بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-

نكمل اليوم ما بدأناه من هذه السلسلة .. ومع خيانة الملك عبد الله بن الحسين الخائن الأكبر ..

هذا الملك كل كلمات الدنيا لاتصور مدى خيانته ، أنشأ الإنجليز إماراته ( إمارة شرق الأردن ) وعينه الإنجليز أميراً ثم ملكاً في مايو 1946م ، وعيّن هو بأمر من الإنجليز ( جلوب ) الإنجليزي رئيساً لأركان حرب جيش الإردن !!!

يا من عنده مسكة من عقل ، هل يتصور في عالم العقلاء أن القائد الأكبر للجيوش العربية لتحرير فلسطين هو الملك عبد الله الذي عين لقيادة جيشه جلوب الإنجليزي والإنجليز هم الذين أعطوا الوعد لليهود وأمدوهم بالسلاح وقاتلوا دونهم !!!!

كانت الأوامر العسكرية التي تصدر باسم القائد العام الملك عبد الله إنما يضعها وينفذها القائد البريطاني في الجيش العربي ، بل إن حوادث عديدة برهنت على أن جلوب القائد البريطاني للجيش العربي إنما كان يقود هذا الجيش ليقيم دولة يهودية ، ويكشف أجنحة الجيوش العربية الأخرى حتى تشفي غل بريطانيا الحاقدة ، وحتى اللد والرملة التي تضمنها قرار التقسيم ضمن الدولة العربية ، تخلى عنها جلوب وسحب منها جيشه العربي وتركهما ليتصارع فيها الشعب الفلسطيني الأعزل مع قوات اليهود المدربة المسلحة ، بل إن غالب قيادات الكتائب وألوية الجيش الأردني الزاحف على فلسطين كانت خاضعة لقيادة بريطانية صرفة ، حتى كأنها كتائب بريطانية ، ومن العجائب أن تدخل الجيوش العربية معركة مصيرية وجيش القيادة يقوده بريطانيون سعوا للتهويد وعملوا للتقسيم .

خيانة أخرى وفضيحة كبرى ..

كتب الجنرال جلوب في مذكراته ( جندي مع العرب ) ما يلي : أجرى توفيق أبو الهدى باشا رئيس وزراء الأردن محادثات سرية مع أرنست بيفن وزير خارجية بريطانيا في فبراير 1948م ويقترح قبل دخول الجيوش العربية المعركة أن يدخل الجيش الأردني فلسطين غداة انتهاء الانتداب تحت شعار حماية فلسطين كلها ومحاربة اليهود ، ويحتل القسم العربي ويضمه إلى شرق الأردن دون أن يشتبك مع اليهود إطلاقاً ، وتعهد أبو الهدى بثلاثة أمور :-

1 - ألا يحتل الجيش الأردني غزة أو الخليل .

2- ألا يعتدي الجيش المذكور على اليهود بأي شكل .

3- ألا يحتل شبراً واحداً من القسم الذي صدر قرار الأمم المتحدة ( على المسلمين ) بإعطائه لليهود في 29نوفمبر 1947م .

وأضاف أن الأردن حسب معاهداته مع بريطانيا لن تتخذ أي خطوة إيجابية إلا بعد مشاورة الحكومة البريطانية ، فشكر بيفن أبا الهدى لوضوح موقف الأردن ، وأعلن موافقته على مشورع حكومته . انظر : جهاد شعب فلسطين ( ص 396 – 397 ) .

إن هذا الحديث الخطير الذي يعترف فيه أبو الهدى في حديثه السري مع بيفن بحدود التقسيم ، كان خيانة للمفهوم الوطني العام الذي قررته الدول العربية ووافق عليه أبو الهدى نفسه في اجتماع الجامعة العربية في لبنان ، حين قرروا بالإجماع تسليح الفلسطينيين ، وإعادة تجييش الجيوش لتكون على أهبة الاستعداد لتحرير فلسطين !!!

ويستمر مسلسل الفائح والخيانات ..

نشرت المطبعة السلفية بالقاهرة مجموعة من الوثائق والمقالات نقلاً عن جريدة أخبار اليوم وجريدة المصري ومجلة آخر ساعة وغيرها من الصحف ، تحت عناوين ( وثائق خطيرة عن اتصال ولي الأمر في شرق الأردن باليهود قبل حرب فلسطين ) و ( مؤامرات الأردن واليهود ضد جيش مصر والجيوش العربية ) تبعه ( فشل العرب وضياع فلسطين منهم وتشريد مليون من أهلها ) و ( حقائق عن تسليم مدن اللد والرملة ويافا وحيفا لليهود ) .
أ- بعض ما نشرته جريدة أخبار اليوم :-

نشرت الجريدة في العدد 280 الصادر بتاريخ 18 مارس سنة 1950م وثائق خطيرة ( خمس ) بخط الملك عبد الله ملك شرق الأردن ، وبخط كبار رجال حكومة إسرائيل المسؤولين ، تثبت أن الملك الهاشمي كان على اتصال باليهود طوال مدة حرب فلسطين وبعدها .

وقد علقت الجريدة على الوثيقة الأولى بكلام نقتطف منه :-

1- إن الملك عبد الله بدأ من نوفمبر سنة 1948م وهي أخطر فترة على الجيش المصري بفلسطين يتصل باليهود في باريس بواسطة سفيره في لندن .

2- إن الملك عبد الله اجتمع في 13 إبريل 1948م - أي قبل دخول الجيوش العربية إلى فلسطين بأكثر من شهر ، أي في نفس الوقت الذي كان جلالته فيه يطالب بالقيادة العليا لكل الجيوش العربية – باثنين من وزراء حكومة إسرائيل في غور المجامع واتفق معهما على قبول قرار التقسيم ، وفي اجتماع آخر اتفق الملك عبد الله مع جولدا مايرسون سفيرة إسرائيل في موسكو أن يقف الجيش الأردني والجيش العراقي عند الحدود العربية كما رسمها قرار التقسيم ، وهو الاتفاق الذي أيده بعد ذلك عملياً موقف الجيش الأردني والعراقي في عمليات فلسطين .

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة ومع بقية الوثائق التي نشر عن هذه الخيانة وتتمة المسلسل ..

أخوكم : أبو عبد الله الذهبي ..