بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-
يقترب منها .. يأخذ بيدها .. ويدللها .. وهو يجلسها إلى جنبه على المقعد .. أهلاً بزوجتي .. مرحباً بحبيبتي .. تفضلي يا حياتي .. يقولها الزوج السعيد .. يقولها وهو يحتضن العالم .. أجل .. من أجل سعادتنا .. من أجل حياتنا .. إنه الأمل ..
إن مما لاشك فيه أن الحياة الزوجية السعيدة ، مطلب لكل رجل وكل امرأة على السواء .. والمشكلات التي تعتريها هي من منغصات هذه الحياة .. ولهذا يرنو كل من الرجل والمرأة إلى حياة زوجية سعيدة بعيدة عن هذه المشكلات ، لأن الأمل موجود .. والحياة كلها أمل ..
ونرجع ونقول : هل توجد حياة زوجية بلا مشاكل ؟؟!!
بتمهل .. ومن غير استعجال نقول : إن الخلافات الزوجية وخاصة في بداية الحياة أمر لامفر منه .. وإن الذي يدّعي خلو حياته من المشكلات الزوجية أو الخلافات ، فإنه هو نفسه مازال يعاني تلك المشكلات حتى الآن ..
بل ونسارع فنقول : إن الحياة الزوجية السعيدة هي تلك التي لا تخلوا من الخلافات !! والتي هي مع مرور الأيام تزكّي الحب بين الزوجين وتقوي الرابطة الزوجية .. فالسعادة والحب ، هي الأمل المنشود ..
ونستدرك فنقول : إن حدوث الاختلاف بين الزوجين أمر مقبول ، ولاداعي للخوف أو القلق منه .. لكن الذي نقلق منه هو الاختلاف المستمر والتشاجر حول التافه والقليل .. وهو الذي نرفضه .. وإن من واجب الزوجين أن يجعلا الخلاف بينهما أداة بناء لا معول هدم .. بناء لأسس الحياة السعيدة .. فيتعرف كل على خلق صاحبه .. على طباعه وخصائصه .. وصولاً إلى الانسجام معه والتوافق النفسي .. وليعلم كل منهما أن الزواج أخذ وعطاء .. تعاون وتفاهم .. مودة ورحمة .. تآلف وتآزر .. تنازل عن بعض الحقوق للآخر .. الرفق واللين .. الصبر .. الحنو .. الدنو .. والإيثار ..
وليعلم الجميع أن من أعظم أعمال إبليس والتي تفرّغ لأجلها هو وأعوانه .. هو التحريش بين المؤمنين والإيقاع بين الرجل وزوجته .. فلا تكن أخي الزوج و أختي الزوجة فريسة لهذا الملعون في تحقيق أهدافه ..
ويبقى الأمل .. الأمل موجود .. ( أميرتي ) أم عبد الله .. إنك إنسانة يفوح من قلبها روائح الخير والعطاء .. وجهك المشرق علمني أن الحياة بكل أهوالها وصعابها يمكن أن تحلو عند لمسة حانية .. وبسمة رقيقة .. ونظرة ملؤها الوفاء .. يدك التي أغدقت عليّ بكل الحنان .. اتكأت على سخائها لأقوى .. تعلقت بها لأمضي في دروب الأيام .. أيتها الغالية الرائعة .. أنتِ الأمل ..
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة ويبقى الأمل ..
محبيكم : أم عبد الله و أبو عبد الله الذهبي ..
الروابط المفضلة