انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرالأخير
عرض النتائج 11 الى 20 من 40

الموضوع: ¸.•´♥ رواية غريب الدار ¸.•´♥

  1. #11
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    ¸.•´♥ غريب الدار ¸.•´♥ الحلقة الرابعة¸.•´♥الزلزال مدرسي.•´♥

    ::

    ::

    http://www.youtube.com/watch?v=aD0vDQyZF6o

    ::

    ::

  2. #12
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    أثناء تناول الإفطار بدأ معتز يمازح جمال ويقول:أنا لست أفهم من أين جاء عشقك للمدرسة،هل تظنها مثل مدارس أمريكا التي جئت منها؟ فهناك المعلمات الحسناوات،و المباني الفخمة،والأدوات المتقدمة،وقد تفضل المدرسة عن منزلك الواسع الدافئ.
    لم يحفل جمال بمزاح معتز،لكن سمية ومحمود كانا يدققا النظر في ملامح جمال وردة فعله،أما معتز فأكمل مزاحه: أنا أجزم بأنك لو رأيت مدارسنا فسوف تعود إلى المنزل، وتتصل بوالدك، تبكي وتقول(وجعل صوته حاداً)بابا تعال أنجدني من هذه المدرسة،ثم يأتي..يعانقك..يأخذك..نرتاح منك.
    أطلق شبه ابتسامة ساخرة ولم يرد،أراد أن يمزح معتز بأخرى فنهاه محمود فلم يفهم.





    كان جمال متوتراً حينما دخل إلى الغرفة، وضع كتاب البداية والنهاية داخل الحقيبة، رأى معتز والكتاب فاستنكر وقال بعد أن ضرب بكفه على رأسه:ار..حم..ني..ألا تترك هذا الكتاب..(تنهد)على كل حال..هيا لنخرج بهدوء، قبل أن تشعر والدتك.
    وتلصصا بهدوء إلى خارج الغرفة، ثم خرجا..انتبهت سمية متأخرة..ارتدت حجابها و أسرعت لتخرج، لكنها حينما وصلت عند الباب، تسمرت مكانها وبكت ثم قال: لا..لا أستطيع الخروج..ولم تحملها قدماها فجلست على الأرض.



    في المدرسة تسللا مثل اللصوص،اختبئا خلف السلم،فقال جمال:هل مقابلة المدير صعبة هكذا؟
    معتز:هل تظننا في منتجعاتكم الأمريكية..يقولون مدارس!
    انتهز معتز اللحظة المناسبة، دخل هو وجمال غرفة المدير وقال وهو يلهث:الحمد لله أن وجدناك هنا.
    المدير بغطرسة:ولماذا خرجتما من فصلكما؟
    جمال:أنا طالب جديد،اسمي جمال وهذه أوراقي..أريد أن أسجل نفسي لألتحق مع الطلبة.
    المدير بسخرية: أتظن أن الأمر سهلا؟ أين ولي أمرك يا ولد؟
    نظر جمال إلى الأرض بحزن ثم ناوله الأوراق وقال:أبي مسافر..هذه أوراق المدرسة التي كنت فيها.
    قلب الأوراق بقرف!ثم نظر إليه وقال بغرور:لمتونه! أم كونزالس! كنت متحرقاً للقائك يا جيمس كونزالس.
    صدم جمال، وتجمد الدم في عروقه لاذ بالصمت ولم يعرف بم يرد,أما معتز ضحك ساخراً:جيمس كونزالس! قد وصل الزحف الأمريكي إلى داري! ومن أمك يا فتى!أولبرايت! أيها المدير أنقذني من الاحتلال الأمريكي الذي حلّ داري.
    نظر معتز إلى جمال المصدوم وقد ربط لسانه وتشتت فكره وطأطأ رأسه ذليلا، فأحس معتز بأنه في ورطة ثم قال محتاراً:لا بد من أن سوء تفاهم قد حدث.
    المدير بغطرسة:سوء تفاهم! أتظنني أحمقاً؟هذه الأوراق من مؤسسة رعاية الأيتام في نيويورك،لطفلٍ إسمه جيمس خوسيه كونزالس،أتظنني لا أعرف الإنجليزية؟
    دهش معتز وما عاد يقدر أن ينبسّ ببنت شفة.




    دخل إمحمود لى الغرفة يلهث ويقول: السلام عليكم، أنا أعتذر لأن جمال قد جاء.
    نظر إلى ابنه غاضبا وقال:لماذا أحضرته؟
    و حول نظره إلى جمال, قد كان ذليلاً ثم قال بغضب: لماذا لم تثق بي؟ألم أقل إنك ستلتحق في المدرسة؟
    قال المدير لمحمود بتكبر وغطرسة:انتبه إلي يا سيد محمود،لماذا بعثت هذا الولد بعد أن رفضته؟
    أغمض جمال عينيه بحسرة وقد فهم سبب مماطله محمود.
    أما محمود قال:لقد جاء دون علمي وكنت سأسجله ليلتحق بمدرسة أخرى.
    قال المدير يهدد جمال:لن تقبله مدرسة أخرى،والآن.. جاء بقدميه، أريد أن أفهم قصتك يا ولد، أحكي لي من أنت و إلا.
    خاف جمال فقال وصدره المضطرب يعلو وينخفض،وشفتاه ترتجفان:أنا جمال يوسف لمتونة، عندما كنت صغيراً حدث خلاف كبير بين أبي وأمي..فأنتقم أبي مني ومنها، تبرأ مني وأبعد أمي عني..ثم جاء خوسية كونزالس الإسباني وتبناني، عشت مع كونزالس سنه في إسبانيا...ولأن كونزالس فتن بحضارة أمريكا وقد فتنت أبي قبله،هاجر وحملني إلى هناك،فعاندته،فزجني في دار الأيتام في نيويورك.
    المدير:أتريدني أن أدخلك في المدرسة لتفسد الطلبة،أخبرني ماذا تعلمت من ضياعك؟ماذا تعلمت من هناك؟وماذا تعلمت من مؤسسة الأيتام التي خرجت منها؟
    معتز مندهش و لا يصدق ما يسمع، أما جمال فنظر إلى المدير وقد التهبت نفسه فقال و هو يخفض بصره: تعلمت هناك بأن الدين جمرة أمسكت فيها بيدي فكانت يدي عود مسك نشرت طيباً، وتعلمت هنا (قال بألم)أن الجمرة أحرقت قلبي قبل أن تحرق يدي،تعلمت هناك أن الصبر نصراً وتعلمت هنا أن الصبر قهرا.
    قاطعه المدير بغطرسة: أيها الخبيث.
    ضرب محمود على الطاولة بيده وقال: لقد رفضت الفتى فلا تمعن في إذلاله.





    ودون إذن، دخل الدكتور راشد في اللحظة المناسبة وقال:السلام عليكم ورحمة الله و بركاته، أنا الدكتور راشد عماد.
    تحولت الغطرسة إلى بسمة وتملق فسأل:استشاري العظام المشهور !!أهلا أهلا.هل من خدمة أقدمها يا دكتور؟
    الدكتور راشد:جئت لأسجل جمال مع أخي محمود فأنا أعرف جمال منذ نعومة أظفاره، والله لا أعرف عنه إلا أنه تقي نقي ذكي.
    المدير وقد ابتسم خجلاً بعد أن أسقط في يده فـ"واسطة "راشد كبيرة ومركزه مرموق فقال بتلعثم:لا بأس يا دكتور ..من الآن.. يمكنه الالتحاق ..من الآن، هيا يا ولدي معتز،خذ جمال إلى فصلك.
    محمود بامتعاض:هو أكبر من معتز بسنه، ولا تقلق على ما فاته فجمال طالب ذكي وسيثبت جدارته.
    ذهب معتز أما جمال قال بصوت متقطع، خافضاً بصره ذليلاً:لــ..لـ..لا أريد أن ألتحق بالمدرسة، سأعمل معك يا عمي محمود في الورشة.
    محمود بحزم وتسلط:اذهب إلى فصلك..أثبت جدارتك..ولا تخذلني.
    قال جمال "لا أريد" أخرى، فأنقض محمود على ذراعي جمال يهزهما، وقد صك أسنانه، و طار الشرر من عينيه وصرخ في وجهه فجعل فرائص جمال ترتعد وقال:إنك لا تملك الإرادة..هل فهمت؟إنك لا تملك الإرادة، ستذهب إلى فصلك، وستكمل دراستك، وستثبت جدارتك،وستثبت تفوقك،ستفعل هذا,إنك لا تملك الإرادة؟هل فهمت؟إنك لا تملك الإرادة.





    لم يقدر المقاومة ولا المعاندة،فلقد لجمه محمود،وأحكم اللجام، فكيف يقدر على الرفض وهو لا يملك الإرادة ، لقد هزم جمال كونزالس وزبانية مؤسسة الأيتام بل وقد هزم أباه وزوجته "ليديا" قبلهم،وها هو يسقط صريعاً بين يدي محمود،لا يقدر على الحراك ولا العراك، ثم توجه إلى للخارج مستكينا ذليلاً، كان معتز الغاضب ينتظره قرب باب المدير، فأمسك هو الآخر بكتفيه وهزه بعنف وقال:ما أنت ومن أنت؟ هل أنت جمال أم كونزالس أم عبد الرحمن الداخل،..
    فنفضه بغضب ثم بسط ذراعيه وتمايل مثل الطائر المجروح وقال في بحة ألم وكمد لمعتز:ألم تسمع القصة؟! ألم تفهمها؟! ألم تعقلها؟! أنا لست جمال،أنا لست كونزالس، أنا لست عبد الرحمن الداخل، أنا لست عبد الرحمن الغافقي ..و لست هشام بن الحكم و لا المعتمد بن عباد ..أنا الأندلس كله ضعت هناك(ثم ضرب على صدر معتزثم أكمل)و ذبحت على يديك هنا.
    معتز بغضب:وهل من أسرار أخرى تخفيها؟ ربما أجدها في كتاب البداية والنهاية الذي لا تتركه.
    ثم انتزع حقيبة جمال رغما عنه، أخرج كتاب البداية والنهاية من الحقيبة فسقط الكتاب...وذهل ..ثم..ببطء، ثنى معتز قدميه وجلس إلى الأرض،تناول الكتاب بيد مرتجفة، وفكرٍ حائر، بدأ يتأمله ويقلبه مصدوماً مذهولا.
    قد كان الكتاب يحمل آثار الطعنات على غلافه، كانت أطرافه محترقة،وكان الدم منثوراً بين السطور.
    تناول جمال الكتاب بهدوء، وضعه في حقيبته، ثم مضى يبحث عن فصله، وترك معتز متسمراً متجمدا مكانه يتابع جمال وهو يرحل ويغيب عن نظره ثم همس:بل إن ملحمة حياتك أشد عنفاً من تاريخ الأندلس نفسه.





    مشى جمال ومشاعره قد اختلطت بين الذل والاستكانه والحزن والألم والحسرة فبانت على ملامحه الكآبة والحزن، دق باب الفصل وقال للمعلم:أنا طالب جديد،هل تسمح لي بالدخول.
    قال أحدهم مازحاً:طالب!هذا طالب،هذه مومياء.
    فضحك الطلبة بسخرية.

  3. #13
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    عند دخول جمال ومعتز إلى المنزل، كانت سمية تنتظر وقد تحسنت حالتها، فسلمت عليهما،رد جمال السلام بصوت محبط، مشى إلى مكتبه خافض الرأس ذليلا، جلس بهدوء، وضع كتبه على المكتب وشرع في الدراسة، أرادت سميه أن تتحدث معه لكنه قال بحسرة:أمي..أنا بخير فلا تقلقي..فقط..أرجوك.. دعيني وحدي.
    ثم همس في قلبه: آسف يا أمي ليس عندي ما أقوله...لقد صرت عبدا لمحمود..وما عادت لدي إرادة..
    خرجت من الغرفة حزينة، فرأت معتز يجلس القرفصاء بالقرب من الغرفة يحتضن قدميه بذراعيه، وحينما رآها وقف وقال متأسفاُ حزيناً :أنا...أنا آسف يا خالة..مشكلة جمال أكبر مما تخيلت..لو كنت أعلم ما طلبت منه أن يأتي معي...ما...
    نظرت إلى معتز يتيم الأم،ثم ابتسمت بحنان وقاطعته قائله:هششش..وما ذنبك؟(ثم قالت)تعال حدثني عن يومك.



    مشى خلفها إلى المطبخ، تابعها وهي تغربل العدس ثم قال:لقد كان يوما عصيبا.

    ضحك بمرارة ثم سكت برهة وسأل بتردد:ترى..ما طبيعة ..الخلاف بينك و بين والد جمال؟

    أطلقت سمية ضحكة ساخرة، قالت:كانت صراعات مناصب يا معتز ..بين صبح التي استيقظت ..وبين الحاجب المبتور.

    حدق معتز إلى البخار المتصاعد من القدر وقال يسأل:فأختار الفتى رعي الإبل بدلاَ من رعي الخنازير؟





    استقامت مشية جمال،اختفت بسمته،فكيف يبتسم العبيد!؟ بعد سقط الفتى صريع كلمة زوج أمه "إنك لا تملك الإرادة"، تطارده أينما حلّ فلا يحاول معاندته،وصار أسيراً بين يديه وتحت إمرته إن قال كل أكل،وأحياناُ يتقيأ ما أكل،أو يأمره بتناول الدواء ثم ينام مثل القتيل، وصار مثل الآلة التي تعمل بجهاز تحكم، كما سقط زوج أمه صريعاً بيد جمال، لا يعرف كيف يمد جسور الثقة من جديد ، وما عاد جمال يعدل نظارته،ما عاد يقرأ كتاب البداية والنهاية،ما عاد معتز يسأل من أنت ؟ وما عاد جمال يجيب بمن أنا

    وصدف بعد أيام أن دعاه راشد لينشد بصوته الشجي في عرسه ..فقبل لأن محمود أراد ذلك! فأنشد بصوت شجي ولكن بلا روح ..وأُمر أن يبتسم ..فابتسم ابتسامة بلهاء لا روح فيها وأمر أن يرقص.. فرقص رقصة بلهاء لا روح فيها..كما أن سمية لم تخرج!



    عندما ذهب جمال إلى المكتبة العامة في المنطقة، سمع آذان المغرب فصلى في المسجد الذي يقابل المكتبة، وبعد الصلاة قام الشيخ عبد السلام بإلقاء درس في المسجد فاستحى الفتى أن يخرج وبقي ،كانت حواسه متجهه نحو كلام الشيخ الرقيق، كان يتكلّم عن الهم و الحزن،و لألم و الكدر، وكأن الكلام موجه له، لجمال فقط.
    أثناء الدرس كانت السكينة التي لبست روحه كفيلة بتأمين طاقة من الصبر والصمود,تشد من عزم الفتى المحطم.

    عندما أنهى الشيخ عبد السلام من الدرس اقترب من جمال وسأله : من أنت يا بني؟
    قال جمال خافض البصر وصوت تنفسه يضطرب: أنا جار أبي حنيفة ، أبحث عنه و أنادي ..أضاعوني وأي فتى أضاعوا..(ثم نزلت دمعة وقال)يا عم..أتعرف دار أبي حنيفة..فما عدت أطيق الصبر .
    اقترب منه الشيخ عبد السلام، وبرفق، وبحذر..وضع عبد السلام يده اليمنى على ظهر جمال وبدأ يمسحه برفق، ثم بيده الأخرى أمسك ذقن جمال..وحاول رفع وجهه ليقابل وجه جمال فأضرب قلب الفتى ونظر إلى عيني عبد السلام، فالتقت عينا جمال الحائرتين بعيني عبد السلام الواثقتين ثم قال هامساَ: بل أنت القائد العظيم قطز، ينتصر في معركة عين جالوت،وقد انتصر على نفسه قبلها.
    فنزل الاضطراب دمعة ساخنة على خد الفتى وقال:كنت هناك في المعركة... رأيت جلنار وهي تطعن...كان التتري عربياً..فقتلني قبل أن يقتلها..ثم صرخت جلنار وا إسلاماه..فصرخت معها.






    حل الظلام وجمال ضائع لا يعرف الطريق إلى المنزل ،أحس بقطرات المطر تهطل بشده من حوله ..وكأن التنور قد فاض..أحس بأنه غارقٌ لا محالة ..ثم أحس بأن الماء قد وصل على حلقه..فقد القدرة على العوم.. أمسك بياقة قميصه وبدأ يفتح أزرارها.. صارت قدماه لا تحملانه..لكنها لم تكن تمطر!بدأ يلتفت حوله ويمضي على غير هدى، كأنه يبحث عن جبلٍ يعصمه من الماء ولا ماء حوله.
    شغّل محمود محرّك العربة وقد كان يراقب مع معتز من بعيد ثم توجه نحوه وقال: يا بني.. اركب معنا.
    ضحك جمال ساخراً من نفسه وتمتم بعد أن جلس:بسم الله مجريها ومرساها .
    حينما وصل محمود إلى المنزل انتظر جمالاً حتى يدلف إلى الغرفة،ثم جذب معتز من ذراعه وهمس:لا تخبر سمية بأني أخذت ابنها مكانا بعيداً وتركته، فأنا ضعيفٌ أمام هذه المرأة .
    ضحك معتز ضحكة خبيثة وقال : يا خطير!! أبي العاشق المراهق.
    دخل معتز إلى الغرفة،أمسك صورة أمه و ميسون..همس بعد أن انطفأت البسمة:أبي..العاشق المراهق.

  4. #14
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)

    ¸.•´♥ غريب الدار ¸.•´♥ الحلقة الخامسة¸.•´♥ذروة الصدام.•´♥

    ::
    ::

    http://www.youtube.com/watch?v=mioaOtLWI-s

    ::
    ::

  5. #15
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    ومرت شهور



    في الثلث الأخير من الليل كان جمال يتوجه إلى الصالة، يصلي ويقرأ قصة إبراهيم عليه السلام مع أبيه، من سورة مريم، ينادي من أعماق قلبه كما كان إبراهيم عليه السلام ينادي " يا أبت"، وكان يبكي بألم عند النداء، يناديه كل ليلة لا يكل ولا يمل، يخرج النداء من أعماق قلبه، يقرأ " يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر" فيرد عقله كيف تناديه، وهو الذي لا يسمع ولا يبصر، تنادي أعماق قلبه :" يا أبت لا تعبد الشيطان" وعقله يقول: قف عن مناداته فالشيطان أرأف بك منه، كان من أعماقه يبكي، ينادي يا أبت, عقله يقول, كيف تنادي من تبرأ منك،ألا تعقل! أعماقه تنادي يأبت، أنا محتاج إليك يا أبت ..

    فيرد محمود, حين يفتح الباب على مصراعيه، يبسط ذراعيه ويقول: بني...حان آذان الفجر هل تأتي معي إلى المسجد؟
    وفي كل مرة تراوده نفسه بأن يرمي جسده بين ذراعي محمود، فيخشى أن يفعل، ويمضي معه صامتاً.




    وفي هذه الأيام والشهور وصاحبنا "الذي لا إرادة له" تفوّق في مدرسته بل وشهد له معلموه بالعبقرية، لكنه انطوى على نفسه، ولا رفيق له إلا الكتب والمراجع ،بعض الطلبة ينظر إليه بعين الشفقة، بسبب وحدته، والبعض الآخر ينظر إليه بعين الغضب فهو من فرض الوحدة على نفسه فلا يألف أحدا، ولا يألفه أحد إلا كتابه الذي يمسكه، وحينما يمل، ينظر إلى الطلبة وهم يتشاكسون، يتأمل تصرفاتهم وحركاتهم،فإن انتبهوا بأنه يراقبهم،اعتدل في جلسته وخبّأ رأسه بين صفحات كتابه.
    أول من آذاه ضياء رائد، الذي كان الأول في فصله قبل وجود جمال، والآن لا يقدر منافسة الفتى العبقري أو الموسوعة"جمال"، فيغضب ويحل مسائل الرياضيات بطريقة تميزه عن جمال،فما يكون من الأستاذ إلا الأخذ برأي جمال، فيشعر ضياء بالغبن والحقد على جمال، وإذا عاند جمال و أراد إيذائه قابله بحلم وقال كلمة لا يفهمها ضياء:أقسمت عليك أن لا تعاديني ..فإنك الوحيد هنا الذي لا أطيق عداوته!
    ومنهم عبادة سالم، الذي يستفزه ويجادله ويصدر ضده أحكاماً قاسية، ومنهم عدنان الذي ينظم الشعر ليهجو جمال فيعصره الألم، وحين يلتقي أمه في ساعات الليل المتأخرة يبكي ألمه، وإذا بها تضحك من شعر عدنان، وتنقده بصورة أدبية، أو تثني على حلول ضياء، أو تعلّق على أحكام عبادة.
    عندما كان يراه المدير ا"لجديد" في حصة الرياضة وحيداً ينظر دون أن يشارك، يشفق عليه، فيدخله مكتبه ليساعده في وضع البيانات المدرسية للطلبة، فيعمل بصمت، وإذا خرج المدير من الغرفة يكمل جمال عمله وهو يقرأ القرآن بصوت ندي، أو يدعوا الله بلحن شجي أو يدندن بنشيد حزين فتخرج الآهة من أعماق صدره، ينشد أناشيد الألم و الغربة، عن فلسطين و لام المسجد الأقصى، فيقف المدير خلف الباب يستمع ولا يدخل.



    إلا أن جاء هذا اليوم الذي حول حياة جمال...



    كان جمال يجلس على درجات المسجد.. وينظر إلى السماء..فاقترب منه الشيخ عبد السلام وسأل: ما بك يا بني؟
    قال بعد أن و قف وقفة تواضع أمام شيخه: ما أعجب الموقف! ساعدت أعمى قبل قليل، حتى يرتدي حذائه وينزل عن السلم، فدعا لي قائلا نّور الله بصيرتك، وكأن الرجل قد اطلع على قلبي فعرف أن بصيرتي منطفئة.
    عبد السلام: ليست كذلك.. ولكنك يا بني قمت ببناء حائط زائف بين بصيرتك وبين نورها ..فدمر هذا الحائط ولا تتردد.







    عندما رجع إلى منزله، ودخل إلى غرفة أمه، كانت سمية تمشط شعرها الذهبي وتتجمّل، كانت تبتسم وتشعر بالسعادة، تنتظر زوجها الحبيب بلهفة المشتاق، أما جمال جلس على السرير ونظر إليها صامتاً متوتراً فسألته لما رأت توتره:تبدو قلقاً...ما الحكاية؟
    قال بقلق:لقد رأيته يا أمي.
    سمية : من؟


    ::
    ::




    اقترب معتز من المطبخ فسمع جمال يقول بصوت عالٍ, وكأن نبرة صوته امتلأت حقداً:لقد ضللته ..فما عرف عني شيء .. لكني لا أعرف كيف أدافع عن نفسي إن رأيته مرة أخرى وواجهته..ليست لدي قوة.. ليست لدي إرادة( و زفر زفرة قال فيها)آه يا ربي..إلى أين أرحل..فهذا الرجل لن يتركني، وما عدت أقدر على المجاهدة.
    فخرجت من صدر سمية آهة جعلت معتز يقتحم الغرفة، يمسك بمجامع قميص جمال و يوقفه ويقول: لم تضلله وحده ..لقد ضللتنا جميعا أيها الجبان..
    سمية: كفى يا معتز..أنت لم تفهم القصة..
    معتز يمشي وجمال يتراجع وما زال معتز يمسك قميصه: أرجوكِ دعيني فلقد ضقت ذرعاً بتصرفاته، وأنا من سأحكي القصة.. أنك يا فتى تحسب أننا كلنا نحاربك..كلنا نخاصمك..كلنا نتربص بك ..تحسب أن كل صيحة عليك.
    جمال بحزم: دعني وشأني.
    معتز ساخراً:لن أدعك .. وأنت من عليه أن يدعنا..تتصرف وكأنك سيد المنزل ..كلنا نخطب ودك..فلم تقبلنا ولم تحفل بتبجيلنا ...
    وصل جمال بتراجعه إلى الحائط وقال بغضب: قلت كفى..دعني وشأني..
    معتز:أتظن أنك صاحب الحزن الوحيد..لقد ماتت أمي وأختي في حادثٍ رهيب أمام ناظري فما فعلت مثلك..ثم ...رزقني الله بأم أخرى هي سمية فتلحُّ على تعذيبها وتعذيبنا بآلامك الكاذبة .
    سمية تتوسل إلى معتز أن يتوقف فما رد وأردف: أتعلم من أنت؟ أنا سأخبرك من تكون هذه المرة..أنت فرخ فرعون..تريد أن يحزن الكل من خلالك..و أن يفرح الكل من خلالك ..إن تألمت علينا أن نتألم كلنا.. وإن غضبت نغضب كلنا ..
    جمال غاضباً:أنا لست كذلك.
    معتز وقد ابتسم ساخراً: بل أنت كذلك..ناكر للجميل مثل أبيك الذي قد بصقك..
    لكمه جمال فأسقطه على الأرض، فقال معتز ساخرا:هيا ..اضرب ابن من يكفلك..وإن أكرمت اللئيم تمردا.. إنك لئيم مثل والدك فالعرق دساس..العرق دساس.
    ما قدرت سمية أن تفصل بينهما بل إن جمال بدأ يوسع وجه معتز ضرباً و يصرخ :قلت كفى..ألا تفهم؟



    أحس جمال بقوة تحمله من بطنه وتسحبه بعيداَ عن المعركة،فالتفت خلفه..كان محمود يتفرس غيضاً، ثم نظر حوله، فكانت سمية تبكي، الدم يغطي وجه معتز،فأنفلت من قبضة محمود، وحاول الهرب، لكن محمود قال بصوته الحازم الغاضب:قف مكانك.
    فوقف وهو يرتجف من الخوف, معتز بدأ يمسح الدم بأطراف كم القميص، ويرمق جمال بنظرة حقد، فلقد انتصر، أما محمود مشى بخطوات ثابتة غاضبة حتى اقترب من جمال، نظر إليه، فطأطأ الأخير رأسه الذليل حتى كاد يصل إلى الأرض وقال بنبرة غاضبة حازمة:انتظرني في الصالة،فحساب طويل ينتظرك.(ثم التفت إلى معتز وقال)وأنت..إلى غرفتك.

  6. #16
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    سمية مسحت دمعها ولم تتدخل بل نظرت إلى محمود وهزت رأسها، كأن محمود سأل و كأنها أجابته! معتز مسح الدم عن وجهه، ومشى بخطوات ثابته إلى غرفته، أما جمال فكان مهزوز الخطى ..مضطرب الوجدان..ذليلا تعصف فيه الأفكار يفكر متألماً: لا بد أنه سيبطش ولن يرحمني لأني قد آذيت أبنه، سيسد لي الصاع صاعين..فأنا في بيته، و تحت رعايته..إلى أين أهرب من قبضته..إلى كونزالس..والله لو أن محمود مزقني أو بقيت عبدا له طوال حياتي فلن أرجع إليه..أم إلى أبي الذي تخلى عني..أم إلى مؤسسة الأيتام..(ودعا وتضرع).يا رب..ارحم ضعف قوتي و قلة حيلتي.





    دخلت سمية إلى غرفة معتز وبدأت تطبب جروح وجهه، وملامحها غاضبة, نظر إليها معتز فتألم من غضبها وقال:أنا آسف..
    سمية مقاطعة غاضبة:لقد ارتكبت خطا جسيما يا معتز...ما كان عليك أن تتصنت علينا.
    معتز:لم أتصنت..كنت مارا فسمعت جمال يقول أنه سيضلل أبي فطار صوابي.
    سمية تهز رأسها بالنفي: ما قصد أباك أيها المتهور..وما كان حتى ليفكر بما تقول.
    معتز بدهشة:فمن كان يقصد؟
    سمية بغضب:فليكن من يكن.. المهم أنك سمعت نصف الكلام ولم تتحقق منه..ثم آذيته و أسأت إليه.
    معتز:لم أحتمل رؤيتك تتألمين.
    سمية بغيض:فزدت ألمي يا معتز.
    معتز وقد أمسك بيد سمية يقبلها، يبكي ويعتذر:أنا آسف يا أمي..لقد أخطأت...أرجوكِ سامحيني يا أماه، سأذهب إليه وأعتذر .
    وقف وأراد أن يتوجه إلى جمال، فقالت سمية:ارجع..لعل محمود يقدر عليه ، فيعود إلى رشده.





    لم تقدر قدما جمال أن تحمله ..فجلس منهكاً..دخل محمود وقال غاضباً:لم أسمح لك بالجلوس.
    فنهض مفزوعاً..وطأطأ رأسه وقال بصوت مرتجف:آسف لأني ضربت معتز...
    محمود بحزم:أنس أمر معتز الآن ..وأنظر إلى وجهي.
    ارتجف جمال وقد اشتد خوفه ثم قال بصوت متقطع: لا..لا أقدر.
    محمود بحزم: لماذا تخاف مني؟ لماذا تبتعد عني كلما اقتربت منك؟ هل ضربتك يوماً؟
    جمال: لــ... لـــ... لا .
    محمود:هل قمت بسبك وأسأت إليك؟
    جمال: لــ... لـــ... لا .
    صرخ محمود فيه فخلع قلبه:هل سجنتك؟ هل ذبحتك؟هل كنت أعطي ابني وأحرمك؟ هل حرمتك من دراستك؟هل حرمتك من أمك؟
    جمال بخوف:لا لم تفعل..
    محمود: هل جعلتك عبدا لي؟
    سكت جمال، وأشاح بوجهه فأمسك ذقنه بقوة نظر إلى عينيه الحائرتين..وسأل بغضب: تكلم هل جعلتك عبدا لي؟
    جمال بحزن: إجل( ثم قال) هل تذكر أول يوم في المدرسة..أمسكت بذراعي بقوة ...و صرخت آمرا" لا تملك الإرادة".. أليس العبد هو من لا يملك الإرادة؟
    محمود بهدوء:هكذا إذن؟؟فلم لم تحارب لأجل حريتك؟ لو طلبتها لكنت أعطيتك إياها، إنك يا هذا لم تكن عبدا لي... بل كنت عبدا لضعفك...(تنهد بحسرة) ياااه كنت أظنك أكبر من هذا بكثير..
    لم يرد جمال، طأطأ رأسه خجلا من نفسه فأكمل محمود وهو يفتح النافذة وينظر من خلالها:إذن اسمع ما سأقوله ...( وسكت لحظة ثم أكمل )عندما كنت بعمرك ، مات أبي و ترك لي إرثاً ثقيلا..ترك لي أم مريضة وترك أخي راشد وقد كان صغيراً هو وسائدة.. كنت أنا الأكبر وأنا المسئول عن عائلتي فكان علي أن أكافح لأجلهم..صرت أدرس أول النهار، لأني أحب العلم مثلك وحلمت بأن أصبح طبيباً (سكت برهه وأكمل)ثم... أعمل بعد المدرسة...و بسبب دراستي قصرت في عملي فأغضبت سيد العمل..فجاء يشكو لأمي المريضة..وهددني بالطرد أمامها ..فكافحته ..أمسك بذراعي بقوة وهزني وقال بقسوة :إما العمل وإما المدرسة..عليك أن تختار..حينها خافت سائدة واختبأت خلف راشد الذي كان يرتجف خوفا هو الآخر..ورأيت دموع أمي..شعرت بالضعف، تخليت عن المدرسة وتخليت عن حلمي .. فظل الندم يطاردني..
    ثم أردف بعد أن نظر إلى كفيه: عندما وقفتً ذاك الموقف..أمام ذاك المدير المتعجرف، وقررت أن تتخلى عن أحلامك، أثرت الذكريات في قلبي فهزت كياني .. أمسكت بذراعيك ..( وأمسك بذراعي جمال وهزه بهدوء)وكانت أعماقي تصرخ وتناديك ..إنك لا تملك الإرادة ..لا تخطئ الخطأ الذي ارتكبته أنا..حتى لا تندم مثلما ندمت أنا .
    رفع جمال رأسه ونظر إلى محمود الذي قال:أنا آسف ....قد كنت طوال تلك الشهور، أحاول الاقتراب منك، لأحتضنك وأعتذر(وبسط ذراعيه وتركها مبسوطة) ولكن كلما حاولت الاقتراب..ابتعدت.
    ولم يقترب جمال فهزه برفق وقال:إنك بين عائلة تحبك وتقدرك، فلماذا تفوت النعمة التي رزقك الله إياها،لماذا هذا الضعف وهذه الفجوة ،استيقظ أيها الصقر وكفاك سباتا،كفاك ضعفا( وهزه بعنف أكبر وقال)استيقظ يا ابن الصامدة سمية؟
    كانت الجملة الأخيرة قد هزت كيان جمال،فرمى جسده على صدر عمه وبدأ يبكي بحزن ومرارة، يبكي بصوت عالٍ وأنين أليم.
    قال محمود:ابكي يا جمال وأخرج أحزانك،ابكي يا ولدي وارمي آلامك خلف ظهرك،ابكي يا جمال وإنسَ الماضي يا ولدي، ولا تفوت الحاضر الجميل الذي يحتويك، فنحن نحبك يا ولدي، عد صقرا كما كنت، فنحن ننتظر تحليقك.
    قال جمال وهو يبكي ويشهق:حاضر يا عمّ ...سأنسى الماضي الذي أسأت إلى عائلتي بسببه..سامحني يا عم..سامحني..سأعود كما كنت..سأعود كما كنت...لأجلكم ولأجل أمي.
    فعانقه محمود وبدأ يمسح على ظهره، وكان محمود أيضا من بكي.
    ثم ترك ذراعي جمال وقال: أبق هنا فكر إلى حين الغداء.. اختر طريقك..إما العمل معي أو أي مكان تريده،أو المدرسة ..أنت حر في قرارك.
    جمال وقد ابتسم غبطة:عن أي قرار تتكلم..إن قراري أن أحمد الله على عائلتي التي أكرمني الله بوجودي بينها، وأن أعمل على اسعادها (ثم نظر إلى النافذة، فكر وابتسم) وقررت أن أدافع عنها حتى لو قُتلت دون ذلك.
    دخل معتز وقال:جئت أعتذر لجمال،فأنا من بدأت وآذيته.
    محمود:بل هو من سيعتذر.. لقد أدمى وجهك ..والآن يا جمال قّبل جبين أخيك وقال له آسف يا أخي الحبيب.
    أقترب جمال من معتز..قبل جبينه وقال:آسف.. يا أخي الحبيب.





    فاجتمعت العائلة حول محمود، وكان الصمت يخيم على المكان، أراد معتز أن يخرق الصمت كعادته فقال لجمال: لا تفكر أبدا وتحت أي ضغط ، أن تقول لي يا أخي الحبيب.
    نظر جمال مستغرباً:ولم؟
    معتز مازحاً: لقد حسبتك بصقت في وجهي وأنت تلفظ البيب التي في الحبيب.
    لم يعجب محمود بهذا التعليق لكن جمال قال بعد أن هز كتفيه بجدية:يا أخي.. كان بودّي..ولكني خفت من أبيك.
    همّ معتز بأن يرمي وسادة على وجه جمال..لكن جمال أنفجر ضاحكا فصرخ معتز: يا قوم ..ضحك جمال، هذا يوم تاريخي.


    ::
    ::
    ::



    كان جمال يدرس في ساعة متأخرة من الليل فسمع صوت معتز يناديه و يقول:بست ..بست..يا نور الدين زنكي.
    رفع جمال رأسه مستغرباً وقال:هل تناديني؟ أنا لست نور الدين زنكي.
    معتز:صح آسف نسيت بأن نور الدين زنكي لم يكن من حكام الأندلس..المهم أطفئ النور أريد أن أنام .
    أمسك كتابه و رج من الغرفة ثم همس وهو يضغط على مفتاح النور ليضيء غرفة الصالة :أنا لست نور الدين محمود زنكي..ذاك أبوك.

  7. #17
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    ¸.•´♥ غريب الدار ¸.•´♥ الحلقة السادسة.•´♥1 2 3 حلّق•´♥



    ::
    ::


    http://www.youtube.com/watch?v=SnQbnoDEHbU


    ::
    ::

  8. #18
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    كان جمال يسند ظهره على أحدى عواميد المسجد سارحٌ ويبتسم،اقترب منه الشيخ عبد السلام وسأله:بم تحلم؟
    جمال باسماً: أنا لا أحلم يا شيخي، ولكني فكرت برجل عظيم،فابتسمت.
    الشيخ عبد السلام: بمن فكرت؟
    جمال سارحاً: بالقائد العظيم نور الدين زنكي، الذي وحد الصف المسلم بعد تفرقه، جمع الأمة بعد تفتتها، قائد أرجع الناس للدين القويم بعد أن اعوجت الطرق في معرفته، كرم علماء الدين، وبني المدارس والمستشفيات للفقراء كانت تسمى بـ البيمارستانات (صمت برهة) ما يحزنني، أن شبابنا المسلم لا يكاد يعرف هذه الشخصية العظيمة ( حلق نظره بعيدا وسأل)تراه كيف فعل كل هذا؟
    الشيخ عبد السلام:بصدق النية يا بني، إن الله لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
    جمال: أجل لهذا استطاع أن يغير، لأجل هذه الحكمة مهد الطريق لصلاح الدين الأيوبي حتى يحرر المسجد الأقصى، لقد كانت ثمرة رواها بجده وقطفها صلاح الدين، بجده وإخلاصه أيضا،أنا لا أنكر فضل صلاح الدين،ولكني أعتب على شباب أمتنا أنهم لا يعرفون الجبل الشامخ، نور الدين فكلما ذكر تحرير المسجد الأقصى، ذكر صلاح الدين ونظمت له القصائد، وكانت الأناشيد من نصيبه ونسي الناس أستاذه (نظر إلى شيخه وسأل) كيف يا شيخي ننسى القائد العادل الذي سجل التاريخ بأنه سادس الخلفاء الراشدين، كيف لنا أن ننسى نور الدين محمود زنكي؟
    وقف الشيخ عبد السلام وقال:إن نسينا ..فان الله لا ينسى.




    زائرٌ للمدير قد حضر، هو والد عبادة سالم، جاء يشكو عناد ابنه، وجرأته في الحديث معه، يطلب من المدير النصيحة، كان جمال يتابع البيانات قرب المكتب ويستمع، هو أيضاً يكره تصرفات عبادة الذي يؤذيه بأحكامه، وقف جمال ونظر إلى الفضاء من خلال النافذة، وعواصف الأفكار تلفه من كل جانب، بعضها يتعلّق بالطلبة وإساءتهم له، وبعضها من نصائح أمه، ونصائح الشيخ عبد السلام ومحمود.. فقرر الكلام وقال بأدب جم:أتسمح لي بأن أتكلم؟ حاول يا سيدي أن تفهم ابنك.
    سالم: عفواً.
    جمال وقد طأطأ رأسه تواضعاً: أن عبادة من الشخصيات القيادية التي في فصلنا، هو شخصية عقلانية،(عدل نظارته وتأمل) إنك يا سيدي إن حاورته بطريقة تشعره برجولته، سيشعر بقيمته، وقيمة من حوله(ابتسم)سترى منه ما سيعجبك، سترى منه الحكمة و حسن الخلق، وستكون فخوراً به، إنه مثل كل شباب فصلنا،يحتاجون لمن يسمعهم ويقدرهم ويفهمهم ويوجه طاقتهم.


    ::
    ::


    توجه المدير وجمال إلى الفصل فقال المدير: لقد أخبرني جمال أنكم تؤذونه في الفصل وكتب لي قائمةُ بأسمائكم وتصرفاتكم
    حامد: جاسوس..لقد قلت لكم أن هذا الفتى جاسوس، كنت أراه دائماً يتابع حركاتنا وتصرفاتنا.
    عبادة: انتظر يا حامد..لنرى ما لنا وما علينا.
    جمال بتحدي: سأبدأ مع ضياء يا سيدي المدير، ضياء يتحدى معلم الرياضيات بحلولٍ جديدة.
    ضياء مستنكراً: أهذا ما قدرت عليه؟
    جمال بتحدي:قالت لي أمي.. إن الحلول التي يحلها هذا الفتى يدرسونها في جامعات فرنسا..إن لديه عبقرية علمية تؤهله ( ابتسم) بأن يكون من أفضل علماء رياضيات،وهو عقلية علمية معملية فذة.
    عبادة: وضح لنا..كفى غموضاً.
    ابتسم جمال وقال:عدنان..قل الشعر الذي هجوتني فيه.
    قاله جمال لأن عدنان رفض،فأنتقد الشعر أدبياً! وبدأ يظهر الصيغ الجمالية فيه!
    ثم قال بعد أن جلس مكانه: حسن يحسن الرسم بطريقة إبداعية، مهند رياضي ممتاز، كما أن أخلاقه رياضية، جاسم خطيب مفوه، مسعود مبرمج بارع، وكامل كاتب يغزل القصص ببراعة، عماد معلم قدير فإن شرح يوصل المعلومة بطريقة سلسة واضحة، علي عالم أحياء ...
    ذكر كل من في الفصل ولم يذكر عبادة..الذي قال: أأنت من توجهنا؟
    جمال وهز كتفيه :لا..إنها أمي.
    فقاطعه الطلبة يضحكون إلا عبادة .. فقال جمال وهو ينظر بتحدي: هل علي أن أخجل؟إنها أمي صانعة الرجال؟ ألا تحبون أمهاتكم ..
    ثم أردف: اسمعوني جيدا..كنت أحكي لأمي عن حركاتكم وتصرفاتكم، فكانت تخبرني بما تبدعون وما ينقصكم، جربوا توجيهها، ولن تندموا.
    عبادة: لا نقدر أن نثق فيك بين ليلة وضحاها.
    جمال:لقد صدقت.. على كل حال...كنت مخطئ في التعامل معكم..وهاأنذا أعتذر لكم أمام المدير فهل تسامحوني؟
    عبادة:على أن تفتح صفحة جديدة تتواضع فيها، ولا تعزل نفسك.
    وافق كل الطلبة فقال جمال: سأغير أسلوبي، فتعاملوا بطريقة تحترموني فيها .
    عبادة: أجل لقد قلت قولا حسناً.





    دخل والد عبادة وابتسم..ثم ابتسم المدير ..نظر عبادة إلى جمال مستنكراً، فقال السيد سالم وهو يهز رأسه: القاضي الفاضل..

    عبادة مستغرباً:ما القصة؟ هل كانت تمثيلية!؟

    السيد سالم: لقد جئت أشكوك للمدير..تصرفاتك ..فإذا بجمال يقول يا سيدي ما أراه إلا القاضي الفاضل الذي حرر المسجد الأقصى مع صلاح الدين، فأراد أن يثبت لي حكمتك وحسن خلقك، فكما قال جمال، أنت قائد عظيم ولكني لا أفهمك.

    عدل جمال نظارته وتأمل ثم قال مبتسماً: يا سيدي لقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "نصرت بالشباب"اسمحوا لنا بفرصة ننصر الأمة فيها.

    ضياء:ما حملك على فعل كل هذا؟

    جمال: لقد كنت أنظر بنظارة عدساتها عين ذبابة، تصور لي سوء تصرفاتكم، فقمت بتغييرها واشتريت نظارة عدساتها عين نحلة، تصور لي حسن تصرفاتكم.

    السيد سالم مازحاً: أين بائع النظارات هذا لأشتري لكل من في الفصل؟

    هز جمال كتفيه وقال: سيكون سعيدا لأني جعلت دعاية لمتجره، على كل حال، سأطلب منه نسبة من المبيعات.

    ضحك الجميع ثم قال:وأنا على يقين، من أننا سنجني العسل من خلال نظارة النحل هذه.

    قال المدير:أجل يا ولدي، فكلنا سنلبس هذه النظارة، ونتعاون على جني العسل من خلالها

    ثم أردف: جمال يقترح أن نتعاون في بعض الأنشطة التي تبرز طاقاتكم فهل تقبلون

    وافق الطلبة..فصاروا مبدعون.

  9. #19
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    مرت شهور وقد تبدل حال جمال وحال كل من في الفصل، هو نفسه يجلس على درجه، ويبتسم لهم هذه المرة، وهو نفسه ينظر إليهم وهم يلعبون بحصه الرياضة لا يشاركهم اللعب، لكنه يبتسم، ولقد أثبت جمال للجميع قدرة شباب فصله على رقي المدرسة بأكملها، بل صار ترتيبها الأول من بين المدارس، وكانت يد الجندي المجهول سمية هي التي تقود المدرسة للتقدم..

    لكن! من قال بأن جمال لم يلقى العقبات؟ ولم يصطدم مع الطلبة، لكنه يحل المشكلة بحكمته، وجمع القلوب برقته وصدق إيمانه،كان المدير يراقب وحينما يرى الطلبة يثورون على جمال ويواجههم بالحلم يقول: لكم أعجب منك يا جمال! إنك مثلما قال الشافعي ..

    يقابلني السفيه بكل حمقٍ ......... فأرفض أن أكون له مجيبا

    يزيد سفاهة فأزيد حلماً ......... كعودٍ زاده الإحراق طيبا


    فيرد جمال:كنت أول من شم الطيب،قد شممت الطيب في يد عمي محمود، فتبدلت السفاهة بالحكمة.







    حينما يسهر آخر الليل، يجد ويجتهد في دروسه، يخرج من غرفته ويتوجه إلى غرفة الطعام، حتى لا يزعج معتز بضوء الغرفة، يضع كتبه فوق طاولة الطعام، ويجلس حولها، يغالبه النعاس أحياناً، فيضع رأسه فوق الكتب ويغفو، فيحس بيد عمه محمود الحانية، تلف الغطاء على كتفيه، تمسح على رأسه أثناء نومه، لكن جمال حينها، لا يقدر إلا أن يمسك تلك اليد الأبوية الحانية، فيقبلها، ويشتهي أن يقول له: شكرا يا أبتِ.

    فلا يقدر.





    كانت سمية تجلس على الأريكة ،و تتمتم متضرعة وحزينة:اللهم رد كيد من أراد بجمال سوءاً إلى نحره، اللهم رد كيده إلى نحره.

    فجلس معتز بالقرب منها لما رأى حزنها ولم ينتبه لدعائها فقال: لماذا تحبسين نفسك يا أماه؟منذ أن تزوجت أبي لم أرك تخرجين ولو مرة واحدة، ألا تخرجين فترين جمال الدنيا وزينتها؟ ألا تخرجين فترين الجنان التي في الأرض؟

    سمية وقد ابتسمت ابتسامة صافية: إني أرى جمال الدنيا وزينتها من خلالك يا بني، ومن خلال جمال.. لا تقلق علي، فأنتم جنتي التي لا تفارقني(صمتت لحظة وأمرته بلطف) أذهب الآن إلى غرفتك وأكمل دراستك .

    ذهب مشفقا عليها، أما هي فحدقت في السقف وابتسمت بمرارة ثم فكرت: كيف لصوت الحق أن يخرج وهم يتربصون به (مسحت جبهتها بأصابعها الباردة وقالت بألم)وبمن مضى معه.

    ثم قالت بثقة: سيخرج صوت الحق من جديد، سيخرج صداحاً هذه المرة، سيخرج من خلالكم، ولن يقدر أن يكتمه أحد مرة أخرى.. فلا تستعجل .








    كان ضياء يدرس في ساعة متأخرة من الليل في غرفته الفاخرة، فقال والده الدكتور رائد:ضياء، لكم أشعر بالسعادة عندما أحادثك، أشعر بأنك في الفترة الأخيرة قد تغيرت وصرت رجلا.

    ضياء:لست وحدي إنما كل في المدرسة، بدلنا طالب في فصلنا يا أبي، تبدل بين ليلة وضحاها و بدلنا جميعا.

    الدكتور رائد: سبحان الله طالب غريب.

    ضياء: هو غريب أيضا، يناديني ليداعبني "ضياء الفكر"، ينادي عبادة القاضي الفاضل، ينادي عدنان يا أصمعي، لا يترك شخصية في الفصل إلا ناداه اسما يكرمه فيه .

    الدكتور رائد:حدثني عنه أكثر.

    ضياء:صاحب خلق ودين، صادق الإيمان، مرهف الحس، متواضع، عبقري مثابر، عندما يحدث الشقاق يجمعنا بحكمته، وفي الوقت الذي نحتاج فيه إلى شجاعة وثبات، تراه في المقدمة، ويختفي حينما توزع الغنائم، كأنه جندي مجهول لا يذكر اسمه، لكن بصمته قوية في كل تقدم نحرزه، نقول له ربما تنسى المدرسة اسمك، وأنت من كنت قائداً لتقدمها، فيقول جملته التي تدل على أخلاقه النبيلة، إن نسيتم فإن الله لا ينسى.

    الدكتور رائد: وماذا أيضا؟

    ضياء:يحمل حزناً دفيناً، كلما طلبنا منه معرفة أحزانه قال،إنها أحزان ماضي وضعته في مقبرة النسيان، فلا تشغلوا بالكم بأمري.

    الدكتور رائد:جعلتني أشتاق لمعرفته، ما اسمه؟

    ضياء : جمال لمتونه.

    الدكتور رائد بدهشة: من!؟ جمال لمتونه!؟

    ضياء مستفسراً: هل تعرفه؟

    هز رأسه وشرد ذهنه، ثم خرج من الغرفة ولو يرد على ضياء، توجه إلى الصالة، وصوتٌ من الماضي يرن في أذنه، صوته هو الدكتور رائد يجهش في البكاء، ينادي في ذاك المشهد:اصمد يا ولدي..اصمد يا ولدي(و صوت صدمة كهربائية تجعله يزيد بكاءً وتضرعاً)يا الله ..يا الله...يا الله .. يا الله.

    أغمض عينيه بعنف وردد:اصمد يا ولدي..اصمد يا ولدي..

    ثم فتح عينيه وتبدلت ملامحه لابتسامة: ها قد صمدت..صمود الأسود مثل جدك الأسد، أسد المغرب والأندلس، ثم رابطت مثله، لله درك أيها اللمتوني.


    في آخر الليل كان جمال ينظر من خلال المرآة إلى نفسه، يقف على أطراف أصابع قدميه كأنه يتمنى أن يكبر أكثر، فقال معتز وهو مستلقٍ على سريره:يا عبد الرحمن الناصر..ماذا تفعل؟

    جمال باسماً: أنا هارون الرشيد.

    جلس معتز واعتدل في جلسته وسأل: متى تصالحت مع بني العباس؟

    هز كتفيه وجلس بالقرب من معتز وقال: أنا هارون الرشيد، وبعزم بإذن الله ..أكيد، بيد حكمة(هز رأسه نافياً) لا يد فولاذٍ و حديد(ثم بسط كفه ورفعها ) سأرفع شأن الأمة من جديد.

    معتز:ما رأيك يا هارون الرشيد، أن تنشد لجدك أبو جعفر المنصور صوت صفير البلبلِ التي نظمها الأصمعي لي أنا أبو جعفر المنصور.

    بدأ جمال ينشد بصوته الندي، فطرب معتز، وبدأ يطبل فوق مكتبه

    أنشد جمال:

    صـوت صــفير الـبلبـلي *** هيج قـــلبي الثمــلِ

    المـــــــاء والزهر معا *** مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلِ

    و أنت يا ســـــــــيدَ لي *** وســــــيدي وموللي

    فكــــــــم فكــــم تيمني *** غُـــزَيلٌ عقــــــــــيقَلي

    قطَّفتَه من وجــــــــــنَةٍ *** من لثم ورد الخــــجلِ

    فـــــــقال لا لا لا لا لا *** وقــــــــد غدا مهرولِ

    والخُـــــوذ مالت طربا *** من فعل هـــذاالرجلِ



    قال محمود حازماً بصوته الجهوري:كفى إزعاجا ،هيا أخلدا للنوم وإلا..

    فهمس الاثنان بصوت خافت:

    فــــــــولولت وولولت *** ولـــــي ولي يا ويل لي


    ثم انفجر الاثنان ضاحكين.

    محمود:آه منكما

  10. #20
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    ¸.•´♥ غريب الدار ¸.•´♥ الحلقة السابعة¸.•´♥حكاية البداية و النهاية.•´♥

    ::

    ::

    http://www.youtube.com/watch?v=L9ZCWLLJe1o

    ::

    ::

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 109
    اخر موضوع: 08-06-2015, 12:22 AM
  2. الردود: 92
    اخر موضوع: 11-09-2012, 06:44 PM
  3. الردود: 237
    اخر موضوع: 16-05-2011, 01:20 PM
  4. ♥♥♥♥فطيرة الدراق الفرنسية♥♥♥♥حلوان عودتي للمنتدى بعون الله تعالى بعد طول غياب ♥♥♥♥
    بواسطة عاشقة الحلويات في الحلويات والكب كيك والكيك وحلويات العيد
    الردود: 62
    اخر موضوع: 05-07-2010, 10:50 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ