ميسرات قيام الليل
بم نستعين على قيام الليل!!
معلوم أن قيام الليل عمل شاق على الانسان بشكل عام، اذ يميل الانسان الى النوم والإخلاد الى الرحة بعد عناء مشقة والسعي وراء الرزق بالنهار، ولذا فإن قيام الليل لا بد له من استعداد وزاد.. وأسباب ومعينات وميسرات.. نذكر منها:
أولا: عدم الإكثارمن الأكل والشرب ولهذا فإن بعض العبّاد كان يقول: يا معشر المريدين.. لا تأكلوا كثيرا فتشربوا كثيرا فتناموا كثيرا فتخسروا كثيرا، فتندموا عند الموت كثيرا.
ثانيا: ألا ترهق نفسك بالأعمال الشاقة بالنهار.. وإذا أرقهت نفسك فاحرص على قيلولة بأن تنام ساعة بالنهار بنية الاستعانة بذلك على قيام الليل، ويكون نومك حينئذ عبادة، لأن النيّة تحوّل العادة الى عبادة.
ثالثا: ترك الذنوب بالنهار.. ولذا قال أحد التابعين: لا تعصوا الله بالنهار تقوموا الليل!.. ولذا يقول سفيان الثوري رحمه الله: حرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب! قيل له: وما ذلك الذنب؟ قال: رأيت رجلا يبكي فقلت: هذا مراء! سبحان الله!! حرم قيام الليل خمسة أشهر بهذه الكلمة البسيطة!!
رابعا: مراعاة التدرج.. بمعنى صلاة ركعتين لمدة أسبوع أو أسبوعين ثم أربع ركعات مثل ذلك ثم ست ركعات.. وهكذا.. والمبالغة في العمل ثم تركه كلية مدخل من مداخل الشيطان.. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق رواه البيهقي في السنن الكبرى والهيثمي ويفضل أن تجعل لنفسك وردا من القرآن في القيام كأن تختم القرآن في القيام لمدة شهر مثلا؛ أي تقرأ كل يوم جزءا.. والانسان طموح ويسعى دائما الى تحقيق ما تمنى. ولللعلم، فإن كل الصحابة والتابعين كان لهم ورد من القرآن.. فمنهم من كان يختم في ثلاثة أيام ومنهم من كان يختم في أسبوع.. وهكذا..
ويا لسعادتك حينما تختم القرآن واقفا في قيام الليل! هذا خير سلاح ضد الشيطان..
والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم يدعو بالرحمة لقائم الليل الذي يوقظ زوجته، ولقائمة الليل التي توقظ زوجها، فيقول صلى الله عليه وسلم: رحم الله رجلا قام من الليل فصلى ثم أيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت ثم أيقظت زوجها، فإن أبى نصحت في وجهه الماء رواه أبو داود والامام أحمد .
ان قيام الليل سبب لحصول الرحمة.. فلنسارع اخوة الاسلام الى تحصيل هذه الرحمة بقليل من الجهد.. ومن استعان بالله أعانه.
ويقول صلى الله عليه وسلم: من استيقظ من الليل فأيقظ امرأته فصليا ركعتين كتبا في الذاكرين الله كثيرا والذاكرات رواه أبو داود 1309 وابن ماجه 1335.
فاحرص أن توقظ زوجك أو خطيبتك أو أمك أو ابنتك أو ابنك لقيام الليل.. واحرص على نيل ثواب الدعوة الى الهدى والتشجيع عليه..
نسأل الله تعالى أن يوفقنا الى طاعته والسعي في مرضاته.. إنه ولي ذلك والقادر عليه ولا حول ولا قوة إلا بالله، والحمد لله رب العالمين
الروابط المفضلة