(وبشر الذين امنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم )اي لهم جزاء مذخور بما قدموا من الاعمال الصادقة

( ما من شفيع إلا من بعد إذنه ) بعد اذن الله ولا يأذن إلا لمن ارتضى ولا يرتضى الا اهل الاخلاص والتوحيد

(دعواهم فيها سبحانك اللهم ) في الجنة تسبيح وتحميد الله به تطمئن القلوب ويكون بمنزلة النفس من دون مشقة

( ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم )بإمهال العاصين وينجي المؤمنين ويهلك الكافرين هو امتحان لهم

(إذا لهم مكر في اياتنا )اي يسعون بالباطل ليبطلوا به الحق

(قل الله اسرع مكراً) المكر السيىء لا يحيق الا بأهله وسوف يجازيهم الله عليه

( ياأيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدنيا) اي شرودكم عن الاخلاص لله حتى تنالوا الدنيا .ولكن الدنيا زائلة سريعا وسنرجع لله

( ولا يرهق وجوههم قتترولا ذلة ) اي لا ينالهم مكروه على وجوههم

( ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم ) اي الزموا مكانكم لتتحاكموا ,,وفرقنا بينهم بالبعد البدني والقلبي وحصل بينهم العداوة بعد ان كانوا في الدنيا احباء

* الملائكة والانبياء ونحوهم يتبرؤون ممن عبدهم يوم القيامة

(فأنى تؤفكون ) اي تصرفون عن عبادة الله

(منهم من يستمعون )الى النبي وقت قراءته للوحي لا على وجه الاسترشاد بل على وجه التكذيب وتطلب العثرات

(ولكن الناس أنفسهم يظلمون )لا يقبلون الحق فعقابهم من الله الطبع على قلوبهم والختم على اسماعهم وابصارهم

( وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين )اذا صح القلب من المرض تتبعه الجوارح فإنها تصلح بصلاحه وتفسد بفساده ...فالهدى هو العلم بالحق والعمل به ..والرحمة هي ما يحصل من الخير والاحسان .وهذ فضل وتفضل من الله لعباده

(فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) امرنا الله نفرح بفضل الله لان ذلك يوجب نشاط النفس والرغبة بالعلم ليزداد الايمان وهذا فرح محمود ...بخلاف الفرح بشهوات الدنيا ..او الفرح الباطل وهذا مذموم

(وما يعزب عن ربك ) اي ما يغيب
*مراتب القضاء والقدر وهما العلم المحيط بجميع الاشياء ..وكتابته المحيطة بجميع الحوادث

( يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بايات الله ) اي ان كان مقامي عندكم وتذكيري لكم ما ينفعكم .واردتم ان تنالوين بسوء فعلى الله توكلت يدفع عني كل شر
( أمرت أن أكون من المسلمين ) فأنا اول داخل وفاعل لما أمرتكم به

( إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين )هكذا كل مفسد عمل عملا فإن عمله سيبطل في وقت ما حتى لو روج هذا العمل ..
واما العمل الصالح فإن الله يرقي العمل على الدوام

(ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين) اي لا تسلطهم علينا فيفتنونا

(ونجنا برحمتك من القوم الكافرين )لنسلم من شرهم ونتمكن من إقامة شرائعنا من غير معارضة منهم

( أن تبوأ لقومكما بمصر بيوتاً )اي مروهم ان يجعلوا لهم بيوت يتمكنوا من الاستخفاء فيها للصلاة

*موسى كان يدعى وهارون كان يؤمن ..الذي يؤمن شريك للداعي في الدعاء
* الشيطان اذا أعجزوه ان يطيعوه في ترك الدين بالكلية .سعى بالتحريش بينهم والعدوه
* موجود في التوراة ما يوافق القران ومنها امر الله الرسول ان يستشهد بأهل الكتاب على صحة ما جاء به
* نهى الله عن الشك في القران والامتراء فيه ومن التكذيب به

( ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق ) اي إسكنهم في مساكن ال فرعون واورثهم أرضهم

( إن الذين حقت عليهم كلمة ربك ) اي انهم من الضالين من اهل النار وما ظلمهم الله ولكن ظلموا أنفسهم بردهم للحق فطبع على قلوبهم
* الأيمان الاضطراري ليس إيمان حقيقي .فلو صرف عنه العذاب الذي اضطره الى الأيمان لرجع الى الكفر

ما سبق من تفسير سورة يونس
والحمد لله رب العالمين

من سورة هود

(ويعلم مستقرها ومستودعها ) اي مستقر الدواب اي مكانها الذي تقيم فيه ومستودعها اي المكان الذي تنتقل اليه

( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى )اي بالوحي الذي انزل الله فيه الشرع .فتيقن تلك البينة..ويتلو هذه البينة بهان اخر وهو شاهد الفطرة والعقل الصحيح ثم شاهد اخر كتاب موسى الذي يشهد للقران بالصدق

*ان العمل اذا كان خالصاً ولم يكن صواب(لم يقبل )
واذا كان صواباً ولم يكن خالص (لم يقبل ) ختى يكون خالص صواب
والخالص يكون لوجه الله والصواب ان يكون متبع للشرع والسنة

(ومن يكفر به من الأحزاب ) بالقران من سائر طوائف اهل الارض المتحزبه على رد الحق

(أظلم ممن افترى على الله كذباً) ويدل في هذا كل من كذب على الله بنسبه الشريك او وصفه بما لايليق به او الاخبار عنه بما لم يقل او ادعاء النبوة
(يضاعف لهم العذاب ) يغلظ لانهم ضلوا انفسهم واضلوا غيرهم

(وضل عنهم ما كانوا يفترون )اي اضمحل دينهم والهتهم لما جاء امر ربك

(وأخبتوا إلى ربهم ) اي خضعوا له وذلوا لسطانه وانابوا اليه بمحبته وخوفه والتضرع اليه

( ما نراك إلا بشراً مثلنا )هذا مانع لهم ان يتبعوا الانبياء مع انه هو الصواب لان ممكن يرجعوهم في كل امر بخلاف الملائكة

( وما نراك اتبعك إلا الذين هم اراذلنا بادي الرأي ) اي اتبعك السفله من الناس من غير تفكر وبصيرة ..ولم يعلموا ان الحق تدعو اليه العقول وبمجرد ما يصل الى اولي الالباب يعرفونه ولا يحتاج الى تأمل وفكر طويل

( وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرساها ) قال نوح لمن حملهم في السفينة انها تجري على اسم الله وترسوا على اسم الله وسوف ترسي على جبل الجودي الموجود في ارض الموصل

( فلا تسألن ما ليس لك به علم ) اي مالا تعلم عاقبته وهل يكون خير او غير خير ( ففندم على السؤال ونطلب من الله ان يغفر ويرحمنا حتى لا نكون من الخاسرين

( وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم )ان من كفر بعد ما تمتعوا قليلاً يحل عليه العذاب

( وإلى عاد أخاهم هوداً) اي اخاهم في النسب

(إن نقول إلا اعتراك بعض الهتنا بسوء ) اي اصابتك بخبال وجنون

( ما من دابة إلا هو اخذ بناصيتها ) فلا تتحرك ولا تسكن الا بإذنه .فلو اجتمع جميعا على الايقاع بي والله لم يسلطكم علي .لم تقدروا على ذلك .ولو سلطكم فلحمة أرادها

( ألا بعداًلعاد قوم هود ) اي ابعدهم الله عن كل خير وقربهم من كل شر

( إن ربي قريب مجيب ) ممن دعاه ..دعاء مسألة او عبادة

* قرب الله نوعان : عام وهو قرب بعلمه من جميع الخلق
وخاص وهو قربه من عابديه ومحبيه (ولهذا يقرن باسمه القريب .المجيب

( قالوا سلاماً قال سلام ) هنا مشروعية السلام من ايام ابراهيم .وان السلام قبل الكلام

(إن إبراهيم لحليم ) اي ذو خلق حسن وسعة صدر وعدم غضب عند جهل الجاهلين

(أواه منيب ) اي متضرع الى الله في جميع الاوقات ..ورجاع الى الله بمعرفته ومحبته والاعراض عمن سواء

(يا إبراهيم اعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك ) اي اترك الجدال لان جاء امر الله بهلاكهم

( قال لو أن لي بكم قوة أو اوي إلى ركن شديد ) قال لوط الى قومه لو كان لي فبيلة مانعة لمنعتكم

(وما هي من الظالمين ببعيد ) الذين يشابهون لفعل قوم لوط ..فليحذر العباد ان يفعلوا مثلهم لئلا يصيبهم ما أصابهم

( إني أراكم بخير) اي بنعمة كثيرة وصحة ومال وبنين فشكروا الله ولا تكفروا بالنعمة ولا تطمعوا

( إنك لأنت الحليم الرشيد ) قصدهم انه موصوف بعكس هذين الوصفين بالسفه والغواية

( وأريد أن اخالفكم إلى ما انهاكم عنه ) اي أنا لا انهاكم عن البخس في المكيال وافعله انا .بل انا اول مبتدر لتركه

(وياقوم ل يجر منكم شقاقي ) اي لا تحملنكم مخالفتي ومشاقتي

( كأن لم يغنوا فيها ) اي كأنهم ما أقاموا في ديارهم ولا تنعموا فيها حين اتاهم العذاب

( بئس الرفد المرفود ) اي بئس ما اجتمع لهم وترادف عليهم من عذاب ولعنة

(ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد ) قائم لم يتلف بل بقى اثار ديارهم ما يدل عليهم ..وحصيد قد تهدمت مساكنهم

* الصلاة لم تزل مشروعة للأنبياء المتقدمين
*ان من تكملة دعوة الداعي ان يكون اول مبادر لما يأمر غيره به واول منته عما ينهى غيره عنه
* العبد لا يتكل على نفسه طرفة عين .بل لا يزال مستعينا بربه متوكل عليه سائلا له التوفيق ولا يعجب بنفسه
* الله يدافع عن المؤمنين بأسباب كثيرة ربما دفع عنهم بسبب قبيلتهم كما دفع عن شعيب رجم قومه بسبب رهطه

(ذلك يوم مشهود ) يشهده الله وملائكته وجميع المخلوقين

( ولولا كلمة سبقت من ربك ) بتأخير العذاب لقضي بينهم بإحلال العقوبة بالظالم

(ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار ) لا تميلوا وتوافقوهم على الظلم فلكم النار لو فعلتم ذلك

( فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلاً ممن أنجينا منهم ) اي بقايا من اهل الخير يدعون للهدى وينهون عن الفساد فحصل النفع .ولكنهم قليلون جدا (واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه )لكن اتبعوا ماهم فيه من النعيم والترف ولم يبغوا به بدلاً

( وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ) اي النفوس تأنس بالأقتداء وتنشط على الأعمال وتريد المنافسة لغيرها

ما سبق من تفسير سورة هود
والحمد لله رب العالمين