انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 1 من 2 12 الأخيرالأخير
عرض النتائج 1 الى 10 من 11

الموضوع: لكِ ريحانة الإسلام .. هدية من جمانة الروح .. تفريغ الشريط الأول من شرح عمدة الأحكام

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الموقع
    لجة أحزان
    الردود
    56
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    4

    Post لكِ ريحانة الإسلام .. هدية من جمانة الروح .. تفريغ الشريط الأول من شرح عمدة الأحكام




    ريحانات الإسلام .. طالبات العلم .. عاليات الهمة ..

    أحببت أن أهدي موقع لكِ .. واحد من أفضل المواقع التي أزورها ..

    تفريغي لأشرطة شرح عمدة الأحكام للعلامة : محمد المختار الشنقيطي ـ حفظه الله

    وهي مادة علمية مميزة وهامة
    أرجو أن ينفع الله بها وأن يحفظ لنا شيخنا ويجزيه عنا خير الجزاء







    الشريط الأول

    الوجه الأول

    أهمية طلب العلم والتفقه في الدين


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين و على آله الطيبين الطاهرين وصحابته أجمعين و من سار على نهجهم إلى يوم الدين أما بعد .


    فإنّ الله تعالى إذا أراد بالعبد خيراً فقهه في الدين و رزقه العلم في كتابه وسنه رسوله ـ ذعن النبي ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ أنّ : " العلماء ورثة الأنبياء " .

    فالعلم يكون نعمة للعبد في دينه ودنياه و آخرته و في الصحيح عنه عليه الصلاة و السلام من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : قال رسول ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ : من يرد الله به خيراً يفقههُ في الدين

    فليس هناك مقام أعلى و لا أسمى من ذلك المقام الذي يقوم فيه الإنسان مخبراً ومفتياً و قاضياً عن الله ورسوله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى .
    فالعلماء هم أفضل الناس في زمانهم بهم يُهتدي بعد الرسل و بهديهم المبارك الذي دلت عليه دلائل الكتاب و السنة يقتدي الناس آثارهم و يتأثرون بأخلاقهم فلذلك لا يطلب العلم و لا يسمو إليه إلا من كان طالباً لمعاني الأمور .. محباً لها .. موفقاً لها .
    و العلم إنما يكون نعمةً على العبد إذا استجمع أمور ينبغي على مثلِه أن يستجمعها و هذه الأمور تنقسم على قسمين :


    1 ـ قسم ٌمنها بينه وبين الله تبارك وتعالى .
    2 ـ و القسم الثاني بينه وبين العباد .


    فأما ما كان منها متعلقاً بمعاملته لربه فينبغي لطالب العلم أولاً : أن يُخلص لوجه الله في طلب العلم ، و هذا كما سماه العلماء ُ ـ رحمهم الله ـ الأدبُ مع الله ِ في العبادة فلا يكون العبد متأدباً مع الله إلا إذا أخلص لوجه الله عز وجل في عبادته بل إن العبادة لا يمكن أن ينتفع بها العبد إلا إذا قصد وجهَ الله تعالى قال الله تعالى : { قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين وأمرت لأن أكون أول المسلمين } و الأمر للنبي ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ أمرٌ لأمته بالتبع و قال الله تعالى : { و ما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين }

    وقد بين العلماء ـ رحمهم الله ـ أن العلم من أشرف العبادات و أفضلها بل إن العالم أفضلُ من العابد كما صح بذلك الخبر عن النبي ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ حتى جعل فضل العالم على العابد كفضلِ البدر على سائر الكواكب ليلة التمام و العلم إنما يكون نعمةً على العبد إذا أخلص فيه لوجه الله .
    ومعنى الإخلاص : أن يكون قلبُ الإنسان خالصاً من شائبة العبودية لغير الله في هذه الطاعة ، فإذا أردت أن تذهب إلى مجالس العلم خرجت و ليس في قلبك إلا الله ، خرجت و أنت ترجو رحمة الله في الخطوات .
    خرجت وأنت ترجو رحمة الله و أنت جالس تسمع إلى آيات الله و أحاديث رسول الله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ ترجو بها الرحمةَ من الله ـ سبحانه وتعالى ـ

    فلا يخرج العبد رياءً ولا سمعة و لا طلبًا لمحبة الناس و أنظارهم بل كان السلف الصالح ـ رحمهم الله ـ يخافون من نظر الناس و يحرص الإنسان كل حرصه على ألا يعلم أحد بطاعته كل ذلك لتصدق هذه القلوب في عبادة الله جل وعلا فأول ما أُوصى به أخواني :
    الإخلاص لوجه الله ـ عز وجل ـ أن تخرج هذه القلوب نقيةً لله بريئة من شائبة العبودية لغير الله ـ سبحانه وتعالى

    و أعظم مُعين على الإخلاص أن يتذكر العبد و ينظر في مصيره إلي الله جل وعلا و انقلابِه إليه و موقفِه بين يديه و سؤال الله تعالى عن هذا العلم ماذا أراد به و ماذا قصد منه ، وقد صح عن النبي ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ أنه قال :
    : " يأتي الله بالعالم يوم القيامة فيعرفه نعمته فيعرفها فيقول : أم تكن جاهلاً فعلمتك ؟ ألم تكن كذا وكذا ، فيقرره بنعمته فيقر بها ، فيقول الله ـ عز وجل : فماذا عملت لي ؟ ، فيقول : علمتُ فيك وتعلمتُ من أجلِك ، فيقول الله له : كذبت ، و تقول الملائكة له : كذبت ، إنما تعلمت ليقال فلان عالم و قد قيل ، فأذهبوا به إلي النار "

    نعوذ بالله العظيم و بوجهه الكريم أن نقف في مثل هذا الموقف ، لذلك إخواني ينبغي للإنسان أن يُجاهد قدر استطاعته وأن يكون أحب ما عنده أن يرضى الله عز وجل عنه في خطواته لطلب العلم وفي مجلسه في مجالس العلماء و في قراءته في استماعه يتحببُ إلى الله و يصدق في معاملة الله سبحانه وتعالى إن الإخلاص هو المفتاح للوصول إلي العلم وهو المفتاح للتوفيق في طلب العلم فكم من أناسٍ أخلصوا لله ـ عز وجل ـ في طلب العلم بلّغهم الله مراتب العلماء العاملين ونفع الله بعلومهم ونفع الله بما وُفِقُوا له بسبب الإخلاص لوجهه

    فالله تعالى إذا اطلع علي قلب العبد ووجده عامراً بتقواه و خشيته أحبه و أدناه و لذلك انظروا أخواني إلي السلف الصالح ـ رحمهم الله ـ أمم ماتت من قرون ٍ بعيدة من أزمنة بعيدة .. مئات السنين ماتت كتبها حية شاهدة كتبها خالدة باقية كأنها كتبت بالأمس القريب .. تنفذ فتطبع .. تنفذ فتطبع .. ولا تزال الأجيال تلو الأجيال تعتني بها تُقْرؤها في المساجد التي هي منازل الرحمات فكم من رحمات تغشى هؤلاء العلماء تغشاهم الآن في قبورهم .. كم من الرحمات تغشاهم .. يُذكرون بأحسن الذكر
    العالم ، الإمام ، شيخ الإسلام ما يُذكرون بأسوأ الذكر أبدا إنما يذكرون بأفضل الذكر
    لمـــــــــــاذا ؟
    ـ لأن الله أطلع إلى قلوبهم الصادقة أطلع فوجد فيها الإخلاص لوجه الله فبارك في تلك الكلمات و بارك في ذلك العلم و جعل عاقبته خيراً على أهله ، فإن صدقنا مع الله .. صدق َ الله معنا
    فبداية الطريق أن يحاول الإنسان قدر استطاعته أن يُخلص لوجه الله عز وجل في هذا العلم و أن يكون أحب ما يرجوه أن يرضى الله عز وجل عنه في هذا العلم
    إذا لقيت الله في خطواتك لطلب العلم وبالساعات التي قضيتها في مجالس العلماء كم لك فيها من الأجور و الدرجات !!
    وقد بيّن الله تبارك وتعالى ذلك في قوله :
    { يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات } فمن أحب الله أن يرفع درجته و أن يحسن ذكره وأن يوفقه لحسن العاقبة فليخلص لوجه الله عز وجل .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الموقع
    لجة أحزان
    الردود
    56
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    4
    أما الأمر الثاني الذي أوصيكم به بعد الإخلاص :
    أن يحاول الإنسان قدر استطاعته
    1 ـ أن يتأدب بآداب أهل العلم و أهله فللعلم حرمة ينبغي لطالب العلم أن يتحلى بها و لطالب العلم جمال يزينه إذا جلس في مجالس العلماء و جمال يزينه إذا جلس بين العامة و الخاصة
    و هذا الجمال الالتزام بآداب الشرع

    أن يحاول طالب العلم ألا يتعلم سنة إلا طبقها و ألا يتعلم هدي من رسول الله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ إلا طبقه و أول ما يحاول أن يطبقالسنن ثم يكون قدوة لغيره في تطبيقها ثم يدعو ذلك الغير إلي العمل بها وقد بيّن الله تبارك وتعالى ذلك بقوله : { فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون } فأمرهم الله أولاً أن يتفقهوا في أنفسهم ثم بعد ذلك أن ينذروا غيرهم

    فينبغي لطالب العلم أن يحاول قدر استطاعته إذا تعلم أي هدي وأي سنة استمسك بها و حاول تطبيقها في نفسه و في أهله وفي ولده ودعا الناس إليها لئلا يكون هذا العلم وبالاً عليه و العياذ بالله فلا خير في إنسان يحمل العلم لا يعمل به كما بين الله تعالى حال من بُلِىَ بذلك فقال جل وعلا :
    { مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا } و قال جل وعلا : { أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم و أنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون }
    أي كأن الإنسان ـ لا سمح الله ـ إذا بُلِىَ بتعلم العلم وعدم العمل به و دعوة الغير إليه و عدم العمل به كأنه إنسان لا عقل عنده فينبغي لطالب العلم أن يكْمُل عقله وأن يكمل رشده بتطبيق ذلك العلم و التزامه و الدعوة إليه ما استطاع إلي ذلك سبيلا .

    و من الآداب إذا جلس في مجالس العلماء أن يُنصت إذا حُدِّث و ذلك بين الله تعالى ذلك الأدب حينما أمر نبيه موسي ـ عليه الصلاة و السلام ـ فقال : { اخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى و أنا اخترتك فاستمع لما يوحى إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني }

    قال بعض العلماء : علمه أدب العلم قبل أن يعلمه العلم { اخلع نعليك } فهذا أدب المكان [color=3333CC]{ إنك بالوادي المقدس طوى و أنا اخترتك فاستمع لما يوحى }[/color] هذا هو أدب الحديث

    فإذا أصبح العالم إذا تكلم رد عليه طالب العلم كلامه أو قاطعه في كلامه فذلك من أدران الأخلاق التي يتنزه عنها الرعاع فضلاً عن طلاب الذين هم القدوة الفاضلة للناس و الذين شرفهم الله عز وجل بالأخلاق وجعل مرتبتهم فوق مرتبة العامة و لذلك قال بعض العلماء : أخشى علي من أساء الأدب في مجلس العلم أن يحبط عمله وهو لا يشعر .
    قالوا : كيف ذاك ؟
    قال : لأن الله يقول :
    { و لا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم و أنتم لا تشعرون } و النبي ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ يقول : " العلماء ورثة الأنبياء " فحبط العمل والعياذ بالله في مجلس رسول الله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ إنما هو لسوء الأدب مع النبي ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ و حرمة النبي ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ التي هي السبب في هذه العقوبة إنما هي قائمة على النبوة والعلماء ورثوا هذه النبوة فالمقصود ينبغي لطالب العلم أن يتأدب بالآداب الفاضلة والأخلاق الطيبة الكريمة التي تدل علي شرفه و سمو نفسه و ترفعه عما لا يليق به .

    إن التزام هذه الآداب و التزام الأخلاق التي دعا إليها الشرع من طلاب العلم فيه دعوة للغير وفيه معونة على طلب العلم و تحصيله لذلك قال العلماء ـ رحمهم الله :
    لقد ضرب أصحاب رسول الله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ المثل السامي في أدب طالب العلم مع رسول الله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ فأكمل طلاب علم جلسوا بين يدي معلمٍ لهم هم أصحاب رسول الله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ
    و لذلك صح في الأخبار والآثار عنهم أنهم كانوا إذا حدثهم رسول الله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ أطرقوا و كأن على رؤوسهم الطير يقول الراوي كأن على رؤوسهم الطير ، قال بعض العلماء :
    في هذا التشبيه مثل بليغ جداً لا يعيه إلا من يعرف حقيقته كأن على رؤوسهم الطير ..الطير لا تقع إلا على شيء جامد فلذلك من السكينة و الوقار لهم في مجلس رسول الله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ كانوا على هذا الخلق وهذه المهابة

    لذلك أخواني ينبغي لطالب العلم أن يلتزم بهذه الآداب و أن يتعاون مع إخوانه و خلّانه على تحصيلها و ينبغي كذلك أن يكون قدوة لغيره في التزامها والدعوة إليها.

    و أما الأمر الثالث الذي ينبغي علي طالب العلم أن يكون ملتزماً له كي يستفيد من علمه فهو الجد و الاجتهاد في طلب العلم إن العلم هو أسمى ما يُرغب فيه و أسمى ما يُطلب لوجه الله لما فيه من صلاح العبد و صلاح غيره فهو حياةٌ العبد وحياةٌ لمن ينتفعُ بعلمه ممن دعاهم إلي ذلك العلم و لن يكون هذا العلم كذلك إلا إذا حصّله الإنسان و تعب فيه وجدّ و اجتهد فيه

    و لذلك ضرب أصحاب رسول الله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ المثل الصادق في محبة العلم و إظهار الجدِّ و الاجتهادِ في طلبه حتى ورد عن بعضهم أنه ارتحل إلي جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهم ـ بمصر .. من الحجاز إلي مصر من أجل أن يسمع منه حديثاً واحداً ويتأكد من لفظه ، فرحمة الله على تلك القلوب الطيبة الطاهرة التي وعت عن الله ورسوله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ و عظّمت حُرمات الله و عرفت قدر هذا الدين وأحبته من كل أعماق قلوبها
    فلذلك إخواني لن يكون طالبُ العلم طالبَ علمٍ بحق إلا إذا جدّ واجتهد أنظروا إلي السلف الصالح ـ رحمهم الله ـ كم سافروا للأمصار و كم قطعوا من فيافيٍ مليئة بالسباع المهلكة وكم قطعوا من مفاوز معطشةٍ مهلكة لوجه الله وابتغاء ما عند الله لأنهم علموا أن هذا العلم حقيقٌ بأن يبُذل فيه ذلك .. حقيقٌ لأن يضحى الإنسان فيه بالنفس و النفيس وأن يبذل من أجله الغالي و الرخيص فلذلك ينبغي لطالب العلم ألا تكون همته ضعيفة .


    و هناك أسباب تعين على ضبط العلم منها :

    أ ـ إذا أراد أن يقرأ كتاباً أو يقرأ سنناً ينبغي عليه أن يقرأها و يضبطها قبل أن يجلس في مجلس العلم أن يقرأها حتى إذا جلس في مجلس العلم هذه القراءة لها عدة فوائد منها : ـ ضبط النص الذي يريد قراءته


    و الأمر الثاني ـ أنه ترد أسئلة على الإنسان أثناء القراءة فإذا جاء في مجلس العلم ووجد البغية التي ينشدها من حل تلك الأسئلة .. إجابة تلك الأسئلة وحل تلك الإشكالات فلا إشكال ، وإذا لم يجد سأل عما لا يعلم .
    فينبغي للإنسان أن يحرص على القراءة خاصة هذا الكتاب المبارك الذي نرجو من الله تبارك وتعالى أن يجعل تعلمنا له خالصاً لوجهه الكريم و أن يجعله نافعاً يوم لا ينفع مالٌ و لا بنون .


    فيقرأ الإنسان و يضبط النص ثم إذا حضر يحاول أن يُعلق يُحاول كل استطاعته أن يعي ما قيل في ذلك النص خاصةً إذا كان مشروحا .
    الأمر الثالث بعد القراءة ـ إذا رجع من قرأ مرةً ثانية ومرةً ثالثة لكي يضبط ذلك النص و ما قيل في شرحه و حبذا لو حاول أن يشرح ذلك النص بمقدار ما استمع من شرحه .
    *و الأمر الثاني مما يُعين بعد القراءة أن يتخير من طلاب العلم أخاً صادقاً فيتخذه مُعيناً له يتذاكر معه و لذلك قال العلماء :
    بالمذاكرة تتلقحُ الأفهام ، و قال أحد الفضلاء :

    و أعلمْ بأنّ العلمَ بالمذاكرة

    و الدرسِ و الفكرةِ و المناظرة

    و قد أدركت علماء أجلاء يجلس بعضهم مع بعضاً و يسأل بعضهم بعضا و كأنهم طلاب علمٍ مبتدئون لأنهم يريدون أن يُكملوا النقص الموجود فيهم .

    و أما الأمر الآخر الذي أوصى به بعد هذه الأمور من ضبطه :

    ينبغي لطالب العلم ألا يمنعه الحياء عن السؤال ، فإن السؤال هو مطيّة العلم فقد صح عن النبي ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ أنه قال في قصة الرجل الذي أجنبَ في زمانٍ باردٍ فسأل أصحابهُ عن الرخصة فقالوا : لا رخصة ، فأغتسل فمات ، فقال ـ عليه الصلاة و السلام ـ :
    قتلوه قتلهم الله ، هلا سألوا إذ جهِلوا إنما شفاءُ العي السؤال .
    ( العي ) :
    الجهل .
    ( شفاء العي ) : أي دواء الجهل ، أن تسأل عما جهلتْ .

    ذكروا عن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ حبر الأمة و ترجمان ُ القرآن سألوه و قالوا : كيف بلغت إلي هذا المقام في علمك و معرفتك بكلام الله ورسوله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ فقال ـ رضي الله عنه ـ : إنه كان لي لسان سؤول و قلب عقول .
    فكانت إذا جاءته المسألة لا يستحي لذلك قال العلماء :
    ضاع العلم بين الحياءِ و الكبر .

    و ما ضر كثير من طلاب العلم شيءٌ مثل الكبر و الحياء
    فينبغي لطالبِ العلم أن يعلم أن الله يحب منه أن يسأل عما يجهله و يحاول معرفة الأمور التي تنـزل به ماذا قال الله فيها وقال رسوله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ .


    جماع الأمر أن يقرأ الإنسان هذا الكتابُ المبارك كتابُ رب العالمين ففيه الآداب الكاملة و الأخلاق السامية وفيه القدوة الفاضلة لمن أراد أن يقتدي بأنبياء الله و عباد الله الأخيار ففي ذلك الخير كله لمن أراد أن ينتفع .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الموقع
    لجة أحزان
    الردود
    56
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    4
    كتابُنا الذي سنبدأ إن شاء الله ُ بشرحه كتاب عمدة الأحكام للإمام الحافظ عبد الغنى بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسىّ ـ رحمه الله ـ أحد أجلاء أهل العلم و حفّاظ الحديث .
    هذا الكتاب جمعه الإمام الحافظ عبد الغنى بن سرور ـ رحمه الله ـ من الصحيحين جمع أحاديثه من الصحيحين فلذلك له عدة مميزات يمتاز بها :


    أولاً : أنه من الصحيحين فليس فيه حديث ضعيف فالأحاديث المذكورة فيه أحاديث صحيحة ثابتة عن رسول الله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ وهذه ميزة وكفى بها ميزة .

    و الأمر الثاني : أنه رحمه الله جعل هذه الأحاديث في فقه الأحكام يعنى مختصة بالفقه في الدين و على هذا فهي تنتظم نوعين :
    العبادات و المعاملات .

    جعلها جامعة للعبادات من صلاةٍ و زكاةٍ و صيامٍ و حج وغيرها ومعاملات سواء ً كانت مالية كالبيع و الإجارة و الشركة و القراض أو كانت بدنية كالنكاح والصداق و الرجعة والعدة أو كانت جنائية كالقصاص والحدود ونحوها أو غير ذلك الفصل في المعاملات المالية كالقضاء ونحوها
    فجمع ـ رحمه الله ـ مادةً طيبةً مباركةً من أحاديث رسول الله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ فقراءة هذا الكتاب نعمةٌ من الله لأن خير ما يُذكر بعد كتاب الله هو حديث رسول الله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ و لا يُحب هذه السنن و لا يسعى في تحصيلها إلا من أراد الله به الخير و لا يحرص على معرفتها و فهم وفقه معانيها إلا من أراد الله ـ عز وجل ـ به الخير و لذلك من حفظ أحاديث رسول الله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ و تفقه في السنة فقد حمل من النبوة خيراً كثيراً بين دفتي صدره لذلك فإن هذا الكتاب المبارك فيه خيرٌ كثير .


    و له ميزة أخرى :

    أن المصنف ـ رحمه الله ـ انتقى أهم الأحاديث التي دار فيها الخلاف بين العلماء ـ رحمهم الله ـ و أنتقى أهم الأحاديث في كل بابٍ بحسبه
    ففي الصلاة مثلاً اختار أهم الأحاديث في صفة صلاة رسول الله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ و أجمع الأحاديث وهكذا في بقية أبواب العلم سواء ً كانت أبواب معاملات أو أبواب عبادات .


    و الحافظ عبد الغنى بن سرور ولد في سنة خمسمائة و أحدى وأربعين بجماعين من أرض نابلس ببلاد الشام و في بيت المقدس وهو من أسرة مباركة أسرة المقدسيين أسرة علم و صلاح و ديانة أشتهر منها علماء كثيرون و منهم الحافظ عبد الغنى ـ رحمه الله ـ وكذلك الإمام الجليل المبجل الإمام ابن قدامة المقدسى صاحب كتاب المغنى و غيره من التصانيف النافعة .

    فنشأ ـ رحمه الله ـ نشأة دينية صالحة ثم انتقل إلي دمشق ثم بعد ذلك انتقل إلي العراق وتلقى فيها علم الحديث وعلم الرجال و كان فيه آية و كان فيه مبرزا حتى إنه ـ رحمه الله ـ حفظ من أحاديث رسول الله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ أكثر من مئة ألف حديث وذكروا ذات يوم أن رجلاً حلف بالطلاق فقال امرأته طالق إن لم يكن يحفظ مئة ألف حديث ، فجاءوا إلي الحافظ و قالوا له : إن فلاناً حلف بالطلاق أنك تحفظ مئة ألف حديث ، فقال ـ رحمه الله : لو حلف أنى أحفظ أكثر منها لصدق .

    فهذا من علم الرجل ـ رحمه الله ـ وكان ـ رحمه الله ـ آية في الصلاح و العبادة و كان كثير الصيام كثير الصلاة كثير التنسك ـ رحمه الله برحمته الواسعة ـ وألف تأَليف نافعة في علم الرجال وفي علوم الحديث على اختلافها و منها هذا السَفْرُ المبارك عمدة الأحكام الذي سبقت الإشارة إليه

    سماه ـ رحمه الله ـ
    بعمدة الأحكام وعمدة الشيء : دِعامته التي يقوم عليها وركنه الذي إذا فُقِدَ سقط ذلك الشيء المعتمد عليه .

    والأحكام : جمع حكم و الحكم معناه في اللغة إثبات أمرٍ لأمرٍ أو نفيهُ عنه ، فأنت إذا قلت: زيدٌ قائمٌ ، فقد حكمت على زيدٍ بالقيام فهذا إثبات أمرٍ لأمر ، لو سمعك شخص قال حَكَمَ فلانٌ على فلانٍ بكذا و لو قلت : زيدٌ ليس بقائم ، فقد نفيت أمراً عن أمر وهو القيامُ عن زيدٍ هذا يسمى حكماً عند العلماء ـ رحمهم الله ـ من الناحية اللغوية

    أما من الناحية الاصطلاحية فالحكم تارةً يكون حكماً شرعياً و تارةً يكون حكماً عادياً .

    والحكم الشرعي : هو المُستَنِدُ على أدلة الشرع .

    وأما الحكم العادي فهو : المُستَنِد على العادة والتجربة .

    وأما النوع الثالث فهو الحكم العقلي : المُستَنِد إلى العقل فمثال الحكم العقلي قولك الواحد نصف الاثنين هذا حكمٌ عقلي .

    ومثال الحكم العادي حكمك على أن السماء فوقنا فهذا معلومٌ بالعادة والتجربة و الحس .
    وأما الحكم الشرعي فهي أحكام الله ـ عز وجل ـ التي بينها في كتابه و سنة رسوله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ حيث عرفنا أنواع الحكم فمراد المصنف ـ رحمه الله ـ منها
    الحكم الشرعي يعنى عمدة الأحكام : أي من أراد أن يعرف حكم الشرع في عبادةٍ أو معاملةٍ فقد تضمنهُ هذا السِفْرُ المبارك

    فهذا الكتاب تضمّن عمدة الأحكام يعنى أن الأحاديث يعتمدها الإنسان إذا أراد أن يقرر حكماً في الشرع هذه هي الأدلة و النصوص التي وردت عن رسول ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ بيانُها في هذا الموضع .


    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال الشيخ الحافظُ تقي الدين أبو محمد عبد الغنى بن عبد الواحد بن على بن سرور المقدسى ـ رحمه الله تعالى ـ


    [frame="7 80"]الحمد لله الملك الجبار الواحد القهار [/frame]

    الحمد : في اللغة : الثناء
    و أما في الاصطلاح فمن العلماء من عرّفهُ بقوله هو:
    فعلٌ ينبئ عن تعظيم المنعم بسبب كونه منعماً على الحامد أو غيره
    و من العلماء من عرفه بقوله : هو الوصفُ بالجليلِ الاختياري على المُنعِم بسبب كونه منعماً على الحامدِ أو غيره

    ما معنى هذا الكلام ؟

    معناه / إنك إذا قلت ( زيدٌ عالم ) ( زيدٌ كريم ) فقد أثنيت على زيد لأنك وصفته بصفةٍ اختيارية و أثنيت عليه وإن قلت ( زيدٌ كريمٌ ) كان ذلك منك حمداً له .

    [frame="7 80"]( الحمد لله ) [/frame]

    و الفرق بين الحمد والشكر الحمد أعم من الشكر من وجه و الشكر أعم من الحمد من وجهٍ آخر
    فالحمد أعم من الشكر من ناحية السبب و الشكر أعم من الحمد من ناحية السبيل أو الوسيلة التي يُعَبّرُ بها فالشكر أعم من الحمد من ناحية الوسيلة لأن الحمد لا يكون إلا باللسان و أما الشكر فيكون باللسان و يكون بالقلب ويكون بالعمل
    يكون باللسان كقولك ( الشكر لله ) و منه قوله تعالى :
    { و أما بنعمة ربك فحدث } هذا شكر اللسان

    و شكر الجنان أن تشكر الله بجنانك كأن تعتقد أن الله هو الذي وهبك النعمة و إليه أشار الله عز وجل بقوله : { و ما بكم من نعمة فمن الله } يعنى اعتقدوها اعتقدوا أنها منه سبحانه و تعالى و هذا شكر القلب

    و يكون الشكر بالعمل و منه قوله تعالى : { اعملوا آل داود شكرا } و قد ورد في الخبر أنه ما كان تمر عليهم ساعة إلا وفيهم عبد قائم يصلى لله يشكره على نعمته فهذا شكر العمل أن تسخر النعمة في طاعة الله

    فالشكر على هذا أعم من الحمد من هذا الوجه أما الحمد أعم منه من ناحية السبب لأنك تحمد الإنسان و تثني عليه سواءً كان أنعم عليك أو لم ينعم عليك


    ابتدأ المصنف ـ رحمه الله ـ هذا الكتاب بحمد الله و في ذلك إئتساءٌ بالكتابِ العزيز و بالسنة الكريمة رسول الله
    أما الكتاب فإنّ الله تبارك وتعالى استفتح كتابه بحمده سبحانه و تعالى ففاتحة الكتاب التي هي أم القرآن أولها قول الحق تبارك وتعالى
    { الحمد لله رب العالمين }
    و أما السنة فقد صح عنه ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ أنه كان يستفتح خطبه بقوله : " إنّ الحمد لله نحمده و نستعينه "
    فأتسى ـ رحمه الله ـ بالكتاب و السنة

    والحمد هو خير ما يُذكر به الله تعالى و هو لله جل وعلا أولاً و آخراً وله الحمد على السراء وله الحمد على الضراء وله الحمد على كل حال ففي الصحيح عنه ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ أنه قال بعد ما رفع رأسه من الركوع : " لك الحمد ملئ السماوات و ملئ الأرض و ملئ ما شئت من شيء بعد أهل الثناء أي أنت يا الله أهلٌ أن يُثنى عليك ( أهل أي مستحقٌ) أهل الثناء و المجد أحق ما قال العبد أي أحقُ ما قاله العبد أن يثني عليك سبحانك وتعالى فالله هو المحمود أولاً و آخراً و هو المحمود على كل حال وإليه العاقبة و المآل قال الله تعالى : { لله الحمد في الأولى و الآخرة }




    وهو المحمود على السراء و الضراء وله الحمد على كل حال كما ثبت بذلك النصوص في كتاب الله وسنة رسول الله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الموقع
    لجة أحزان
    الردود
    56
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    4
    [frame="7 80"] ( الحمد لله الملك الجبار الواحد القهار ) [/frame]

    و الملَِكْ و المُلْك صفة من صفات الله تعالى التي ثبتت له في كتابه التي دل على ثبوتها كتابه و سنة رسوله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ أما الكتاب قال جل وعلا :

    { لله ملك السماوات و الأرض قل من بيده ملكوت كل شيء }{ لله ما في السماوات وما في الأرض }{ لله ما في السماوات و الأرض }

    فهذا كله يدل على أن الملك له على الكمال ـ سبحانه وتعالى ـ وله الملكُ المطلق جل وعلا و إن أضيف إلى غيره فإنما يُضاف باعتبار فتقول : أنا أملكُ البيت ، باعتبار على حسب ما يملكه الإنسان و أما ملك الله فهو ملك مطلق جل وعلا فهو خالق الأشياء وهو مالكها و المتصرف فيها وحده سبحانه وتعالى .


    [frame="7 80"]و ( الجبار ) [/frame]

    كذلك أيضاً مما ثبت اعتباره بدليل الكتاب و السنة أما دليل الكتاب فقد قال تعالى : { هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار }
    فأثبت لنفسه ذلك في كتابه وقال ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ كما ثبت في الحديث الصحيح عنه : " سبحان ذي الجبروت و الملكوت " .

    [frame="7 80"]( الحمد لله الملك الجبار الواحد القهار ) [/frame]

    الله واحد و يوصف بالوحدانية المطلقة فهو واحدٌ في أسمائه و صفاته و في ألوهيته و في ربوبيته جل وعلا قال الله تعالى { قل هو الله أحد } فوحدانية الله مطلقة قال جل وعلا : { ليس كمثله شيء } و قال سبحانه { فلا تضربوا له الأمثال } فهو المنـزه عن الشبيه و المثيل في أسمائه وفي صفاته وفي قدرته و ربوبيته و هو الواحد في ألوهيته و في تصريف الكون قال جل وعلا : { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا } فالمقصود أن الوحدانية ثابتةٌ لله تبارك وتعالى .

    [frame="7 80"]القهار [/frame]

    لأنه قهر كل شيء و ليس هناك شيء يخرج عن أمر الله عز وجل البتة قال تعالى : { وله أسلم من في السماوات و الأرض طوعاً و كرهاً وإليه يرجعون } فكل من في السماوات و الأرض تحت طوعه و قهره جلّ و علا .

    [frame="7 80"](وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب السماوات و الأرض و ما بينهما العزيز الغفار ) [/frame]

    أي كما أحمد الله فإني أشهد و أشهد تأتي بمعاني تأتي الشهادة بمعني الحضور تقول شهدت كذا بمعني حضرت ، وتأتى الشهادة بمعنى العلم كقولك أشهد كذا أي أنه في علمي أن ذلك وقع و حدث فقولك أشهد أن لا إله إلا الله : أي أعلم علم يقين لا شك عندي فيه و لا مِرْيـَة لأنه لا إله لا معبود بحق إلا الله سبحانه وتعالي و هذا هو ركن الإيمان الذي لا يمكن أن يستقيم بل لا يوجد إيمانٌ إلا به أن يقولها الإنسانُ بلسانه و أن يعتقدها بجنانه و أن يسعى في تطبيق أو تحقيق معناها بأركانه و جوارحه فهذا هو توحيد الله تبارك وتعالى والطاعة له جل وعلا

    [frame="7 80"](وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ) [/frame]

    أي حال كونه و حده لا شريك له فالشريك مأخوذٌ من الشركة وهي الاجتماع و الله جل وعلا منـزه عن الشريك و منزهٌ عن الصاحبة و الولد لا شريك له في ملكه و لا شريك له في تدبيره ولا شريك له سلطانه ـ سبحانه وتعالى .

    [frame="7 80"]( رب السماوات و الأرض ) [/frame]

    رب الشيء صاحبه وفي الصحيح عنه عليه الصلاة و السلام أنه قال في لُقَطَةِ الإبل : " مالك و لها معها حِبَاؤها و سقاؤها ترد الماء و تأكل الشجر حتى يلقاها ربها "
    يعنى : صاحبُها ، فالرب هو الصاحب و هو المتصرفُ فيه على الإطلاق فالله ُرب السماوات هو المتصرف فيها هو خالقها وموجدها و هو المتصرف فيها سبحانه وتعالي بأمره ونهيه جل وعلا

    و السماء في الأصل السماوات مفرد السماء و السماء كل ما علا الإنسان يسمى سماءً في الأصل و المراد بها الطِباق السبع : { ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق و ما كنا عن الخلق غافلين }

    و الأرض هي المبسوطة البسيطة كما تسمي أو المبسوطة التي نمشي عليها أي التي مهدها الله عز وجل وجعل فيها فِجاجاً وسُبلا يُصيب العباد بها مصالحهم في معادهم و معاشهم .

    [frame="7 80"]( و أشهدُ أنّ محمداً عبده ورسوله المصطفى المختار صلى الله عليه و على آله وصحبه الأخيار ) [/frame]
    : أي كما أشهد أن الله لا إله إلا هو وحده لا شريك له ، كذلك أشهدُ أن محمداً عبده و رسوله وهذا شطر الإيمان أي ينبغي للإنسان إذا شهد بوحدانية الله أن
    يقرنَ بالشهادة الشهادة بنبوة النبي الكريم ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ ففي الصحيح عنه عليه الصلاة و السلام أنه لما بعث معاذ بن جبلٍ إلي اليمن قال :

    " إنك تأتى قوماً أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله و أني رسول الله " و في رواية : " و أن محمداً عبده و رسوله " فهذا لابد من تحقيقه في الإيمان شهادةُ أن لا إله إلا الله و الشهادة بنبوة رسول الله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى .

    [frame="7 80"]( عبده ) [/frame]

    العبد مأخوذٌ من قوله : طريقٌ مُعَبّد أي مذلل فلما كان ـ سبحانه و تعالى ـ قد ذلّ له من في السماوات و الأرض انسهم وجنهم كلهم عباده و كلهم تحت خلقه و تحت أمرهِ و سلطانهِ جلّ و علا .

    [frame="7 80"]( عبده و رسوله ) [/frame]

    و هذه هي الوسطية بين اليهود و النصارى فأمة محمد ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ في أنبياء الله و في كل شيء وسطٌ بين الإفراط و التفريط فالنصارى غلوا في أنبيائهم و العياذ بالله و رسلهم فأوصلوهم إلي مقام الألوهية فادعوا أن عيسي ثالث ثلاثة و أنه ابن الله و أما اليهود فإنهم قصروا و أجحفوا فاحتقروا أنبياء الله و ازدروهم و العياذ بالله و سفكوا دماءهم فهم في المقام في الطرف الثاني من النقيض و لكن أمة محمد ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ المهتدية بهدي هذا الكتاب
    بهدي كتاب الله و سنة رسوله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ وسطٌ بين الطائفتين

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الموقع
    لجة أحزان
    الردود
    56
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    4
    الوجه الثاني من الشريط الأول

    [frame="7 80"]عبد الله و رسوله [/frame]

    فلما قالوا عبد الله خرجوا عن غلوا النصارى و لما قالوا رسوله خرجوا عن تقصي اليهود فوضعوه في المقام الذي ينبغي أن يوضع فيه و هكذا أمرنا رسول الله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ ألا نغلوا فيه و إنما ننزله في المقام الذي أنزلهُ فيه ربه نقول : هو عبدُ الله ِ و رسوله صلوات الله و سلامه عليه

    و أشرفُ وصفٍ للإنسان أن تصفه بالعبودية لله تبارك وتعالى و هو وصف شرف كما بين الله تبارك و تعالى ذلك بقوله : { سبحان الذي أسري بعبده ليلا } وصف العبودية وصف شرف .

    [frame="7 80"]و رسوله [/frame]

    الرسول مأخوذ من الرسالة و الرسالة هي السِفارة و الله تبارك وتعالى ضمن الرسالة في كتابه التي أصّل بها هذا النبي الكريم في كتابه و سنة رسوله صلوات الله و سلامه عليه .

    [frame="7 80"]المصطفى[/frame]

    : مأخوذٌ من الصفوة وهو عليه الصلاة و السلام اصطفاهُ الله عز وجل و اجتباه و اختاره فهو خيارٌ من خيار من خيار

    [frame="7 80"]( أما بعد فإنّ بعض إخواني سألني اختصار جملة من أحاديث الأحكام مما اتفق عليه الإمامان ) [/frame]

    أما بعد : كلمة يؤتي بها للفصل بين مقدمة الكلام و مضمون الكلام
    وأما قائمةٌ مقام مهما و لذلك تدخل الفاء في جواب الشرط فتقول : أما بعد فقد سألني .
    و أما بعد قيل إنها فصل الخطاب يقول العلماء :
    يُفصلُ بها بين المقدمة و المقصد
    فالمقدمة هي التي سبق الكلام عنها من الثناء على الله و رسوله صلوات الله وسلامه عليه ، وأما المقصود هو ما سيشرع في بيانه الآن .

    يقول ـ رحمه الله :

    [frame="7 80"]( أما بعد فإنّ بعض إخواني سألني اختصار جملة من أحاديث الأحكام ) [/frame]

    هذه العبارة بيّن فيها المصنف ـ رحمه الله ـ السبب الذي من أجله كتب هذا الكتاب و هذه العبارة فيها فائدةٌ لطيفة ينبغي لطلاب العلم أن ينتبهوا لها و هذه الفائدة تدلنا ـ على فضل أهل العلم ـ رحمهم الله ـ السابقين ما كان الواحدُ منهم يأتي و يكتبُ التأليف بمحض نفسه ما كانوا يتصدرون للتأليف كان لا يكتب الواحد منهم إلا بعد أن يُطلب منه لأنهم كانوا يحتقرون أنفسهم و كان الزمان ملئٌ بالعلماء و أهل الفضل و الأخيار و كان الواحد إذا كتب فإنه محط النقد فلذلك كان لا يكتب إلا من كان عالماً و أما زماننا هذا فإلي الله المشتكي من الغُثاء .

    حتى إن الإنسان لو جاء وتعلم كلمةً أو كلمتين طار بها في المجالس و بُلى بالفتنة و العياذ بالله فأصبح يكتب فيها الكتب و يؤلف فيها المسائل و قد تكون من المسائل التي بُحثت و بينها العلماءُ ـ رحمهم الله ـ و قتلوها بحثا و مع ذلك يأتي ليكتب من حظوظ الرياء و السمعة والفتنة و العياذ بالله بصرف الوجوه إليه

    لذلك ينبغي للإنسان أن يتأدب بآدابِ هؤلاءِ الأخيار و لذلك قال بعضُ الحكماء : من ألف فقد عَرَضَ عقلهُ في طبق

    الناس ستحكم على عقلية الإنسان بتأليفه و لذلك قالوا : من ألّف فقد استهدف
    يعني صار هدفاً إما للمدح أو للذم ، فينبغي للإنسان أن يُسلم نفسه وأن يُسلم غيره و لذلك قالوا : حبُ الظهور قصم الظهور

    فالإنسان ينبغي ألا يُبلى بفتنة محبة صرف وجوه الناس إليه و إنما يُقدم على العلم إذا كان من أهله

    لا حرج إذا كان من أهل العلم و الفضل و كان أهلاً للكتابة أن يكتب ليس معني ذلك ألا نكتب .. لا إنما تكتب إذا كنت أهلاً ، ولذلك جلس الإمام مالك ـ رحمه الله ـ ذات يوم و جاء رجلٌ يسأله و كان في مجلس فيه بعض طلابه فلما سأل السائلُ سؤاله قال عبد الرحمن بن القاسم العُتقِي و هو من أصحاب مالك ـ رحمه الله ـ قام وأجاب السائل فغضب مالكٌ رحمه الله و قال : لا ينبغي لأحدٍ أن يُفتي حتى يشهد له من هو خيرٌ منه أنه أهلٌ للفتوى و الله ما أفتيتُ الناسَ حتى شهِدَ لي سبعونَ من أهل هذا المسجد ( يعنى مسجد رسول الله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ كلهم من أهل العلم و أهل الصلاح و السابقة ) أني أهلٌ للفتوى .

    فلذلك ينبغي للإنسان ألا يتصدر للتدريس و لا للتأليف و لا للفتوى إلا إذا كان شهدَ له من هو أعلمُ منه أنه أهلٌ لذلك

    [poem font="Simplified Arabic,4,crimson,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    فالعينُ قد تُبصر ما دنى و نئا = و لا ترى ما بها إلا بمرآة [/poem]

    إذا كان الغير شهد لك بأنك أهلٌ لذلك فالحمد لله اُكتب و أنفع المسلمين بعلمك و لا حرج في ذلك ، و لكن أن يتصدر للعلم من هو أهلٌ و من ليس أهل هذا هو الذي لا ينبغي .

    [frame="7 80"]( مما اتفق عليه الإمامان أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري و مُسلم بن الحجاج بن مُسلم القُشيريّ النيسابوريّ )[/frame]

    يقول ـ رحمه الله :

    [frame="7 80"]( سألني اختصار جملةٍ في أحاديث الأحكام ) [/frame]

    قوله الاختصار مأخوذ من الخصر و هو ضد الإسهاب ، الكلام المكتوب و المقروء إما أن يكون موصوفاً بالاختصار أو الإسهاب أو المساواة .

    فالاختصار : أن يكون الكلامُ قليلاً و المعنى كثيراً ، هذا الاختصار و هو محمود في البلغاء و يُعد من البلاغة و لذلك ثبت في الحديث الصحيح أن النبي ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ قال : " أُوتيتُ جوامع الكَلِمْ "
    فكانت الكلمات اليسيرة تحملُ معاني كثيرة تفهم من سنته ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ هذا الاختصار .

    و الإسهاب : ضده ... الكلامُ كثير و المعنى قليل ، يُكرر الإنسان الكلام هذا يُعتبر إسهاب وهو مذمومٌ في الكلام

    و المساواة : أن يكون الكلام على قدر المعنى

    يقول ـ رحمه الله :

    [frame="7 80"]سألني بعض أخواني اختصار جملة من أحاديث الأحكام [/frame]

    : من هذا الكلام نفهم أنه لم يجمع جميع أحاديث الأحكام و إنما اقتصر على بعضها كما قلنا وقد كان ـ رحمه الله ـ في اختصاره موفقا لأنه اختار أهم الأحاديث التي دار عليها الخلاف بين أهل العلم ـ رحمهم الله .

    [frame="7 80"]( جملةً من أحاديث الأحكام ) [/frame]

    : و هي التي تتعلق بالفروع ، لأن الدين منه ما يتعلق بالأصول و العقائد التي يسميها العلماء و اصطلحوا على تسميتها العقيدة لأنها تتعلق بالمُعْتَقد ، ومنها ما يتعلق بالظاهر أحكام الجوارح و هو الذي يسمونه المعاملات كما سبقت الإشارةُ إليه و اصطلحوا على تسميته بأحكام الفروع .
    الأول أحكام الأصول و فيها العقائد والثاني أحكام الفروع التي هي مسائلُ الشرع من عبادة ومعاملات


    [frame="7 80"]( مما اتفق عليه الإمامان أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري ) [/frame]

    : و هو أمير المؤمنين في الحديث ـ رحمه الله ـ و كتابهُ الجامع الصحيح أصحُ كتابٍ بعد كتابِ الله عز وجل جمع فيه لهذه الأمة من أحاديث رسول الله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ الصحيحة خيراً كثيرا و نفع الله به الإسلام قروناً عديدة ، وأما الإمام مُسلم فهو أبو الحُسين مسلم بن الحجاج بن مُسلم القُشَيّريّ النيسابوري ـ رحمه الله ـ و كلاهما يُعتبر ما اتفقا عليه ، اجتمعا على تخريجه يُعتبر من أقوى ما يُروى
    أصح ما يُروى ما اتفق عليه الشيخان قال الناظم :


    [poem font="Simplified Arabic,4,crimson,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]

    أعلى الصحيح ما عليه اتفقا = فما روى الجعثي فرداً يُنتقى
    فمسلمٌ كذاك بالشرطِ عُرِفْ = فما لشرط غيرذين يكْتنف [/poem]


    أعلي الصحيح : يعنى أقوى ما يُروى ، ما اتفق البخاري و مسلم على روايته ، ثم يليه ما رواه البُخاري وحده ، ثم يليه ما رواه مُسلم وحده ، ثم يليه ما كان مُخرّجاً عليهما ، ثم يليه ما كان مُخرّجاً على شرط البخاري ثم ما كان مُخرّجاً على شرط مسلم
    وما اتفق عليه البخاري ومُسلم على نوعين :


    نوعٌ اتفقا على اللفظ و المعنى ( يكون اللفظ و المعنى واحد ) فهذا لا إشكال في اعتباره من المتفق عليه و لا خلاف في اعتباره ولا غبار عليه

    و أما النوع الثاني فهو الذي اتفقا على روايته ويكون ذلك بالمعنى تكون الروايات متقاربة في الألفاظ ليت على وتيرةٍ أو نسقٍ واحد فهذا يُعتبر عند بعض العلماء مما اتُّفِقَ عليه و الغالب أن رواية الإمام الحافظ عبد الغنى من الصِنف الأول في أكثر كتابه

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الموقع
    لجة أحزان
    الردود
    56
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    4
    [frame="7 80"]( فأجبتهُ إلي سؤالِه رجاء المنفعةِ به ) [/frame]

    : أي حققتُ ما قاله رجاء : أي طلب المنفعة به أي ينفع الله عز وجل به من قرأه أو سمعه أو تدبر فيه .

    [frame="7 80"]( و أسال الله أن ينفعنا به ومن كتبه أو سمعه أو قرأه أو حفظه أو نظر فيه ، و أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم ، مُوجباً للفوز لديه في جنات النعيم ، فإنه حسبُنا و نعمَ الوكيل ) [/frame]

    هذه دعوةٌ من المُصنِف دعا لمن قرأ هذا الكتاب أو سمعهُ أو حفظهُ ، فالحفظ أنبه على إذا أمكن أن يحفظ الإنسان الأحاديث قبل أن يقرأها أو تُشرح له حتى يُصيب العلمَ على وجهه و يكون له أوفر نصيب من ضبط العلم و إتقانه لأن حفظ العلوم مَظِنةُ إتقانها وضبطها والله تعالى أعلم .


    [frame="7 80"]( كتابُ الطهارة ) [/frame]

    يقول ـ رحمه الله ـ :

    [frame="7 80"]( كتابُ الطهارة ) [/frame]

    الكتاب مصدر كتب الشيء يكتبه كتباً وكتابة ، وأصل مادة الكتب في لغة العرب مأخوذةٌ من الجمع والضم ومنه سُمّيت الكتيبة كتيبة لاجتماع فرسانها وانضمامهم بعضهم إلي بعض قال العلماء : سُمي الكتابُ كتاباً إما لاجتماع حروفه بعضها إلي بعض أو لاجتماع مسائله و ضم المتشابه منها بعضه إلي بعض .

    فلذلك اصطلح العلماء على تسميته بكتاب الطهارة .. كتاب الصلاة .. موضعٌ أجمعُ لك فيه ما يتعلقُ بالطهارةِ أو يتعلقُ بالصلاةِ أو بالصومِ ونحو ذلك ومن عادة العلماءِ ـ رحمهم الله ـ أنهم يعتنون بجمع المادة العلمية المتحدة في المضمونِ الواحد في مبحثٍ واحد أو موضعٍ واحد ويضعون لها عنواناً مستقلا
    فالأحاديثُ التي تتعلق بالطهارة يضعونها تحت كتابِ الطهارة ، والأحاديثُ التي تتعلق بالصلاة تحت كتابِ الصلاة وهلمّ جرا


    فقوله :

    [frame="7 80"]( كتابُ الطهارة ) [/frame]


    كتابُ مضاف و الطهارة مضافٌ إليه ، الطهارة مصدر طَهُرَ الشيءُ يطْهُرُ طهارةً إذا نَظُفَ و هي ضدُ القَذَر ، فالشيءُ الطاهر هو المنزه عن القذر و الطهارة على نوعين :
    طهارةٌ من الحَدَث و طهارةٌ من الخَبَث


    و الطهارةٌ من الحدث : المقصود بها أمران :

    الأمرُ الأول ، الطهارةُ من الحدثِ الأكبر
    و الأمر الثاني الطهارة من الحدث الأصغر بالوضوء أو بالغسل التيمم

    فالطهارة بالوضوء تكون من الحدث الأصغر من بولٍ أو نومٍ أو غائطٍ أو غيرِ ذلك من الأحداث التي لا توجب الغسل ـ هذه تُسمي طهارة الحدث الأصغر فإذا توضأ الإنسان فقد طَهُرَ من حدثِهِ الأصغر ، و أما طهارةُ الحدث الأكبر المقصودُ بها الغسلُ من الجنابة و هي تكونُ بتعميم البدن اصطلح العلماء علي وصفها بطهارة كبرى لما فيها من تعميم البدن بخلافِ الوضوء الذي يكون فيه غسلٌ لبعضِ الأعضاء و مسحٍ لبعضها كما هو معلوم

    و تكون طهارة الحدث الأكبر إما بسبب الجنابة أو الحيض أو النفاس و غير ذلك من الموجبات التي سيأتي بيانُها إن شاء الله في موضعِها
    فهذا طهارة الحدث



    و طهارة الخبث المرادُ بها الطهارة من الخبث المتعلقِ بالثوب أو البدن أو المكان ، الطهارة في الثوب و الطهارة في البدن و الطهارة في المكان ، إذا طهرتَ الثوب أو البدن أو المكان من شيءٍ عَلَقَ بهِ من النجاسة ، هذه تُعتبر طهارة من الخبث يعنى : من النجاسة .

    فالمقصود أن الطهارة على نوعين : طهارةٌ من الحدث و طهارةٌ من الخبث

    و الطهارةُ أيضاً تنقسمُ إلي قسمين من ناحيةٍ أخرى :

    فتكون طهارةً محسوسة و طهارةً معنوية
    فالطهارةُ المحسوسة : كغسلِك للقذر الذي في الثوب لأنك تراه و تحُسُه

    و الطهارة المعنوية : هي التي لا تُرى و إنما تتعلق بمعاني كالطهارةِ من الذنوب و هي التي عناها النبي ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ بقوله : " و نقنى من الذنوبِ و الخطايا كما يُنقى الثوبُ الأبيضُ من الدنس "
    فشبه الطهارة المعنوية بالطهارةِ الحسية
    فهذا جامعٌ للنوعين : الطهارة المعنوية و الطهارة الحسية و سيتكلم ـ رحمه الله ـ في هذا الموضع يُورِد أحاديث تتعلق بطهارة الحدث و كذلك طهارة الخبث و سيذكر أحاديث الوضوء لأنه طهارةٌ من الحدث الأصغر ، ويذكر أحاديث الغُسلِ من الجنابة لأنها طهارةٌ من الحدث الأكبر ثم يذكرُ الطهارةَ من الخبث حيثُ يذكرُ الأحاديث التي دلتّ على الاستنجاء و الإستجمار عنه عليه الصلاة و السلام من قولِهِ و فعلِهِ

    فهذا هو مقصودُه بقوله :


    [frame="7 80"]( كتابُ الطهارة ) [/frame]

    يعنى في هذا الموضع سأذكر لك الأحاديث المتعلقةَ بالطهارة و الله تعالى أعلم .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الموقع
    لجة أحزان
    الردود
    56
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    4
    الحمد لله والصلاةُ و السلامُ على رسول ِ الله و على آله و أصحابِهِ ومن والاه
    نقف هنا إن شاء الله ، وهنا بعضُ الأسئلة المتعلقة بالدرس
    يقول السائل :


    ما الفرق بين هذا الكتاب و بين كتاب بلوغ المرام ؟


    [color=#3333CC]الجواب : كِلا الكتابين فيما خيرٌ عظيم و فيهما بركة ، و من قرأ كتاب [/color]( بلوغ المرام ) أو ( عمدة الأحكام ) فإنهُ سيصيبُ خيراً كثيرا

    لكن الفرق بين هذا الكتاب و بين بلوغ المرام أنّ هذا الكتاب من الصحيحين ، و أما بلوغ المرام فإن الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ التزم أن يذكر الأحاديث بعضها متفقٌ على صحته و بعضها مختلفٌ في تصحيحه و لكنهُ قد يُصححه هو يعنى يترجح عند الحافظ ـ رحمه الله ـ صحة الحديث ، فقد تأتي وتقرأ في بلوغ المرام حديثاً علي أنّ الحديث صحيح بناءاً على تصحيح الحافظ ، وبعد أن تقرأه و تفهم ما فيه يتبين لك أن الحديث ضعيف ، وأن تصحيح الحافظ استدرك عليه مثلاً حافظ آخر .. عالمٌ آخر
    فهذا الحقيقة جعل الهمة مصروفة أكثر إلى عمدة الأحكام لأن السند لا إشكال فيه .
    و الأمر الثاني أن ّ
    أحاديث عمدة الأحكام مُنتقاة يعنى : أنّ المُصنّف ـ رحمه الله ـ انتقى أهم الأحاديث التي دار فيها الخلاف

    لكن بلوغ المرام يمتاز على كِتابنا من ناحية أنه ذكر أحاديث أخرى صحيحة و قد تكون عند أحد الشيخين يستطيع الإنسان بقراءتها أن يُلمّ بمباحث الباب أكثر من إلمامه بعمدة الأحكام فلكلا الكتابين مزيّة نسأل الله عز وجل أن ينفعنا بهما .


    يقول السائل : هل هناك شروحٌ لهذا الكتاب ؟

    الجواب : نعم و من أجمعها إحكامُ الأحكام لابن دقيق العيد ـ رحمه الله ، وعليه حاشية العُدّة على شرح العمدة للصنعاني

    ولكن كتاب إحكامُ الأحكام الحقيقة دسم و مادتهُ دسمة وحبذا أن يكون طالب العلم عند قراءته على صِلة بالعالم ، لأن إحكامُ الأحكام يجعل في طالب العلم ملكة في معرفة كيفية انتزاع الحكم من الدليل وكذلك يُنمي فيه الفهم باتجاه العلماء ـ رحمهم الله ـ في فقه هذه الأحاديث ، بعضهم رأى ظاهر الحديث ، وبعضهم رأى أن ظاهر الحديث غير مقصود و إنما المقصود علة الحديث أي معناه فلماذا ذهب من ذهب بالظاهر إلي ظاهر الحديث ؟ و لماذا ذهب من قال بمعناه إلى غير ظاهره ؟
    هذه هي مهمة
    ابن دقيق العيد ـ رحمه الله ـ وقد وُفِقَ ـ رحمه الله ـ كثيراً وكتابه حتى إن العجب أنه قيل أملاهُ إملاءً في مجالسه
    والحقيقة لا يُمكن أن يُدرك قوة هذا الكتاب و دسامة مادته إلا أهل العلم ويستفيد منه طالب العلم الفائدة الحقة إذا قرأه على عالمٍ متمكنّ و الله تعالى أعلم .


    يقول السائل : فضيلة الشيخ :
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    هناك أدبٌ من آدابِ طالبِ العلم لم تتطرق في الحديث عنه و هو أدب الخلاف أو أصول الحوار ، فهل من توضيح وجزاكم الله خيراً


    الجواب : نعم جزاك الله خيراً ، وكم في النفس من أشياء أحب أن أتكلم عنها ولكن أحب أن يكون المجلس للجميع طالب العلم يستفيد و العامي يستفيد و المتمكن يستفيد و غيره ما كنا نحب أن نسترسل
    لكن أدب الخلاف : أولاً : إذا أراد اثنان أن يتناظرا في مسألة أو يتباحثا فيها فينبغي أول شيء أن يكونا مُتأهلين للمناظرة
    يعنى ما نأتي نختلف في مسألة ونحن لسنا بأهل للبحث و النقاش .. هذا لا يجوز
    قال تعالى :
    { و لا تَقْفُ ما ليس لك به علم } وبال .. هذا شر على الإنسان

    ولذلك ينبغي على طلاب العلم إذا جلسوا في المجالس و أرادوا أن يتناظروا أن ينظر الذي يريد المناظرة إلي من يُناظر : هل هو أهلٌ للمناظرة أم لا ؟

    فإن كان أهلاً ناظرَهُ ، وإن كان غير أهل لا يُناظره ، لأن الجاهل إذا ناظرتَه قد يردّ السنة .. قد يردّ حديث .. آية .. يهلك بردِها و العياذ بالله .. فلماذا تكون سبب في هلاكه ؟


    و لذلك الجاهل ما تستطيع أن تُقيم عليه الحجة إلا ما رحم ربُك ، يقول الإمام الشافعي : جادلني عالمٌ فغلبتُه ، و جادلني جاهلٌ فغلبني !

    لأن الجاهل تُحاول أن تُفهمه ، ما عنده أصول تستطيع أن تُلزمه بها
    فلذلك أول شيء أن يكون من تُناظره أهلاً للمناظرة .


    إذا توفرت الأهلية ـ الأمر الثاني : أن يكون الهدف من هذه المناظرة مرضاةُ الله عز وجل لا رياء ولا سمعة ، لذلك السلف الصالح ـ رحمهم الله ـ تناظروا في مسائل كثيرة وما كانوا يجلسون في مسألة يتناظرون فيها إلا خرجوا بفائدة

    لـــــــــــــــــــــــمــــــــاذا ؟
    لأنهم مخلصون لوجه الله ، وكم من مناظرات سُجلت فيها درر و فوائد وعلوم جنة فتح الله عز وجل بها على المتناظرين

    لـــــــــــــــمــــــــــــــــــاذا ؟


    للإخلاص ، فأول شيء بعد الأهلية الإخلاص

    بعد أن تتوفر أهلية المُناظر و الإخلاص حدِدَا موضع النزاع ، يعنى نُريد أن نختلف في مسألة نُحدد أين الخلاف ، فإذا جئنا لنختلف مثلاً في شيء هل هو واجب أم ليس بواجب ، هل الأصل وجوبه أم عدم وجوبه ؟ نحدد هل خلافنا في الوجوب أم في الندب ؟ لــــمـــاذا ؟


    لأن بعض طلاب العلم يُناظرك هو يعنى الوجوب و أنت تعنى الندب فتصيح وتُناظره وهو يصيح ويُناظرك وقد تكونا متفقين لــمـــاذا ؟

    لأنه ما حُدِّدَ بين المتناظرين موضع النـزاع ، فينبغي أن تُحّدد موضع النـزاع ، تقول له : يا أخي أنت تقول كذا وكذا ، ماذا تقصد من هذه العبارة ؟ هل تقصد العموم ؟ أم الخصوص ؟ الإطلاق أم التقييد ؟ حتى تعرف أين الخلاف بينك وبينه

    إذا كان الشخصُ المُناظر أهل وأخلصتُما و حددتُما موضع النـزاع بعد ذلك سلهُ ما هو الأصل في هذه المسألة ؟ هل الأصل اختلفتما هل هو واجب أم غير واجب ؟ هل الأصل وجوب هذا الشيء أم عدم وجوبه ؟ جوازه أم حرمتُه ؟

    مثلا: لو تناظر اثنان / هل الشُرب قائماً حرام أم حلال ـ على سبيل المثال
    فينبغي أن يُحدِدا الأصل .. هل الأصل أنّ الشرب قائم وقاعد جائز ؟ أم أنه حرام ؟
    الأصل في الشرب قائم أنه حلال ولا مُباح ؟


    الأصل أنه حِلّ لأنه من جنس الأشياء التي لا تعدد فيها

    فإذا حددوا الأصل ، بعد ذلك فائدة تحديد الأصل أن نعرف من المدعي والمدعي عليه
    إذا استطعت أن تحدد الأصل أمكنك أن تعرف من المُطالَب بالدليل لأنه ربما تقول : ائتني بالدليل ، وهو يقول : ائتني بالدليل ، لأنكما ما حددتما الأصل
    فحددا الأصل حتى نعرف من المطالب بالدليل ، ولذلك كثير من طلاب العلم يجلسون ويقول له : يا أخي قولك مرجوح لأن ما عندك دليل ، وهذا يقول : قولك مرجوح لأن ما عندك دليل !

    فلذلك ينبغي أن نعرف الأصل ، إذا عرفت الأصل أمكنك أن تنظر في الخارج عن الأصل ، ودليل خروجهِ عن الأصل ، ثم تنظر في هذا الدليل هل يقوى على إخراجك من الأصل أم لا يقوى ؟
    هذه الأمور ينبغي التنبه لها .


    الأمر الآخر : أدب الخلاف ، يعنى ينبغي للإنسان أن يعلم أن الذي يُخالفه إذا كان من طلاب العلم أنه ما خالفه إلا لكتاب أو سنة أو شيء يرجو به مرضاة الله عز وجل فلا ينبغي أن يُطلق العِنان للسانِه .. سِباب .. شتائم وسوء الأدب .. لا

    بل ينبغي أن يكون الخلاف في محل الخلاف ، لا يكون وسيلة لاحتقار الإنسان بسبه باستباحة عرض المسلم .. هذا لا يجوز .. خاصةً إذا كان من أهل العلم ، المصيبة الآن بين العوام أنهم إذا سمعوا علماً مثلاً أفتى بشيء و المشهور الذائع كذا وكذا لكنه أفتى بدليل هذا الشخص فيقول : لماذا يُفتى ، لماذا كذا و يسبونه و يشتمونه فلا ينبغي ذلك وخاصة بين أهل العلم ينبغي أن نترفع إذا كانت الغيبة موجبة للهلاك بين العوام فكيف بأهل العلم فينبغي للإنسان ما يطلق لسانه لاستباحة عرض أخيه المسلم ، وإذا كان
    الخلاف يُفضي إلي السباب و الشتائم فهذا خير فيه ، فالله تعالى يقول في قوم أهل كفرٍ يقول : { ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن }

    إذا آل الأمر إلي السباب فهذا لا خير فيه قال صلـ الله عليه وسلم ـى : " لا تكونوا عوناً للشيطانِ على أخيكم " .

    الأمر الأخير الذي ينبغي للإنسان أن يتنبه له أثناء الخلاف أن يرضخ لدليل الشرع ، إذا جاءك إنسان وخالفك .. إذا خالفك بدليل من الكتاب و السنة فاحترم هذا الخلاف مادام أنه لدليل من كتاب الله وسنة النبي ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ و على هذا إذا اختلف الاثنان إما أن يكون عند كل واحدٍ منهما نص و إما أن يكون عند أحدهما نص و الثاني يجتهد برأيه و إما أن لا يكون النص عند أحدهما كل منهما يجتهد ، فإن كان عند كل واحد منهما النص ، فإن كان نص كل واحد منهما صحيح فلا إشكال كلٌ يعمل بقوله و لذلك الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ اختلفوا في مسائل كثيرة وكان كل واحد منهم عنده سنة كما ثبت في الحديث الصحيح في قصة بنى قريظة فإنه لما قال : لا تصلوا العصر إلا في بني قريظة
    ، قال بعضهم : ما نصلي إلا في بني قريظة ، وقال الآخرون ماذا : نصلى هنا لأن ليس المراد أن نصلى في بني قريظة وإنما المراد المعنى ، يعنى أن النبي ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ قصد التعجيل

    فالطائفة الأولى نظرت إلي ظاهر الحديث لا نصلى إلا في بني قريظة ، والطائفة الثانية نظرت إلي فقه الحديث و معنى الحديث فقال : ليس المراد اللفظ و إنما المراد الاستعجال و المعنى فلذلك نصلى الصلاة في وقتها إعمالاً للنص الآخر : { إنّ الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً } } و هذا من فقه الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ نظروا ما هو الأصل ؟ الأصل تصلَى الصلاة في وقتها أم في خارج وقتها ؟
    ـ في وقتها
    ثم نظروا في قوله عليه الصلاة و السلام :
    لا تصلوا العصر إلا في بني قريظة ، هل هو مُحْتمِل أم غير مُحْتمِل ؟
    مُحتمِل التعجيل و مُحتمِل الظاهر ، فلما كان التعجيل أقوى قالوا : نحنُ نبقى على الأصل الذي يوجب أن نُصلى الصلاة في وقتها ، ولذلك لما رجعوا إلي النبي ـ صلـ
    [color=#3333CC] الله عليه وسلم ـى ـ صوّب الطائفة التي صلت في الوقت ، لـــمـــاذا ؟

    لأنها نظرت إلي المعنى والمقصود وأعملت أصولاً أقوى من الحديث لأن الحديث مُحْتَمِل و في هذا الحديث تبين لنا أنه إذا اختلف اثنان و كل واحد معه نص فإنه لا ينبغي أن يتهم كل منهما الآخر و يحاول أن يسيء إليه .. مادام عنده سنة فأنت تقبض بعد الركوع والآخر ما يقبض بعد الركوع
    الذي يقبض بعد الركوع يستدل بإطلاق النصوص في القبض
    و الذي لا يقبض بعد الركوع يستدل بأن الأصل عدم الإطلاق و أن الأصل أن هذه الحركة ينبغي أن يدل عليها الدليل مباشرة
    مَنْ قال بالقبض فلا حرج ، ومن لم يقل بالقبض فلا حرج
    هذا له دليل و هذا له دليل


    فإذاً ما في داعي نُضيع الوقت في الخصام والجدال أبداً مادام إنه يُخالف النص فلا إشكال

    الحالة الثانية : أن يكون النص ضعيف ـ الذي يُخالفك من أجله ـ فبين له ضعف ذلك الحديث إلا في حالة واحدة إذا كان من أهل الحديث و يري صحة الحديث و أنت ترى ضعف الحديث فإنه يتعبد الله بما ظهر له ، لا تُجزم بأن الحديث ضعيف هو يرى فيما بينه وبين الله أن الحديث صحيح و أنت ترى أنه ضعيف ، فهو يعمل على ما ظهر له وأنت تعمل على ما ظهر لك .

    الحالة الثالثة : إذا كان لكل واحد أحدهما النص والثاني الرأي ، فالواجب على من اجتهد أن يرجع إلي النص قال الإمام الشافعي ـ رحمه الله : أجمع أهل العلم من لدن رسول الله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ أنه من استبانت له سنة رسول الله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ أنه ليس له أن يدعها لقول أحد كائناً من كان ذلك الأحد .

    فلذلك إذا جاءت السنة قل سمعنا وأطعنا و هذا هو قول المؤمنين : { فلا وربك لا يؤمنون } فلا و ربك : يُقسم الله عز وجل ، { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم } : و ليس وحدها يُحكم السنة و يحكم الكتاب

    { ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً } : أي حرجٍ كان

    { مما قضيت و يسلموا تسليما } : الأنوف في التراب لله و رسوله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ ذلة لله سبحانه وتعالى .

    و لذلك طالب العلم الحق يهوى الشيء ويُحبه و إذا قيل له قال الله .. قال رسوله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ ما عنده أي رجعة سمعنا وأطعنا

    ولذلك كم من القصص عن السلف الصالح و الصحابة كان الواحد منهم إذا بلغته السنة وضع أنفه في التراب و يقول سمعنا وأطعنا ، بل إن بعضهم يقوم ويسلم على أخيه ويقول : جزاك الله عنى من أخٍ خيرا ، لأنه دله علي سنة

    فلذلك لا ينبغي للإنسان إذا أهدي له أخوه إذا كان يجتهد في مسألة و رأى فيها رأى وجاءه أخوه بدليل من كتاب الله وسنة نبيه ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ إلا أن يتسع له الصدر ويقول له : جزاك الله خيراً ، وبارك الله فيك

    هكذا حتى نحبذ إخواننا على محبة السنن و نسأل الله عز وجل للجميع التوفيق و الهداية

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الموقع
    لجة أحزان
    الردود
    56
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    4
    الأخ السائل يقول : فضيلة الشيخ
    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
    اسمح لي ـ حفظكم الله ـ أن أقترح عليكَ اقتراحاً لو تجعل مقداراً معيناً من حديثين أو ثلاثة أو أكثر يحفظها طلاب العلم و يسمعونها عند كل اجتماع .


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ـ صلـ الله عليه وسلم ـى ـ و على آله وصحبه ومن والاه

    الحقيقة الوقت ضيق أظن من الصعوبة أن يتفرغ أحد لسماع هذه الأحاديث التي تُحفظ و أَكِلُ الأمر إلي إخلاص طلاب العلم وصدقهم مع الله فليس هناك من رقيب إلا الله

    فمن أراد أن يحفظ و يُخلص لوجه الله عز وجل بحفظه و يتقرب إلي الله فليحفظ هذه مائدة فيها من الخير والبركة ما لا يعلمه إلا الله عز وجل

    فمن أراد أن يحفظ لوجه الله فحيا هلاً به ، وأما التسميع فأظن أن الوقت لا يتسع وأقترح اقتراحاً بديلاً حبذا لو كل أربعة أو خمسة يتفقون فيما بينهم على تسميع أحاديث العمدة و أظن أن هذا الاقتراح قد يكون فيه غناء عن قضية التسميع يجلسون مع بعض جلسة بالأسبوع يُسمع بعضهم لبعض ويتذاكر بعضهم مع بعض و الله تعالى أعلم .



    انتهى الشريط الأول

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2000
    الردود
    9,839
    الجنس
    أنثى
    جهد عظيم أخيه..
    شكر الله لك وبارك فيك..
    وقد سعدنا بإنضمامك..






    اللهم اجعل لي من كل همٍ فرجاً
    ومن كل ضيق مخرجاً
    وارزقني من حيث لاأحتسب


  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الردود
    12,045
    الجنس
    أنثى
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
    ما شاء الله جهد قيّم وشريط هام ..

    جزاكِ الرحمن خير جزاء
    أؤمن كثيراً.. بأن المساحة الفاصلة بين السماء والأرض.. وبين الحلم والواقع.. مجرد دعاء..

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 32
    اخر موضوع: 28-09-2009, 05:21 AM
  2. واخيرا التقيت بشقيقة الروح ~~ريحانة عطرت حياتى ~~
    بواسطة نقَآء~ في ملتقى الإخــاء والترحيب
    الردود: 2
    اخر موضوع: 19-06-2007, 05:38 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ