-=@(( بين نيويورك وواشنطن 00 وتورابورا والعراق 00 دروس ربانية ))@=-
-=(( بين نيويورك وواشنطن 00 وتورابورا والعراق 00 دروس ربانية ))=-
الحمد لله العليم الحكيم ، الحمد لله القوي المكين ، الحمد لله مالك الملك ، بيده القوة جميعا ، بيده خزائن السماوات والأرض ، الحمد لله الحافظ لعباده المؤمنين ، وقاصم الجبابرة الكافرين ، مسبب الأسباب ، هازم الأحزاب ، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين ، النبي الأمين ، المرسل بالسيف بين يدي الساعة ، الصابر عند اللقاء ، وعلى آله وأصحابه الغر الميامين ، هازمي الفرس والروم ، المفارقين للحياة بين المسموم والمكلوم ...
أما بــعـــــد :
فإن الله عز وجل ، بعلمه المحيط بخلقه ، وحكمته البالغة في تقديره ، وقدرته النافذة في أمره ، وبرحمته على عباده المؤمنين ، وبإعذاره للعاصين ، أسهب في سرد قصص الغابرين ، عبرة لمن يعتبر ، وقدوة لمن يتبع ويصطبر ، معلماَ وناصحاً ، مهدداً ومنذراً ، ومشيراً لسنة في كونه ، ألا وهي : إعادة التاريخ لنفسه ، فالمتجبر مقصوم ، والكافر مهزوم ، والحق مجبور ، والمؤمن المصطبر منصور ، مصدقاً ومثبتاً للقرآن ، ومعجزاً فيه ، وهدى ورحمة للعالمين ، قال تعالى :
-=(( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ))=-
ولازال في فترات الوحي ، يعيد على المؤمنين ما جرى لهم من حوادث ، مخرجاً لهم خفايا الحـِكم ، من أخطاء تُجتنب ، وسنن تُقتفى ، ومحاسن تُمتدح ، ومُعمقاً تعليقَ قلوبهم به ، وبحكمته ، وبأمره ، مربياً لهم ، وممهداً لتمكينهم ...
وما أكثر ما يقول سبحانه في كتابه :
-=(( فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأبْصَار ))=-
-=(( فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الألبَاب ))=-
-=(( قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ ))=-
_____________________________________
-=(( بين نيويورك وواشنطن 00 دروس ربانية ))=-
-=( مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ )=-
قبل الثلاثاء المبارك ، وقبل دقائق معدودة من الأحداث العظيمة ، -=( مَا ظَنَنتُمْ أَن )=- تصل أيدي المؤمنين لتذيق الكافرين المتجبرين من عذاب الدنيا ، والكافرون =-( َظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ )=- عزلتهم عن المعمورة ، وطائراتهم المغرورة ، ومنظوماتهم الدفاعية -=( مِّنَ اللَّهِ )=- ، ولكن هيهات هيهات ، فعذاب الله آت ٍ آت ، فلما استفحل الطغيان ، وقـُنن العِـصيان ، اصطفى الله عصابة يخشَونه ، ودفعهم لموت يرجُونه ، فأتى -=( اللَّهُ )=- الكافرين -=( مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا )=- ، فأثخن بالمؤمنين في الكافرين ، هدموا صروحاً شامخة ، وقلاعاً راسخة ، بطائرات الكافرين ، ثلاث طائرات عظيمة ، -=( وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ )=- والصدمة ، والروع والدهشة ، فأسقطوا الطائرة الرابعة بمن فيها -=( بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ )=- ، ومع محدودية الخسائر من الصروح المدمرة ، إلا ان الله بارك في الإثخان ، فخسروا أضعافها ألوفاً ، وسيذكرها من بعدهم خلوفاً ... -=( وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )=-
-=( لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ )=-..
-=(فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ)=-
فإن الله يمهل ولا يهمل
-=(فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ)=-
فإن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته
-=(فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ)=-
ليذيقهم بعض الذي كسبوه من كفر وطغيان وعصيان
-=(فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ)=-
فإن القوة لله جميعاً
-=(فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ)=-
وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله
-=(فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ)=-
أن يأتيكم الله من حيث لم تحتسبوا
-=(فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ)=-
فلله خزائن السماوات والأرض ، له وحده لا شريك له ، يرزق من يشاء ، وينزع ممن يشاء
_____________________________________
-=(( بين تورا بورا والأحزاب 00 دروس ربانية ))=-
-=( وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ )=-
فبعد النصر العظيم ، ابتلي المؤمنون ابتلاءً عظيماً ، فـــ -=( مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ )=- ، فاجتمعت عليهم أحزاب الأرض وأحلافها ، إذ جاؤوهم من فوقهم بالصواريخ والطائرات ، ومن أسفل منهم بالسفن والغواصات ، -=( وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ )=- ، وظن العالم أجمع -=( بِاللَّهِ الظُّنُونَا )=- ، ظنوا أن الله سيخلف وعده في نصر تلك العصابة ، وحسبوا أنها هالكة لا محالة ، -=( هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً )=- ، وهـُدد أميرهم الملا عمر نصره الله ، بأن يُسلم شيخ المجاهدين أسامة حفظه الله للكافرين ، حتى يحفظ ملكه ، ويحقن دماء قومه ، إلا أنه نصرَ دين الله في نفسه ، باتباع أمره ، رافضاً تسليم مسلم لكافر ، بعزة ٍ وسابقة ٍ لم يخطها التاريخ من قبلُ في صفحات أمجاده ، ولا زالت جموع الأحزاب تحتشد ، حتى -=( قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ )=- ، فصبروا واحتسبوا -=( وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً )=- ، وهب إليهم أسود الإسلام من كل حدب وصوب ، فمن صائح ٍ لهم ، لا تذهبوا ، لا تقتلوا أنفسكم ، فلم يلتفتوا لقول ٍ إلا لقوله تعالى : -=( وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ )=- ، فلما وقعت الملحمة ، وقتل من قتل ، كان حال المثبطين -=( كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )=- -=( الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )=-
أيها المساكين 00 أيها المحرومون
-=( وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ {157} وَلَئِن مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى الله تُحْشَرُونَ )=-
أيها المساكين 000 أيها المحرومون
00 إنهم أحياءٌ ليسوا بأموات 00
-=( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ {169} فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {170} يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ )=- ..
أيها المساكين 000 أيها المحرومون 00
00 أفلا تعقلون !! 00
-=( أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ )=-
00 بالهجرة والجهاد والنصرة 00
-=( كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ )=-
00 بالقعود والتثبيط !!! 00
00 إنكم لا تعقلون 00
ولما حـُصِـر المؤمنون في مساحة صغيرة ، في جبال تورا بورا ، وسرب المنافقون خبر وجود الشيخين المجاهدَين ، أسامة والظواهري ، دكت الأحزاب بحدها وحديدها ، بصواريخها وقنابلها ، تلك البقعة شهراً ونصف الشهر ، لم يتركوا شبراً لم يقصفوه ، وكلما ظنوا أنهم قد قدروا عليها ، أرسلوا جيوشهم من المنافقين والعلوج ، فيردهم المؤمنون ، ويقتلوا منهم ما شاء الله أن يقتلوا ، عجبٌ عجاب ، ولم يقتل من المؤمنين إلا القليل ، عجبٌ عجاب ، آمنوا بقوله تعالى : -=( وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ )=- فلم يضرهم دك الكفار ، ولا خيانة الفجار ، (احفظ الله يحفظك ) ، حفظوه فحفظهم ، آية من آيات الله .
-=( وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً )=-
00 فالنافع والضار هو الله 000 ليس الصاروخ وليست الطلقة ولا القنبلة 00
-=( وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً )=-
00 فإنما النصر 00 صبر ساعة 00
-=( وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً )=-
00 فبالتقوى تنصر الله 00 ومن نصر اللهَ 00 نصره اللهُ 00
-=( وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً )=-
00 إنهم يكيدون كيداً ويكيد رب الجلال كيداً 00 فيمهل الكافرين يمهلهم رويداً 00
-=( إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ )=-
00 عالمٌ بهم 00 محيط بقوتهم 00 وأسباب قدرتهم 00 فلا يصدنك خوف منهم 00
-=( إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ )=-
00 محيط بأسباب كيدهم ومكرهم 00 من الكذب 00 وحتى الدسائس 00 فلا يدخلن عليك نفخهم ولا نفثهم 00
_____________________________________
يتبع
الروابط المفضلة