انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 4 من 4

الموضوع: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} ۞ سورة مريم ۞

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الموقع
    مصر حماها الله
    الردود
    9,705
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    17
    التكريم
    • (القاب)
      • درة الحوار
      • شمعة مضيئة
      • جليسة العلم
      • دُرَّة النزهة
      • سيدة منظمة
      • أبرار
      • محررة بمجلة انا ورحلة الامومة
      • الأم المثالية 1
      • حوارية مثقفة
      • وهج العطاء لركن الامومة
      • القلم المتألق
      • " أَلْمَاسَةُ النزهة "
      • رفيقة الصحابيات
      • بصمة مبدعة
      • باحثة متميزة في الصوتيات
      • مصنفة مبدعة
      • مبدعه النافذة الاجتماعية
      • متألقة ركن السياحة و السفر
      • متميزة مسابقة أدب الرسائل
      • بصمة أمل
    (أوسمة)

    متجدد {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} ۞ سورة مريم ۞







    إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا
    من يهده الله فلا مُضل له و من يضلل فلا هادي له
    و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمداً عبده و رسوله


    قال تعالى :

    (هَذَا بَيَان لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَة لِلْمُتَّقِينَ)
    آل عمران :138


    ۞۞۞۞۞

    أخوتى فى الله


    خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم
    الحمد لله الذي جعل لكل شيءٍ سببا وأنزل على عبدهِ كتاباً لم يجعل له عوجا
    فيه من كل شيءٍ حكمة فيه أنباء من قبلكم وخبر من بعدكم


    إن فضل قراءة القرآن وتدبر معانيه شيئا عظيما حثتنا عليه آيات الذكر الحكيم والحديث الشريف
    فقد جعل الله تبارك وتعالى لكتابه فضلا عاما عظيما يشمل جميع السور والآيات لقوله تعالى :

    قال تعالى:
    (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ
    ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)

    الزمر:23

    وقال جل وعلا:
    (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا )
    الإسراء :82


    و هذا الموضوع سنلقى فيه الضوء على سور القرآن الكريم من حيث:

    1

    التعريف بالسورة

    2

    سبب التسمية

    3

    محور مواضيع السورة

    4
    سبب نزول السورة

    5
    ما أشتملت عليه السورة من تعاليم واحكام وحكم وعبرودلائل وبراهين


    يتبع

    ۞۞۞۞۞۞۞۞۞


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الموقع
    مصر حماها الله
    الردود
    9,705
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    17
    التكريم
    • (القاب)
      • درة الحوار
      • شمعة مضيئة
      • جليسة العلم
      • دُرَّة النزهة
      • سيدة منظمة
      • أبرار
      • محررة بمجلة انا ورحلة الامومة
      • الأم المثالية 1
      • حوارية مثقفة
      • وهج العطاء لركن الامومة
      • القلم المتألق
      • " أَلْمَاسَةُ النزهة "
      • رفيقة الصحابيات
      • بصمة مبدعة
      • باحثة متميزة في الصوتيات
      • مصنفة مبدعة
      • مبدعه النافذة الاجتماعية
      • متألقة ركن السياحة و السفر
      • متميزة مسابقة أدب الرسائل
      • بصمة أمل
    (أوسمة)
    ۞۞۞۞۞۞۞۞۞

    سورة مريم

    محور مواضيع السورة

    قدرة الله سبحانه وتعالى على خلق ما يشاء وقت ما يشاء


    ۞۞۞۞

    تؤكد السورة أن الله سبحانه له الكمال المطلق في الخلق يخلق ما يشاء كيفما يشاء وقت ما يشاء فقد

    خلق آدم من تراب بلا أب ولا أم
    وخلق حواء من ضلع آدم من أب بلا أم
    و جعل نسل بني آدم من أب وأم
    و خلق عيسى من أم بلا أب
    فسبحان الخلاق العليم


    وتخليداً لمعجزة خلق إنسان بلا أب ولأن الأم التي تمثلت في مريم عليها السلام
    وهي تمثل نموذجاً لتحمل المصاعب والمحن التي واجهتها منذ أن ولدت المسيح
    و الهروب به من اورشليم إلى مصر ثم العودة لنشر الدين وتطهير الديانة اليهودية مما ألم بها
    حتى رفعه إلى السماء وهى على قيد الحياة
    هي بذلك تستحق أن تكون سيدة نساء العالمين الطاهرة العذراء البتول
    التى قال عنها سبحانه وتعالى :

    (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ)
    التحريم :12



    ۞۞۞۞۞


    و السورة الكريمة توضح أهمية توريث الدين للأبناء

    سورة مريم مكية وغرضها تقرير التوحيد وتنزيه الله جل وعلا عما لا يليق به
    وتثبيت عقيدة الإيمان بالبعث والجزاء ومحور هذه السورة يدور حول التوحيد والإيمان
    بوجود الله ووحدانيته وبيان منهج المهتدين ومنهج الضالين


    فطر الله تعالى الخلق على حب الأبناء ولكنه كما في كل الرزق الذي يرزقنا به
    يحب أن نستعمله في طاعة الله ومرضاته

    والله تعالى يريد من عباده أن يجعلوا أولادهم حفظة للدين حتى تتوارثه الأجيال
    فكما نورث أبناءنا المال من بعدنا يجب أن نورثهم حب الدين وفهمه والعمل به

    فحب الأبناء أمر فطري ولكن للذرية هدف أسمى من المتعة الفطرية بهم ألا وهو حفظ الدين للأجيال
    ولذا فإن أكثر كلمتين تكررتا في السورة هما
    (الولد والوراثة)

    ۞۞۞۞

    وراثة الدين:


    تبدأ هذه السورة بالنمازج عن وراثة الدين التي تمثلت في دعوة
    سيدنا زكريا


    فالنموذج الاول في السورة هو يحيي عليه السلام:
    قال تعالى:
    (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا*
    يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا)
    6:5

    إلى قوله تعالى:
    (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) 12

    والسبب الذي من أجله طلب زكريا الولد هو يريد ابنا يروثه الرسالة والكتاب
    كما هي الحال في آل عمران فزوجة عمران وهبت ما في بطنها لله
    وزكريا يريد ابناً يرث الدين
    من بعده ومريم وعيسى ثم ابراهيم واسحق ويعقوب ثم اسماعيل وأولاده
    فكل هؤلاء آباء تورث أبناءهم هذا الدين
    صدق سيدنا زكريا ربه بدعائه وعلم الهدف حقاُ فاستجاب له تعالى
    بأن وهبه سيدنا يحيى الذي آتاه الحكم صبيا

    ۞۞۞۞

    النموذج الثاني في السورة هو عيسى عليه السلام :


    (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ) 30

    وهكذا نتبين أن فى خلق عيسي سبب لوراثة الكتاب أى الدين اليهودى الذى كان قد
    إستهان به الاحبار والرهبان
    فبدلوا وحرفوا فاختلفوا ثم أعرضوا


    ۞۞۞۞

    النموذج الثالث في السورة هو ابراهيم عليه السلام:

    قصة ابراهيم الخليل هي نموذج عكسي لما سبق إذ أن ابراهيم هو الذي كان ينصح أباه المشرك برفق وأدب ورقة
    (تمررت كلمة با أبت اربع مرات)
    ولمّا لم يستجب له أبوه واعتزلهم وهب الله تعالى له
    اسحق ويعقوب ليكونوا من ورثة دينه الحنيف

    قال تعالى:
    (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا) 49 .


    ۞۞۞۞

    النموذج الرابع في السورة هو
    سيدنا اسماعيل عليه السلام:

    قال تعالى:
    (وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا ) 55

    وكانت النتيجة الحتمية لهؤلاء الذين ورثوا الدين الحق عن أباءهم هى الهداية
    والقرب من الله فى أعلى عليين

    قال تعالى:
    (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ
    وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا)
    58
    هنا سجدة لله للحمد على كل نعمه

    إن الذرية الصالحة هم الذين يتوارثون الدين والرسالة جيلاً وراء جيل
    ولكن للاسف يوجد ذرية تضيع الدين فى سبيل شهوات الدنيا الفانية
    وهذا لأنهم لم يتربوا على حب الله والدين وهؤلاء عقابهم عند الله كبير

    قال تعالى:
    (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) 59

    ونرى بديع سياق الآيات القرآنية ووكأنها بناء متماسك
    يطلب توريث الأبناء الرسالة والمنهج الحق ويعرض عقوبة الذي يخالف هذا المنهج


    و نلاحظ أن ثلاثة أرباع السورة تقريباً تحدثت عن حاجة البشر للولد
    ونماذج مختلفة بأسلوب رقيق فجاءت فواصل الآيات رقيقة عذبة لأن الولد نفسه يمثل الرقة والحنو والعطف

    ۞۞۞۞

    وردت كلمة الرحمن في السورة 16 مرة


    أما الربع الأخير من السورة فجاءت الآيات تنفي حاجة الله تعالى للولد
    وهو خالق الخلق كلهم وجاء أسلوب الآيات قاسياً وفواصل الآيات شديدة
    لأن هذا الأمر تخر الجبال له وتكاد السموات يتفطرن وتنشق الأرض منه
    فالله تعالى واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد لا إله إلا هو لا شريك له وما اتخذ صاحبة ولا ولدا
    سبحانه وتعالى عما يقولون ويفترون

    وهذا تقبيح وتشنيع لقول المعاندين الجاحدين الذين زعموا أن الرحمن اتخذ ولدا
    كقول النصارى
    " المسيح ابن الله "
    وقول واليهود
    " عزير ابن الله "
    وقول المشركين
    " الملائكة بنات الله "
    تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا ولشدة ما يقول هؤلاء يصف الله قولهم فى الايات التالية

    قال تعالى :
    (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا , لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا
    , تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا
    أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا , وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا ,إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا
    لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا , وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا)95:88



    يتبع

    ۞۞۞۞۞۞۞۞


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الموقع
    مصر حماها الله
    الردود
    9,705
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    17
    التكريم
    • (القاب)
      • درة الحوار
      • شمعة مضيئة
      • جليسة العلم
      • دُرَّة النزهة
      • سيدة منظمة
      • أبرار
      • محررة بمجلة انا ورحلة الامومة
      • الأم المثالية 1
      • حوارية مثقفة
      • وهج العطاء لركن الامومة
      • القلم المتألق
      • " أَلْمَاسَةُ النزهة "
      • رفيقة الصحابيات
      • بصمة مبدعة
      • باحثة متميزة في الصوتيات
      • مصنفة مبدعة
      • مبدعه النافذة الاجتماعية
      • متألقة ركن السياحة و السفر
      • متميزة مسابقة أدب الرسائل
      • بصمة أمل
    (أوسمة)

    ۞۞۞۞۞۞۞۞

    وسوف نلقى الضوء على قصة مريم التى وردت سورة باسمها فى القرآن
    قال تعالى :

    ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا *
    قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا
    * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا ْ)
    21:16



    إن هذا من أعظم فضائلها مَرْيَمَ عليها السلام أن تذكر في الكتاب العظيم
    الذي يتلوه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها تذكر فيه بأحسن الذكر وأفضل الثناء جزاء لعملها الفاضل وسعيها الكامل
    ولذلك أثنى الله عليها فقال:
    { وَمَرْيَمَ ابْنَة عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا ْ}
    { وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ ْ}

    فثابها الله بعفتها ولدا من آيات الله ورسولا من رسله

    فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا * فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا * فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا *
    وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا ْ}
    26:22

    أي: لما حملت بعيسى عليه السلام، خافت من الفضيحة فتباعدت عن الناس { مَكَانًا قَصِيًّا ْ} فلما قرب ولادها
    ألجأها المخاض إلى جذع نخلة، فلما آلمها وجع الولادة ووجع الانفراد عن الطعام والشراب
    ووجع قلبها من قالة الناس وخافت عدم صبرها تمنت أنها ماتت قبل هذا الحادث وكانت نسيا منسيا فلا تذكر
    وهذا التمني بناء على ذلك المزعج، وليس في هذه الأمنية خير لها ولا مصلحة وإنما الخير والمصلحة بتقدير ما حصل

    { فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا * يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا *
    فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا *
    وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا *
    وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ْ}
    32:27


    أي: فلما تعلت مريم من نفاسها، أتت بعيسى قومها تحمله وذلك لعلمها ببراءة نفسها وطهارتها، فأتت غير مبالية ولا مكترثة، فقالوا:
    { لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فًريًّا ْ} أي: عظيما وخيما، وأرادوا بذلك البغاء حاشاها من ذلك.

    { يَا أُخْتَ هَارُونَ ْ} الظاهر، أنه أخ لها حقيقي، فنسبوها إليه، وكانوا يسمون بأسماء الأنبياء وليس هو هارون بن عمران أخا موسى لأن بينهما قرونا كثيرة

    { مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ْ} أي: لم يكن أبواك إلا صالحين سالمين من الشر، وخصوصا هذا الشر، الذي يشيرون إليه
    وقصدهم: فكيف كنت على غير وصفهما؟ وأتيت بما لم يأتيا به؟. وذلك أن الذرية - في الغالب - بعضها من بعض
    في الصلاح وضده، فتعجبوا - بحسب ما قام بقلوبهم - كيف وقع منها، فأشارت لهم إليه، أي: كلموه.




    فحينئذ سكن الملك روعها وثبت جأشها وناداها من تحتها، لعله في مكان أنزل من مكانها، وقال لها: لا تحزني، أي: لا تجزعي ولا تهتمي
    فــ
    { قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ْ} أي: نهرا تشربين منه.


    لأنها أمرت عند مخاطبة الناس لها، أن،
    تقول:
    { إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا ْ} فلما أشارت إليهم بتكليمه تعجبوا من ذلك وقالوا:
    { كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ْ} لأن ذلك لم تجر به عادة، ولا حصل من أحد في ذلك السن

    فحينئذ قال عيسى عليه السلام وهو في المهد صبي:
    { إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ْ}
    فخاطبهم بوصفه بالعبودية وأنه ليس فيه صفة يستحق بها أن يكون إلها
    أو ابنا للإله تعالى الله عن قول النصارى المخالفين لعيسى في قوله
    { إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ْ}



    { آتَانِيَ الْكِتَابَ ْ} أي: قضى أن يؤتيني الكتب
    { وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ْ} فأخبرهم بأنه عبد الله، وأن الله علمه الكتاب
    وجعله من جملة أنبيائه فهذا من كماله لنفسه ثم ذكر تكميله لغيره فقال:

    { وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ْ} أي: في أي: مكان، وأي: زمان، فالبركة جعلها الله فيَّ من تعليم الخير والدعوة إليه، والنهي عن الشر
    والدعوة إلى الله في أقواله وأفعاله، فكل من جالسه، أو اجتمع به، نالته بركته، وسعد به مصاحبه



    { وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ْ} أي: أوصاني بالقيام بحقوقه التي من أعظمها الصلاة، وحقوق عباده، التي أجلها الزكاة، مدة حياتي
    أي: فأنا ممتثل لوصية ربي، عامل عليها، منفذ لها، ووصاني أيضا، أن أبر والدتي فأحسن إليها غاية الإحسان
    وأقوم بما ينبغي له، لشرفها وفضلها، ولكونها والدة لها حق الولادة وتوابعها



    { وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا ْ} أي: متكبرا على الله، مترفعا على عباده { شَقِيًّا ْ} في دنياي أو أخراي
    فلم يجعلني كذلك بل جعلني مطيعا له خاضعا خاشعا متذللا، متواضعا لعباد الله سعيدا في الدنيا والآخرة أنا ومن اتبعني



    فلما تم له الكمال ومحامد الخصال قال:
    { وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ْ} أي: من فضل ربي وكرمه حصلت لي السلامة يوم ولادتي ويوم موتي ويوم بعثي
    من الشر والشيطان والعقوبة وذلك يقتضي سلامته من الأهوال ودار الفجار
    وأنه من أهل دار السلام فهذه معجزة عظيمة وبرهان باهر على أنه رسول الله، وعبد الله حقا





    يتبع

    ۞۞۞۞۞۞۞




  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الموقع
    مصر حماها الله
    الردود
    9,705
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    17
    التكريم
    • (القاب)
      • درة الحوار
      • شمعة مضيئة
      • جليسة العلم
      • دُرَّة النزهة
      • سيدة منظمة
      • أبرار
      • محررة بمجلة انا ورحلة الامومة
      • الأم المثالية 1
      • حوارية مثقفة
      • وهج العطاء لركن الامومة
      • القلم المتألق
      • " أَلْمَاسَةُ النزهة "
      • رفيقة الصحابيات
      • بصمة مبدعة
      • باحثة متميزة في الصوتيات
      • مصنفة مبدعة
      • مبدعه النافذة الاجتماعية
      • متألقة ركن السياحة و السفر
      • متميزة مسابقة أدب الرسائل
      • بصمة أمل
    (أوسمة)

    ۞۞۞۞
    ۞۞۞۞

    بين يدى السورة :

    -- سورة مكية ماعدا الآيتان "58 ، 71 " فمدنيتان

    -- من المثاني

    -- آياتها 98 آية

    -- ترتيبها التاسعة عشرة

    -- نزلت بعد سورة " فاطر "

    -- تبدأ بحروف مقطعة
    " كهيعص "

    -- ذكرت السورة اسم المرأة الوحيدة في القرآن وهي السيدة مريم العذراء

    --السورة بها سجدة في الآية 58 .

    -- الجزء " 16 "


    ۞۞۞۞

    سبب التسمية


    سميت ‏سورة ‏مريم ‏تخليداً ‏لأسم العذراء مريم أبنة عمران التى أحصنت فرجها
    و لتلك ‏المعجزة ‏الباهرة ‏في ‏خلق ‏إنسان ‏بلا ‏أب ‏ثم ‏إنطاق ‏الله ‏للوليد
    ‏وهو ‏طفل ‏في ‏المهد ‏وما ‏جرى ‏من ‏أحداث ‏غريبة ‏رافقت ‏ميلاد ‏عيسى ‏ ‎


    ۞۞۞۞

    سبب نزول السورة :


    وقال عكرمة والضحاك وقتادة ومقاتل والكلبي:
    احتبس جبريل عن رسول الله حين سأله قومه عن قصة أصحاب الكهف وذي القرنين والروح
    فلم يدر ما يجيبهم ورجا أن يأتيه جبريل بجواب فسألوه فأبطأ عليه فشقَّ على رسول الله مشقة شديدة
    فلما نزل جبريل عليه السلام قال له أبطأت عليّ حتى ساء ظني واشتقت إليك فقال :
    جبريل إني كنت إليك أشوق ولكني عبد مأمور إذا بعثن نزلت وإذا حبست احتبست فأنزل الله تعالى

    ( وما نتنزل الا بامر ربك )


    ۞۞۞۞

    ماترشدنا إليه السورة:


    المسيح عيسي ابن مريم هو آخر أنبياء بني إسرائيل وقد بشر بنبى يأتى من بعده أسمه احمد
    بعث الله بعده
    محمداً صلى الله عليه وسلم من نسل إسماعيل إلى الناس كافة وهو آخر الأنبياء والمرسلين

    قال تعالى :

    { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ
    وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }

    الصف :6


    ۞۞۞۞

    ولنا لقاء قريب بمشيئة الله مع تدبر
    سورة طه


    متجدد تابعونى
    تمت الاستعانة ببعض التفاسير المتخصصة






مواضيع مشابهه

  1. الردود: 10
    اخر موضوع: 01-09-2015, 07:47 AM
  2. الردود: 5
    اخر موضوع: 23-07-2015, 04:46 PM
  3. الردود: 3
    اخر موضوع: 23-07-2015, 04:45 PM
  4. الردود: 6
    اخر موضوع: 23-07-2015, 04:36 PM
  5. الردود: 4
    اخر موضوع: 23-07-2015, 04:35 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ