بسم الله الرحمن الرحيم
اجتمع نفر من اليهود منهم سلام النضري وحيي بن أخطب وهوذة بن قيس وغيرهم من بني النظير وبني وائل وخرجوا إلى قريش في مكة فدعوهم إلى حرب النبي صلى الله عليه وسلم..فسر قريش لهذه الدعوة فاجتمعوا وتواعدوا على الحرب..ثم ذهب أولئك اليهود إلى غطفان فدعوهم إلى حرب النبي صلى الله عليه وسلم
وأخبروهم أنهم سيكونون معهم وأن قريشا معهم فوافقت غطفان واجتمعت القبائل ..
الله أكبر إن هذا يشبه الآن ما فعله بوش قاتله الله من تحزيبه الأحزاب فوافق البريطانيون ثم وافق الاستراليون وأيدت اليابان والفلبين وفتحت دول كثيرة أراضيها ووو....حتى اجتمع عدد من أحزاب الكفر وتواعدوا على ضرب العراق ليكون أول السلسلة الطويلة التي يريدون من ورائها تدمير الأمة وكبت الصحوة الإسلامية وحماية اليهود..
الله أكبر ما أشبه الليلة بالبارحة..
خرجت قريش وقائدها أبو سفيان وخرجت غطفان وقائدها عيينة بن حصن وخرجت بني مرة وخرجت أشجع..فلما سمع بهم النبي صلى الله عليه وسلم بما أجمعوا عليه جمع الصحابة لا ستشارتهم في هذه النازلة العظيمة وهذا الخطب الجلل..فكان كل واحد من الصحابة يشير برأي حتى أشار عليهم سلمان الفارسي بحيلة كانوا يصنعونها أوقات الحروب في فارس ألا وهي حفر الخندق..فوافق النبي صلى الله عليه وسلم
وبدأ المسلمون بالاستعداد والحفر حول المدينة وكانوا يجتهدون في الحفر طول النهار ..وهنا يظهر المنافقون
وهم دوما يظهرون على حقيقتهم أوقات الفتن والأزمات فتخلفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم فجعلوا يتسللون إلى أهليهم بغير علم النبي صلى الله عليه وسلم ولا إذن منه فأنزل الله تعالى ((إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه ))
وأخبر عن المنافقين ((قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم))
فلما انتهى النبي عليه السلام من حفر الخندق أقبلت قريش حتى نزلت قريبا من المدينة وأقبلت القبائل من بني كنانة وأهل تهامة وغطفان نجد واليهود فانظمت إليهم..وكانت جموع الأحزاب ما يقرب من عشرة آلاف..
وما أشبه هذا بقوات التحالف الصليبية اليوم حينما كانوا في الفترة السابقة يتجهزون ويجمعون قواتهم في الخليج والأردن استعدادا للحرب..
وخرج النبي صلى الله عليه وسلم في 3000 من المسلمين يعني ثلث الجيوش الكافرة الغازية للمدينة فقط..وكان الخندق بين المسلمين وبين الكفار ..
ثم لم يكتف الكفار بأحزابهم تلك بل خرج حيي بن أخطب وجاء إلى سعد القرظي من يهود المدينة من بني قريظة وكان بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد..فلما جاءه حيي بن أخطب أغلق كعب دونه الباب وحاول حيي أن يكلمه فأبي ....في قصة طويلة حتى فتح له كعب الباب فقال حيي بن أخطب :ويحك يا كعب لقد جئتك بعز الدهر جئتك بقريش وبغطفان ..جئتك بالقبائل وقد عاهدوني ألا يغادروا حتى يستأصلوا محمدا ومن معه..فلم يزل به حيي بن أخطب حتى نقض كعب العهد الذي بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم..
الآن موقف عصيب على النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه فالأحزاب من أمامهم وهؤلاء اليهود الغدرة من خلفهم ولا يدرون من أين يؤتون!!
فلما وصل الخبر بنقض العهد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبعث بعض أصحابه ليستطلعوا صحة الخبر..فرجعوا وأخبروه بأن كعبا بالفعل قد نقض العهد !!
الآن ماذا نتوقع أن يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ..لقد جاء موقفه عليه السلام مخالفا لكل ما يتوقع منه لقد جاء على عكس التوقعات تماما!
إذا بالنبي صلى الله عليه وسلم عندما سمع خبر نقض كعب للعهد يقول : الله أكبر..أبشروا يا معشر المسلمين..
الله أكبر.. أبشروا يا معشر المسلمين.!!
بأبي هو وأمي أعظم صانع للأمل في النفوس..وأحذق من يطمئن القلوب..ينظر المسلمون إلى ثباته ورباطة جأشه في أحلك المواقف وأصعب الظروف..فيزدادون ثباتا ويقينا بنصر الله وصدق موعوده بالنصر لعباده..
فصلى الله وسلم عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار وصلى الله عليه ما غردت على الأيك الأطيار وصلى الله وسلم بارك عليه ما تعاقب الليل والنهار..
وما أشبه الليلة بالبارحة عندما تغدر الدول من تركيا وغيرها ويتعاونون مع قوات الصليب ويغدرون بإخوانهم المسلمين طلبا لحظوظ من حظوظ الدنيا الزائلة..
نعم والله ما أشبه الليلة بالبارحة!!
نكمل إن شاء الله ما حدث في الأحزاب في المرات القادمة..
اللهم منزل الكتاب..مجري السحاب..هازم الأحزاب..
اللهم اهزمهم..اللهم اهزمهم..اللهم اهزمهم..
الروابط المفضلة