السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
صباح\مساء الخير للجميع
::
لا يجتمع الإخلاصُ في القلب و محبة المدح و الثناء و الطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء و النار و الضبّ و الحوت .
فإذا حدَّثتكَ نفسُك بطلب الإخلاص فأقبلْ على الطمع أولاً فاذبحه بسكين اليأس ،،،
و أقبلْ على المدح و الثناء فازهدْ فيهما زُهدَ عُشّاق الدنيا في الآخرة ،،،
فإذا استقام لك ذبْحُ الطمع و الزهد في الثناء و المدح سَهُلَ عليك الإخلاص .
فإن قلت : و ما الذي يُسَهِّل عليَّ ذبحُ الطمع و الزهد في الثناء و المدح ؟
قلت : أما ذبحُ الطمع فيسهله عليك علمك يقيناً أنه ليس من شيء يطمع فيه إلا و بيد الله وحده خزائنه لا يملكها غيره ،
و لا يؤتي العبدَ منها شيئا سواه .
أما الزهد في الثناء و المدح فيسهله عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحهُ و يزين ،
و يضرُّ ذمُّه و يشين إلا الله وحده ،
كما قال ذلك الأعرابي للنبي صلى الله عليه و سلم : إن مدحي زين و ذمِّي شَيْن ،
فقال : (( ذَاكَ اللهُ عزَّ وَجَلَّ )) .
::
فازهد في مدح من لا يزينك مدحُه ، و في ذمِّ من لا يشينك ذمُّه ،،،
و ارغب في مدح من كلُّ الزين في مدحه ، و كل الشين في ذمِّه ،،،
و لن يُقدر على ذلك إلا بالصبر و اليقين ،
فمتى فقدتَ الصبر و اليقين كنت كمن أراد السفر في البحر في غير مركب .
قال تعالى : (( فَاصْبِر إنَّ وَعدَ اللهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الذينَ لَا يُوقِنُونَ )) . الروم \ 60
و قال تعالى : (( وَ جَعَلْنا مِنْهُم أَئِمَّةً يَهْدون بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَ كَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ )) . السجدة \ 24
::
كتاب الفوائد
ابن القيم الجوزية رحمه الله
كتبته للفائدة
الروابط المفضلة