أنت 00 من الداخل
الجزء الأول

بدأ هذا العلم مع عالم سويسري الأصل يدعى كارل غوستاف يونغ Carl Gustav Jung ولقد كان زميل فرويد في زمانه في بداية القرن العشريـن، ولكن من جانب آخـر من علم النفـس، ولقـد اجتذبـت دراستـه عن السـلوك الطبيعي للنفس البشرية اهتمام العديدين من العلم، فقد لا حظ يونغ أنه يمكن تفسير السلوك البشري عبر بعض السمات والصفات الطبيعية التي تتكـرر في النـاس ومن ثم هناك سمـات عامـة للبشـر وشـخصيـات تتكـرر في عالمنا المشاهد من حولنا 0
ومن العلماء الذين اهتموا بهذا الجانب عالمة أمريكية تدعى إيزابيل مايرز Isabel Myers ، فلقد كتبت مقياس خاص تستطيع من خلاله التعرف على طبيعة الشخصية عبر أسئلة في رحلة استمرت أربعين سنة من البحث والدراسات في طول وعرض الولايات الأمريكية حتى ظهر على الوجود المقياس العالمي المعروف علمياً بمقياس مايرز برجز لسمات الشخصية وأنماطها Myers Briggs Tybe Indicator أو MBTI 00
يقوم هذا العلم أساساً على افتراض أنه يمكن تفسير السلوك البشري عبر ثمانية صفات أساسية توجد طبيعياً في كل الناس بغض النظر عن جنسهم أو لونهم أو كونهم ذكوراً أو إناثاً ، فهذه الصفات تولد طبيعية معهـم والنـاس يختلفون في درجة القوة أو الضعف وكذلك في درجة ترتيب ومزج هذه الصفات لكل فرد، قـام العلمـاء بتقسيـم هذه الصفات عبر أربعة زوايا ، تحتوي كل زاوية على صفتين من الصفـات الثمانيـة وكـذلك تشكـل كل زاويـة منها محور قائم بذاته لا يعتمد على المحور الآخر وإن كان لتفاعل هذه الزوايا الأثر البالغ لطبيعة الشخصية، يشكل كل محور إجابة لملاحظة معينة وسؤال معين قـام العلمـاء بسؤالـه لتفسـير السلـوك البشـري ضمـن هذه الزاوية، وهذه الزوايا الأربعة هي :
1- من أين يستمـد الإنسـان طاقتـه، هل من تفاعلـه مع الآخريـن ( المفتوح على العــالم Extroverted ) أو مـن تفاعله مع نفسه ( المنطوي على الذات Introverted ) ؟
2- كيف نتلقى المعلومات من العالم من حولنا، هل عن طريق الحواس الخمسة وهي السمع والبصر والشم والتذوق والمس(الحسيSensor )أو عن طريق الحاسة السادسة وهي الحدس والإلهام
( الحدسي Intuition ) 0
3- كيف يتخذ الإنسان القرار ، هل عن طريق المنطق والعقلانية والتفكير المجرد ( المفكر Thinker ) أو عن طريق المبادئ والقيم ( المشاعري Feeier ) 0
4- كيف ينظم الإنسان العالم من حوله، هل يود الأشياء أن تكون مرتبة ومنظمة(الحكم Judger )أو يفضل التلقائية والعفوية وكذلك ترك الأمور مفتوحة للاحتمالات وللتطورات(المدرك بحواسهPerceiver ) 0
كل زاوية من هذه الزوايا تحتوي على صفتين من الصفـات الثمانيـة وبهذا يكون الإنسـان في كل زاويـة يميـل إلى صفة دون أخرى ضمن هذه الزاوية ، وهذا لا يعني أن الإنسان له فقط صفة واحـدة دون الأخـرى ، بل إن الإنسـان له صفتين معاً ولكن ليستا بنفس القوة ضمن هذه الزاوية، فقد تكـون قـوة الصفـة الأولى ضمـن زاويـة معينة 70 % والصفة الثانية 30 % ولذلك فسلوكـه الخارجـي والغـالب عليـه هو ضمـن الصفـة الأولى القويـة وليست الصفة الثانية الأقل قوة ضمن هذه الزاوية 00
يميل الإنسان الطبيعي لصفة دون أخرى ضمن زاوية معينة لا علاقة له بالزاوية التالية فقد يكون الإنسان يميل للصفة الأولى ضمن الزاوية الأولى والصفة الأولى ضمن الزاوية الثانية هكذا بدون ترتيب00
لا علاقة لهذه الصفات بحق أو بباطل أو خير أو شر أو ذكاء أو غباء أو تفوق بالدراسة أو فشل00 الخ،وكذلك لا علاقة لكون الإنسان ذكراً أو أنثى، فهذه الصفـات تفسـر ميـل الإنسـان لسلـوك معيـن ولمـاذا يتصـرف بهـذه الطريقة وهذا ليس عذراً لسلوك خاطئ على الإطلاق فهذه الصفات عبارة عن قدرات خاصة أودعها الله فينا
وهنا يأتي علم سمات الشخصيـة الطبيعيـة Personality Types ويقـدم تفسيـراً لفهـم طبيعـة السـلوك البشـري ومحاولة للتقرب إلى النفس البشريـة من الداخـل فلكل منـا طبيعتـه الفطريـة التي خلقهـا الله وقدراتـه الخاصــة والإنسان يستخدم هذه القدرات كيفما يشاء وكما يحب وهنا تأتي مسئوليته المباشرة على سلوكه وتصرفاته أمام الله يوم القيامة 00
وللموضــــــــــــــــــــــــوع بقـــــــــ...............ــــــــية