الصّدقة تدفع البلاء


كان "علي بن محمد بن الفرات " وزيرًا للخليفة المقتدر ، وكان يسئ الظن بأحد كتابه ، فاستدعاه يومًا وقال له : ويحك ، إن نيتي فيك سيئة ، وإني في كل وقت أريد أن أقبض عليك وأصادرك فأراك في المنام تمنعني برغيف !
وقد رأيتك في المنام من ليال ، وأني أريد القبض عليك ، فجعلت تمتنع مني ، فأمرتُ جندي أن يقاتلوك فكلما ضربوك بشيء من سهام أو غيرها تتّقي الضرب برغيف في يدك ، فلا يصل إليك شيء !
فأعلمني ما قصة الرّغيب ؟!
قال الكاتب : أيها الوزير ، إن أمي ـ منذ كنت صغيرا ـ كانت تضع تحت وسادتي رغيفا ، فإذا أصبحت تصدّقت به عني ، فلم يزل ذلك دأبها حتى ما تت ، فلما ماتت فعلتُ أنا ذلك مع نفسي ، فكل ليلة أضع تحت وسادتي رغيفًا ثم أصبح فأتصدّق به .
فعجب الوزير من ذلك ، وقال : والله لا ينالك مني بعد اليوم سوء أبدًا ، ولقد حَسُنَت نيّتي فيك ، وقد أحببتك .




(المصدر : البداية والنهاية 11/163)