بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-

ما أجمل الحياة الزوجية وما أسعدها من حياة .. نعم إن أجمل لحظات الحياة وأسعدها في هذه الدنيا هي تلك اللحظات التي تحياها الأسرة المسلمة في رحاب الإسلام قلباً وقالباً ..

ما أجملها من حياة .. وما أجمله من يوم .. يوم في حياة أسرة مسلمة .. يستيقظ الزوج من نومه قبل صلاة الصبح فيوقظ زوجته التقية الصالحة ليصليا معاً قيام الليل .. ثم يذهب ليصلي الصبح في المسجد .. وبعد الصلاة يجلس الزوج يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس ، والزوجة كذلك .. ثم يصلي ركعتين ويرجع إلى بيته ليجد زوجته قد جهزت له طعام الإفطار .. حضر الزوج وجلس بجانب زوجته ، وبدأ يبادلها نظرات الإعجاب والابتسامة لا تفارق محياه .. فيأكلا سوياً ويدعو لها بكل خير .. وبين لحظة وأخرى يرفع لقمة إلى فيّ زوجته .. ثم تحضر له ملابسه فيذهب إلى عملة .. فإذا بها تقول له : ( يا زوجي الحبيب اتق الله فينا ولا تُطعمنا إلا حلالاً ، فإننا نصبر على الجوع ولانصبر على نار جهنم ) .. وقبيل خروجه يطبع قبلة على خدها ويودعها ..

فيخرج الزوج بعد أن يلقي عليها السلام بأحب أسمائها .. فإذا ذهب إلى عمله وبعد ساعتين أو أكثر وفي فترة الراحة ، يتصل عليها ويقول لها : ( كيف حالك يا حبيبتي ويا زوجتي الغالية .. ) فتسأله الزوجة هل تريد شيئاً ؟ فيقول : أبداً سلمك الله ، ولكنه الشوق .. هل تريدين أن أحضر شيئاً معي أثناء عودتي ؟ فيا لها من مكالمة تبعث في قلبها الحب والحنان .. وفي جسدها الطاقة لخدمة زوجها طوال عمرها ..

ثم إذا انتهى عمله يأيتها كل يوم وبحسب القدرة والطاقة بهدية – وردة مثلاً أوشريط إسلامي أو كتاب صغير أو كارت فيه أذكار الصباح والمساء .. – فهي هدية وإن كانت رخيصة ، لكنها غالية في قلب الزوجة ..

فإذا دخل الزوج بيته فإنه يذكر ربه أولاً حتى لا يدخل الشيطان بيته أبداً .. ثم يبتسم الزوج في وجه زوجته فإن له بذلك صدقة .. ثم يعطي الزوج الهدية لزوجته ، ويجلس ليتناول معها الطعام .. فيعطيها الطعام بيده وهي تفعل معه كذلك .. ويجعلها تشعر معه بالأنس ويتبادل معها الأحاديث الشيقة .. والذكريات الغالية الممتعة .. و الأخبار الطيبة .. ويسألها عن الذي قرأته أوسمعته في هذا اليوم ..

كما أنه يكلفها بحفظ جزء يسير من القرآن ويساعدها على الحفظ والمدارسة لكي تصبح أماً صالحة لتربية الأجيال ولصناعة الرجال والأبطال ..

ويجعلها في كل يوم تشعر أنها أغلى عنده من أي يوم مضى .. ويجلس يشاورها في أمور الحياة المشتركة بينهما حتى لا تشعر بأنه ليس لها مكانة في هذا العش الجميل ولامنزلة في قلب صاحب هذا العش ..

فيعيشون في جنة الدنيا التي تجلب لهم بعد ذلك جنة الآخرة .. فيصبح زوجها الذي أسعدها في الدنيا هو نفس الزوج الذي يشاطرها السعادة في الجنة .. ( فيالها من جنة يدخلها المؤمن في الدنيا قبل الآخرة ) ..

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة وموضوع جديد ..

أخوكم : أبو عبد الله الذهبي ..