انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرالأخير
عرض النتائج 21 الى 30 من 38

الموضوع: إزدهار:: مشاركة متميزة :: (نسخة خاصة)

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الموقع
    في قلب الحدث في العروس الغارقة
    الردود
    6,273
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    الأمور تتطور بسرعة في مواضيع الزواج والخطبة ..كان والد إزدهار في غاية

    الطيبة ..كلمني عندما رآني في المسجد ..وعلمتُ منه أن إزدهار وافقتْ ..ثم حددنا

    موعدنا اليوم ..لأنظر لزوجة المستقبل ..كم أشعر باضطراب ..سبق وأن لمّحتْ لي أمي

    بأن إزدهار في غاية الجمال ..لم يكن يهمني الشكل بقدر ما جذبني الدين ..لكني الآن مضطرب ..

    أنهيتُ استعدادي وأنا الآن أنتظر أمي وسامر.كنتُ أسير في الممر قرب المدخل ..لفتتْ

    نظري المرآة ..نظرتُ إليها وأخذتُ أتأمل ماوراء ملامحي ..

    :سمير يا أخي لاتخف لقد رأتك عدة مرات.

    :سامر أرجوك لقد تأخرنا هل أمي جاهزة؟

    أطلتْ أمي من خلف سامر:نعم أنا جاهزة ..هيا بنا.

    أخيراً خرجنا ..أسرع سامر نحو باب السائق :أنا سأقود اليوم ..على العريس أن يرتاح.

    :كما تريد.. فأنت الأكبر.

    استقبلنا عمي استقبالاً حسناً ومرت الحظات سريعة وحان الوقت ..أخيراً ماكنت

    أنتظره ..سامر قدم لي معروفا عظيماً ..سأل :أريد الخروج يا عم حتى تدخل الأنسة .

    :تعال هنا يابني ..في غرفة المكتب.

    لحظات ودخل والد إزدهار مرة أخرى ..وكانت حورية جميلة تمسك بيده .

    تقدمتْ قيلاً ثم جلستْ على مقعد بعيد ..

    كانتْ غاية في الجمال ..بشرتها كالؤلؤ .عيناها واسعتان وخصلات شعرها المتماوجة

    تداعب خديها في دلال ..

    :كيف حالكِ يا إزدهار؟

    فتحت ثغراً يشبه حبتي فاكهة وقالت: بخير والحمد لله .

    كان والدها يراقب في صمت ..

    :كيف أحوال الوظيفة؟

    :لابأس .

    :ماذا تُدرّسين في المدرسة؟

    :العلوم.

    :ماشاء الله .

    شعرتُ براحة شديدة ..لم أتوقع أن يكون اللقاء بهذه الصورة ..زال كل القلق وكل

    الاضطراب.
    ..........................................

    اليوم هو اليوم المنتظر..صحيح أعرف كيف يبدو سمير ..ورأيته عشرات المرات ..لكن هذه

    المرة الوضع مختلف جداً..

    وصلوا أخيراً ..استقبلنا أم سامر في غرفة المعيشة ..ودخل الرجال لغرفة الضيوف ..

    كانت نظرتي مختلفة لخالتي اليوم ..مع انها تبدو طبيعية جداً ..لكنها عما قريب قد تصبح أم زوجي ..

    بعد مدة جاء والدي وناداني :إزدهار هل أنت جاهزة؟لقد خرج سامر لغرفة المكتب.

    لم أستطع النطق بحرف واحدة ..ألقيتُ نظرة سريعة للمرآة ..ثم أمسكتُ بيد والدي الذي ناولني إياها .

    دخلتُ خلف والدي في وجل ..رأيتُ سمير يجلس في صدر الغرفة ..لا أذكر هل سلمتُ أم

    لا ..المهم أني وجدتُ مقعداً قريباً مني ..جلستُ عليه بهدوء..

    يبدو سمير سعيداً ..بدأ يسألني عن أحوالي وعن المدرسة ..

    أُحسُ بالطمأنينة أكثر ..بدأتُ أشعرُ بالراحة ..ليتني أعرف بماذا يشعر هو ..

    قام سمير من مقعده ..ووقف أمامي ثم أخرج علبة صغيرة من جيبه.. فتحها ثم وضعها أمامي

    وقال ..:تقبلي مني هذه الهدية البسيطة .

    ثم غادر الغرفة .

    كادتْ روحي أن تفارق جسدي عندما رأيتُ سمير يتقدم نحوي ..لم أكن أعرف مايفكر به ولا

    ماسيفعله ..

    تناولتُ العلبة ونظرتُ لوالدي في خجل ..:أريد أن أخرج .

    .................................................. .

    وفي الليل :

    طيف علاء لايفارقني ..في كل حركاتي وسكناتي ..كيف تجرأتُ ووافقتُ على الزواج ..هل يعقل ما أصنعه..

    رأيتُ أمي تستعد للنوم ..لمحتني واتجهتْ نحوي :إزدهار ...هل أنتِ على مايرام؟

    كانت الدموع قد بللتْ وجهي وعيناي متورمتان ومنظري مريب.

    اعادتْ أمي سؤالها ..

    :لا يا أمي لستُ بخير.

    :إزدهار ..؟

    :كيف يا أمي سمحتم لي بارتكاب هذه الحماقة ..يقول أبي أني أصبحتُ مسؤولة..كيف لم

    تمنعوني؟لماذا يا أمي لايوجهني أحد ؟..مازلتُ إزدهار ابنتكِ المشاغبة التي تحتاج إلى توجيه ؟

    :إزدهار .....أعوذ بالله ..ماذا دهاكِ يا بنتي.؟

    :كلم تعرفون مابي ..علاء يا أمي ....علاء..

    قلتُ كلماتي الاخيرة وعلا صوت بكائي .أسرعتْ أمي نحوي وضمتني ثم مسحتْ دموعي ..

    :لايصح فعل هذا يا إزدهار .. يابنتي..علاء رحمه الله .....

    تلعثمتْ أمي كثيراً وتعقدتْ الكلمات على لسانها ..وبقيتْ معي حتى وقت متأخر..
    ................

    لم تكن هذه هي المرة الاولى التي أمر بحالة بكاء ..لكن هذه المرة كنتُ متأثرة جداً ..احسستُ

    أني أخطأت ُ..مع أني من داخلي مرتاحة لفكرة الزواج .

    مشاعري مختلطة ..وخطواتي مترددة ولا أعرف ماالذي أفعله..
    ..................................


    ظروف حياتي تغيرت ومشاغلي ازدادت فسامحوني وحللوني ..


    سأحاول أن أبقى على العهد معك يا لك


    تسلم اياديك يا أم سهيل
    [/CENTER]

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الموقع
    في قلب الحدث في العروس الغارقة
    الردود
    6,273
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    التردد يقتلني ..وجهلي بأحوال ازدهار يزيد من تعذيبي ..أخيراً فاتحتُ سامر في

    الموضوع ..وحكيتُ له ماحكى لي عمي سالم ..وعن تردد ازدهار ..فاجأتني إجابته كثيراً .

    :توقعت ذلك ياسمير..إزدهار مازالتْ شابة ..ووفاة علاء رحمة الله ليستْ بعيدة ..ولن

    تستطيع نسيان زوجها مهما حدث ..خاصة أنها كانت تحبه ..وقضاء الله فوق كل شئ.

    :سامر ..أنا طلبتُ إزدهار للزواج لسبب واحد ..والجميع يعرف ذلك .

    :أعرف يا سمير ..أعرف جيداً عما تتحدث ..وضع كثير من الفتيات أصبح

    مخزياً ..والحمد لله الذي يسر لنا الفتيات الصالحات ..سمير أنصحك بالصبر ..قد تقتنع
    ازدهار ولو بعد حين.

    :لم أتوقع منها كل هذا التردد .

    :سمير أنتَ لاتعي ماتقوله ..أظن أن سعادتك أغفلتك عن هذه الظروف

    الطبيعية ..مارأيكَ أن تكلمها أنتَ ..وتوضح لها وجة نظرك..

    :هل تقترح ذلك؟

    :نعم بالتأكد يجوز لكَ أن تكلمها في موضوع زواجكما ولكن قبل ذلك حاول أن

    تستجم ..أنتَ متوتر كثيراً ..وكلامكَ غير مرتب .

    تعال نخرج للمسجد سوياً..قد ترتاح هناك ..أظن أن هناك حلقة بعد الصلاة.

    ..........................


    جميل جداً أن تجد شخصاً يعيش ظروفك ..أو يتعايشها من أجلك ..هذا ما شعرتُ به بعد

    لقائي بهناء ذلك المساء..

    ارتحتُ كثيراً هذه الأيام خاصةً أنه لا أحد يذكر سمير على مسامعي ..وجهتُ جُل

    اهتمامي للصغيرين ..وخصصتُ وقتاً أطول للعب معهما .

    أرى الأسئلة في عيني أمي ..أمي إنسانة طيبة جداً.. لكن فكرة أن البنت سترها في

    الزواج لاتفارق رأسها ..على العموم المهم أني مرتاحة الآن ..

    في عطلة نهاية الاسبوع يحتار زياد في الطلبات ..لكنه اليوم لم يطلب الخروج أو

    اللعب ..على غير عادته..استغربتُ هدوءه ..لكني لم أسأله ..فضلتُ البقاء في البيت ..

    صنعتُ كعكة صغيرة نتناولها مع الشاي أنا وأمي ..أظن أن أبي هم بالخروج للمسجد ..

    بعد خروج والدي طُرق الباب ..كانت هناء ..جاءتْ في وقتها.

    سُرّتْ أمي بحضور هناء ..وجلستْ هناء تحتسي الشاي معنا ..وبعد فترة استغلتْ

    هناء غياب أمي في المطبخ وسألتني: ما الأخبار؟

    قلتُ بلامبالاة:لاجديد .

    :هل غيرتِ رأيكِ؟..... هل وافقتِ؟

    أومأتُ برأسي ..بالنفي.

    :هل تعنين أنكِ رفضتِ الزواج.

    :لا هذا ولاذاك.

    :إذن مازال الأمر معلقاً......وماذا تشعرين؟

    :لا أعرف..

    :هل تريدين الزواج ؟

    :لا أدري.

    :إزدهار لماذا حضر والداكِ الى هنا ؟

    :حتى لا ابقَ وحيدة.

    :وهل سيبقيان على هذه الحال للابد ؟

    كأني أفقتُ من غيبوبة ..يا إلهي كيف نسيتُ ..والدي تكبد الكثير من المتاعب هو

    وإخوتي من أجلي ..

    :وماذا لو لم تنته معاملاتكِ ؟ هل ستبقين هنا للابد؟

    :وماذا عن حال الصغيرين بعد أعوام ؟هل ستبقين في وظيفتك حتى تعيلي أسرتك التي

    تركها علاء؟

    أخبرتني بأنك لاتحبين الخروج من البيت للعمل لكنك مجبرة..

    ماذا عن مستقبل زياد لو بقيتِ هنا أو عدتِ للوطن؟ ألا يحتاج من يقوم مقام والده ؟

    هل سيتولى أعمامه العناية به ؟ هل أنتِ واثقة من أن أسلوبهم سيعجبكِ..وكيف

    ستناقشيهم في الوضع وهم أجانب عنكِ..؟

    وهل توافقين على الزواج إذا أجبرتك الظروف يوماً ما؟

    هل فكرتِ جيداً في مستقبل الصغيرين ؟

    لم تعد أمي من المطبخ ..أظن أنها تعمدتْ التأخر ..كانتْ هناء صادقة في كل

    حرف ..لقد وضحتْ الصورة أمامي الآن ..كم كنتُ أنانية ..كنتُ أفكر في

    مشاعري ..وأفكر في فقدان علاء ..ونسيتُ الصغيرين وأهلي ..بدأتْ الدموع تترقرق

    في عينيّ من جديد ..

    قلتُ:هناء ..لقد وضعتِ النقاط على الحروف .

    عادتْ أمي بأكواب الشاي ..مسحتُ دموعي بسرعة وتناولتُ عنها الصينية.

    .....................

    وعند خروج هناء همستْ في أذني :وهناك شخص اخير لم أنسه ..يحتاج اليكِ..... فلا

    تخذليه.

    كم احبك يا هناء تمنيتُ لو أني عرفتها من قبل ..ليتها كانت صديقة عمري.

    ودعتُها وعدتُ لداخل البيت بروح جديدة.

    ..............................

    هدا الجزء عشان عيون ايمان ..

    بنات اعذروني تعبت من الصور...
    ظروف حياتي تغيرت ومشاغلي ازدادت فسامحوني وحللوني ..


    سأحاول أن أبقى على العهد معك يا لك


    تسلم اياديك يا أم سهيل
    [/CENTER]

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الموقع
    في قلب الحدث في العروس الغارقة
    الردود
    6,273
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    رأيت عمي سالم في المسجد ..لا أعلم هل سيصبح عمي حقاً؟ ..أم أن كل شئ سيتحول إلى تاريخ

    وماضٍ جميل عشته في أحد الأيام..بدا شاحباً ..سلم علينا ثم اتجه لركن بعيد ..أو بدا لي بعيداً وبدأ

    تحية المسجد ..التفتَ نحوي سامر :سمير ..لاتشغل بالك ياأخي ..جئنا للحلقة .

    جميل جداً أن تُخلص النية ..بعد دقائق أُقيمت الصلاة ..وبعد الصلاة ناداني إمام المسجد ..وطلب

    مني افتتاح الحلقة ببعض الآيات..شعرتُ بالسعادة وأنا أقرأ وتعمقتُ في التلاوة ..حتى نسيتُ

    الناس من حولي ولم يعد في عالمي سواي أنا والمصحف ..

    بعدما توقفتُ عن التلاوة..تغيرتُ كثيراً ..أيقنتُ أن ماسيحدث هو قضاء الله ..وعلي أن أرضَ به .

    وكان موضوع الحلقة هو الايمان بالقضاء والقدر..

    أبدع الإمام في الحلقة ونظم المعلومات بطريقة مشوقة جعلتْ المستمعين يصرون على إتمام

    الموضوع ..حتى ولو بعد صلاة المغرب .

    وكنتُ أشد المتعطشين ..ولا أظن أن عمي فاقني شوقاً لإتمام الدرس.
    ...........................

    عدنا للمنزل بعد صلاة المغرب بغير النفوس التي خرجنا بها ..سألتُ أمي ماذا أعدتْ

    للعشاء ..ومازحتها قليلاً ..حتى شعرتُ بالسرور عاد اليها ..خلوتُ لنفسي بعض الوقت ..رفعتُ

    سماعة الهاتف وضربتُ الأرقام ..سأكلم عمي وإذا سمح لي بالحديث مع إزدهار ..كلمتُها.
    ..............................

    نادتني إمي :إزدهار ...تعالي هنا يابنتي.

    نزلتُ لغرفة المعيشة :نعم يا أمي.

    تكلم أبي هذه المرة:إزدهار ..لا أعرف ماذا أقول .....وقال بتنهد :سمير يريد الحديث معك على الهاتف.

    تفاجأتُ كثيراً ..لم أتوقع هذه البادرة أبداً ..أخذتُ سماعة الهاتف بيد مرتجفة ..وأشرتُ لأبي بأن

    يبقي السماعة الأخرى على أذنه ..لا أعرف مالذي دفعني لأطلب من والدي سماع مكالمتنا ..لكني فعلتُ .

    لم استطع الوقوف أطول أمام والديّ ..صعدتُ لغرفتي ..ثم وضعتُ السماعة على أذني:نعم ..؟

    :السلام عليكم يا آنسة إزدهار.

    آلمتنى الأخيرة ..بعدما ناداني باسمي مجرداً عاد ليستخدم الألقاب.

    :وعليكم السلام ورحمة الله .

    :كيف حالكِ ؟ سمعتُ بأنكِ مرهقة هل صحتكِ على مايرام؟

    :الحمد لله ..

    قال بتردد:لا أريد أن أطيل عيكِ ..أظنكِ تعرفين سبب مكالمتي.. آنسة إزدهار ..أنا لم أطلب

    الزواج منكِ إلا لأني أعجبتُ بدينكِ وخلقكِ ..وأعجبني تمسككِ بالحجاب في مثل

    ظروفنا ..وزوجة بهذه الموصفات يسرني الارتباط بها ..ولايهمني سنها .. بكراً كانت أم ثيباً .

    بدأتْ دموعي في الانهمار ..وأنفاسي أخذتْ تتلاحق.

    تابع سمير:والحمد لله أن أمي نظرتْ إلى الزوجة الصالحة من نفس منظاري ..فاتفقنا على

    التقدم ..و بالصدفة ..حضر عمي سالم ..لتكون الخطبة مرتبة ..دون أن نخطط لها .لكن الله شاء

    أن تكون هكذا .

    والآن يا آنسة أتمنى أن أعرف إن كنتِ موافقةً على الزواج مني.. أم أنك ترفضين هذا

    الزواج ..؟أرجوكِ أجيبيني .

    كدتُ أختنق من البكاء ..هناء فتحتْ عيني على أمور كنتُ متغافلة عنها ..وجاءتْ كلمات سمير

    مؤثرةً جداً ..باختصار علي التوقف عن اللعب بمشاعره ..فهو إنسان ومن حقه أن يعيش كباقي الناس ....

    :يا آنسة ..؟

    ناداني أبي:إزدهار يابنتي هل مازلتِ على الخط؟

    قلتُ بصوت مخنوق:أنا هنا ..

    هل تستطيعين الإجابة على سؤال سمير؟

    أعاد سمير سؤاله:هل أنت موافقة ..على الزواج مني؟

    :نـ ..نعـ....ـم أنا موافقة .

    سمعتُ أبي يكبر في الهاتف مسروراً ..ثم تكلم سمير:آنسة إزدهار ..أشكركِ كثيراً لأنكِ أجبتني

    بصدق واعلمي أنني سأبذل كل مافي وسعي لإسعادكِ أنتِ والصغيرين ..

    لم أقوَ على إضافة كلمة واحدة ..سلمتُ ثم تركتُ أبي يكمل حديثه مع سمير.
    ....................................

    ظروف حياتي تغيرت ومشاغلي ازدادت فسامحوني وحللوني ..


    سأحاول أن أبقى على العهد معك يا لك


    تسلم اياديك يا أم سهيل
    [/CENTER]

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الموقع
    في قلب الحدث في العروس الغارقة
    الردود
    6,273
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    كانت السعادة تغمرني ..لبستُ ملابس الاعياد ..وتعطرتُ بأحسن الأطياب ..رائحة

    البخور تعطر الجو من حولي ..نظرتُ إلى المرآة نظرة سريعة ..كم كنتُ أنيقا..

    جاء صوت سامر صارخاً من الخارج ..:سمير .......سميـــــــــــــــــــــــر ..هل لديك جوارب

    بيضاء .؟

    :نعم تعال هنا.

    سمعتُ صافرته خلفي..:عريس حقيقي ..

    رميتُ كرة الجوارب في الهواء ثم ناولتها سامر:متى ستنتهي؟

    :أنا جاهز.

    :حسناً هيا بنا ..هل تحتاج زوج أحذية؟

    أجاب ضاحكاً:لا شكراً هذه متوفرة.

    ودعنا أمي ثم خرجنا ..لا أعرف كيف علي أن أتصرف في مثل هذا الوقت ..اليوم

    سيكون عقد زواجي انا وإزدهار ..الحمد لله أن سامر هنا وإلا اضطررت للذهاب

    وحدي ..سامر مر بهذه التجربة قبل أشهر ..لكن لا أستطيع أن أتصرف كما يتصرف

    هو ..جميع تصرفاته مزاح ..حتى أنني أذكر يوم تقدمنا للخطبة ظل صامتا طوال

    الوقت.. خوفا من نكتة قد يلقيها في حديثه.

    المهم أنني سأتصرف بتلقائية ..
    .................................

    الآن سيقابلون والدي ..لا أعرف من سيحضر ..من المؤكد سمير وسامر ..لكن هل

    سيحضر أحد من الجماعة .. اجتهدتُ أنا وأمي في إعداد الضيافة ..وترتيب المنزل ..

    سعادة أمي لا تقارن ..كانت كأنها هي العروس ..

    خنقتني أسئلة زياد ..وأظن أني سأطيل السهر معه هذه الليلة ليفهم مايحدث .أتمنى أن

    أكون قد أنصفتُهما بموافقتي..
    .......................................


    ظروف حياتي تغيرت ومشاغلي ازدادت فسامحوني وحللوني ..


    سأحاول أن أبقى على العهد معك يا لك


    تسلم اياديك يا أم سهيل
    [/CENTER]

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الموقع
    في قلب الحدث في العروس الغارقة
    الردود
    6,273
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    إجراءات عقد الزواج تختلط بكثير من التعقيد في هذه البلاد ..لكن لايهم ..خاصة إذا

    كان الزواج ناجحاً ..

    طبعاً خرجنا أنا وسامر وقابلنا عمي سالم ثم توجهنا مع الشهود للمسجد ..كانت إزدهار

    في صحبة والدها .

    في المسجد كان القعد الشرعي وبعد الإنتهاء خرجنا للمحكمة للإجراءات الرسمية .

    أخذتْ الإجراءات وقتا طويلا وفي قاعة المحكمة ..وجدتُ فرصتي ..كان علينا الانتظار

    لحين وصول بعض المسئولين ..

    تقدمتُ نحو إزدها وتناولتُ كفها الدقيق بين كفي ونظرتُ لعينيها : مبارك

    ياعزيزتي .مبارك يا إزدهار.

    :بارك الله فيك ....يا سمير.

    ربّتُ بلطف على يدها الصغيرة ثم انصرفتُ .
    ...........................

    بدأنا رحلتنا الطويلة ذلك الصباح بالمسجد ..وأتم الإمام العقد ..ثم غادرنا إلى

    المحكمة ..مرتْ الساعات طويلة ..وانتهى اليوم بين الدوائر لإتمام أوراق العقد .

    في المحكمة ..تقدم سمير نحوي ..وحمل كفي بين يديه ثم بارك لي..كم كانت يداه

    دافئتان ..وكم كان رقيقاً ..

    لم تتجاوز حركته الدقيقة الواحدة ..لكن كان لها وقعها في نفسي ..أظن أنني بدأتُ

    أحبه ..نعم أحبه ..لكني في نفس الوقت بدأتُ في البكاء ..هاقد أصبح زوجي..حاولتُ

    إخفاء دموعي حتى لا أزيد الوضع تعقيداً ..فقد كان الجميع متعبون.

    ....................

    الحمد لله عدنا بيوتنا مع أذان الظهر ..دخلتُ البيت ..استقبلتني أمي في

    سعادة ..وغادر أبي ليصلي الظهر ..سلمتُ على أمي والصغيرين.. ثم صليتُ الظهر

    وأخذتُ ولدي في قيلولة خاصة بنا.

    تبدو أمي متعبة هي الاخرى ..استلقتْ على فراش فرشته في الليال الماضية ونمنا

    جميعنا..
    .....................................

    ظروف حياتي تغيرت ومشاغلي ازدادت فسامحوني وحللوني ..


    سأحاول أن أبقى على العهد معك يا لك


    تسلم اياديك يا أم سهيل
    [/CENTER]

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الموقع
    في قلب الحدث في العروس الغارقة
    الردود
    6,273
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    عندما وصلنا للبيت لم نقوَ على الحراك ..كان يوماً مرهقاً جداً ..علمتُ من أمي أن أسرة إزدهار

    دعتنا على العشاء هذه الليلة..المهم أن الان هو وقت الراحة ..

    ....................................

    حل المساء سريعا ..انتهينا من الاستعداد بسرعة على خلاف العادة..كانت سعادتي

    غامرة ..خاصة أني لمست من إزدهار بعض القبول .
    ...................................


    علي الاستعداد ..أنهيت أمور الضيافة مع أمي.. ولبس الصغيران ..وبقي علي أن أتجهز ..سمعتُ

    الباب يطرق ..لابد أنهم وصلوا ..لايهم لم يبق إلا القليل..نظرتُ للفستان المنسدل علي ..ما أجمل

    هذه الزهرات الفضية التي انتشرتْ فيه ..كنتُ أرفع خصلات شعري ببعض الدبابيس الفضية

    عندما طرق الباب ببطئ ..يظهر أن ريناد عادت :الباب مفتوح.

    أطلتْ باقة زهور بنفسجية من الباب :هل أدخل؟

    تماماً كما كان يرددها في المشفى .

    :بالطبع تفضل ..
    .................................


    ظروف حياتي تغيرت ومشاغلي ازدادت فسامحوني وحللوني ..


    سأحاول أن أبقى على العهد معك يا لك


    تسلم اياديك يا أم سهيل
    [/CENTER]

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الموقع
    في قلب الحدث في العروس الغارقة
    الردود
    6,273
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    عندما وصلنا دعاني عمي للسلام على إزدهار ووالدتها ..لكنها لم تكن هناك ..سلمتُ على

    خالتي ..ثم اقترحتْ علي أن أزور إزدهار في حجرتها ..لأنها على وشك النزول.

    طرقتُ الباب بهدوء..أجابت إزدهار من الداخل:الباب مفتوح.

    فتحتُ الباب واستأذنتُ بالدخول..نظرتْ إلي بدهشة ..ثم قالت:بالطبع تفضل.

    كانت رائعة ..فستانها في لون زهور الخزامى.. تنتشر فيه زهرات فضية صغيرة جداً ..وكانت

    تمسك دبوساً فضياً ترفع به خصلة حمراء متماوجة في غرور على وجهها المضيئ ..عيناها في

    غاية الجمال كعيون الغزلان البرية ..وخداها في حمرة الورد ..وثغرها باسم كأنه ثمرة كرز ناضجة .

    قدمتُ باقة الزهور ..:تفضلي ..

    خفضتْ يدها وتناولتْ مني الباقة:شكراً جزيلاً ....جزاكَ الله خيراً .

    نظرتْ إلى الزهرات ..ثم نظرتْ إلي ..وبدأتْ الدموع تترقرق في عينيها ..مسحتُ دمعتين سالتا

    على خدها المتورد ..ثم أسنتدتها بكتفي ..رفعتْ عينيها إلي ثم خفضتْ رأسها وغرقتْ في البكاء..

    كم تمنيتُ أن أكون معها دائما أُواسيها بنفسي ..

    ........................................

    تفاجأتُ كثيراً عندما رأيتُ سمير يطل من خلف الباب ..لم تكن ريناد إذن..ناولني الباقة التي تشبه

    لون ثوبي..أخذتها في ذهول ..ثم شكرته ..

    لم أستطع مقاومة البكاء ..كان يشبه علاء كثيراً ..

    شعرتُ بشئ يقترب من رأسي ..كان كتف سمير ..استندتُ لكتفه واسلمتُ نفسي للدموع..

    ........................................

    ظروف حياتي تغيرت ومشاغلي ازدادت فسامحوني وحللوني ..


    سأحاول أن أبقى على العهد معك يا لك


    تسلم اياديك يا أم سهيل
    [/CENTER]

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الموقع
    في قلب الحدث في العروس الغارقة
    الردود
    6,273
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    بكتْ ازدهار كثيراً ..لم أملك دمعتين سالتا رغماً عني ..لا أعرف هل كنتُ مسروراً ..أم

    حزيناً ..لكني فزتُ ..فزتُ بها ..

    رفعتْ ازدهار عينيها إلي ثم قالت :أظن أنهم ينتظرون ؟

    :نعم ياعزيزتي .

    مسحتْ دموعها ورسمتْ ابتسامة حلوة على وجهها المحمرّ ..ثم تناولتْ باقة

    الزهور ..وبدأتْ تتجه نحو الباب ..

    رمقتني بظرة ذات مغزى ..مددتُ لها ذراعي ..ونزلنا سوياً ..قابلتنا أمي وخالتي

    بالأسفل ..وقد ملأتْ زغاريدهما البيت ..بدتْ أمي سعيدة ..حيّتْ ازدهار في حرارة ..ثم

    قالت :بارك الله لكم ياأبنائي .

    كانت بعض العيون الصغيرة ترمقنا بظرات متفحصة ..اقترب صاحب النظرات ثم

    قال:أمي ..هل ستتزوجين عمي سمير؟

    :نعم ياصغيري.

    وجه سؤاله لي هذه المرة: وهل ستصبح أبي؟

    لم اعرف بماذا أجيبه ..بقيتُ مذهولاً ..عندها حملته ازدهار وجلستْ على الأريكة.. ثم

    أشارتْ لي بالجلوس ..لازالتْ الحيرة تلعب بي ..لستُ خبيراً في التعامل مع

    الاطفال ..وازدهار لاتزال صامتة ..يبدو أنها تريدني أن أخوض الامتحان وحدي .

    :جلستُ بجانبهما ..:زياد ياصغيري ..سأصبح صديقك..

    :لكننا أصدقاء ..؟

    :أعني أننا سنبقى أصداقاء .

    لازلتُ أخلط الاجابات ..حتى جاءتْ ريناد صارخة :ماما هناك رجل يجلس مع جدي

    يقول أنه شقيق عمي سمير.

    وعندما وصلتْ اشارتْ إلي ثم قالتْ :هاهو.

    ضحك زياد ثم قال :هذا عمي سمير.. والاخر اسمه عمي سامر.

    :هل هو شقيقك ؟ زياد شقيقي أنا.

    لم أكن أظن أن حياة الاطفال ممتعة جداً لهذا الحد ..لم أتمالك ضحكاتي :نعم هو شقيقي.

    نظرتْ لي ازدهار نظرةً جديةً ..ثم همستْ :أرجوك وضح الامر لزياد.

    عقبتُ : عزيزي زياد ..لقد اخبرتك بأنني سأتزوج والدتك ..وسأظل عمك

    وصديقك ..وسنقضي أوقاتا ممتعة سويا ..

    :وهل ستعيش معنا؟

    :نعم سأعيش معكم .

    غمرتْ السعادة وجه الصغير ثم رفع صوته يخبر أخته الخبر ..وكأنها لم تسمع ..كم

    هي جميلة حياة الاطفال..

    كنتُ أتوقع أن إزدهار شديدة الإهتمام بولديها ..والآن تأكد ظني ..بل إنها أشد اهتماماً

    مما توقعتُ.
    .........................................



    كانت خطواتنا على الدرج هادئه وبطيئة ..شعرتُ بالخجل ..سمير يطيل النظر لوجهي كثيراً ..

    زغاريد أمي وخالتي تملأ البيت ..كانت السعادة تشع من وجه والدتي ..أعرف أمي

    تماماً يخونها التعبير كثيراً ..مِلتُ نحوها وقبلتُ جبينها ثم حملتُ زياد وجلستُ على الاريكة ..

    زياد حول أسئلته نحو سمير ..الحمد لله وجدتُ من يشاركني التربية ..كان سمير

    متلعثماً جداً ..ولم يعرف كيف يتدبر الأمر حتى حضرتْ ريناد بفوضويتها المعتادة وبدأتْ المشاحنة مع زياد .

    رجوتُ سمير أن يجيب زياد حتى لاتمتد المشاحنة إلى شجار يعكر صفو يومنا.

    هذه المرة جاءتْ إجابات سمير مجدية ..وبدا زياد متحمساً للموضوع ..الآن فقط ارتاح

    ضميري ..والآن سأطمئن أن زواجي لم يكن ظلماً للصغيرين ..يبدو سمير مقدراً للمسئولية ..

    كم أحبك ياسمير..
    .....................................

    ظروف حياتي تغيرت ومشاغلي ازدادت فسامحوني وحللوني ..


    سأحاول أن أبقى على العهد معك يا لك


    تسلم اياديك يا أم سهيل
    [/CENTER]

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الموقع
    في قلب الحدث في العروس الغارقة
    الردود
    6,273
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    مرتْ تلك الليلة سريعة ..كم كنتُ سعيداً ..وبدأتْ حياتي تتغير صرتُ أرى الوجود أجمل..

    منذ ذلك اليوم وأنا في عراك مع الاوراق ..ولازلتُ أرسل وأتسلم الكثير من الاوراق

    كل يوم ..لكن اليوم كان مختلفاً ..اليوم وصلتني الموافقة بسفر ازدهار والصغيرين

    معي للوطن ..لا أعرف كيف أزفّ البشرى لزهرتي الفارسية؟

    هل أخبر عمي أولاً ؟ فهو جدير بالفرحة ..لقد تعب كثيراً .

    هل أخبر أمي ؟ أم تكون زهرتي هي الأولى؟ لا أعرف ..السعادة تغمرني ..رفعت

    سماعة الهاتف.. وضربت الأرقام بسرعة ..كم علقت أمي على طريقة اتصالي ..

    :نعم

    :السلام عليكم حبيبتي.

    :وعليكم السلام ياسمير.

    :كيف حالتي يازهرتي الفارسية؟

    :بخير مادمتَ بخير ..ياسمير..كيف حالكَ أنتَ؟

    :الحمد لله ...زهرتي ..هل أنتِ مشغولة الليلة؟

    أجابتْ ضاحكة:هل من جديد ؟

    :ازدهار .. أرجوك .؟هل أنتِ مشغولة ..؟

    :لاجديد .هل لديكَ جديد؟

    :هل أستطيع الحضور مع والدتي؟

    :بالطبع ياعزيزي ..وهل تحتاج إذناً؟

    :ازدهار أنتِ دائماً تحريجينني بلطفكِ..

    :عجبا لكِ ..وأنتَ دائماً تثقل نفسكَ بالتكلف.

    :مع السلامة يازهرتي.

    ازدهار مرحة جداً.. ولسانها عذبٌ جداً ..كل يوم أشعر بالظفر لاني تزوجتها..

    لا أعرف كيف أخطط للمفاجأة لكني سأجتهد..

    .............................

    وصلنا لبيت ازدهار ..كانت كعادتها هي وخالتي أم أيمن ..أعدتا عشاءاً شهياً ..رايحته

    تعم البيت .. يرفض سامر كثيراً العشاء مع أسرة ازدهار ..يقول أن لذة طهوهم تزيد
    سمنته الوهمية.

    انتظرتُ الجميع ..وعندما قدم العشاء ..وقفتُ بين الغرفتين ..وجمعتُ النساء بجانب

    الباب ..ثم أعلنتُ الخبر ..مثل مذيعي الأخبار ..ورفعتُ الأوراق عالياً ولوحتُ بها بين

    المجموعتين..علا صراخ سامر فرحاً ..لا أعرف لماذا كان يصرخ ..وعلا تكبير عمي

    سالم .. وزغردتْ أمي ..أما خالتي أم أيمن كعادتها رسمتْ ابتسامة واسعة على وجهها الجميل ..

    وبقيتْ زهرتي اللؤلؤية..كان وجهها محمراً ..وابتسامتها مستبشرة ..وعيناها

    السودواوين مليئتان بالدموع ..

    اقتربتُ منها وناولتها الأوراق :مبارك يازهرتي.

    نظرتْ إلي ثم قالتْ :سمير ..أنا لاأحلم ؟ سمير سأعود ..سأعود للوطن.؟

    :لايازهرتي ..أنت لاتحلمين.

    ضمتْ الأوراق إلى صدرها ثم تهاوتْ إلى الأرض وقبلتْ الصغيرين بحرارة ..وناولتني

    الاوراق :احتفظ بها أرجوك..لاأريدها أن تضيع.

    .........................

    تمر الأيام بسرعة ..وكل يوم تزداد مشاغلي ..ورأسي يزدحم بالأفكار ..اين سنعيش بعد

    الزواج ..وهل سينتقل سمير للعيش معنا أم أننا سننتقل لمنزل آخر..سمير شخص

    رائع ..يزورنا كثيراً ويحمل الهدايا لي وللصغيرين ..يحبهما كثيراً ويدللهما

    أيضاً ..كنتُ أرى فيه الأب المثالي ..أظن لو أن علاء كان هنا ..كان سيعاملهما مثله

    تماماً.. رحمك الله ياعلاء.

    اتصل سمير ..وطلب مقابلتنا على العشاء ..رحبتُ به ..لم أكن أعلم مايخفيه لي ..كيف
    فعلها ؟ لا أعرف ..

    جمعنا سمير ثم فرقنا.. وسحبنا نحو غرفة الضيوف ..وأخيراً طلب منا الوقوف خلف

    الباب ..وقف هو بين البابين ..ثم أعلن الخبر ..كان سعيداً جداً ..كان وجهه

    مستبشراً ..وعيناه تضيئان بالسعادة ..

    لم أُصدق مايحدث ..كنتُ أرى هذا المشهد كثيراً ..كنتُ أسمع هذه المعلومة من أبي

    وأيمن أخي كثيراً .وكنتُ أطير من السعادة ..وأحياناً أرى علاء يعلنها ..ويطلب مني

    تجهيز الحقائب ..لكنها تكون مجرد أحلام ..أفيق منها على واقعي.. الذي يقابلني بتكذيبها في كل مرة ..

    لكني اليوم لاأحلم ..سمير يقف أمامي ويعلنها ..ويقترب مني يناولني أوراقاً أتحسسها

    وألمسها بيدي ..نعم بيدي ..أنا لاأحلم ..سمير يؤكد لي بأني لا أحلم ..

    أنا لاأحلم ..أنا سأعود ..سأعود للوطن ..

    يدا سمير تداعب شعري.. وعيناه تبشرني بحياة سعيدة ..سمير كم أنتَ رائع ..الله

    سبحانه معك دائماً ..أوراقي تعسرتْ علينا عامين ..وأنتَ أنجزتَها في شهرين ..كم

    أحبك ياسمير ..يبدو أن السعادة ستكون معكَ ..

    لا أعرف كيف يشعر أبي ..أبي ..أين أنت ياأبي ..هل تسمعني ..سمير أنهى

    الأوراق ..والسفر يلوح لي عما قريب ..لن تحزن لفراقي بعد اليوم يا أبي ..لن نبكي

    في صالات المطار القاسية ..لن نذرف دموعنا.. يا ابـــــــــــــــــــــــــــــــــــــي .
    .......................................

    ظروف حياتي تغيرت ومشاغلي ازدادت فسامحوني وحللوني ..


    سأحاول أن أبقى على العهد معك يا لك


    تسلم اياديك يا أم سهيل
    [/CENTER]

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الموقع
    في قلب الحدث في العروس الغارقة
    الردود
    6,273
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    هوتْ إزدهار إلى الأرض واختفتْ من بين يدي ..صنع شعرها المموج سحابة بين ذراعي ..

    اقتربتُ منها قلقاً..نظرتْ إلي بعينين دامعتين ..وابتسامة مشرقة تزين ثغرها :اسفة

    ياسمير لم أعد أقوَ على الوقوف ..هل سنسافر؟ متى سأعود ؟

    .....................................

    تمكنتُ من الحصول على اجازة في بداية الصيف ..وحجزتُ مقاعدنا على

    الطائرة ..حميعنا ..أنا وازدهار والصغيرين ..وأمي وسامر ..وعمي وخالتي.

    كان يوماً مميزاً..تفرقنا مجموعات ..كانت مجموعتي هي أسرتي الصغيرة ..استمتعنا

    مع الصغيرين كثيراً ..كانت ازدهار تلاعبهما كثيراً ..لم أشعر بالملل أبداً..حتى حان

    موعد ركوب الطائرة..

    أُعلن عن موعد الركوب ..بدتْ ازدهار مرتبكة ومضطربة..سألتها:ازدهار هل تحتاجين مساعدة؟

    :لاأجد التذاكر.

    :إنها معي ياعزيزتي.

    :الحمد لله ظننتُ أني أضعتها.

    ازدهار ليستْ من النوع المهمل أو الفوضوي ..لكن يبدو أن فكرة السفر تسبب لها الاضطراب.

    :ازدهار منذ متى لم تزوري الوطن؟

    :منذ ثلاث سنوات.

    الآن لاداعي للاستغراب ..ازدهار كانت تطير شوقا للوطن ..خاصة بعد وفاة علاء فليس

    ثمة مايجبرها على البقاء.

    وددتُ لو أسألها إذا كان علاء قد زار أهله قبل وفاته ..لكني فضلتُ السكوت .

    .........................

    ما إن وصلنا إلى مقاعدنا حتى اطمأنتْ ازدهار ..مر الوقت سريعاً ..ونام

    الصغيران ..تناولتْ ازدهار حقيبتها وأخرجتْ مصحفاً صغيراً وبدأتْ التلاوة.

    .................................


    لا أصدق أني سأسافر للوطن ..اشتقتُ لإخوتي ..وأهلي ..صحيح أن أمي وأبي كانا

    معي ..لكن البقية لم أرهم منذ سنوات.

    ودعتنا هناء حتى المطار ..وبكتْ كثيراً ..بعد اليوم ستكون وحيدة ..بذلتُ جهدي لكي

    أقنعها بأني سأعود ..

    اعتراني الكثير من الاضراب والقلق ..لم أستطع النوم ليلة البارحة ولا الليلة التي

    سبقتها ..كنت خائفة جداً أن يكون حلماً.

    الان فقط تيقنتُ ..إني لاأحلم ..هنا على مقاعد الطائرة ..بعدما أقلعنا ونام

    الصغيران ..اختليتُ بمصحفي..فأمامي الكثير من الوقت ..

    نظر إلي سمير :ازدهار ..هل لي من طلب.؟

    :بالتأكيد.

    :أريد أن أقرأ قليلاً ..وإذا نمتُ هل تستطيعين وضع مصحفي هنا.

    وأشار لجيب القميص العلوي.

    :حسنا .

    لا أعرف وصفاً لمشاعري ..سعيدة ..وخائفة ووجلة ..لكني لا أزال سعيدة.

    هناء تشغل تفكيري ..ترى ماذا تفعل الآن ..خاصة بعدما أصبحتْ

    وحيدة.
    ........................

    ظروف حياتي تغيرت ومشاغلي ازدادت فسامحوني وحللوني ..


    سأحاول أن أبقى على العهد معك يا لك


    تسلم اياديك يا أم سهيل
    [/CENTER]

مواضيع مشابهه

  1. نسخة خاصة لويندوز 7
    بواسطة تلال رمادية في ركن الكمبيوتر والإنترنت والتجارب
    الردود: 4
    اخر موضوع: 29-12-2010, 03:11 PM
  2. ۩۞۩ (بدعة الاحتفال بالمولد النبوي ) ۩۞۩ 彡مشاركة متميزة彡نسخة
    بواسطة om_yosef22 في مواضيع روضة السعداء المتميزة
    الردود: 28
    اخر موضوع: 27-02-2010, 12:44 PM
  3. اول مشاركة ليا... بس صدقونى مشاركة متميزة
    بواسطة ملك المالكى في الديكور الداخلي والخارجي
    الردود: 50
    اخر موضوع: 05-03-2008, 08:50 PM
  4. طريقة تحديث وندوز Xp بالشرح المصور تحديث من الاحترافي اخر نسخة **مشاركة متميزة**
    بواسطة ProFessionaL z في ركن الكمبيوتر والإنترنت والتجارب
    الردود: 54
    اخر موضوع: 21-01-2008, 09:40 AM
  5. إزدهار:: مشاركة متميزة ::
    بواسطة حمرة الورد في فيض القلم
    الردود: 293
    اخر موضوع: 31-03-2004, 08:40 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ