انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 1 من 1

الموضوع: وداعا . . الشيخ عبد الدائم خميس - شيخ قراء المسجد الأحمدي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الموقع
    مصر
    الردود
    1
    الجنس

    وداعا . . الشيخ عبد الدائم خميس - شيخ قراء المسجد الأحمدي

    وداعًا . . أيها العلَم
    رثاء فضيلة المقرئ العلامة
    الشيخ محمد عبد الدايم خميس
    شيخ قرّاء المسجد الأحمدي
    بقلم: حمد الله حافظ الصفتي

    عدتُ من رحلتي مرهقاً إلى البيت، وما إن جلستُ خلف مكتبي حتى أخذت الهواجس والأفكار مني مأخذًا عنيفاً.

    ما الذي جعلني أُحْجِمُ عن زيارته هذه المدّة الطويلة؟ أهو بُعدُ المسافة؟ أم كثرة الأشغال حالت بيني وبينه؟ ... أيّاً كان السبب فقد فاتتني رؤياه لآخرمرة.

    حين وقفتُ ببابه ظننتُ أنْ يخرج لي بوجهه البشوش وطلعته المستنيرة بالبِشْر، ولكنه لم يخرج. وحين سألتُ: الشيخ موجود؟ ظننت أنْ يأتيني جوابه من الداخل، يحمل نبرة الودِّ كما هي عادته، لكن الجواب في هذه المرة أتى على لسان غيره، جواب ثقيل هبط عليَّ كالصاعقة: الشيخ مات ...

    توقَّفتُ واجماً لبرهةٍ من الزمن، أردِّدُ الجواب في ذهول، وكأنه لم يخطر ببالي قبل ذلك أنْ يموت الأستاذ، ولكن ما لبثتُ أن رجعتُ إلى السيارة في طريقي من طنطا إلى القاهرة، وفي أثناء العودة رحتُ أستعرض مواقف الشيخ ومآثره وما أعرفه عن حياته التي قضاها في خدمة الكتاب العزيز.


    وُلد المقرئ المتقن العلّامة الشيخ: محمد بن عبد الدَّايم بن خميس، الصّناديدي، المصري، الأزهري، الشافعي، الرِّفاعي (طريقةً)، في يوم السابع والعشرين من شهر (فبراير) عامَ 1924م، بقرية (صناديد) التابعة لمركز (طنطا) بمحافظة (الغربية).

    تعلَّم الكتابة وتلقّى القرآن برواية حفص على والده الشيخ عبد الدّايم خميس، وأتمّ حفظه وعمره عشر سنوات.

    حفظ الشاطبية وتلقّى القراءات السبع من طريقها، على الشيخ محمود محمد عمارة الصّناديدي (نسبة إلى قرية صناديد المذكورة آنفاً).

    ولما بلغ الأربعة عشر عامًا تلقّى ورد السادة الرِّفاعية على والده رحمه الله؛ إذ كان والده مجازًا بورد الطريقة من شيخه محمد أبو حجازي.

    وكان جُلَّ وقته ملازمًا لمسجد السيِّد أحمد البدوي رضي الله عنه، فتعرّف بالشيخ إبراهيم الطَّبْلوهي ـ نسبة إلى قرية طَبْلُوهة [بفتح الطاء وسكون الباء وضم اللام] بمحافظة المنوفية ـ أحد قرّاء المسجد الأحمدي، فأتمّ عليه حفظ الدرّة وقراءة الثلاث المتممة للعشرة.
    ثمّ انتقل إلى الشيخ محمد الدّيب التَّلَاوي ـ نسبة إلى قرية تَلاَ [بفتح التاء واللام المخفَّفة] بمحافظة المنوفية ـ فأخذ عنه الطيِّبة والقراءات العشر من طريقها.

    وظلّ يقرأ القرآن ويُقرئُه بقريته حتى عام 1950م، حيث التحق بمعهد القراءات، ونال شهادة التخصص سنة 1958م، وعُيِّن مدرِّسًا بمعهد المحلة الكبرى سنة 1959م.

    كما عُيِّن شيخًا لمقرأة مسجد سيدي مرزوق بطنطا، ثم شيخًا لمقرأة مسجد سيدي عبد المتعال بطنطا.

    ولمّا فتَحت كلية الدراسات الإسلامية أبوابها لحاملي شهادة التخصص في القراءات، التحق بها لإتمام دراسته، فحصل على الإجازة العالية سنة 1967م، بتقدير جيد.

    وترقّى على إثر ذلك إلى درجة (المدرس الأول للقراءات) بمعهد طنطا، فمستشارًا لشؤون القرآن، فمديراً عاماً لشؤون القرآن بمنطقة طنطا، ثم انتُدب للتدريس بمعهد القراءات.

    وفي عام 1990م وقع عليه الاختيار ليكون عضواً بلجنة مراجعة المصاحف بالأزهر، فظلَّ فيها حتى عام 2000م، حيث انتُدب لتدريس التحريرات وأصول القراءات بكلية القرآن الكريم بطنطا، وشيخًا لمقرأة السيد أحمد البدوي رضي الله عنه، فعمل فيهما حتى وفاته.

    وإلى جوار ذلك استعان به العلامة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله تعالى لتدريس القراءات وعلوم القرآن بمعاهد القرآن التي افتتحها، فدرَّس بمعهد دَقادُوس (بمحافظة الدَّقَهْليّة)، وبمعهد هُورِيْن (بمحافظة المُنُوفِيّة) .

    ولم تكن أعماله لتشغله عن التأليف، فقد كان الشيخ علامةً في فنِّ القراءات بحق، وكنتُ سألت شيخنا العلامة إبراهيم السمنودي متعه الله بالعافية: مَن أفضل تلاميذك؟ فقال: عبد الدايم خميس، وكان الشيخ درَّسه في معهد القراءات بالقاهرة.

    ومن تآليفه:
    «النفحات الإلهية في شرح متن الشاطبية»، وهو من أفضل الشروح وأجمعها، وكتاب «فيض من الرحمن في تجويد القرآن»، مؤلَّف لطيف نافع. وكتبه المخطوطة تربو على العشرة، ما بين مطوَّل ومختصر.

    أمّا قصة وفاة الشيخ رحمه الله فقد أخبرني ولدُه الشيخُ عبدُ الوكيل، حفظه الله وأحسن عزاءه، أن الشيخ مرض قبل وفاته بشهرين تقريبًا، مما جعله ينقطع عن المقرأة، وعن الصلاة في المسجد، حتى كانت آخرُ ليلةٍ من رمضان، خرج إلى الجامع الكبير ببلدته (صناديد)، فصلى بالناس التراويح، واجتمع عليه أهل البلد يباركون خروجه إليهم، وفي يوم العيد حمل أمانات كانت عنده فردَّها لأصحابها، وكلما سألوه عن السبب قال: أنا أموت في هذه الأيام!

    وبعد عصر الأحد سادس شهر شوال سنة 1427هـ، الموافق 29/10/2006م، أصرّ الشيخ على الخروج إلى المقرأة في مسجد السيد البدوي رضي الله عنه، وكان صائماً، وبينما هو في الطريق جاءه داعي ربِّه فأجاب ...

    وهكذا ختم الله له بالخير حياةً قضى أنفاسَه فيها يخدم كتابه الكريم.

    ثمانون عاماً ونيِّف هي مدّة حياته، عمرٌ طويل عريض، كلُّ شجرة غرسها فيه نمَت وأظلّت وأثمرت، ثمّ استخلفَت في الحياة غِراساً أخرى، نمَت وأظلّت وأثمرَت كذلك.

    لقد أكدت تجارب الحياة أن المجد ليس وليد المصادفات، بل هو نتاج الكدِّ المتواصل في مواجهة المصاعب والعقبات، ولولا الثقة بالنفس، والاستهانة بالحياة ومباهجها في سبيل الغاية الكبرى؛ لوقف المرء حيث بدأ، وانتهى حيث وُجِد.

    وإذا كان الإنسان كبير النفس، عالي الهمّة، وثّابًا إلى العُلى، فلا شكّ أنه يتسنَّمُ غاربَ المجد، ويسمو بروحه فوق هامة الوجود.
    وهكذا كان الشيخ رحمةُ الله عليه ... كبيرَ النفس، صافيَ القلب، عازفًا عن الدنيا، لا يعبأ بإقبالها وإدبارها، وبيته الذي عاش فيه أكبرُ شاهد على ذلك.

    معذرة يا أستاذي فإن القلم قد عيى بالقول جزعًا لفقدك، واستولى عليه الوجوم من بعدك، فنم في جوار الله ناعمًا بما أعدَّه لعباده المجاهدين الصابرين الصادقين، والسلام على جدثك الطاهر ورحمة الله وبركاته.

    حمد الله الصفتي
    آخر مرة عدل بواسطة د. صبري غانم : 11-11-2006 في 12:59 AM

مواضيع مشابهه

  1. روائع ما قراء الشيخ محمود الطوخى وما تيسر من الانبياء والحج
    بواسطة ايمن ابوالمجد في ركن الصوتيات والمرئيات
    الردود: 4
    اخر موضوع: 13-02-2010, 01:33 PM
  2. الشيخ الطبلاوى وروائع ما قراء مما تيسر من سورة مريم
    بواسطة ايمن ابوالمجد في ركن الصوتيات والمرئيات
    الردود: 6
    اخر موضوع: 09-02-2010, 01:40 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ