شتان بين الحياتين
كلمات لشاعر مبدع انشدها أبو الجود
توقفت عندها قليلاا
أيها البلبل إنا أخوان
بيد أنا يا أخي مختلفان
أنت تحيى لتغني
وأنا أجرع الصبر وأجتر الهوان
قلبك الوردي لحن ساحر
وفؤادي فيه نار ودخان
وإذا ما غاب في جوف الثرى
جسدانا وتخطانا الزمان
صرت ذكرى أو ترابا أو نسيما أو صدى
يتهادى في الجنان
وأخوك البر في أكفانه
ينضب الآلام آنا بعد آن
ثم ماذا آه من ماذا إذا
عادت الروح وجاء الملكان
كيف ماذا ما الذي أنمى وهل
أبلطف أم بعنف يسئلان
في غد هذا فآه من غد
وأرى بعد غد مر البيان
آه ماأسعد ذرات الثرى
آه ما أهنأ قلب الحيوان
ليتني كنت جمادا
ليتني كنت وهما
ليس يحويه مكان
إنني يارب عبد آثم
فأحبني يارب بعضا من أمان
ففرق كبير بين حياة البلبل اللذي يحيا ليغرد
ثم ان مات لايحاسب
وحياتنا اللتي فيها كد وتعب ونصب
لكن هناك يوم نقف امام الخالق الجبار
لنحاسب فيه على كل كبيرة وصغيرة
نحن ان متنا فهناك حياة اخرى
وهذه الحياة اما نعيم اوجحيم والعياذ بالله
اتسأءل ان كان المرء يعلم ان هناك حساب وعقاب
فلم التجرؤ بالمعاصي
الجرأة بالمعصية تختلف عن المجاهرة
فالمرء حين يتجرأ بالشي الحسن نقول عنه شجاع شهم
لكن حين يتجرأ بشي قبيح
فماذا يقال عنه
اخواتي
لعل كلمات الشاعر اللتي استوقفتني
نجد منها عبرة وعظة
فكم مرة كنت ادمع منها كلما تذكرت اننا بقبورنا نحاسب
نعم قبل تلك الكلمات اللتي نقول عنها انها جميلة ومؤثرة
كانت كلمات ربنا جل في علاه
قال تعالى: حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون [المؤمنون:99-100].
هذه كلمات الكافر والعياذ بالله
يتمنى ان يعود الى الدنياا
ويعمل صالحا
والبرزخ الحاجز كما قال المفسرون هي حياة القبر
اتفق أهل السنة والجماعة على أن كل إنسان يسئل بعد موته قبر أم لم يقبر فلو أكلته السباع أو صار رمادا لسئل عن أعماله وجزي بالخير خيرا وبالشر شرا: للحديث: ((إن الميت إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع خفق نعالهم، أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل محمد؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله قال: فيقول: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة، وأما الكافر والمنافق فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري كنت أقول ما يقول الناس، فيقولان: لا دريت ولا تليت ثم يضرب بمطراق من حديد بين أذنيه فيصيح صيحة فيسمعها من عليها غير الثقلين))رواه الشيخان
فلذا ياغاليات
شتان بين حياة بلبل او اي حيوان
حينما يموت
وحياة المرء
اللتي تكون بهدف العبادة واعمار الارض
قال تعالى و(ما خلقت الجن والانس الا ليعبدون )
ثم
انظري وهو يقول ليتني كنت جمادا
ليتني كنت وهما
حتى ما ياتيه ذاك اليوم اللذي يحاسب فيه يوم القيامة
ويقف اماام الكبير المتعال الجبار
وقفة
اخواتي الحبيبات
في تفسير اخر اية في سورة النبأ
(انا انذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا)
يتمنى الكافر يوم القيامة انه لو كان ترابا
لماذا
لان رب العزة والجلالة يجمع الحيوانات والبهائم وحشر الدواب والبهائم والوحوش ، ثم يوضع القصاص بين البهائم ، حتى يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء بنطحتها ، فإذا فرغ من القصاص بينها قيل لها : كوني ترابا
فعندما يرى الكافر هذا المشهد يتمنى انه لو كان معهم وصار ترابا من شدة ما يرى من العذاب
او انه يتمنى انه لم يبعث يوم القيامة للحساب
الروابط المفضلة