ترصد الشركات الغربية الكبرى أموالاً ضخمة لدراسة علم العلاقات الإنسانية، الذي يشمل: فن معالجة الأخطاء، وفن التعامل مع الآخرين، وفن كسب القلوب، وفن الإقناع، وفن قيادة الآخرين، وتنشئ لهذا الغرض معاهد مستقلة، وتدعم البحوث والدراسات المتعلقة به؛ لأنه يخدم مصالحها وأهدافها في الاتصال بالجماهير، ولا تكاد تخلو شركة من الشركات من قسم العلاقات العامة الذي يوظف فيه أناس متخصصون في هذه العلوم، أو ما يحلو [لديل كارينجي] أن يسميهم: (كاسحي الألغام)، الذين يتولون أمور زبائن الشركة المشاغبين والمتعبين، ويحلون مشاكلهم، ويكسبونهم إلى صفهم، ولا شك أن الدعاة أولْى الناس بدراسة هذه العلوم؛ لأن طبيعة عملهم هي الاتصال بالآخرين، ومعالجة أخطائهم.
بل إن كل إنسان بحاجة إلى تعلم هذا الفن الرائع وممارسته في حياته اليومية..
يقول الأستاذ عبد المنعم الزيادي معرّب كتاب (كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس لديل كارينجي) في مقدمة الكتاب:
وهذا الكتاب لا يعلّم شيئاً جديداً صعب التعلم, ولا يبشر بعقائد جديدة عسيرة الرسوخ والاستقرار, وإنما هو يذّكر بتعاليم ومبادئ قديمة قدم الأزل ما أشد حاجتنا إلى أن نذكرها دائماً, ونعمل بها دائماً...
وهذا بالفعل ما شعرت به عندما قرأت الكتاب فكلها مبادئ دعا إليها رسولنا وحبيبنا عليه الصلاة والسلام..وكل فائدة يستخلصها الكاتب في نهاية كل فصلٍ من فصول كتابه نجد ما يقابلها سواء في الكتاب أو السنة أو سير الصحابة أو قصص الصالحين..
ويقول المترجم عن الكتاب: فهذا الكتاب يحوي ما خرج به مؤلفه من مطالعاته العديدة وبحوثه الواسعة في التراجم, وعلم النفس, والتربية, والتاريخ, وغيرها, فضلا عما توصل إليه من نتائج بعد تجارب دامت أكثر من عشرين سنة في معهده للعلاقات الإنسانية الذي أسسه بنفسه, وهو أول معهد من نوعه في العالم أجمع.
وانظروا ماذا يقول أحد من قرأ هذا الكتاب وجرّب ما ورد فيه:
كتبت بواسطـة drdeep
كتاب رائع يدل عنوانه على محتواه,يقدم لك في طياته مجموعة كبيرة من النصائح و الطرق للتعامل مع الناس بل يحكي مواقف حقيقية حصلت للكاتب ولأشخاص يعرفهم الكاتب ويبين لك كيف قام هولاء بالتغلب على مشاكلهم. لي تجربه مع الكتاب أود أن أذكرها..
وأنا أقرأ الكتاب في اليوم التالي كنت أسير بسيارتي فوجدت مدرس اللغة الإنجليزية يقف على الطرق , هذا المدرس درست معه لغة إنجليزية قبل سنتين تقريباً لم تعد تربطني به أي علاقة قلت في نفسي لنطبق ماتعلمناه من مستر كارنجي فليس لدي شيء أخسره,كنت وأنا اقرا الكتاب لا أصدق ما يقوله كارنجي لذلك خطرت ببالي فكرة تجربة ما يقول. توقفت رحبت به قلت له إلى أين ذاهب وفي نيتي إن كان المكان قريب أن أنقله وأن كان بعيداً أن أقول له كان الله في عونك وأذهب عنه. لحسن الحظ كان المكان قريب ركب في سيارتي وقال لي أنت ياعمار إنسان رائع دائما ما أرى الطلاب الذين كنت أدرسهم يمرون من أمامي ولا يلقى حتى أحدهم السلام علي
قلت: هذا واجب يادكتور أنت درستني اللغة الإنجليزية ويقولون من علمني حرفاً صرت له عبداً فكيف من علمني لغة!
قال: الله يكثر من أمثالك يا عمار والله أنت وفي ونادراً ما يكون فيه أشخاص مثلك.
قلت: أنت تستاهل أكثر وهذا الواجب هو ما أقوم به لا أكثر
قال: الله يا عمار حتى زوجتك ما تقدرك وتقدر المجهود الذي تبذله من اجلها أنت تتعب وتعمل وتتغرب وهي لا تقدر لكن انت ورغم انك كنت طالب لدي وأنت ليس لديك تكسبه مني كالدرجات مثلا لكنك تقدر ما فعلته لك ولزملائك هذا من أصلك الطيب ياعمار
قلت له: هذه تربيتك يا دكتور
قال وهو يكاد يطير فرحاً: أنا والله يكون لي شرف أني أدرس أشخاص مثلك أنت أبني ياعمار
وصلنا للمكان طلب مني الدكتور ان أنزل و أشرب معه عصير في المطعم المجاور قلت له بأن لدي محاضره وانصرفت, بعد عده أيام رأيت الدكتور, هو من قدم نحوي وناديني من بعيد قال مرحبا بأبني عمار وسلم علي وضنمي إليه
صراحة هذا الكتاب غير كثير من المفاهيم التي كنت أعيش عليها, كنت أعتقد أن من يفعل فعلتي السابقة شخص متملق سخيف وسيشعر الطرف الآخر بذلك فوراً ولن يقدره بل سيزيد كلامه من نقصان شأنه. وأنا صراحة لو فعل معي أحدهم هذا لعرفت أنه متملق يظن أني ساذج مثله
لكن أنظروا ماذا حدث!
كذلك قمت بتطبيق نفس أحد الموقف المذكور في الكتاب يقول كارنجي أنه حصل على مخالفه مرورية مره وهو في حديقة في بلاده وقف أمام الشرطي وقال له انه آسف وانه لن يفعلها مره ثانيه قال له أرجوك أغفر لي لن افعلها مع ذلك قام الشرطي بتحرير مخالفه لكارنجي في المرة التالية يقول انه وقف أمام الشرطي لا يتكلم سلم له الأوراق وقال له لقد أخطأت ولم يتحدث ولم ينطق ببنت شفه فكانت النتيجة أن الشرطي لم يعطه مخالفه علي أن يعده ديل كارنجي بأنها المرة الأخيرة.
فعلت هذا بالطبع ليس في الحديقة بل في الصحراء, مره نسيت ربط حزام الأمان وتم القبض علي وقفت أمام الشرطي قلت له هذه أوراقي تفضل وأنا نسيت ربط جزام الآمان قال الشرطي لما نسيته حركت رأسي وأشرت باني لا أدري قال هذا لمصلحتك حركت رأسي مره أخرى وأشرت بأن نعم, وبدأ يحاول ان يجعلني أنطق لكني لم أفعل وبعد عده محاولات في في النهاية قال خذ الأوراق ولا تعيدها بالطبع لم يحرر لي المخالفة
لا أدري هل هي مجرد صدفة أم أن وصفات كارنجي السحرية تعمل دائماً !
بعد هذه المقدمة الطويلة العريضة ندخل في الموضوع:
بما أننا في ركن الإخاء..سأعرض عليكم كل يوم تقريبا أو يومين فصلا من فصول الكتاب وهو عبارة عن تجربة أو قصة مر بها الكاتب ينهيها بفائدة يلخص بها كل القصة..
بعد ذلك مطلوب منكم أمرين:
أولا..الرد والتعقيب على القصة: وإذا مررت بقصة مشابهة أو سمعت عنها دعمي بها ردك لكي نثري الموضوع. ثانيا..وهذا هو المهم..كما قلت لكل مبدأ من المبادئ المستخلصة من هذا الكتاب لها ما يقابلها في ديننا الحنيف من تعاليم وآداب..المطلوب منكم أن تذكروه سواء آية أو حديث أو موقف مع أحد الصحابة..أي شيء يخطر ببالكم يصلح أن نستبدله بهذه الفائدة اذكروه..وكل واحدة منكم ستحصل على نقاط حسب تفاعلها مع الموضوع وعدد المرات التي تأتي بها بشيء جديد..
فهيا بنا نتعلم معا كيف نكسب أصدقاءً جدد وكيف نؤثر فيهم..ونبدأ مع أول مبدأ
.
.
الروابط المفضلة