كلما قلّبت طرفي على خارطة عالمنا ( الإسلامي ) أجد نفسي قد امتلأت ألماً وحسرة..
في كل بقعة من أرضنا جرح غائر.. وفي كل أرضٍ هناك ألم..
وفي كل وطن يعيش في رخاء؛ فساد أخلاقي واجتماعي..
لست متشائمة.. فهذه هي الحقيقة.. حكّامنا في وادٍ.. ونحن في وادٍ..
كل يسعى لإرضاء رغبات ذاته على حساب شعبه..
لا تقولوا أنني مبالغة في هذا الأمر.. فلو كان كل حاكم يسعى - حقيقة - من أجل
شعبه لعشنا حياة كالتي عاشها أولئك الذين كانوا في عهد عمر بن عبد العزيز..
أما نحن؛ فعلى الرغم من كل التطورات التي تحيط بنا، ما زلنا نتقلب تحت راية العالم الثالث!!
هل تساءلتم يوماً لم؟!
لأننا نأخذ دون تفكير.. ونستخدم بدون تفكير.. ونشتري بدون تفكير..
ببساطة.. إننا نعيش بدون تفكيــــــــــــــــر..
فكل المشاكل التي تحيط بنا أساسها عقولنا النائمة..
تمعّنوا معي في مشاكل المراهقين والشباب.. ماذا لدى الأغلبية؟
سهر.. لهو بشتى وسائله.. حتى الحاسوب لم يسلم منهم؛ فأصبحوا روّاداً متطورين في مجالات
إفساد الأخلاق وهدر الأوقات وضياع المال..
وفي كل مرة نبكي فيها أمتنا؛ تتوجه الأنظار إلى تلك القوة التي نعلّق عليها الآمال..
إلى شباب أمتنا.. لكننا -وربما أنا على الأقل- أغض الطرف مرة أخرى حزناً عليهم!!
فحالهم - بلهوهم- لا يسرّ سوى العدوّ!!!
إنهم مستقبلنا.. فماذا اعددنا لمستقبلنا؟!
دعونا من الشباب ومشاكله..
ماذا عنا نحن.. نساء وفتيات..
إلى متى ستظل الأسواق هي وجهتنا؟!
إلى متى سنظل متلهّفين لكل جديد.. وإن كان قبيحاً!!!
هذا حاضرنا - المحزن - وذاك مستقبلنا - الذي لا ينبئ بخير- فماذا أعددنا له؟!
هل تعلمون ماذا يفعل الغرب الكافر؟!
إنهم يشغلون أنفسهم بالمستقبل قدر الامكان..
لم؟! لأن حاضرهم فارغ.. خاوٍ.. بلا أي معنى!!
لم؟! لأنهم يعيشون بلا هدف.. فالموت لا يعني لهم سوى نهاية الحياة..
أن ترونهم يتنبؤون بالمستقبل؟ بيوم تكون فيه نهاية الحياة؟
مستقبلهم لا يعني سوى الدمار للعالم كله لأنه لا يسير على الذي ساروا عليه..
فالقوة كل القوة تكمن هناك.. عند امريكا - اللعينة-
فهم الأسياد في كل شيء..
كل هذا يتضح من حديثهم عنا.. ومن أفلامهم التي تظهرنا بالمظهر السلبي..
بإلقاء نظرة واحدة على طريقة تفكيرهم ترون الكثير والكثير..
ولأنهم يعلمون أنّ علينا أن نعيش من أجل هدف، يحاولون قدر الامكان تزيين
حاضرهم في اعيننا.. يبثون سمومهم لعالمنا الذي يقبل كل شيء دون أدنى كلمة اعتراض..
فأسلحتهم تملؤ خزائننا.. واطعمتهم تملؤ بطوننا.. وأفلامهم تملؤ عقولنا..
وبعد ذلك؛ نقول أننا نقاطعهم.. لا نعيش مثلهم.. ونكرههم!!!
دعوة صادقة من القلب إلى كل محبّ لأمته
أفرغ قلبك من شحنات الحب لهم.. وجّه هذا الحب لأناس يحبونك..
لديهم الاستعداد الكامل أن يضعوك في قلوبهم.. فقط أفرغ نفسك من أجلهم..
كن لهم المستقبل المشرق الذي يريدون..
واسأل نفسك دوماً..
هذا حاضرنا المؤلم.. فكيف لنا أن نبني مستقبلاً مشرقاً؟؟
الروابط المفضلة