خارقة أخرى:

في قضية رمي رسول الله للتراب عندما بدأ الهجوم أخذ كفاً من الحصى ورمى في وجه القوم
وقال شاهت الوجوه فلم يبق أحد من جيش المشركين إلا دخلت في عينيه ومناخيره وفمه إلا أصابته
﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى ﴾ (17)
صحيح أنت أخذت كفاً من الحصى لكن الجيش متوزع مسافات طويلة وجند كثيرون وخلف بعضهم رمية من الحصى
تصل إلى عيون الجميع؟! هذه معجزة ربانية. ولذا لما إلتحمت الصفوف كان الصحابي يضربه وهو يفرك عينيه
هذا المشرك لا يستطيع أن يرى من أمامه وكانت نعمة عظيمة
﴿ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى ﴾ (17)
فكانت هذه المعجزان كلها أبرزت هذا الدور وفي نفس الوقت تلميح إلى أن النصر كان من الله أولاً وأخيراً
فلا تعجبكم أنفسكم تقولوا قلّة غلبت كثرة بجهدنا لشجاعتنا بقوتنا، لا، هذا نصر من الله.



د. عبد الرحمن: ونص الآية يدل على هذا ﴿ وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ
إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
﴾ (10)
وأيضاً ﴿ وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ ﴾ (26).


هذا تقيب على التذكير بما كان عليه الوضع، أنتم في مكة تخشون أن يتخطفكم الناس وحتى رسول الله
﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ (30)

تذكروا الماضي الذي كنتم عليه والذي صرتم عليه بعد الإيواء وبهد تهيئة الأنصار وهذا النصر الذي توجت به أعمالكم
فهذا كله من الله تعالى فعلكيم أن تشكروا الله عليه.


د. عبد الرحمن: نلاحظ في هذه السورة تأكيد على نعمة التثبيت في مواجهة الأعداء
سواء تثبيت بالمطر ﴿ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ ﴾ (12) وقوله ﴿ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ ﴾(11) الحديث عن الثبات في المعركة.



الثبات نتيجة الصبر، الصبر له دور في المعركة، قد يكون الإنسان عندما يصبر لحظات بعد صاحبه يكون النصر
والظفر من نصيبه "النصر مع الصبر" ولذلك في قضية تثبيت الأقدام كان نتيجة الصبر
فعندما ينزل الصبر وتكون الإرادة القوية في المعركة الجانب المعنوي له أثر كبير في تحقيق النصر.

فصحابة رسول الله عندهم الإيمان والتوكل على الله وتشاهد في بعض مواقف الصحابة في غزوة بدر
أنهم كانوا يرون كأن الأمور مكشوفة لهم، مثلاً عمير بن الحمام عندما يأكل التمرات
ويسمع رسول الله من قاتل هؤلاء مقبلاً غير مدبر دخل الجنة فيقول أليس بيني وبين دخول الجنة إلا أن أقاتل وأقتل جنة عرضها السموات والأرض؟
ما حاجتي إلى التمر؟ ما صبر حتى يمضغ التمر وألقى التمر جانباً ودخل المعركة حتى استشهد
وكان عددهم قليلاً ثلاثمائة وبضعة عشر.

أصحاب طالوت عندما قابلوا جالوت كانوا ثلاثمائة وبضعة عشر وأصحاب رسول الله في بدر ثلاثمائة وبضعة عشر والرسل عددهم ثلاثمائة وبضعة عشر الأنبياء كثيرون 24 ألف أما الرسل منهم فثلاثمائة وبضعة عشر.



د. عبد الرحمن: هل ورد لسورة الأنفال إسم آخر غير الأنفال؟

قال العلماء تسمى سورة الجهاد وسورة بدر إضافة لسورة الأنفال كما ذكر المفسرون.

انتهت السلسلة ..