بسم الله الرحمن الرحيم
كم فتحت لنا من أبواب الخيرات والأرزاق في هذا الشهر الكريم..
من هو ذلك الشخص الذي ليست له حاجة !!!..
كل منا له حاجة يريد أن تقضى بل حاجات..
كم من مريض يرجو الشفاء..كم من فقير يرجو الكفاف والغنى..
كم من أعزب يرجو الزوج..كم من مذنب يرجو المغفرة..
كم من صاحب حاجة طرق لأجلها الأبواب باب بعد باب لكنها لم تقض..
ولعله يتنقل بين مواعيد لم توفى!..
كم من عقيم يرجو الولد..وكم من زوجة ترجو صلاح الزوج..
كم من والدة تقطع قلبها على فلذة كبدها ترجو له الهداية والصلاح وهو غافل لاه..
أين أنتم يا هؤلاء عن ذلك الباب..
أين أنتم عن قرع أبواب السماء..
أين أنتم عن القادر على كل شيء ..
أين أنتم من حديث عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :" مَنْ نَزَلَتْ به فاقة فأنزلها بالناس لم تُسَدّ فاقته ، ومَنْ نَزَلَتْ به فاقة فأنزلها بالله ، فيوشك الله له برزق عاجل ، أو آجل "
أين أنتم من الدعاء..
فلعلكم سلكتم جميع السبل وطرقتم كل الأبواب..
فأين أنتم من الباب الذي لا يغلق..
مد اليدين في ذلة وافتقار..ويقين بإجابة الدعاء..
مع دعاء صادق من قلب خاشع..ونفس مضطرة ..
وانتفاء الموانع..
كفيلة بقضاء حاجاتكم تلك جميعها..
قال – عليه الصلاة والسلام – : لَيْسَ شَيْءٌ أَكْـرَمَ على اللّهِ سُبْحَانَهُ مِِـنَ الدّعَاءِ
قال ابن رجب – رحمه الله – : "واعلم أن سؤالَ اللهِ تعالى دون خلقه هو المتعيّن ؛ لأن السؤال فيه إظهار الذل من السائل والمسكنة والحاجة والافتقار ، وفيه الاعتراف بقـدرة المسؤول على دفـع هذا الضرر ، ونيـلِ المطلوب ، وجلـبِ المنافع ، ودرء المضارّ ، ولا يصلح الذل والافتقار إلا الله وحده ، لأنه حقيقة العبادة "
و قال ابن رجب : "والله سبحانه يحبُّ أن يُسأل ، ويُرغبُ إليه في الحـوائج ، ويُلحُّ في سؤاله ودعائه ، ويغضب على من لا يسأله ، ويستدعي من عباده سؤالَه ، وهو قادر على إعطاء خلقه كلهم سؤلهم من غير أن ينقص من ملكه شيء ، والمخلوق بخلاف ذلك ، يكره أن يسأل ويحب أن لا يسأل ؛ لعجزه وفقره وحاجته ، ولهذا قال وهب بن منبه - لرجل كان يأتي الملوك - : ويحك تأتي من يغلق عنك بابَه ، ويظهر لك فَقْرَه ، ويواري عنك غناه ، وتدع من يفتح لك بابه نصف الليل ونصف النهار ، ويظهر لك غناه ، ويقول ادعني أستجب لك . وقال طاووس لعطاء : إياك أن تطلب حوائجك إلى من أغلق بابه دونك ، ويجعل دونـها حجّابَه ، وعليك بمن بابُه مفتوح إلى يوم القيامة ، أمرك أن تسألَهُ ، ووعدك أن يجيبَك "
أتـهزأُ بالدعـاء وتَزْدَرِيـه*** وما تدري بمـا صنع الدعاء
سهامُ الليل لا تُخطئ ولكن ***لها أمـدٌ وللأمـدِ انقضـاء
فيمسكها إذا ما شـاء ربي****ويرسلها إذا نَفَـذَ القضـاء
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال الله تعالى : "من ذا الذي دعاني فلم أجبه ، وسألني فلم أعطه ، واستغفرني فلم أغفر له ، وأنا أرحـم الراحمين "
الله أكبر..كم غفل الكثير من الناس عن هذا الباب..
وهانحن في هذا الشهر العظيم وهذه الليالي العظيمة ..
فالله الله في الدعاء..
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : "أعجز الناس من عجز عن الدعاء"
ولا تنسوني من الدعاء....
الروابط المفضلة