الأمُّ المثاليةُ

الإمامُ أحمدُ بن حنبل- رحمه الله - يُذكَرْ عنه أنه يقول : كُنّا نَعيشُ في بغداد ، وكانَ والدي قد تُوفيَ ، وَكُنتُ أعيشُ مَعَ أمي ، فإذا كانَ قبل الفجرِ أيقظتني وسَخَّنتْ ليَ الماءَ ثم توضأت - وكان عمره آنذاك عشر سنين - ، يقول : وَجلسْنا نُصلي حتى يؤذنُ الفجرُ - هوَ وأمُّه رحمهما الله - ، وعندَ الأذانِ تصحبُه أمُّه إلى المسجدِ وتنتظره حتى تنتهي الصلاة ؛ لأن الأسواقَ حينئذ مظلمةٌ وقد تكون فيها السباع والهوام ، ثم يعودان إلى البيت بعد أداء الصلاة ، وعندما كَبُرَ أرسلته أمه لطلبِ العلم ، ويقول أحدُ العلماءِ : إنَّ لأمّ الإمامِ أحمد منَ الأجرِ مثل ما لابنها لأنها هي التي دلته على الخير ( رحمها الله ) 0