بسم الله الرحمن
****
حينما يعترضنافي في حياتنا اليومية عوارض إشكالية تحتاج إلى حلولٍ سريعة وسهلة فإن الكثيرمنا يلجأ إلىالأفكارالتقليدية التي اعتدناعلى تطبيقها إرثاً عن آبائناوأجدادنا دون التفكير في حلولٍ أخرى مطورة ومبتدعة ..!!
وكثيراً مانلجأ إلى تلك العادات والتقاليد الرثـــّـة التي تحايد الصواب أو لاتتناسب مع احتياجات العصر المتحضرأو لايكون لهاأرضيةَ شرعية حتى تكون صالحةً للتطبيق وهذا كله تقليدٌ أعمى ذمه الشرع الحنيف في موضعٍ قرآنيٍ يصور مدى الفداحة العقلانية التي تقدس الموروث وتنتهجه دون مراجعته ووزنه على ميزان الشرع أولاً ثم مدى مطابقته للحداثة ثانياً..!
يقول الله تباركَ وتعالى
.. ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وََلا يَهْتَدُونَ)قَالَ اللَّه تَعَالَى مُنْكِرًا عَلَيْهِمْ " أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ " أَيْ الَّذِينَ يَقْتَدُونَ بِهِمْ وَيَقْتَفُونَ أَثَرهمْ " لاا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ " أَيْ لَيْسَ لَهُمْ فَهْمٌ وَلا هِدَايَة .. والبعض للأسف يطبق كل مااعتادعليه دون تفكيرٍ في مدى صحته أو بحثٍ عن جديد أجدرمنه وأفضل ..!
وفي هذا التقليدالمطبق دثرٌ للأفكارالإبداعية وتجميدالطاقة العقلانية عن ضخّ أساليب مستحدثة تصور مدى قدرة الإنسان على الابداع في جميع المجالات ..!
ففي المجال الدعوي لانجد التبديع في طرق الدعوة والتففن في ايصال النصيحة بل نجد أفكاراً معتادة كالمطويات والأشرطة وغيرها .. لاأقول ذاك تقليلاً من شأن هذه الفكرة وإنما أحاول أن أجد إبداعاً آخر في توصيل هذه المطويات والأشرطة غير المعتاد عليه حتى يكون هناك اجتذاب وتشويق للمتلقي ، فاليوم نجد الكثير من المطويات والأشرطة تُـداس تحت الأقدام بعد أن تنتهي محافلناأو اجتماعتناالعائلية .. فكيف نستطيع أن نجعل المتلقين لايفرطون بتلكَ الهداياالعينية بل والإحتفاظ بها ..!
أعتقد أن هناك الكثير من الأفكار الجميلة والمبتكرة لكنهالاتزال حبيسة لبعض العقليات المبدعة فلم نراهامطبقة على الواقع .. ولو أن كل واحدةٍ منا أعطت هذا الجانب حقه من التفكير لأبدعت في رسم الخطط المبهرة والجذابة ..
على سبيل المثال ..:
هناك َ فكرة جديرة بالنشر عند توزيع المطويات التذكيرية والهادفة كأن نقوم باقتناء بعض الورود الزهيدة الصناعية ونطوي على عيدانها هذه المطويات ثم نربطها بشريطٍ جذاب ذو لونٍ مناسب ونعطرها بعطرٍ مبهج ونرفها بكرتٍ صغير يحمل بطاقةً ودية وحلوى صغيرة ).. وهذه الفكرة تم تطبيقها في أحد المناسبات ونالت رواجاً كبيراً ولم يعد للمطويات أثرٌ على مقاعد الضيوف ..!
***
وفي المجال الأسري ..قديجتاح الأسرة أمواجٌ عارمة من التمرد على الضوابط الإجتماعية والشرعية يعصفهاأبنائهم في محيط العائلة وكذاكَ يثيرونها في أوساط المدارس .. ، فلانجد من ذويهم ـ ( آباءً أو سادات الفكر والرقابة في المدارس ) ـ سوى عقوباتٍ رمادية مضى عليهاالزمن وشرِب فأصبحت بالية وغيرمجدية على الرغم من ضراوتهاوصرامتها
فالضربُ أضحى وسيلة العاجز عن التقويم والإرشاد عند كثير ٍ من الأبناء في بيوتهم أو مدارسهم .. وهذالايعني إسقاط عقوبة الضرب من بنود العقوبات التأديبية ولكن تحقيق هذه العقوبة يحتاج إلى ضوابط حتى لاتكون عادةً فلاتؤثر على المعاقب لكثرة تلقيه لها..!!
ومع أن طرق التوعية كثيرة إلا أن بعض الناس لم يزل تقليدياً في تصرفاته .. ومع أنني لست تربويةً بحتة كي أخوض في هذا المجال إلا أ،ني جربت طرق مجدية وصارمة في ذات الوقت وتكفي اليدين عناء التعب فمثلاً ..:
حجز الطفل في غرفةٍ نائية في المنزل لمدة ساعة أو تزيد لهامفعولٌ جيد لتقويم سلوكه ..
وحرمان الطفل أو الكبير على حدٍ سواء من رغبةٍ جامحة تجتاحه لها أثرُ إيجابي في تعديل أخطاءه وسلوكياته وانحرافاته ..
حرمانه أيضاً من المصروف اليومي كذاك مجدٍ وفعال لتقويم المذنب ..
وغيرها كثير ..!
***
هذه الأمثلة ليست حصرية وهناك الكثير من العادات والتقاليد التي تحتاج إلى دراسة في مجالات متعدةة سواءً تعليمية أو اجتماعية أو تربوية .. بانتظار ابتكاراتكم وأفكاركم حول ماطرحت من قضايا .. وبانتظااار الجديد من القضايا لمناقشتها حتى لانكون مستندين على الأفكار المعلبة والحلول الجاهزة عند معالجة كل حادثٍ عارض ..
بانتظااركم وبشغف ..
أم مراد
الروابط المفضلة