حينمااستيقظت ليلاً .. أشعلت الناقوس .. وتذكرت أمراً كنت قدنسيته .. فتشت عنه في كل مكان فماوجدته .. تذكرت أنني كتبته في ورقة .. لكن نسيت ..أين مكانها .. بحثت ولكن لاجدوى .. أيقنت أنني ( رأس النسيان ) (وقمته) وأنه سرى بي هذا الداء من قمة رأسي حتى أخمص قدماي ..
استرخيت ثانية على فراشي علني أنام ولكن لاجدوى ... فأنالازلت رهين النسيان وأفكرفي أمر الورقة ..
بدأت أفكرفي محتواهاولم تسعفني الذاكرة .. وجلست على هذا الحال حتى أذن المنادي للصلاة الفجر .. فتوضأت وخرجت للصلاة.. وبينماأناراكع .. سقطت الورقة من قميصي .. وكانت عالقة بأعلى كمي من الداخل .. ولماعدت إلى البيت فتحتهاوكادأن يغشى علي من شدة الفرحة بهاولمافتحتهاإذ مكتوبٌ عليها :
( لاتنسى صلاة الوتر ياقفة ..!) فمن صلى صلاة الوتر فكأنه قام الليل كله .. فوقفت بوجه القبلة وشرعت لأصلي .. ولكن تذكرت أن الليل مضى وأن الصبح لاح .. لذا سأصلي ركعتين تجزئان عن الوتر وأنام حتى تطلع الشمس لأذهب لبيع حماري ..
ولماتوارى الظلام وأسدلت الشمس شعاعهاالذي أحرق جسدي المنهك ، وثبت فزعاً .. واتجهت صوب الحمار .. ثم غسلته وأعددته للبيع .. ثم أوصيته ببضع كلمات :
( ياحماري .. لقدكنت أنيس داري ، وحبيس أفكاري ، وناقل بضائعي والجواري ، وحامي بيتي بعدالله من كل لصوص الحواري ..
فأناوإن ودعتك .. فلتعلم أنني ملاقيك ، فاسمع نصيحتي إليك ، إذ تمشي مع سيدك ، حينمايبتاعك فارفس به رجلك وضع قدميك وعد إلى بيتي وبيتك ، فماعهدتك والله خواناً لصاحبك ، الذي أعييته بتربيتك ، وتوفيرمطعمك ومشربك ، فكن لي مخلصاً فإني أحبك ....)
وبعدأن أوصاه .. ربت على ظهره وساربه إلى السوووووق ......
****
وللقصة تتمة من حروفكن يامبدعات ..
: )
أم مراد
الروابط المفضلة