أنتِ..أنتِ..نعم أنتِ أيتها الصالحة..أغمضي عينيكِ
وادخلي في عالم آخر ..عالم الخيال..ادخلي هنااااااك لتري
نفسك في الجنة .ترتعين في نعيمها..انظري إلى جمالك
الذي يفوق جمال الحور العين..وحولك الوصائف والجواري
يحطن بك..والماشطات..نعم الماشطات يعتنين بشعرك..
شعرك الذي يحملنه من طوله خلفك..تبتسين وعندها يسطع نور
عظيم ينير القصور..وتصوري أنك بمجرد أن ينفتح ثغرك لتبتسمي..
تصوري منظرك عندما ينير القصر..وتضيء شرفاته وأبوابه..
والبرق يبدو حين يبسم ثغرك***فيضيء سقف القصر بالجدران
عينيك التي تفتن الناظر إليها..لا يدري أفتنه وسعها الشديد.. أم
بياضها التليد.. أم سوادها الأكيد..
منظر وجهك الساحر الوضاء ..
والمعصماااان فإن تشأ شبهما***بسبيكتين عـلـيهما كفان
كالزبد لينا في نعومة ملمس***أصداف در دورت بوزان
والريح مسك والجسوم نواعم***وللون كالياقوت والمرجان
أما شعرك الطويل الناعم..
لا يدري الناظر إليه أيتعجب من شدة سواده؟!!..أم من طوله؟!!..
أم يتعجب من نعومته وبهائه؟!!..وتصوري وأنت تمسكين بشعرك
وخصلات الشعر تتناثر بين يديك..وهو في منتهى الروعة والجمال..
أما كلامك..وتغنجك ودلالك..
وكلامها يسبي العقول بنغمة***زادت على الأوتار والعيدان
تتبخترين في مشيك كيفما تشائين فأنت في الجنة..
وتبختري في مشيك ويحق ذا***ك لمثلك في جنة الحيوان
تبختري أمام زوجك..تبختري بين صديقاتك..ارقصي إن شئت..
اطلبي ما شئت ..تمتعي كيف شئت..تمتعي بسكنى القصور والخيام..
تلذذي بالتجول في الحدائق الغناء بين الثمار المتنوعة..
الورود والأزهار..العيون والأنهار..الشلالات والمياه المتساقطة..
الخضرة الساحرة..وتصوري أنك تدورين في تلك الحدائق بين
الأشجار..قطفت وردة جميلة رائعة..اشتهيت الماء..نزلت إلى النهر..
لامست يدك ماء النهر..الله يا لبرودة الماء..شربت في أكواب من الذهب
والفضة..أردتِ أن تلعبي بالماء وضعت رجلك في الماء..وأخذت تحركين
الماء برجلك وتتمتعين بمنظر الماء المتطاير بين أصابعك..
انتقلت إلى تلك العين لقد أعجبك منظرها وهي تنضخ الماء نضخا..
جلست بجوارها..وحولك الوصائف..التقيت بمن تحبين..جلست
وتسامرت..وتحدثت..وضحكت ..ولعبت..أكلت من الثمار..
الخدم حولك يلبون لك ما تريدين..أتذكرين في الدنيا لقد أتعبك
زوجك بكثرة طلباته..كيف النعيم الآن؟!!..لقد أزعجك إحدى المرات بكلمة؟؟..
كيف الجنة الآن..أين تعب الصلاة؟؟..أين تعب الحشمة والستر؟؟..
أين تعب لبس العباءة الساترة والتي تستر كامل جسدك ولا يظهر منه ظفر؟؟
أين تعب لبس الملابس المحتشمة في السهرات والزواجات؟؟..أين تعب
ترك العاري من الثياب والفساتين؟؟..أين تعب الغربة بين العاصيات؟؟..
كله ذهب..لقد ذهب التعب وبقيت اللذة والمتعة..والسعادة..والسرور..
عندما تحدثك نفسك بالوقوع في معصية..أو التكاسل عن طاعة..
تذكري نفسك في الجنة..
والبرق يبدو حين يبسم ثغرك***فيضيء سقف القصر بالجدران
وحينها بالتأكيد سترتدع نفسك وتنصاع..لأنها لا يمكن أن تتصور
حسرتها حين يفوتها ذلك النعيم..
وأخيرا..وبعد أن حلقت في الخيال..فإني أقول بأنه مهما تخيلت وتصورت
فإنه لا يمكن أن تتخيلي نعيم الجنة الحقيقي..
أسأل الله أن يجعلك من الصالحات القانتات..لتنالي ذلك النعيم الخالد..
أخوكم أحمد
الروابط المفضلة