بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-

نكمل اليوم ما بدأناه من هذه السلسلة .. ومع خيانة الشريف حسين والثورة العربية ..

تعتبر ثورة الشريف حسين ( المخدوع ) وجيشه المكون من الأعراب ، أكبر خنجر في ظهر الخلافة العثمانية ، والتي أدت بدورها إلى سقوط القدس في يد اللنبي ..

ولكن كيف كانت المؤامرة ؟؟!! وكيف حدثت الخديعة ؟؟!!

كان الحسين بن علي قد بدأ اتصالاته بالحكومة البريطانية قبل إعلان الحرب العالمية الأولى من جانب تركيا بحوالي تسعة شهور .. وكان ابنه عبد الله ممثل مكة المكرمة في مجلس المبعوثان العثماني يعرّج إلى القاهرة للتآمرة مع المستشار الشرقي في دار المندوب السامي البريطاني قبل سفره إلى الآستانة .. وتبادل الشريف حسين مذكرات مع السير هنري مكماهون المندوب السامي البريطاني في مصر منذ يوليو عام 1915م وأنشأت بريطانيا مكتباً في القاهرة لتنظيم جهود هذه الثورة العربية ضد الخلافة العثمانية ..

وجاء لورنس عميل المخابرات البريطانية ليشارك في الثورة مع الشريف حسين !! وعندما استولى جمال باشا والي سوريا على وثائق القنصلية الفرنسية في الشام ، وعثر فيها على ملفات اتصال القوميين بالفرنسيين وعمالتهم للحلفاء .. هنا أبلغ جمال باشا الشريف حسين بفحوى هذه الوثائق ، لكن الشريف حسين كان يهمه الأموال التي سيقبضها من الإنجليز ومن ثم صنعه خليفة أن ملكاً على العرب بمباركة علم الصليب البريطاني وفي ظلاله !! فلم يهتم بالأمر ..

وفي يوم 10يونيو سنة 1916م أعلن الشريف حسين من مكة المكرمة ما سمي بالثورة العربية ، وأطلق رصاصة يتيمة من بندقيته الميزر من فوق سطح الإمارة ، وهاجم جِراء الثورة العربية جنود الحامية التركية وأخذوهم على غرة إلى أن تأتي الطائرات البريطانية وتضرب جدة بالقنابل !!

وهكذا أصبح الطابور الخامس والذي كان يقوده فيصل بن الحسين ورجل المخابرات البريطانية لورنس ميمنة للقوات البريطانية التي جاءت من مصر لاحتلال فلسطين !! وليس هذا فحسب ، بل قام هذا الطابور الخامس بشغل القوات العثمانية لتصفية الجو أمام قوات اللورد اللنبي من الجنوب ، وتمكن اللنبي من الاستيلاء على غزة والخليل ويافا ، ثم دخل القدس في يوم 9 ديسمبر 1917م ودخلت القوات البريطانية دمشق يرافقها الشريف ناصر .

وبعد يومين حضر كل من اللنبي وفيصل الذي دخل عاصمة الأمويين معلناً نهاية أربعة قرون من الحكم التركي العثماني .. هنا أطلع جمال باشا الشريف حسين وأبناءه وبطانته على الخطة الصليبية لتقسيم العالم الإسلامي ، وذكرهم أن واجبهم كمسلمين مخلصين هو بذل جهودهم بل أرواحهم في سبيل عزة الإسلام .. وأن الحلفاء قد غرروا بهم ، وأن الاستمرار في الإخلاص لهم لن يؤدي إلا إلى استعباد الشعوب العربية ، ولكن الشريف رفض التحدث إلى الأعداء الأتراك .. !! .

ونقول للشريف حسين : ألم يصك أذنيك وعد بلفور ؟!! وما قاله اللنبي غداة دخوله القدس بأن الحروب الصليبية قد انتهت اليوم !! لماذا لم تتحرك ثورتكم حتى للعتاب ؟؟!!

وهل يدور بخلد أي مسلم سوي ، أن دخول عرب الحويطات ورجال الثورة العربية ليسلموا فلسطين إلى بريطانيا أنها خيانة .. فإن لم تكن هذه هي الخيانة ، فليس على ظهر الأرض خيانة إذن ..

ولننظر إلى ما كتبته جريدة القبلة في مكة عن الشريف حسين .. ذكرت أن لسان حال الحسين بن علي سنة 1918م كان يدعو الناس في فلسطين أن يتذكروا أن كتبهم المقدسة وتقاليدهم توصيهم بواجبات الضيافة والتسامح ، ويحضهم على الترحيب باليهود حين قدومهم مهاجرين إليهم بوصفهم إخواناً لهم .. ولا تعليق ..

إلى اللقاء في الحلقة القادمة ومع خيانة فيصل بن الحسين .. نبي الوطنية ..

أخوكم : أبو عبد الله الذهبي ..