكار ذات الأجور العظيمة على إخوانه في الرحلة قبل نومهم وقد أشرف عليها إلى لحظة توزيعها جزاه الله عنا خير الجزاء.
وكان *رحمه الله* حريصا على الوتر ليليا ويذكر إخوانه فردا فردا أكثر من مرة ليتأكد من أنهم صلوا الوتر.
الاعتراف الأخير:
قال الله سبحانه في سورة النصر "إذا جاء نصر الله والفتح-ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا-فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا"
فالرسول صلى الله عليه وسلم قد علم من هذه السورة قرب أجله لأن الله أخبره أن مهمته قد انتهت فما عليه سوى التسبيح والاستغفار... فكان لعبدالله موقف مع هذه السورة:
كنا في أعلى جبل في أبها في يوم حفلة محمد عبده"هداه الله" وكنا نستمع لأنشودة يارجائي على رائحة الشوي وكان عبدالله*رحمه الله* على حافة الجبل لوحده ينظر إلى مدينة أبها الخالية المنشغلة بالحفلة، ذهبت إليه وجلست بجانبه ولم أنظر إليه بعد قفلت له "كيف الجو معاك" لم يرد علي ولاحظت انعكاس الضوء ولمعانه في عينه ثم نظرت إليه ووجدته يبكي ويبكي فقلت له "عبدالله وشفيك، فيه شي مضايقك. قال:اتركني بحالي.
قلت:بالله تقولي وشفيك. قال: أفكر في هالناس اللي ماتتعظ ولا يخافون الله وكيف ضيعت وقتي في معاصي وظلال ولا استغليتها وأنا أحس إنه فات من عمري كثير وودي أخدم الدين لكن ماني عارف كيف وودي أحفظ القرآن كامل".
بعدين ذكرت له بعض الخطوات وثبته على ما هو عليه ووصاني على بعض الشباب اللي يتمنى لهم الهدية.. *رحمه الله*
}}ونقل لي الشباب أن أحد المشايخ في يوم العزاء الثاني ذكر أن من علامات القبول إن شاء الله البكاء والندم على المعاصي والاستغفار قبل الموت وهذا ماكان عبدالله يفعله في الليلة السابقة لوفاتهم.الله يتقبلك ياعبدالله في عباده الصالحين.{{
وبعدين تعشينا وبعد العشاء أصر علي وترجاني أكثر من مرة يبي يدخل مغسلة موتى يبي يتذكر هذا الموقف طول حياته عشان يتعظ.. ولم يعلم*رحمه الله* أنه على موعد قريب مع المغسلة. ووعدته بذلك ثم ذهب ليقنع بقية الشباب للدخول إلى مغسلة الموتى وأخذ العظة والعبرة *رحمه الله*.
كان مستعجل للرجوع إلى الدمام يقول حتى إذا حصلنا حادث يمدينا نتصرف، فكان*رحمه الله* لديه إحساس بالحادث.
وفي يوم الجمعة يوم أن ودعوني وتحركوا حصل لهم حادث بسيط توجهت إليهم مباشرة فدخلت السيارة وقلت:هذا الحادث اللي مستعجل عليه باعبدالله قال: ليش تعترض على القدر... *رحمه الله*واسكنه فسيح جناته....
أما الأخ عبدالرحمن الداود *رحمه الله* إذا نظرت إليه تذكرت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "سيدخل عليكم رجل من أهل الجنة ........" وذلك من سلامة صدره وكان لا يحمل في قلبه على إخوانه مثقال ذرة قط.
كان يوقظنا لصلاة الفجر يوميا جزاه الله عنا خير الجزاء
وكان يحزم أمتعتنا جميعا في الخفاء ويرتبها ولا نراه أبدا وهو يفعل ذلك.
وكان رحمه الله صامتا ومات بصمت وهدوء حتى أن أفعاله لا نراها ولكننا نرى آثارها بعد ذلك........... تغمده الله بواسع رحمته.
أخيرا... لقد غير أبا عبيدة كنيته إلى "أبو المثنى" في أخر أيامه *رحمه الله*.
واسألوا من كان معه أيام دراسته في الإحساء ليخبركم عن حسن معاملته وسيرته الحسنة.
أما وقوع الحادث فقد كان نتيجة لانفجار الكفر الخلفي وانقلاب السيارة وأتى رجال أمن الطرق لإسعافهم وكان في مباشرة الحادث العريف/ حامد الفراج الدوسري. جزاه الله خيرا ولما قابلته استحلفته بالله أن يخبرني بالحقيقة وكيف كان حالهم عند الموت فقال:
أنهم كانوا يلقنون بعض الشهادة فعبدالله يقول: ياعبدالرحمن قل لا إله إلا الله، وعبدالرحمن يقول: قل لا إله إلا الله أنت. ولله الحمد
وقد انبهر الطاقم الطبي في المستشفى العسكري بوادي الدواسر من هذا الموقف حتى أن الدكاترة والممرضات أخبروني بذلك ولله الحمد.
ولما رأيت الجثث في ثلاجة الموتى بعد ساعة من الوفاة أطمأنيت لما رأيت من نور في وجوههم ودفء أجسامهم وبشاشة وجوههم رحمهم الله واسكنهم الفردوس الأعلى في جنانه...
وفي مغسلة الموتى فيخربنا الأخ الأكبر لعبدالله وخاله الذين كانوا هناك أن عبدالله *رحمه الله* كان رافعا إصبعه السبابة ولله الحمد وعندما يرجعونها كان يرفعها مرة أخرى .
وبعد ذلك رأى الكثير فيهم رؤى خير ولله الحمد والشكر
اللهم اسكنهم الفردوس الأعلى...اللهم اجعل قبورهم رياض من رياض الجنة ..... اللهم ولجعلهم على منابر من نور يغبطهم الأنبياء والصديقين والشهداء ..... يا حي يا قيوم يالله.
وأخيرا..... أشكر كل من اتصل بي من المواقع والجرايد الذين طلبوا مني القصة
وجزاكم الله خيرا...............
وسوف تكون الخطبة غدا في جامع الحمادي بمخطط 71 بالدمام عن قصة وفاتهم رحمهم الله، كما أن عدة جوامع في المنطقة الجنوبية سوف تذكر نفس القصة.
ـــــــــــــــــــــــ
:: :: :: :: :: ::
منقولة نصيّاً..
:: :: :: :: :: ::
ـــــــــــــــــــــــ
رد مع الاستدلال
جديدة
بسم الله الرحمن الرحيم ا
الروابط المفضلة