..
..
المجتمع المسلم وحدة متكاملة لا يستطيع جزء منه أن يتخلى عن الجزء الأخر . ولا يمكن للمجتمع أن يستمر ويشتد عوده إلا بتواصل أفراده وقيامهم بواجباتهم تجاه بعضهم ... فمن حق الوالدين على أولادهما إلى حق الجار على جاره ....
ومن حق الأبناء على والديهما إلى حق القريب على قريبه ....نعم ... فهؤلاء هم لبنات المجتمع وعليهم وبهم يقوم هذا المجتمع ويقوى ويستمر ....
ومما يميز المجتمع المسلم عن غيره هو انه يقسم الحقوق والواجبات على جميع الأفراد
ومن هذه الحقوق .... حق الصلة ... فهو حق لكل فرد من أفراد المجتمع وواجب عليه أيضا
من حقه أن يتواصل معه كل أرحامه ... وواجب عليه أن يصل جميع أرحامه
المؤمن ضعيف بنفسه ... قوي بإخوانه ... وقد بين لنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في كثير من أحاديثه أهمية صلة الرحم وفضلها
فصلة الأرحام دليل على مجتمع خالي من الأحقاد والضغائن والنوازع النفسية السيئة... ومجتمع متماسك متحاب
فمهما حصل من سؤ فهم بين أفراده فإنهم في الأخير يتسامحون ويتواصلون يحكمهم في ذلك ((... ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث))
إن صلة الرحم تقوي وشائج المحبة والأخوة بين أفراد هذا المجتمع الطاهر وتعكس صورته في أبهى حلة وأجمل وصف
فان مرض احدهم أحس بألمه كل من حوله من خلال زيارتهم له ووقوفهم بجانبه ودعائهم له .... ويكفيه هذا منهم ...
وان احتاج للمساعدة منهم احد هب الجميع لمد يد المساعدة والعون ... ليحس بان هذا المجتمع روح واحدة في أفراد
إننا إن تكلمنا عن صلة الرحم فلن نزيد عما جاءنا به حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ... وما جاء في قرآننا من أمر وحث على صلتهم والإحسان إليهم وكفى لنا واعظا قوله تعالى (( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين أضلهم الله وأعمى أبصارهم)) ... نعم , فقطيعة الأرحام هي إفساد في الأرض ... إغضاب للربّ جلّ وعلا
إن خلافاتنا الدنيوية يجب أن لا تكون حاجزا أمام قيامنا بهذا الواجب
المراءة يجب أن تكون معينة لزوجها ومشجعة له على صلة رحمه وأداء حقهم ... والرجل حري ب هان يكون الساعد الأيمن لزوجته لتصل رحمها وتشجيعها على ذلك ... وعلى الآباء أن يكونوا خير قدوة لأبنائهم في صلة الرحم .... وأما الأبناء فيجب أن لا ينسوا أن احد أهم الأمور في بر الوالدين بعد موتهما هو صلة أرحامهما وأصدقاءهما
إن ديننا الإسلامي حين يحثنا على صلة الرحم فإنما هذا من اجل إشاعة المحبة والسلام .. وحتى يكون المجتمع جسدا واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .. وأما إن أخطاء بعضهم في حقنا فعلينا بقوله تعالى (( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ))
ولا ننسى في الأخير الحديث القدسي (.... ألا يرضيك أن أصل من وصلك واقطع من قطعك))
وفقنا الله جميعا لما يحبه ويرضاه ...
الروابط المفضلة