تسعى مستثمرة إمارتية لاعتلاء عرش تجارة الكافيار والوصول الى لقب "السيدة الأولى" في السوق العالمية بعد أن أحكمت قبضتها على سوق الخليج مدعومة بخبرتها التي تجاوزت 17 عاما في هذا المجال الذي يتلهف على أخباره الملوك والأغنياء ويحرك "الأساطير" في خيال العوام.

بدأت علاقة سيدة الأعمال حمدة الحريزي رئيسة شركة "بلاك بيرل"، بالكافيار طعام الملوك والأغنياء عام 1988 بعد أن ادخرت 7500 درهم (قرابة 2000 دولار) جمعتها طوال سنوات من العمل الذي بدأته منذ أن كان عمرها 12 عاماً، حيث كانت تقوم بجمع كسرات الخبز من الأحياء وبيعها ليتم إعادة تصنيعها كعلف للحيوانات.

سمعت حمدة عن الكافيار (بيض سمك الحفش) من صديق لوالدها، كان يعمل في تجارته، حيث استخدمها لديه للعمل مقابل 500 درهم شهرياً (الدولار يعادل 3.68 رهم) في أيام العطلة الصيفية، فبدأت ذائقة حمدة وحاستها تنمو تجاه معرفة أنواع الكافيار "البالوغا، أوسيترا، البرغا" لتستقل بعدها في تجارتها الخاصة بحاسة تذوق ورأس مال قدره 7500 درهم.

وتقول مجلة "فوربز العربية" إن المجتمع لم يكن سهلاً أمام حمدة، لكنها استطاعت تحمل الانطباع السائد آنذاك تجاه عمل المرأة، متسلحة بتشجيع والدها في العمل. بدأت مشروعها باستئجار محل في سوق مرشد في أواخر عام 1988 تنتقي خلاله الكافيار من التجار الإيرانين بعد أن تتذوقه وتقوم بإعادة بيعه. وفي الوقت نفسه تقوم بمساعدة التجار الإيرانين على شراء حاجاتهم من المحلات المنتشرة في دبي مقابل نسبة معينة متفق عليها. ونمت أعمال حمدة وزادت فروع محلاتها وأنشأت مصنعا لتعليب الكافيار بعد أن حصلت من الحكومة الإيرانية على الحق الحصري في توزيعه في منطقة الشرق الأوسط.

عددت حمدة مميزات مصنعها لمجلة "فوربز العربية" مشيرة إلى أن كثيرا من الناس لا يرغبون في استثمار مجهول في تجارة قد تنقرض, فسمك الحفش، الذي يستوطن بحر قزوين مهدد بالانقراض والإنتاج العالمي يتراجع, لكن "أنا أحببت المغامرة وخضتها".




50 دولارا سعر الغرام الواحد

"الندرة" كانت سبباً وراء توافق العالم على أن الكافيار هو غذاء الملوك, لكن حمدة ترى أن من يتناولون الكافيار ليسوا الملوك أو علية القوم وحسب بل هناك إقبال كبير عليه من الناس العاديين.. الأغنياء طبعاً, فسعر غرام الكافيار يبدأ من من 8 دولارات ليصل إلى 50 دولاراً في الأنواع النادرة، وهي الماسية. أما سعر الكيلو فيبدأ من 1250 دولاراً ليصل إلى 50 ألف دولار.

وتشتري حمدة حصة من الكافيار الإيراني بأنواعه المختلفة (بالوغا وسينفوركا وأوسيترا) بقيمة 25 مليون درهم إماراتي, وتحقق أرباحاً تتراوح نسبتها بين 15 % و20 %, وتتوقع أن تعلب هذا العام 4.5 طن من الكافيار بأنواعه الثلاثة، وهي مجمل حصتها من إيران، وتطرح 15% فقط من إنتاجها في السوق المحلية، في حين تصدر الكمية المتبقية إلى الشرق الأوسط وأوروبا والأمريكيتين.

وتشكك حمدة، التي يقتصر عملها في الكافيار الإيراني، في جودة الكافيار القادم من دول أخرى، وعلى الرغم من أن الصنف واحد، إلا أنها تقول إن "السمك الذي يستخرج منه الكافيار في روسيا يختلف عما هو في إيران، حيث يؤدي عدم إشراف الدولة على إنتاج الكافيار في روسيا وغيرها من الدول إلى تلاعب الشركات في الكافيار، مما يؤدي إلى خلط النوعيات الرخيصة بالغالية، والغالية بالنادرة، وبيعها على أساس أنها من النوع الثمين".

وربما كان كلام حمدة من قبيل الحماس المبالغ فيه لمنتجاتها, لكن يبدو أن تجارة الكافيار لعبت دورا في اختيار ابنة الثلاثين ربيعا لشريك حياتها حيث تستعد حاليا لدخول "القفص الذهبي" مع شريكها الحاصل على درجة الدكتوراة في الاقتصاد الذي لم ترغب في ذكر اسمه لكنها قالت "هو أيضا يعمل في تجارة الكافيار".



المصدر