بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
المرآة - سأضرب لك مثلاً يا همام ثم أعقب عليه :
شخص يكتب في المنتدى ،، يغلب عليه الكتابة في موضوعات معينة ،،فلنسمها جدية مثلاً ،، لا يستخدم الوجوه التعبيرية ويتحفظ عليها ،، ومضى على هذا ،،
هذا الكاتب لو كتب مقالاً ،، وجاءت له عبارة في أثناء ذلك المقال قصد بها المزاح ، وإضفاء نوع من الفكاهة على مقاله ،،، هل تظن بأن من يقرأ له سيفهم بأنه أراد المزاح ؟
همام - هذا الأمر ينبني على فهم القارئ لمراد الكاتب ، والقارئ يحكم وفق تصوره عن الكاتب .
المرآة - وقعت على ما أريد ؟
همام - آمل التوضيح ،
المرآة- نعم ،، سأوضح ، ولكني اسمح لي بسؤال ،، قرأت كتاب ديبوا تانين (أنت لا تفهمني) ،، فهلا أعطيتنا فكرة عن الكتاب .
همام- نعم ،، الكتاب قرأته منذ مدة ،، كان يتحدث عن أن معظم الخلافات التي تنشأ بين الزوجين مردها إلى سوء فهم الرجل لتفكير وسلوك المرأة ، وسوء فهم المرأة لتفكير وسلوك الرجل ،، فقد يصدر م الرجل فعل ما ، لا يلقي له الرجل بالاً يكون وقعه عند المرأة مختلفاً ،، فتنشأ العبارة (أنا لم أقصد هذا ، أنت لم تفهميني) والعكس صحيح .
المرآة - أحسنت ،، إن عالم الانترنت لا يوفر لك غطاء مناسباً لمعرفة شخصية المقابل ، ولذا يبقى اعتمادك على معرفته من خلال ما يوحي به اسمه المستعار ، ومن خلال ما يكتب ويشارك به ، وهذا الأخير هو المعول عليه في معرفة شخصية المقابل والتعامل معه أكثر من مجرد الاسم .
ومن هنا فعندما يسلك الكاتب خطاً معيناً ويراه الآخرون من خلال هذا الخط الذي ارتسمه فإنهم يحاكمونه من خلاله ،، فلو حدث وغير في خطابه أورث هذا نوعاً من الاستغراب لدى القراء ، هذه واحدة ..
والثانية تكمن في نوعية الخطاب ،،
ذكرت عن كتاب ديبورا أن التصرف أو اللفظ المعين قد يحمل على محامل شتى بحسب الجنس والتفكير ومستوى التعلم ، وفوق ذلك إيمان الشخص واعتقاداته ،،،
فمثلاً لو أخفت فتاة في اختبار إحدى المقررات ،، ستجد بأن رود فعل المحيطين بها ستختلف ، وهي تقرأ تصرفاتهم من خلال رؤيتها هي ،،
فأمها وأختها وصديقتها المقربة سيشاركنها الألم لما حدث لها ، سيبكين معها ، وسيمعنَّ في بيان أسفهن لما أصابها ، ومن ثم يقوين من أزرها بأن هذا الإخفاق لن يكون نهاية التاريخ ،،
أما موقف أبيها وأخيها سيكون مختلفاً بعض الشيء ،،
قد يقول لها أخوها : (وش فيها ،، عادي ،، كل واحد يرسب ،، يا بنت الحلال ،، لا تكدرين خاطرك ،، ترى المسألة عادية) ،،
وقد يقول لها أبوها : ( يا بنتي المسألة عادية ،، ليه ما تأخذين دروس تقوية في هذه المادة ، لو أنك شديت أكثر كان نجحتِ ، ولكن الحمد لله) ،،
هي الآن تنظر إلى كلا الموقفين بمنظارها هي بمنظار الفتاة ، بمنظار المرأة ،، سترى بأن أمها وأختها وصديقتها أقرب إلى استشعار ألمها من أخيها وأبيها ،،
مع أن أباها وأخاها يتألمان لمصابها كما تألمت أمها وأختها وصديقتها ،، لكن الوالد والأخ تصرفا هنا كرجال ،، نعم الرجل لا يحب الحديث عن الإخفاق ،، ويوهن من أمره ليشد العزيمة على التغلب ، يبين السبب ثم يطرح الحلول ،،
اما الأم والأخت والصديقة فهما يعبران عن أسفهما بالكلام وبإظهار الشفقة والحزن والتباكي والدموع ،،
ومن هنا لربما أساءت فهم أبيها وأخيها وظنت بأنهما يستهينان بمصابها وأنهما متضايقان لكونها فشلت وأنها لم تجتهد ،، بينما الواقع بخلاف ذلك ،،
وهنا يا همام يتضح لك المراد من إيراد ما سبق ،،
فمع أن الشخص يشق طريقه في المنتديات ليُعرف من خلال نبرة ما ،، هو في ذاته يخطئ في إيصال ما يريد للطرف الآخر ، إذ يفترض أن الآخرين عرفوه حق المعرفة ،، بينما الواقع أنهم عرفوه من خلال كتاباته لا من خلال شخصه ، فلربما جاءت عباراته محتملة تورث عند المقابل أكثر من تفسير ، لربما أوجز في مقام الإطناب ظاناً بأن الآخر سيفهم ما يريد ،،
لربما أطنب في موطن يظن بأن المقابل سيفهم عنه ما يريد ،،
ولذا كان ولا بد من معرفة الآخر ، ومعرفة التعامل معه ،،
نعم عليك إن كتبت أن تضع في نفسك بأنه ينبغي عليك أن تكون واضحاً ،،،
عليك أن تضع في نفسك ذلك ،، وفي المقابل عليك بأن تحسن الظن بمن تتوسم فيهم الخير ،، وأن توضح قصدك ومرادك ليفهم عنك ،، ومع هذا فلن يخلو الأمر من سوء فهم ،، لإن الإحاطة من كل ناحية ليست في مقدور الإنسان ،، والشيطان يوسوس في النفوس ،، كم ذكرت في موضوعك (إبليس) ،،
أطلت عليك يا همام ؟!!
همام- !!!!!!
المرآة - إذن ،، لن أتم الحديث ،،
الروابط المفضلة