انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 2 من 2

الموضوع: جندية مجهولة 2 من 2

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2001
    الموقع
    الدمام
    الردود
    1,761
    الجنس
    رجل

    جندية مجهولة 2 من 2

    وذكر ابن سعد في طبقاته الكبرى عن إسحاق بن عبد الله، عن جدته أم سليم رضي الله عنها أنها آمنت برسول الله صلى الله عليه و سلم ؛ قالت : فجاء أبوأنس – وكان غائباً – فقال : أَصَبَوتِ؟ قالت: ما صبوت، ولكن آمنت بهذا الرجل . قالت : فجعلت تلقِّن أنساً وتشير إليه : قل لا إله إلا الله، قل أشهد أن محمداً رسول الله، ففعل، قال : فيقول لها أبوه : لا تفسدي عليَّ ابني، فتقول : لا أفسده، فلما كبر أتت به النبي صلى الله عليه و سلم وقالت له: هذا أنس غلامك، فقبَّله النبي صلى الله عليه و سلم .

    لقد قامت الأم بدورها الريادي في التربية والتوجيه، متمثلاً في شخصيات وسلف هذه الأمة لا تعد حصراً، إيمان بالله، وحسنُ تربية، ولا تفسدُ على زوجها إصلاحَ بيتها، تطلعه على كل ما من شأنه إصلاح البيت المسلم، بيتها دار الحضانة الأسمى، لا دور الحضانة المنتشرة في آفاق المسلمين، والتي ينبغي ألاَّ تُقبل إلا في الضرورات الملجئة .

    في الخنساء عبرة وعظة

    أيتها الأم المسلمة .. أيها الأب المسلم :

    في سير الأسلاف عظةٌ، وفي مواقفهم خير وعبرة، والخنساء رضي الله عنها عُرفت بالبكاء والنواح، وإنشاء المراثي الشهيرة في أخيها المتوفَّى إبان جاهليتها، وما أن لامس الإيمان قلبها، وعرفت مقام الأمومة ودور الأم في التضحية والجهاد في إعلاء البيت المسلم ورفعة مقامه عند الله، وعظت أبناءها الأربعة عندما حضرت معركة القادسية تقول لهم : إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، وإنكم لابْنُ أبٍ واحد وأم واحدة، ما خبث آباؤكم، ولا فُضحت أخوالكم . فلما أصبحوا باشروا القتال واحداً بعد واحد حتى قُتلوا، ولما بلغها خبرهم ما زادت على أن قالت : الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته .

    هذه هي الخنساء فأين جملة من رائدات نهضة الأمومة منها؟ هذه هي الخنساء فأين المتنصِّلاتُ عن واجب الأمومة منها؟ إن جملة منهن – ولاشك – أقصر باعاً وأنزل رتبةً من أن يفقهن مثل هذا المثل، ربما كرهت إحداهن أن تكون أُمًّا لأربعة، ولو تورطت بهم يوماً ما لما أحسنت حضانتهم وتربيتهم، فلم تدرك ما ترجو، ولم تنفع نفسها ولا أمتها بشيء طائل، وكفى بالأم إثماً أن تضيِّع من تعول . وفي مثل الخنساء تتجلى صورة الأمومة على وجهها الصحيح، وما ذاك إلا للتباين الذي عاشته في جاهليتها وإسلامها، ومن هنا يظهر عظم المرأة، ويظهر تفوقها على رجال كثير مع أنوثتها وقصورها عن الرجل، ولو كانت الأمهات كأم سليم، وعائشة، وأم سلمة، والخنساء، لَفضُلتْ النساء على كثير من الرجال في عصرنا الحاضر. } فالصالِحاتُ قانِتاتٌ حَـافِظَاتٌ للغَيبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ { [ النساء : 34 ] .

    فاتقوا الله معاشر المسلمين، واعلموا أن للأم مكانة غفل عنها جُلّ الناس بسبب ضعف الوازع الديني المنجي من الوقوع في الإثم والمغبَّة، وعلينا جميعاً أن نعلم أن الأم خير حانية، لطيفة المعشر، تحتمل الجفوة وخشونة القول، تعفو وتصفح قبل أن يُطلب منها العفو أو الصفح، حملت جنينها في بطنها تسعة أشهر، يزيدها بنموه ضعفاً، ويحمِّلها فوق ما تطيق عناء، وهي ضعيفة الجسم، واهنة القوى، تقاسي مرارة القيء والوحام، يتقاذفها تمازج من السرور والفرح لا يحسّ به إلا الأمهات، يتبعها آثار نفسية وجسمية، تعمل كل شيء اعتادته قبل حملها بصعوبة بالغة وشدة،تحمله وهناً على وهن، تفرح بحركته، وتقلق بسكونه، ثم تأتي ساعة خروجه فتعاني ما تعاني من مخاضها، حتى تكاد تيأس من حياتها، وكأن لسان حالها يقول : } يا لَيتَني مِت قَبلَ هَـذَا وَكُنتُ نَسياً منسِياً { [ مريم : 23 ] . ثم لا يكاد الجنين يخرج في بعض الأحايين غلاً قسراً وإرغاماً، فيمزق اللحم، أو تبقر البطن، فإذا ما أبصرته إلى جانبها نسيت آلامها، وكأن شيئاً لم يكن إذا انقضى، ثم تعلِّق آمالها عليه، فترى فيه بهجة الحياة وسرورها، والذي تفقهه من قوله تعالى : } المَالُ وَالبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدنيَا { [ الكهف : 46 ] ، ثم تنصرف إلى خدمته في ليلها ونهارها، تغذِّيه بصحتها، وتنميه بهزالها، تخاف عليه رقة النسيم وطنين الذباب، وتؤْثِره على نفسها بالغذاء والنوم والراحة، تقاسي في إرضاعه وفطامه وتربيته ما ينسيها آلام حملها ومخاضها.

    تقول عائشة رضي الله عنها : جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها، فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة، ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها، فشقَّت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما، فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: "إن الله قد أوجب لها الجنة – أو أعتقها من النار" [ رواه مسلم ]. الله أكبر .. ما أعظم الأم الصادقة المسلمة !!.

    لا للعقوق

    ألا فليتق الله الأولاد، وليقدِّروا للأم حقَّها وبرَّها، ولينتهين أقوام عن عقوق أمهاتهم قبل أن تحل بهم عقوبة الله وقارعته، ففي الصحيحين يقول النبي صلى الله عليه و سلم : "إن الله حرَّم عليكم عقوق الأمهات"، وعند أحمد وابن ماجة أن النبي r قال : "إن الله يوصيكم في أمهاتكم" قالها ثلاثاً، وعند الترمذي في جامعه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : "إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حلَّ بها البلاء…" وذكر منها : "وأطاع الرجل زوجته وعقَّ أمه".

    ولا بطلقة واحدة

    ألا لا يعجبنَّ أحدٌ ببره بأمه، أو يتعاظم ما يسديه لها، فبرُّها طريق إلى الجنة .

    جاء عند البيهقي في شعب الإيمان، والبخاري في الأدب المفرد : "أن أبا بردة بن أبي موسى الأشعري حدّث : أنه شهد ابن عمر رجلاً يمانياً يطوف بالبيت، حمل أمه وراء ظهره يقول:

    إني لها بعيرها المذلَّل إن أُذعرت ركابها لم أُذعر

    الله ربي ذو الجلال الأكبر، حملتها أكثر مما حملتني، فهل ترى جازيتها يا ابن عمر؟ قال ابن عمر: لا، ولا بزفرة واحدة! " .

    ليس هكذا تُكرم الأم!!

    ألا فاتقوا الله معاشر المسلمين، واعلموا أنه ينبغي التنبيه إلى مكانة الأم . وواجب الأولاد والمجتمع تجاهها لا يعني خرق حدود الشريعة أو تجاوزها، إذ تلك حدود الله فلا تعتدوها، فالأم لا تُطاع في معصية الله، ولا يُقدَّم قولها على قول الله ورسوله، ولا ينبغي أن يُتشبَّه بأهل الكفر في طقوسهم ومراسيمهم مع الأم، والتي هي ليست من نهج الإسلام في شيء،حيث يعملون لها يوماً في السنة هو يوم البر بها، يقدمون لها فيه شيئاً من الزهور أو الطيب ونحو ذلك، يسمونه عيد الأم، وهذا من البدع المنكرة التي يكتنفها آفتان :

    أولاهما : تقليد أهل الكفر : ورسول الله صلى الله عليه و سلم نهانا عن التشبه بهم، وأمرنا بمخالفتهم، ومن أبى فقد قال عنه صلى الله عليه و سلم : "ومن تشبه بقوم فهو منهم"، حتى لقد قال اليهود عنه : ما يريد هذا الرجل أن يدع شيئاً من أمرنا إلا خالفنا فيه [ رواه مسلم ].

    وثاني الأمرين : هو إحداث عيد واحتفال لا يُعرف في أعياد المسلمين : وما للمسلمين إلا عيدان : عيد فطر، وعيد أضحى، وما عدا ذلك من أعياد للأم واحتفالات، أو أعياد للميلاد أو للبلوغ أو للكهولة أو للشيخوخة، كل ذلك مما أُحدث في الدين، وحرّمه علماء الملة . فكل احتفال أو عيد لم يدل الشرع عليه فهو بدعة محدثة، ورضي الله عن ابن عباس حين قال : "ما أتى على الناس عام إلا أحدثوا فيه بدعة، وأماتوا فيه سنة، حتى تحيا البدع وتموت السنن" .

    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

    فضيلة الشيخ / سعود الشريم

    إمام وخطيب الحرم المكي الشريف


    جندية مجهولة 1 من 2

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2001
    الموقع
    في أرض الله
    الردود
    10,676
    الجنس
    بارك الله فيك أخي الفاضل 000

مواضيع مشابهه

  1. (( جندية مجهولة ))
    بواسطة عذااار22 في روضة السعداء
    الردود: 2
    اخر موضوع: 20-07-2005, 05:21 AM
  2. اختى جندية مجهولة ... لحظة ^_^
    بواسطة lilya في ركن الكمبيوتر والإنترنت والتجارب
    الردود: 3
    اخر موضوع: 25-03-2004, 04:42 PM
  3. جندية مجهولة ... مطلوبة ....
    بواسطة الايثار في ركن الكمبيوتر والإنترنت والتجارب
    الردود: 3
    اخر موضوع: 13-08-2003, 07:04 AM
  4. جندية مجهولة
    بواسطة amatalgahar في روضة السعداء
    الردود: 6
    اخر موضوع: 28-04-2003, 04:17 PM
  5. جندية مجهولة 1 من 2
    بواسطة النورس في الملتقى الحواري
    الردود: 9
    اخر موضوع: 29-08-2001, 09:23 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ