بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1).
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)

الحمد لله .هو الثناء على الله بصفات الكمال

رب العالمين.هو المربي جميع العالمين (وتربيته تعالى لخلقه نوعان : عامة وهي خلقه للمخلوقين وهدايتهم ما فيه مصالحهم

وخاصة وهي تربيته لأوليائه بالأيمان ويوفقهم له ولكل خير
مالك يوم الدين.هو المالك ليوم الدين ولغيره من الايام
إياك نعبد وإياك نستعين.نعبدك ونستعين بك ..وقدم العبادة على الاستعانة اهتماما بتقديم حقه تعالى على حق عبده
والأستعانة:هي الاعتماد على الله في جلب المنافع ودفع الضرر مع الثقة به في تحصيل ذلك
اهدنا الصراط المستقيم .اي اهدنا معرفة الحق والعمل به
صراط الذين أنعمت عليهم .من النبين والشهداء والصالحين
غير المغضوب عليهم .الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود
ولا الضالين الذين تركوا الحق على جهل كالنصارى
هذة السورة احتوت على انواع التوحيد .الربوبية .والالهية .والاسماء والصفات

أهلا حبيبتنا سوسو
نورتِ الدار نوّر الله قلبكِ بالقرآن
حياك الله وبياك غاليتي

جزاك الله خيرا ونفع بك

الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)

الحروف المقطعة في اوائل السور الأسلم فيها السكوت عن التعرض لمعناها وانزلها الله لحكمة لا نعلمها

ذلك الكتاب لا ريب فيه: هو القران لا شك فيه هو مشتمل على علم اليقين ولا تحصل الهداية الا باليقين

هدى للمتقين :هدى لجميع مصالح الدارين .التقوى اتخاذ ما يقي سخط الله بامتثال أوامره واجتناب النواهي
والهداية نوعان :هداية البيان وهداية التوفيق ..فالمتقون حصلت لهم الهدايتان
ثم وصف المتقين
الذين يؤمنون بالغيب: من احوال الاخرة .والموت.والجنة .والنار

ويقيمون الصلاة: لم يقل يفعلون الصلاة وهذا لايكفي بل قال يقيمون الصلاة باتمام اركانها وواجباتها

ومما رزقناهم ينفقون : هذة الاموال التي بين ايديكم ليست حاصلة بقوتكم وانما هي رزق الله .فلنحسن على عبيد الله

والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك : وهو القران والسنة وجميع الكتب السابقة

وبالاخرة هم يوقنون:عندهم يقين تام اي علم ليس به أدنى شك باالاخرة

أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون : الموصوف بتلك الصفات على هدى عظيم والفوز

نكمل بعون الله

جزاك الله خيرا.. وجعله في ميزان حسناتك. ..

Sent from my GT-I9505 using منتديات لكي mobile app

) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15)

يخبر الله الذين كفروا لا ينجح معهم وعظ ومستمرون على كفرهم سواء أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون

ثم ذكر المواتع المانعة لهم من الايمان

خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
طبع الله عليها بطابع لا يدخل الايمان فيه.وعلى ابصارهم غشاء وعطاء تمنعهم من النظر الذي ينفعهم .ثم لهم عذاب في الاخرة
النفاق هو اظهار الخير وإبطان الشر وهو نوعين
نفاق الاعتقادي :وهو مخرج من الاسلام وهو الموجود في هذة الاية
والنفاق العملي : وهو في قول الرسول اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ
صفات المنافقين هنا :
1)انهم يقولون بألسنتهم ماليس في قلوبهم اذا هم ليس بمؤمنين
2)في قلوبهم مرض..والمراد هنا مرض الشك :وهو البدع الكفر. ومرض الشهوات:هو الفواحش والزنا
في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا
انه بسبب ذنوبهم السابقة يبتليهم بالمعاصي
3) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ
اذا نهي هؤلاء عن الافساد في الارض برتكاب المعاصي .قالوا إنما نحن مصلحون .ألا إنهم هم المفسدون لان عمل المعاصي فساد في الارض
4) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ
واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس بالقلب واللسان .قالوا أنؤمن كما امن السفهاء وهم يعتبروا من امن بالرسول سفيها لان ايمانه اخرجه من موطنه .فرد الله عليهم هم السفهاء لان حقيقة السفه :هو جهل الانسان بمصالح نفسه وسعيه فيما يضرها وهذا مطبق عليهم
5)وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
اذاجتمعوا مع الذين امنوا قالوا امنا واذااجتمعوا مع رؤسائهم قالوا انا معكم هذا استهزء بالمؤمنين
والله يستهزىء بهم انه يزيدهم في الفجور ودائما حائرون
نكمل بعون الله

جزاك الله خيرا.. وجعله في ميزان حسناتك
:thumbup:

أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ۚ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ ۖ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22) وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا ۙ قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)

أولئك اي المنافقون جعل الضلالة كالسلعة وجعل الهدى بمنزلة الثمن فما ربحت تجارتهم وانهم لم يحصل لهم الهداية
ثم ضرب الله مثل فيهم
من اية 17ـ 20...مثلهم مثل الذي استوقد نار انتفع بها وبنورها وبينما هو كذلك إذ ذهب الله بنورها وبقي في الظلمة والنار المحرقة
كذلك هم المنافقون استوقدوا نار الايمان من المؤمنين وانتفعوا بها وحصل لهم الامن .بينما هم على ذلك هجم عليهم الموت ووجدوا الخسارة في قبورهم بسبب نفاقهم وعدم ايمانهم وكانوا صم عن سماع الخير .وبكم عن نطق الخير .وعمى عن الحق ولا يرجعون للحق بعد ان عرفوه
المثال الثاني
كصيب من السماء وهو المطر الشديد في ظلمة الليل وظلمة السحاب ورعد وبرق .كلما اضاء لهم البرق مشوا فيه واذا أظلم عليهم وقفوا
وهذ حال النافقين اذا سمعوا القران جعلوا اصابعهم في اذانهم واعرضوا عن القران ويكرهونه كما يكرهوا سماع الرعد .وحذرهم الله بالعقوبة في الدنيا لذهب بسمعهم وابصارهم
اية 21 و22
امر عام لكل الناس بالعبادة لانه ربكم بالنعم وخلقكم من العدم وخلق من كان قبلكم لعلكم تتقون اتقيتم بذلك عذابه.وجعل السماء بناء لمسكنكم واودع فيها من المنافع كا الشمس والقمر .وانزل من السماء ماء واخرج به الثمار لتعيشوا منه .ثم امرنا لا نجعل مع الله شريك نعبده مع الله .وانتم تعلمون ان الله ليس له شريك ولا نظير
ايه 23 ـ 25
ثم يقول سبحانه يامعشر المعاندين للرسول كنتم في شك بالقران المنزل على الرسول .فأتوا بسورة من مثله واستعينوا ب اعوانكم للمساعدة ان كنتم صادقين انكم قادرين على ذلك .
وهذا تحدي من الله لهم ولن تأتوا بسورة من مثله .فتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة جهزت للكافرين
ملاحظة: الشاك هو الحائر الذي لم يعرف الحق من الضلال فهذا اذا بين له الحق وكان صادق في البحث عن الحق حري بالتوفيق
أما المعاند الذي يعرف الحق ويتركه بعد ما تبين له فلا فائدة منه
أما الشاك الغير صادق في طلب الحق وغير مجتهد فهذا لا يوفق
اية 25 يا ايها الرسول بشر الذين امنوا بقلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار الماء واللبن والخمر والعسل
كلما رزقوا منها من ثمرة قالوا هذا رزقنا من قبل اي مشابه له في اللذة قيل متشابها في الاسم واللون ولكن مختلف الطعم
ولهم في الجنات ازواج مطهرة من العيب في الاخلاق و الخلق
وهم فيها خالدون ....... وهنا استحباب بشارة المؤمنين لتنشيطهم على العمل بذكر الجزاء لهم فأنها تخفف وتسهل لهم العمل
نسأل الله أن يجعلنا منهم
نكمل بعون الله

أهلا بالزائرات الجميلات

جزاكِ الله خيرا حبيبتي سوسو ونفع بك
وجعلكِ الله مُباركــة

إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (36) فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)
نبدأ بسم الله الرحمن الرحيم
إن الله لا يستحيي أن يضرب أي مثل كان بعوضة فما فوقها لأشتمال المثل على الحكمة وايضاح حق ويجب أن تلقى القبول .ولهذا قال الذين امنوا يتفهمونها ويتفكرون فيها فيزداد ايمانهم .واما الذين كفروا يعترضون فيزداد كفرا وعناد للرسل وصار الفسق وصفهم .. والفسق نوعان : نوع مخرج من الدين وهو المذكور في هذة الاية
ونوع غير مخرج من الدين كما(يا أيها الذين امنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)
ثم وصف الفاسقين فقال :1)الذين ينقضون عهد الله من بعد ما عاهدوا الله بطاعته .وكذلك ينقضوا العهود مع الناس
2)ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل نصل ما بيننا وبينه بعبادته .وما بيننا وبين رسوله بالايمان به .وما بيننا وبين الخلق بالقيام بالحقوق ..فأما المؤمنون فوصلوا ما أمر الله به ولكن الفاسق نبذها وراء ظهره وهو الخاسر في الدنيا والاخرة ..ثم قال1) كيف تكفرون بالله الذي خلقكم من العدم وانعم عليكم بالنعم ثم يميتكم عند استكمال اجالكم ثم يحييكم بالبعث وترجعون اليه فيجازيكم ..بل الذي يليق بكم ان تشكروه2) هو الذي خلق لكم جميع ما على الارض لانتفاع به وهنا نفهم الاصل في الاشياء الاباحة 3) ثم هو الله علا الى السماء فخلق سبع سموات واتقنها وهو بكل شيء عليم بالسر وأخفى
" ان الله اراد خلق ادم اخبر الملائكة بذلك قالوا اتجعل في الارض من يعمل فيها المعاصي ويسفك الدم بالقتل وهذا ظن منهم ان الخليفة المجعول في الارض سيحدث منه ذلك .واخبروا الله انهم قائمون بعبادتك كما يليق بك ونقدس لك انفسنا ونعظمك قال تعالى إني اعلم بالخليفة ما لا تعلمون وان الخير بخلق هذا الخليفة.
اراد الله يبين لهم فضل ادم 1)علم ادم اسماء الاشياء كلها ثم عرض المسميات على الملائكة امتحانا لهم فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين بظنكم انكم افضل من هذا الخليفة قالوا ننزهك عن الاعتراض منا عليك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك انت العليم بكل شيء الحكيم .
2)فقال الله ياادم أنبئهم ب اسماء المسميات التي عرضها الله على الملائكة فلما انبأهم بأسمائهم تبين للملائكة فضل ادم عليهم قال الله ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والارض .واعلم ما تظهرون وما كنتم تكتمون
3)ثم امرهم بالسجود لادم اكراما له وعبودية للهفامتثلوا امر الله إلا إبليس امتنع عن السجود استكبار منه فكان من الكافرين .
4)وقلنا ياادم اسكن أنت وزوجك الجنة والاكل منها من اي اصناف الثمار .ونهاهما عن شجرة امتحانا لهم فتكونا من الظالمين
5)فلم يزل الشيطان يوسوس لهما ويزين لهما الشجرة حتى ازلهما فأخرجهما مما كان فيه من النعيم واهبطوا الى دار التعب ادم وذريته أعداء لإبليس وذريته
6)ولكم في الارض مسكن وقرار ومتاع الى انقضاء اجالكم
7)فتلقى اي تلقف والهم ادم من ربه كلمات ربنا ظلمنا أنفسنا فاعترف بذنبه وسأل الله المغفرة فتاب الله عليه ورحمه إنه هوالتواب لمن تاب اليه الرحيم بعباده
8)كررالله الاهباط ليترتب عليه فإما يأتيكم مني هدى اي رسول وكتاب يهديكم فمن تبعهم وامن بهم فلا خوف من المستقبل ولا حزن لهم من الماضي .. ولكن الذين كفروا وكذبوا بهم هم اصحاب النار لايخرجون منها( وهذا الخطاب للجن والانس)
نكمل بعون الله

يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُواْ رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48)
يابني اسرائيل الذين بالمدينه ومن اتى بعدهم امرهم الله اعترفوا بقلبكم ولسانكم وبالجوارح بالنعم التي أنعمت عليكم . وأوفوا بالعهد وهو الايمان بالله أوف بعهدكم مجازاة على ذلك والذي يجعلكم توفوا بالعهد خشية الله بمتثال امره واجتناب نهيه. وامنوا بالقران وهو موافق ومصدق لما معكم من الكتب ثم حذرهم من الكفر بالقران والرسول .ولا تشترواالدنيا بدل الاخرة واتقوا الله وحده واختاروا الاخرة على الدنيا .ولا تخلطوا الحق بالباطل ولا تكتموا الحق وانتم تعلمون انه حق .ثم امرهم يقيموا الصلاة .وأتوا الزكاة زواركعوا مع الراكعين اي صلوا جماعة
"ثم قال تعالى أتأمرون الناس بالايمان والخير وتنسون أنفسكم تأمروها بذلك وانتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون لان العاقل يفعل ما ينفعه من خير
ملاحظة " ليس للانسان اذا لم يقم بما امر به انه يترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .لان على الانسان واجبين امر غيره ونهيه زوامر نفسه ونهيها.. ولان النفوس مجبولة على عدم الانقياد لمن يخالف قوله فعله
"ثم امر الله ان يستعينوا في امورهم بالصبرعلى طاعة الله والصبر عن معصيته والصبر على اقدار الله المؤلمة . وايضا بالصلاة وهي شاقة الا على الخاشعين فهي سهلة الخشوع خضوع القلب وسكونه لله .وهم الذين عندهم يقين تام انهم ملاقون الله فيجازيهم بأعمالهم .ثم كرر على بني إسرائيل التذكير بنعمته عليهم وأنه فضلهم على العالمين ثم حذرهم من يوم القيامة لا تغني نفس عن نفس شيئا لا كبيرا ولا صغيرا. ولا يقبل من اي احد شفاعة الا بإذن من الله .ولا يؤخذ منها فداء .ولا يدافع عنهم احد .
نكمل بعون الله