انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 3 من 3

الموضوع: ( تأملات ووقفات (3) الشباب والحماس )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2001
    الردود
    637
    الجنس
    ذكر

    ( تأملات ووقفات (3) الشباب والحماس )

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الشباب قوة دفاقة ، هم عماد الأمة ، وقوامها وامتدادها ، ولذا كان اهتمام أعداء المسلمين بتفريغ الشباب من حماسهم لدينهم إلى الحماس الرياضي أو الفني وصرف طاقاتهم الهادرة إلى أمور منحطة أسلوباً ماكراً من أساليب ضرب الأمة في فؤادها ،،،
    وحيث يمن الله تعالى على شاب بالإيمان الصادق ويعي دوره في الحياة ، تجد تلك الطاقة التي تعتلج بين جوانحه قد صرفت لغاية أسمى تتجاوز حدود هذه الدنيا الفانية وملذاتها ، ليسطر أروع المثل في التضحية والفداء ، وبذل الغالي والنفيس ،،،
    إن نظرة لأمثال شباب الصحابة كعلي وابن عباس وابن عمر وأنس وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهم أجمعين تجلي لك صورة الشباب المؤمن الذي امتزج الإيمان في قلبه فغدا مضحياً في سبيل الله ، يحدوهم قول الباري جل وعلا { وعجلت إليك رب لترضى } ،،

    تمثلت لي هذه الخاطرة وأنا أرى شبابنا - ولله الحمد - قد حنوا الركب أمام العلماء ، واكتظت بهم حلق تحفيظ القرآن ، وتسابقوا في ميادين الدعوة إلى الله تعالى ونشر الخير وإغاثة المسلمين ، وبذل آخرون أرواحهم ومهجهم في سبيل الله تعالى مدافعين عن بيضة الدين ومقدسات المسلمين ،،،
    هذه نعمة جعلت أعداءنا يعضون علينا الأنامل من الغيظ ، وهي نعمة تستحق الشكر وأن يحافظ عليها ، ومن المحافظة عليها أن نقوم مسيرة شباب الأمة ، وأن نوجههم الوجهة الصحيحة .
    ومن هنا جئت إليكم بهذا الموضوع الذي يتناول أمراً مهماً من أمور فئة عزيزة علينا الشباب ، وموضوعي عن ( الحماس المتزن ) ، وشروعاً في هذا الموضوع المهم أود أن أقعد قواعد للموضوع ليسهل تناوله :
    1- الحماس أمر ندب إليه الشرع وأقره ، قال الله تعالى { يا يحيى خذ الكتاب بقوة } ، وفي صحيح مسلم (( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير )) .
    2- الشباب قوة دفاقة كما أسلفت ، ومن لوازم هذه القوة الاندفاع إلى ما يراه ملائماً له . لكن هنا ملحظ ، وهو أن الشباب تكتمل قدراتهم الجسدية قبل اكتمال قدراتهم الذهنية والعقلية ، والتي تصقلها التجارب والسنون ،، ولذا نجد التهور ( الحماس غير المتزن ) في الشباب أكثر منه في الكهول ؛ لكون أجسادهم المكتملة طوع أذهانهم الناقصة . ومن هنا جاء قول الحق تبارك وتعالى { حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة } ويذكر ابن كثير رحمه الله في تفسيره أن هذه السن سن الاكتمال والنضوج العقلي والذهني للإنسان ،، ولو تأملنا لوجدنا أن رأس الأربعين هو سن مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ؛ إذ في هذا السن تتساوى المقدرة الذهنية والبدنية .
    3- مما سبق نخلص إلى أن الشاب يحتاج إلى توجيه وإرشاد ، ولذا كان على أهل العلم الربانيين وأهل الحل والعقد حمل كبير في توجيه الناشئة وتبصيرهم ،، فإن كثيراً من الشباب قد يتحمس إلى أمر ما يظن فيه نصرة للإسلام أو ذباً عن حياضه ثم تكون عاقبة الأمر فاجعة عليه وعلى المسلمين . ومن هنا أمر الله تعالى بالرجوع إليه سبحانه وإلى الرسول في حياته وإلى سنته بعد مماته { وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً } ، وأمر بالرجوع في معضلات الأمور إلى أصحاب العلم العقل والنهى { وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم .. } . ولذا كان من المعضلات أن يتخلى الكبار عن توجيه الشباب وأن يتولى الصغار تلك المهمة ، وللحق فقد كان كثير من الشباب في قلوبهم شيء على ما كان يصدر من مواقف لبعض كبار العلماء المخلصين ، وكان كثير من الشباب يرون أن في مواقفهم نوعاً من المداهنة ، ولكن بعد مضي السنين أثبتت التجربة صواب نظرة أولئك الكبار رحمة الله عليهم .
    نحن بحاجة إلى أن يوجه العلماء الربانيون طاقة الشباب وحماسهم ، وأن يلتف الشباب حول العلماء الصادقين ، وأن يصدروا عن رأيهم ، فهم ورثة الأنبياء وحملة ميراث النبوة .
    4- لا بد للشباب من أن يتحلوا بالعلم قبل العمل ، فإن العمل على جهل ضلالة وهو سبيل النصارى الضالين ، والعلم بلا عمل سبيل المغضوب عليهم اليهود ، والمسلمون وسط بين الأديان كما أن أهل السنة وسط بين الفرق . إن العلم يقي صاحبه غوائل النظرة الآنية ، وينير بصيرته إلى أفق أبعد وإلى نظرة عامة تزن الأمور وترتب المصالح والمفاسد بميزان الشرع المطهر ،،،

    هذه خلجات وأفكار ، إن كانت صواباً فمن الله تعالى وله الحمد ,المنة ، وإن كان فيها من خطا فإنما أتيت من قبل نفسي والشيطان ، وأستغفر الله العظيم من كل ذنب وخطيئة .
    ويعلم الله أني ما سطرت هذه الكلمات إلا غيرة على الشباب ، فلست ممن يلوك أعراض العلماء ويعرِّض بالمجاهدين والباذلين ، ولكني محب ومشفق ،،،
    ولله الأمر من قبل ومن بعد ،،،،

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2001
    الردود
    637
    الجنس
    ذكر
    للرفع

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2001
    الردود
    637
    الجنس
    ذكر
    فوق ،، فوق ،،،

مواضيع مشابهه

  1. تأملات ووقفات في حادثة اغتصاب القاصرات
    بواسطة سميرة امين في المجلس العام
    الردود: 2
    اخر موضوع: 06-07-2011, 03:19 PM
  2. تأملات ووقفات ( 2) الحوار ،،،،
    بواسطة همام في الملتقى الحواري
    الردود: 11
    اخر موضوع: 02-06-2002, 06:08 PM
  3. تأملات ووقفات (6) مخلفت الأزمات
    بواسطة همام في الملتقى الحواري
    الردود: 4
    اخر موضوع: 15-04-2002, 01:12 AM
  4. تأملات ووقفات ،، (1) مناهج التعليم
    بواسطة همام في الملتقى الحواري
    الردود: 11
    اخر موضوع: 04-03-2002, 02:37 PM
  5. تأملات ووقفات ،،،،
    بواسطة همام في الملتقى الحواري
    الردود: 1
    اخر موضوع: 12-01-2002, 01:18 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ