انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 3 من 3

الموضوع: المبارة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الموقع
    المغرب
    الردود
    81
    الجنس
    امرأة

    clap المبارة

    كلما قربت الامتحانات ،كلما حل هذا الضيف الثقيل الذي يسمى كاس العالم ،و الذي يصيبنا بالتوثر والنرفزة والعصبية،وذلك راجع لانه ياتي في اوقات الامتحانات بحيث انه يشغل ويلهي كثير من الطلا ب عن المذاكرة وقد يوافقني الراي كثير من الاباء ..وقصتنا الرائعة ذات المغزى كفيلةبان توضح لنا المطلوب. القصة كتبت من طرف ا لشاعر محمودمفلح فلسطيني من ابناء النكبةهاجر الى سوريا واستقر مع اسرته في مدينةدرعا.

    _انه ابي وليس من المعقول ان اكرهه،لكنه يضطرني احيانا الى ان اتهمه بالقسوة،لماذا لايقدر ظروفي، عصري الذي اعيش فيه؟هل يريد ان اكون نسخة عنه؟مستحيل هذا،لم يكن في عصره تلفاز ملون ولافيديو..ولا كرة..نعم ولاكرة،ولاكل هذه المظاهر الحضارية..
    لماذا كلما راني جالسا امام التلفازلمشاهدة مباراة يزجرني ويقدفني بعبارات حادة( طائش..لاتقدر مصلحتك..لاتعرف قيمة الوقت...حتى امام اخوتي الصغار..لايتورع عنذلك...انه مصيري،وانا اعرف كيف اتخذالقرار لانجازه..
    صحيح انني طالب في المرحلة الثانويةوفي الفرع العلمي، تلك هي رغبةابي،وانا لااحب الفرع العلمي- وبيني وبينكم- لااحب ايضا الفرع الادبي،ولأكن صريحا معكم اكثر انا لااحب القلعة الشامخة ذات الابواب الحديدية التي يرتفع فوقها علمنا الوطني والتي تسمى المدرسة، ولكنها الظروف..الظروف وحدها هي التي جعلتني في هذه المرحلةولن انسى ابدا انني كنت ادفع الى النجاح دفعا، ربما لان السادة المدرسين رحماء الى درجة كبيرة وهم بالتالي ينزعجون من رؤية شاب مثلي ذي شاربين وصوت يشبه البوق يرسب كل عام..ولهذا لم اتعثر في حياتي التعليمية ابدا ..ولا اعتقد انني سافعلها في يوم من الايام.
    نسيت ان اعلمكم ان امتحاني سوف يكون بعد غد تماما، وعلي ان اكون قبل السابعة والربع صباحا في ساحة المدرسة،والويل لمن يتاخر، وانا بطبيعة الحال لااتاخر عن الموعد المحدد، فليس ثمة داع للتاخر،وانني اعترف لكم انني ضعيف في جميع المواد الدراسيةما عدا الرياضيات ..عفوا ليس الرياضيات كلها، وانما ما يتعلق بالدائرةوالمستطيل...اي بالكرة والملعب.
    ماذا يهم ان كان الامتحان غدا او بعد غد، ان الدور الثاني كفيل بان يرفع كل الراسبين ويجعلهم اندادا لزملائهم الناجحين في الدور الاول،اما الاقمار الصناعية فليس لها دور ثان، اقصد بانها ملزمةبان تبث المباراة الحاسمةفي موعدها.
    قد تعتقدون انني اتحدث بلغة الفرد،وان هذا الكلام لايعني الا سعيد الوافدي الذي هو انا بالطبع وحده..لا اطمئنوا ان المسألة جماعية،اي مسالةجيل باكمله اعني الجيل الكروي المخلص...
    لا أكتمكم بانني معجب ببعض المعلقين الكرويين...قرات ذات يوم تعليقا على احدهم تحت رسم كاريكاتير يقول.
    ..مساء الخير..مارايكم بثوبي الجديد..اليكم بنشرةالاخبار الرياضية).
    ولكن اعجابي لايبلغ كماله الا بالمعلق الكروي المدهش الذي يطلق صوته على مداه،كانه بوق سيارة الاطفاء- اجاركم الله- ليس مهما ان تكون اللغة فصيحة فنحن لسنا في معرض الفصاحة العربية الان ،ولهذا فانني احب بل اعشق كل كلمة ينطق بها لانها دائما ساخنة ثائرة...قافزة..مثل الكرة تماما.
    اعتذر عن متابعة الكتابة،فهاهو المعلق الكروي الشهير يعلن عن ابتداء اكبر مبارايات الموسم...بعد ربع ساعةفقط ..وهاهي المدرجات تغص بعشرات الا لاف من العشاق والمشجعين..ان انفاسي تتلاحق،وان السيجارة بين اصبعي ترتعش،وقد طردت كل من في الحجرة،لاكون قادرا على استيعاب كل كلمة يقولها المعلق ،وكل حركة يؤديها اللاعبون..بصراحة انا اعتبر الكرة وجها حضاريا ناصعا ان لم اقل انها الحضارة ذاتها في زمن الحرائق والمشانق،استطيع ان افخر بان ذاكرتي تختزن الان اكثر من مائة رسم لنجوم كرويين عالميين،ما عدا الحكام،وحكام التماس وحتى بعض المدمنين على مشاهدة الكرة من الجمهور في كل بلد..
    واول امس فقط تحداني صديق لدود في ان اعدد اسماء اربعين فريقا عالميا،ولم تمض غير فترة وجيزة حتى ارتسمت الابتسامة الصفراء على شفتيه غيظا مما فعلت ،وان كنت قبل اسبوع وامام جمهورمن طلاب مدرستناقد احسست بالخجل البالغ وانا اجيب عن السؤال الذي وجه الي عن الحسن بن الهيثم،والبيروني اثناء مسابقةثقافيةبين فصلنا والفصل الاخر بانني لااعرفهما،ولما عزعلي الا اعرفهما قلت. انهما زعيمان لدولتين في القارة الافريقية.عندها انفجر الحاضرون بالضحك، والمشرف على المسابقة يردد عظيم..عظيم..واخيرا تبين انهما ممن اكل الزمان عليهم وشرب.غير مهم.
    انا ابن عصري وابن ساعتي الان ..فرحتي غامرة ،بعد عشر دقائق ساشاهد على هذ ه الشاشة الصغيرةالحبيبة مباراة الموسم..بين سويسرا وانكلترا..قبل ثلاثة ايام شاهدت مبارة ليفربول وبرمنجهام،استمتعت كثيرا...وددت لوان المبارة امتدت حتى الصباح...الم اقل لكم ان ابي قاس لايقدر مشاعري،حتى في اخطرالمواقف يزعق في وجهي.( انهض الى دراستك ياحمار..امتحانك بعد خمسة ايام)
    رفع يده ليصفعني،ولكنه تذكر انني شاب في طولهوانني لست دجاجةدائما..اكتفى بذلك وخرج والشر في وجهه،وصفق البابمن خلفه بقوة...عندها احسستبالارتياح ورحت اتابع المشهد المثير.
    اعترف يومها انني لم استيقظ حتى العاشرة مما جعل ثلاث حصص متواليات تطير مني..غير مهم..كل شيء قابل للتعويض..اما لحظات الانسجام فانها لاتعود..
    اقول رغم استمتاعي بتلك المباراةفان استمتاعي بمباراة اليوم اعظم ،وتلهفي لهااشد،وها انذا انتظرها بشوق وينتظرها معي صندوق التبغ الذي احرقت نصفه قبل ان تبدا..قلبي يدق،متى تنطلق الصفارة،ويصطف الفريقان امامي بالاناشيد الوطنيةوهتافات الجماهير..
    صدقوني لقد اصبح تفكيري كرويا..وانا فخور بذلك، امة بلا كرة- اقولها بصراحة- امة متخلفة،بل لم تتعلم ابجديات الحضارة،وانني اتوخى لامتي كل تقدم وازدهار في مدارج الرقي،ولهذا احس بالفرح الغامر كلما رايت مدارج الكرةعامرة،وانااساهم مساهمة فعالة في ميدان الكرة ليس لاعبا بالطبع،فجسمي النحيل لايسمح بالجري،كذلك صدري الذي هده التدخين،غير ان هذالايعني انني لااؤدي دورا هاما،كاحدالمشجعين المرموقين والمثقفين الكرويين البارزين
    طرق الباب..نهضت بسرعةوعيني على الشاشةالفضية الصغيرة،انه اخي الصغير..
    _ماذا تريد؟
    _اريد مشاهدةالمباراة.
    _ ليس هناك مباراة،لقد تاجلت..
    _ لا انني اسمع المارش.
    _قلت قد تاجلت..
    وقبل ان يجيبني كنت ادفعه بقوة..واغلق من خلفه الباب..
    لاتؤاخذوني قلت لكم انني ذو مزاج خاص،وعلي ان استوعب كل حركة،وكل كلمةفي هذه المباراة،واخي هذا من عادته ان يصرخ ويصفق ويهيج كلما راىحركة بارعةمن احد اللاعبين،وانا لااحب الضجيج..وانكر على زملائي الخروج عن اداب مشاهدة المبارايات.
    نظرت الىساعتي..انها تشير الى الرابعة الا ثلاث دقائق،نهضت بسرعة،ارخيت ستارة النافذة،حتى لاينفذشعاع الشمس الى الشاشة الصغيرة فيشوه الصورة،اشعلت سيجارةجديدة،وصوبت عيني بشكل جيد الىالشاشة..
    ماذا حدث مستحيل هذا ان الموسيقىالكروية تغيرت،انني اسمع موسيقى جديدة،لاعلاقة لهااطلاقا بالكرة،لم نسمعهاقبل المبارايات ابدا ،لم تعد الشاشةصافية كما كانت،بدات تقطعهاموجات سريعة مرتجفة،ولم يتوقف ذلك فجأة...تجاوزت الساعة الرابعة بخمس دقائق...بسبع دقائق...
    وفجأة اطل المذيع
    ( سيدتي سادتي نأسف لهذا الخلل الفني ونعتذر عن عدم استطاعتنا نقل هذه المباراةالكبرى بين منتخبي سويسرا وانكلترا اليوم..ونعدكمبعرضها في وقت اخر...)
    كدت افقد صوابي خصوصا عندما دخل والدي علي بشكل مفاجئ..وهو يرتجف غضباويصرخ.
    اما تزال قاعدا..انهض الى دروسك يا حمار..

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الموقع
    في قلبي
    الردود
    97
    الجنس
    امرأة
    قصة واقعية نراها في كل بيت إنه جنون الكرة.لا أنكر أنني أحيانا يتملكني بعض هذا الجنون ولكن جنوني له حدود ربما لأنني أنثى.شكرا للقصة.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الموقع
    المغرب
    الردود
    81
    الجنس
    امرأة
    شكرا لك حبيبتي عى مرورك وقراءة هذه القصة لشاعرنا المحبوب محمود مفلح وياريت كل الاخوات يقرؤوها، لانها تخص كل بيت فيه شباب مولعون بالكرة ،وخصوصا ونحن على ابواب الامتحانات النهائية. فجزاك الله خيرا.



    آخر مرة عدل بواسطة nadia elkordi : 14-06-2010 في 07:52 PM

مواضيع مشابهه

  1. لاعب يسقط ميتنا اثناء المبارة مشهد مبكي ( فيديو )
    بواسطة ولد جده في ركن الصوتيات والمرئيات
    الردود: 2
    اخر موضوع: 17-11-2005, 01:23 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ