- 1 -
و أخيراً ،،
تحقق الحلم ... !
- بإذن الله -
بعد ثلاث سنوات و نصف من الانتظار و الرجاءات و التوسلات و الدموع ..
هاهو قد تحقق ..
و استحق الأمر كل هذا العناء و أكثر ...
اجتاحتني سعادة فاقت كل سعادة ..
و غمرتني فرحة أكبر من أي فرحة ..
حينما وافق أبي ..
لأذرف دمعاتي ..
معترفة بفرحتي و سعادتي ..
و شاكرة ربي ..
و معبرة عن شوق لمكان لم أره قبلا ..
و شيء ما سبق أن وقعت عليه عيناي ..
أخبرت الجميع ..
فكل ما أردت أن يشاركني الكل الفرح ...
- 2 -
وصلنا بالسلامة و الحمد لربي و الشكر له ..
إلى حيث استكانت روحي ..
دخلنا هناك ..
إلى مسجد رسول الله ..
خير الخلق ..
و أعظم إنسان ..
- عليه أفضل الصلاة و السلام -
و رباه ....
انبهرت .. !
شعرتُ و كأني أحلقُ في أعالي السماء ..
كم المكان جميل ..
رائع ..
هادئ ..
واسع ..
كبير ..
احتل قلبي بكل ما فيه ..
بأعمدته العاليه ..
بنقوشاته الاسلاميه البديعة ..
بهدوء المكان و جماله ..
بطهارته ..
بكل شيء ... !
و مع أول ركعة صليتها هناك ..
لم أستطيع حبس كل تلك الدمعات التي توالت حتى السلام ..
همتُ بالصلاة هناك ..
لا سيما في الروضة ..
ما انمحت بسمتي من على وجهي طوال اليومين الذين بقينا فيهما في تلك المدينة المنورة التي أسرت روحي ..
ما فارقت فيهما الحرم إلا في الليل حينما كانوا يغلقونه ..
و كم كنتُ أمقتُ اللحظة التي أخرج فيها منه ..
و حينما حان وقت مغادرتها ..
شعرتُ بروحي تُسرقُ مني ..
و ما استطعت أن أحبس دمعاتي ..
- 3 -
ها قد وصلنا بسلامة كذلك ..
و لربي كل الحمد و الشكر ..
و لأول مرة في حياتي ،،
استعد لأؤدي مناسك العمرة ..
- يلا ننزل الحرم ..
حينما قال أبي هذا ..
شعرتُ بالخوف ..
و كأني غير مستعدة ..
لا أدري لماذا ..
لربما شعرتُ بالخجل من ربي ..
فهأنذا على أرضه الطاهرة – و لله الحمد –
و لكن معي أكبر من جبال من ذنوب ... !
نزلنا و سرنا إلى الحرم ..
و ...
امتلأت رئتاي برائحته الآسرة ..
و شعرت بالأمان يغمرني ..
هاهي الكعبة ..
إني أراها بأم عيني ..
لا والله ..
لستُ أصدق .. !
شعرتُ بالهيبة ..
ما ملكتُ سوى الدموع ..
أعبر فيها عما يسكنني ..
بكيتُ بحرارة ..
لا أدري ،،
هي دموع سعادة و فرح ..
أم هي دموع خوف و رهبة ..
و الاثنان مرتبطان بالحب لما أرى و أحس ...
طفنا و سعينا ..
و أنهينا عمرتنا - بإذن الله - ..
و حلمٌ عايشته طويلاً ..
حلمُ حياتي ..
قد تحقق .. !
- 3 -
لكل منا أحلامه ..
و كثير منا حققها ..
أو حتى شيء منها ..
و لكننا لا نحس بالسعادة المطلقة حينما نرى ما كنا نراه في مخيلتنا أمامنا ..
حقيقة و واقعا ..
هذا لأنها تنتقلُ من عالمِ الأحلام السامي ..
إلى عالمنا الواقع ..
فيُحالُ الحلمُ حقيقة ..
و ما الحقيقة كالحلم ..
لا في أي شيء .. !
إلا حلمي أنا ..
فهو أُحيل من رائع إلى أروع ..
بل تلك الكلمة أقل من قليلة لوصفه ..
. . .
ماذا أقول ..
و كيف أصف مشاعري ..
فكل الكلمات قليلة ..
و أقل من ذلك ..
حقيقة .. أم لازال حلم ..
أياً كان ..
فهو كله مشاعر .. !
و مُحالٌ أن يوصف .. !
- 4 -
خلف مقامِ إبراهيم - عليه السلام -
صليت ..
و يـاااااه ...
أعود لأقول ...
أحاسيسٌ محالٌ أن توصف ..
طفتُ بعدها مرة ..
و اثنان ..
و ثلاثة ..
و أربعه ..
و لكن لأشد الأسى ما استطعتُ بعدها أن أطوف مجدداً ..
لسوءٍ أصاب قدمي ..
،،،
و لكن محالٌ أن تغيب هذه الذكرى ..
فـعلى الرغم من كثرة الأناس عند الحجر الأسود ..
يتزاحمون و يتدافعون ..
و الله إني لأعجب ..
أهذا خلقُ المسلمين ..
و عند بيت الله الحرام .. !
على أية حال ..
دعوت لهم بالهداية ..
سرتُ بينهم بهدوء ..
ما دفعتُ أحداً ..
و ما زاحمتُ أحداً ..
- و بإذن ربي -
ما دفعني أحد ..
وصلتُ إلى الحجر الأسود ..
مددتُ يدي لألمسه ..
و الحمدلله ..
ثم خرجت ..
لأشعر بالشوق يجتاح قلبي ..
لأعود مجدداً ..
و أسير مجددا بين الجموع ..
بسهولة و يسر و الحمدلله ..
الكل يتدافع ،،
و ما دفعني أحد ..
وصلتُ إلى الحجر الأسود ..
اقتربتُ منه أكثر ..
لمسته ..
اقتربتُ أكثر ..
و قبلته مرة ..
و رباه ... !
كم رائحته جميله ..
شعرتُ بي أحلق في السماء ..
و ما كأني على الأرض ..
أردتُ أن أقبله ثانية ..
فما أحد يدفعني و لا حتى أحد يلمسني ..
سبحان الله .. !
و لكني قلتُ في نفسي ..
الحمدلله ، ربي يسّر ..
فلأترك مجالاً لغيري ..
و خرجت ..
و أنا لازلتُ في السماء أحلق ..
- 4 -
ها نحنُ نودع خير البقاع و أقدسها ..
و نرحل عن مكة ..
ما كان بيدي سوى دموع أذرفها ..
غير أنها ما نفعتني شيئا ..
شعرتُ بالألم يعتصر قلبي و نحن نبتعد عن الحرم ..
لأرى حلمي يغيب عن نظراتي ..
لكني أكثر من ذلك حمدت الله ..
فحلمي قد تحقق .. !
و إن كان لفترة أقصر من قصيرة ..
و لكني أقول و قلبي يأبى الرحيل ..
هنيئا لمن يعيش هناك ..
فهم في نعمه لا يعرفون قيمتها ..
- 5 -
ها نحن قد وصلنا إلى ديارنا ..
و أنا أشعر بالأسى لأني ودعتُ حلماً قد أسر روحي ..
لكني شعرتُ بالسعادة ..
فأنا على الأقل رأيته ..
الروابط المفضلة